تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

أحمد الشريف: خرجت من مرحلة الضياع...

أطلق النجم أحمد الشريف ألبومه بعد انتظار طويل بعنوان «أنا عم بفكر»من إنتاج «ستار سيستم» وتوزيع «روتانا». وقد صوّر عنوان الألبوم على طريقة الفيديو كليب بإدارة المخرج وليد ناصيف الذي يتعامل معه للمرة الأولى. والمميز أن من يستمع إلى الألبوم يلاحظ التنوّع في المواضيع والألوان الغنائية... فقد حاول أحمد أن يعود بألبومه الثاني بشكل جديد يرضي كل الأذواق، حتى اللون الطربي الأصيل وُجد في هذا الألبوم. «لها» التقته وكان هذا الحوار الذي تحدث فيه عن ألبومه الجديد وعن الأغنيات التي كتبها ولحنها، كما تطرق إلى الحب والفلسفة، إضافةً إلى زملائه في الفن....

- عندما تعيد حساباتك في الفن، على ماذا تندم اليوم؟
ندمت على أنني أخذت الكثير من القرارات السريعة، ولكن منذ فترة أعدت ترتيب حساباتي ولم أعد أقبل بأي عمل لا يمسّ مشاعري كفنان، لذا تأخرت في هذا الألبوم لأنني أعدت توزيع أغنيات كثيرة مرات عدة. كما أعدت بعض الأغنيات للملحنين، واليوم طُرحت بأصوات فنانين آخرين، ولم أندم عليها حين سمعتها بأصواتهم لأنها لم تكن تناسب صوتي. إضافةً إلى أنني لم آخذ وقتي جيداً في الاستماع إلى بعض الأغنيات التي حين طرحت بأصوات أخرى أحببتها، ولكن لم أندم على أي منها مثل «خلصت الوقت» لسعد رمضان و«نامي علهدا» لملحم زين. قراري اليوم أن آخذ وقتي لأقدم على أي خطوة بثبات.

- هل نستطيع القول إن توقيعك مع «بيبسي» كان إحدى الخطوات الناقصة لك؟
أعتبرها خطوة غير مدروسة، لأنه كان علينا أن نفكر ملياً في كل بند أكان سيخدمنا أم لا قبل توقيع العقد. كانت تجربة مهمة في نواح متعددة منها، أنه للمرة الأولى يجتمع خمسة فنانين في فيلم واحد من إنتاج شركة عالمية، وكان لديّ الحظ أن أكون بين هؤلاء النجوم. ولكن الفيلم لم يأخذ حقه لأن النجوم لم يوضعوا في الفيلم بطريقة صحيحة.

- أمن الممكن أن توّقع من جديد مع «بيبسي»؟
حسب الشروط...

- هل هناك أي إعلان لأي منتج آخر؟
هناك عروض عدة لكننا لا نبحث عن العقد الذي يدرّ علينا المال بل الذي يعطينا الصورة الجيدة. يهمني الاستمرار في الفن وليس كسب المال فقط.

- هل هناك من فنانين بحثوا عن المادة أكثر من الصورة في هذا المجال؟
هذه النفس البشرية... حتى أنني لا أنكر أنني وقعت مع «البيبسي» لأنه عقد مربح، ولكن بعدما عشت التجربة لم أعد مستعداً لتوقيع أي عقد دون دراسة، لذا ابحث اليوم عما يناسب صورتي.

- هل هذه الخبرة اكتسبتها بعد مرورك بفترة الضياع؟
عشت ثلاث سنوات من بعد تخرجي من ستار أكاديمي لم ارتح فيها على الإطلاق... ليست الشهرة ما أضاعني بل عدم الراحة ودخول العديد من الناس حياتي بسرعة شديدة، خصوصاً حين يكون المرء غير معروف بين الناس. اليوم بت آخذ وقتي في كل خطوة بعد دراستها، والآن أنفذ الخطة التي وضعناها منذ أشهر عدة.

- إلى أي مدى خشيت من ألبومك الجديد، إذ بعد غياب الفنان ثلاث سنوات عن الوسط، يكون الرهان إما النجاح وإما السقوط؟
فشلي الذريع هو بنسبة صفر في المئة. أما نسبة النجاح فعالية جداً. أعي أنني أقدم ألبوماً منوّعاً بأغنياته، تعاملت فيه مع أسماء لم تتعرض للفشل من قبل. ولكن اليوم عيني على الحلم الذي أخطط له منذ بداية مشواري الفني وهو لما بعد الألبوم والذي سأترجمه على أرض الواقع بعد عامين على أقصى حدّ.

- ما هو هذا الحلم؟
لا أستطيع الإفصاح عنه لأنني أريد أن احتفظ بالفكرة سرية. لكنه حلم يراودني وأخطط له منذ صغري، حتى أن العديد من المحيطين بي لم يقتنعوا به لأن الفكرة لم تتبلور في البداية لأنها كانت طفولية ولكنني اليوم وضعت لها أسساً وشذبتها وأصبحت لكل المحيطين بي فكرة رائعة. ومن الأشخاص الذين نصحوني في ما يخص الفكرة كريم أبي ياغي، حين قال لي أن أدع الناس يتعرفون عليّ في البداية وأن يتقبلوني.

- أخبرنا عن تجربتك في مجال الكتابة والتلحين؟
كان لدي تجربتان في ألبومي الجديد هما «ارجع حبيبي» و«البنية التونسية».

- أغنية «ارجع حبيبي» كتبتها بعد قصة حقيقية مررت بها؟
في بداية أي علاقة بين شخصين يكون الطرفان فرحين جداً، ولكن بعد فترة للأسف تكون الفتاة دائماً مخلصة لحبها ويصبح الشاب غير مكترث قليلاً، لأنه يعي أنه اكتسب حبها. فتبدأ التغيّرات في العلاقة. لذا أنