تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

أحمد السقا

يتميز بالتلقائية، ووهبه الله قبولاً عند الجمهور لم يعطه إلا لقلة قليلة من أبناء جيله، تخصص في الأكشن وفي الفترة الأخيرة اقترب أكثر من أوجاع الناس. إنه النجم أحمد السقا الذي تخلى عن نجوميته أثناء حوارنا معه، وتحدث معنا بعفوية وتلقائية عن أسرار تميزه عن غيره من الفنانين، ولماذا اقترب في أفلامه الأخيرة من الجماهير، ورد بصدق على الانتقادات التي وجهت إلى فيلمه الجديد «إبراهيم الأبيض»، وتناول تكرار تجربته مع هند صبري بعد فيلم «الجزيرة»، والأهم السر الذي يجعل النجوم الكبار مثال محمود ياسين ومحمود عبد العزيز يوافقون على مشاركته أعماله. وتحدث أيضاً عن عادل إمام واختلافه مع حسين فهمي... فماذا قال السقا؟

- «إبراهيم الأبيض» يتعرض لانتقادات شديدة ووصفوه في مهرجان «كان» بالدموي، لماذا؟
لماذا يقول الأجانب عن «إبراهيم الأبيض» انه فيلم دموي، رغم أن أفلامهم مليئة بالدماء وهم من ابتدعوها.

- الوصف جاء لأن المشاهد العنيفة بهذا الكم جديدة على السينما المصرية؟
السينما هي محاكاة للواقع، ولكن ليس كل ما هو في الواقع ينقل على الشاشة لانه سيكون فجاً وأحياناً أخرى يكون فوق مستوى الجمال والمثالية فلا يصدقه أحد، فالفن هو الانتقاء من الواقع وإعادة ترتيبه وتهذيبه قبل عرضه.

- هل هذا يؤكد أن أفلامك عن قصص حقيقية؟
أنا كممثل لا يشغلني إن كانت قصص أفلامي حقيقية أم لا، ثم إن هناك فرقاً بين مخرج السينما والمواطن العادي في رؤية الأشياء، فالإنسان العادي إذا مر مثلاً على «خرابة» سيراها مثلما هي، أما الفنان فيراها من زوايا معينة بأشكال جمالية. ونحن فعلنا هذا في «إبراهيم الأبيض» فنقلنا الواقع في شكل ملحمي وفني يقترب إلى الإغريقي في نزعته، وكان هدفنا إلقاء الضوء على هؤلاء البشر وعلى حياتهم بواقعها من زاوية جمالية وليس من زاوية فجة.

- لماذا تنكر أن أفلامك لها صلة بالحقيقة؟
إذا كان صحيحاً أن الفيلم له صلة بالحقيقة فسيكون جيداً اقتصادياً كنوع من الدعاية للعمل، لكن إذا كانت هناك شخصيات كثيرة مثل «إبراهيم الأبيض» تكون مصيبة سوداء. لست مقتنعاً بأن هناك قصة حقيقية تُنقل إلى السينما كما هي، لأن هذا لا يحدث إلا في الأفلام الوثائقية.

- قيل أيضاً إنك قدمت الفيلم على طريقة «رامبو» و«روبن هود» ما تعليقك؟
أعتقد أن النقاد الأوربيين رأوه كذلك لأنهم يشاهدون الفيلم من منظورهم، ولكن إذا دخلتم موقع «يوتيوب» ستجدون عليه معارك حقيقية مصورة في مناطق مختلفة، هذه المعارك هي التي قدمناها في الفيلم ولكن في صورة سينمائية، كما أن الأكشن والعنف عندنا مختلفان تماماً عن الغرب، فنحن عندنا «المشاجرة» تنتهي في دقيقتين. وهناك جملة شائعة في المناطق الشعبية «اليد السابقة لاحقة»، فثقافتنا الفولكورية مختلفة عن ثقافة الأوربيين.

- عرض الفيلم في «كان» الهدف منه توزيعه في الخارج، فهل تحقق هذا؟
تحقق بشكل كبير، ورغم أن هذه هي المرة الأولى التي أمشى فيها على السجادة الحمراء فإني رأيت بعيني 700 كرسي يجلس عليها موزعو سينما عالميون، وأيضاً القنوات الفضائية هناك سجلت معي وقالت لي كلاماً لأول مرة أسمعه. وكلمة الحق التي أريد قولها أن عرض الفيلم في مهرجان «كان» أحدث فرقاً في التوزيع الخارجي، فهذه السوق فتحت آفاقاً جديدة للتوزيع في الخارج.

- أعيدت كتابة الفيلم 12 مرة. فهل حصل التعديل بسبب أفلام العشوائيات التي قدمت بكثرة الفترة الأخيرة؟
نحن نعمل على فيلم «إبراهيم الأبيض» منذ عام 1998، وشاءت الظروف أن يقدم هذا العام، والسيناريو لم نكن نعدل فيه لتشابهه مع قصص الأفلام الأخرى، بل لأننا نحن صناع الفيلم نضجنا أكثر في العشر سنوات الأخيرة. الإطار الرئيسي للسيناريو لم يتغير، وفيلمنا ليس قصة عنف أو ثأر أو صراع، وهو ببساطة شديدة قصة حب شديدة الخصوصية بين شاب وفتاة، والأكشن والعنف هما مجرد أحداث حول قصة الحب هذه، لأنني قدمت في «إبراهيم الأبيض» نموذجاً للرجل الذي لا يفرط بحبه.

- لكن النقاد رأوه فيلم انتقام طفل قُتل والده أمام عينيه؟
لا أنكر أن هذه هي القصة، طفل يُقتل والده أمام عينيه لكنه لا ينتقم. والأهم قصة الحب كما قلت.

- قيل إن الطفل الذي قدم طفولة «إبراهيم الأبيض» هو ابنك ياسين؟
ابني ياسين جاء معي فقط إلى الاستوديو، وليس هو الطفل الذي جسد طفولة إبراهيم الأبيض، لكن الحقيقه أن مروان حامد أتى بطفل يشبهني جداً.

- اتجاهك الى تقديم أفلام أكثر عمقاً وقرباً من المجتمع هل هو مقصود؟
بالطبع مقصود. خلال مشواري قدمت أشكالاً وشخصيات مختلفة، قدمت الطبيب البيطري في فيلم «أفريكانو»، والعميل في فيلم «مافيا» وطفل الشارع في فيلم «تيتو»، والعاشق في فيلم «عن العشق والهوى» والنصاب في «حرب أطاليا»، وقصة الحب التقليدية بين شاب وبنت الجيران في فيلم «تيمور وشفيقة»، وجسدت الصعيدي في فيلم «الجزيرة». وفي نظر البعض مستوى أدائي لم يختلف لكنني سعيد بأنني قدمت شخصيات مختلفة. كما أن بعض هذه الأفلام فيها أفكار لم أقصدها لأنني صاحب فكر يدعو للتفاؤل، ومكافح بشكل عنيف وشريف طبعاً، وأحاول بقدر الإمكان أن أقدم شخصيتي الحقيقية في السينما. وعندما أقدم دور «روبن هود» لا أحب أن أتركه ينتصر حتى إذا تعاطف المشاهد معه لأنني أريد أن يعجب المشاهد فنياً لا أن يقلده على أرض الواقع.

- وكيف كانت تجربتك مع محمود عبدالعزيز؟
وجود الفنان محمود عبدالعزيز في «إبراهيم الأبيض» إضافة كبيرة جداً للفيلم ولأحمد السقا، فهو قيمة فنية كبيرة. وأنا قدمت فيلم «الجزيرة» مع الفنان محمود ياسين وهذا كان بداية اللقاء بين جيلنا وجيل الكبار وهذه كانت أول شهادة أحصل عليها، وعندما عمل معي محمود عبدالعزيز في «إبراهيم الأبيض» حصلت على شهادة ثانية أعتز بها، فهذا الجيل يضيف قوة وفخامة وثقلاً الى العمل.

- ما الفرق بين تجربتك مع محمود ياسين وتجربتك مع محمود عبدالعزيز؟
التجربتان ممتعتان جداً، وكل واحدة لها ظروفها ومذاقها. وبوجه عام عملي مع الاثنين شرف لي وأنا المستفيد الوحيد من التجربتين، فقد أخذت رصيد محمود ياسين ومحمود عبدالعزيز على طبق من ذهب.

- هل أنت من اختار محمود عبد العزيز؟
الاختيار كان للمخرج ولكن أدعي أننا جميعاً فكرنا في الوقت نفسه في حلم مشاركته معنا، وكنا نشعر بأن هذا الحلم مستحيل. وما أريد الإفصاح عنه أنه لم يطلب أي تعديلات على السيناريو أو اشترط شيئاً مقابل مشاركته في الفيلم.

- وما الذي يميزه من وجهة نظرك؟   
انا أحببت السينما من خلال مشاهدتي لأفلام محمود عبدالعزيز وعادل إمام ومحمود ياسين، فمجرد وقوفي أمام أحدهم كان حلماً لي. ومحمود عبدالعزيز رجل محترم جداً وأمضينا معاً أوقاتاً جميلة أثناء التصوير، وبعد الفيلم أصبحت صديقاً له وأخاً صغيراً.

- لماذا تردد أنكما اختلفتما على ترتيب الأسماء على الأفيش؟
حكاية الأفيش وترتيب الأسماء تكون محسومة ومدروسة قبل بداية التصوير بفترة طويلة، فكيف نختلف ونحن داخل التصوير؟ أنا رجل ابن بلد وأفهم في الأصول جيداً، وقد أكسر القواعد وأبطل العقود مقابل التزامي بالآداب العامة.

- سمعنا أن عادل إمام سيكون معك في الفيلم المقبل؟
أنا أسمع مثلكم واتمنى أن يتحقق هذا.

- البعض يردد أن الفضل في عودة الكبار الى السينما بقوة يعود إليك؟  
أعوذ بالله أنا لست صاحب فضل على أحد، ولكن أعتبر موافقتهم على العمل معي شهادة، لأن هؤلاء العمالقة عُرضت عليهم أفلام كثيرة مع ممثلين من جيلنا ورفضوها. الفضل لهم لموافقتهم على العمل معى في الفيلم،

- وهل هذا جزء من ذكاء السقا؟
ليس ذكاءً، ولكنه بفضل دعاء أبي وأمي لي، فأنا لم أخطط لوجود الكبار معي لأن هناك آخرين من نجوم جيلي حاولوا فعل هذا ولم يفلحوا، لذلك أعتبر قبولهم العمل معي شيئاً كبيراً.

 

- هل وجود هند صبري معك في الفيلم الثاني على التوالي يبشر بتكوين ثنائي جديد؟
هند صبري وافقت على «إبراهيم الأبيض» قبل تصويرنا «الجزيرة»، ولكن ظروفاً حالت دون تنفيذ هذا الفيلم في وقته وجاءت الصدفة لتجعل الفيلمين متتاليين.

- وماذا عن الرجل الذي يقاضيكم بتهمة تقديم شخصية حقيقية لقريبه الذي يحمل اسم إبراهيم الأبيض؟
أنا قرأت هذا في الصحف، وشخصيتي في الفيلم ليست لها أي علاقة بمن يقولون لأن أولاد هذا الرجل هم من يتحدثون، وشخصية إبراهيم الأبيض في الفيلم لم تتزوج أصلاً. تعودت على مثل هذه الشائعات لأنني تعرضت لها من قبل في «تيتو» و«مافيا» ومؤخراً في «الجزيرة».

- وما مفاجأة الفيلم؟
عباس أبو الحسن مؤلف الفيلم، فهو كان مفاجأة بالنسبة إلي. ربما تأخر كثيراً لأنه من النوع الكسول في كتابته لكن في النهاية أخرج عملاً محترماً.

- بعد مشاهدتك الفيلم ما انطباعك عنه؟
انا أحببت «إبراهيم الأبيض» كممثل ولكن لم أتمن أن أكون مثله في الحقيقة.

- أول جملة سمعتها بعد عرض «إبراهيم الأبيض»؟
«ربنا يحميك»، قالتها لي مدام لبلبة وسعدت بها جداً لأنني أحبها بشدة.

- كيف ترى التعاون مع مروان حامد؟
مروان واحد من أفضل مخرجي السينما في العالم العربي، وواجهة مشرفة للسينما المصرية.

- دعوة العرض الخاص على هيئة «مطواة» هل هذا نوع من الدعاية؟
لن أختلف معك، فالفكر الاقتصادي يغلب على شكلها بالفعل.

- كم مرة شاهدت الفيلم؟
شاهدته مرتين.

- وكم نسبة رضاك عنه؟
الحمد لله راضٍ عنه جداً لكن ليس رضا مطلقاً، لأنني بدأت التفكير في الفيلم المقبل.

- عندما ذهبت إلى «كان» ألم تشعر بأنك أضعت وقتاً طويلاً لأنك لم تحاول الخروج إلى العالمية؟
كل شيء يأتي في موعده، وأنا مؤمن جداً بالقدر وأكون دائماً سعيداً وراضياً بالشيء المتاح أمامي، وأتمنى أن تكون لي أفلام في السينما العالمية لكنني لن أضيع عمري في البحث عنها  فأنا الآن في مكان متميز في السينما المصرية، وأرى أنني يجب أن استثمر مكانتي هنا. فهذا أفضل من أن أبحث عن فرصة وهمية في السينما العالمية فأنا مقتنع بأن الطموح المشروع أوقع، لأن هناك نوعاً من الطموح يعمي الإنسان. وأنا لا أريد التفكير كثيراً في هذه العالمية لأن طموح التطلع اليها قد يعمي، لذلك الأولوية بالنسبة إلي للموجود في يدي، وإذا جاءت الفرصة سأهتم بها بالتأكيد.

- من واقع عرض الفيلم في «كان» هل تتوقع أن يتقبل الجمهور الأوروبي الفيلم؟
السوق المصرية أقوى من نظيرتها الأوروبية، ونحن ترتيبنا الرابع بعد الأميركيين، والهنود، والأتراك. والسينما في أوروبا تعتمد على تمويل المنظمات والسفارات والمؤسسات وتحمل أيديولوجيات خاصة جداً.

- حسين فهمي قال من قبل ان الحصول على جائزة عالمية مستحيل لأن مستوى أفلامنا لا يرقى للمشاركة أصلاً ما تعليقك؟
أختلف معه في ذلك لأن لدينا أفلاماً جيدة، لكن تقف أمامنا عوائق كثيرة. فاللغة وحدها عائق كبير كما أن ترجمة الأفلام لا تكون دقيقة في أكثر الأحوال. لكن مع فتح أسواق جديدة في الخارج أعتقد أنهم سيعتادون عليها وسيتقبلونها، كما أن النسخة النهائية للفيلم يجب أن تكون بلا أخطاء مثل فيلم «الجزيرة» فهو الفيلم المصري الوحيد الذي خلا من الأخطاء ودخل الأوسكار وكان من أفضل 9 أفلام، ولكن حدث إغفال إعلامي عن هذا، فهم اختاروا 150 فيلماً ومنها 100 ثم 74 ثم 48 ثم 14 ثم 9 ثم 5، وفيلم «الجزيرة» كان من أفضل 9 أفلام، ورغم أنه لم يكن بين التصفيات الأخيرة إلا أنه كان من الأربعة أفلام التي خرجت من التصفية الأخيرة وأقاموا عرضاً خاصاً لها في سينما «ترايبكا» في مدينة نيويورك، وحضره 600 فرد من أفضل صانعي السينما في العالم. وهذه كانت تحدث للمرة الأولى مع فيلم عربي.

 

- ألم تكن مخاطرة أن تطرح الفيلم أيام امتحانات آخر العام؟
لست مقتنعاً بما يسمى الموسم، لأن الفيلم الجيد يفرض نفسه في أي وقت وحتى إذا تم عرضه في سينما واحدة، والجمهور الذي يريدك سيذهب إليك. وبوجه عام نحن في مصر نحسبها خطأ لأننا فضلنا السوق الداخلية على السوق الخارجية رغم أن السوق الخارجية هي التي تحقق إيرادات أكثر. التوزيع الداخلي ليست له أي قيمة نسبة إلى التوزيع الخارجي فحتى إذا جاء الفيلم داخلياً بـ 30 مليون جنيه ليس له قيمة إذا لم يأت في الخارج بشيء لأن فلوس الداخل تذهب إلى الضرائب وأصحاب السينمات والتوزيع ويبقى للفيلم التوزيع الخارجي. فأنا في فيلم «عن العشق والهوى» حصدت  13 مليون جنيه فقط، رغم أن أفلامي تأتي بـ26 مليون جنيه، ولكن عوض هذا التوزيع الخارجى للفيلم.

- السقا أصبح نموذجاً وقدوةً للشباب فهل هذا حمل كبير عليك في اختيارك للأدوار؟
لا أشعر بالحمل إطلاقاً، لأن كل الشخصيات التي أقدمها قريبة من أفكاري، وشخصيتي التي أظهر بها على الشاشة هي شخصيتي الحقيقية. وأعتقد أن هذا يكون حملاً على من يضطر لتغيير شخصيته على الشاشة، أما أنا فشخصيتي لم تتغير منذ أن كنت في الصف السادس الابتدائي فحياتي التي أعيشها لم تتغير حتى الآن، إلا أنني كبرت سناً واكتسبت خبرات أكثر وأصبحت أكثر عقلاً وحكمة، لكنني ما زلت حتى الآن أرتدي الجينز والتي شيرت، ولا أرتدي البدلة إلا في الأفراح. فطبيعتي التي أتعامل بها مع الناس لا تكون حملاً، وأعتبرها نوعاً من شطرنج الحياة، وتفرق كثيراً أن تكون من عناصر اللعبة، أو تكون خارجها تشاهدها من بعيد، فمشاهدة الدنيا من بعيد أجمل بكثير من العيش فيها.

- كيف تندمج مع شخصياتك السينمائية؟
أحاول أن أتخيلها عندما أقرأها، لكن بعد ارتدائي الشخصية أدخل الاستوديو أكون أنا الشخصية وهي أنا، ولا أعرف ماذا أفعل حتى تقال كلمة «أكشن»، فلغة الجسد والتفاصيل البصرية والحركية تخرج عندي بعد كلمة أكشن ولا أحددها قبلها. فأنا أصدق الشخصية وأعيش معها وفيها.

- هل هذا معناه أنك ترتجل في أفلامك؟
لا أرتجل، بل التزم بالسيناريو المكتوب، ولكن أترك نفسي أثناء تصوير المشهد على طبيعتي «بالفطرة». وهناك مدرستان في الإخراج الأولى تنفيذ كلام المخرج بنسبة 100 في المئة، والثانية تقدم حلاً وسطاً بين الممثل والمخرج لأن الجسد له ردود فعل طبيعية تخرج أثناء التصوير، وليس الارتجال فقط في الكلام، فمن الممكن أن يكون في السكوت أو في حركة اليد، والأشياء التي تكون حولك. وأرى أن حركة الشخص عندما تكون غير محسوبة وتخرج بلغة الجسد تكون أكثر صدقاً.

- الأكشن في أعمالك يحصل من خلال قصة درامية ألا يمكن تقديم أكشن خالص؟
أحاول قدر الإمكان أن تكون الدراما في أعمالي هي البطل وأن يكون الأكشن عنصر جذب للمشاهد، وأن تستوعبه دراما العمل لا أن يفرض عليها، وأن يكون موظفاً داخل الأحداث لا أن يكون مجرد «شو». فأنا أتحكم في نفسي لكي لا تكون نسبة الأكشن في الفيلم أكبر من حجم الحدث.
وهناك فرق بين أن يكون الممثل هو من يقدم الأكشن بنفسه، وبين فنان آخر يأتي في مشهد وهو يجري ويأتي مشهد آخر بعد أن انتهى من الجري. وأنا أحب عمل كل مشاهد الأكشن بنفسي لأن ربنا سبحانه وتعالى أعطاني القدرة والصحة على أن أقدم كل متطلبات الشخصيات التي أقدمها، فلماذا أتردد في عملها. وفي فيلم «إبراهيم الأبيض» كان هناك مشاهد أكشن ومطاردات استخدمنا فيها الأسلحة البيضاء فكانت صعبة جداً، وتدربنا عليها أكثر من 4 أشهر. 

- ولكن في كثير من الأحيان تتعرض لأخطار؟
هناك من يحصلون على أموال من أجل تأميني في كل مشهد صعب أصوره، كما أنني تعلمت الأكشن ودرسته، وهذا ليس معناه أنني سأقدم حتى المشاهد الصعبة التي لا أعرفها، فما لا أعرفه لن أقدمه. وأجمل شىء تحديداً في أكشن فيلم «إبراهيم الأبيض» أن المشاهد  لن يفصل بين الدراما والأكشن لأنهما متداخلان ومتناغمان جداً.

- كان معك سيناريو فيلم «إبراهيم الأبيض» قبل دخولك «الجزيرة» فهل معك الآن الفيلم المقبل؟
نعم فيلمي المقبل موجود فبغض النظر عن فيلم «الديلر» الذي بالفعل سأنتهي منه في أول شهر تموز/يوليو المقبل. لدي بالفعل فيلم كوميدي خفيف تحت عنوان «القنصل» من إخراج عمرو عرفة، ويقوم بالبطولة معي خالد صالح.

- هل ستنافس محمد هنيدي؟
هنيدي صديقي ولست في منافسة معه. وأنا دائماً أردد أن الفضل في وجود جيلي بقوة على الساحة الفنية يعود إليه، فهذه حقيقة ومن يقل غير هذا يكن مخالفاً لضميره، فهو سبب السعد لجيلنا بأكمله. وهو أخيراً قدم فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة»، وهو فيلم جيد جداً. والذي تعرض له هنيدي الفترة الأخيرة من سوء توفيق كانت مجرد ظروف، ووارد جداً أن يتعرض لهذه الظروف أي ممثل آخر في السينما.

- هل تغضبك الشائعات التي تتردد عن حياتك الخاصة مع زوجتك مها الصغير خصوصاً ما يتعلق بحجابها ثم خلعها الحجاب؟
بالتأكيد تغضبني لأنني أحب أن تكون خصوصياتي بعيدة عن الشائعات، فأنا كفنان مستعد أن أتحدث عن شغلي فقط ومستعد لتقبل أي انتقادات تتعلق به. لكن حياتي الخاصة وبيتي وزوجتي وأولادي ممنوع الاقتراب منهم.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077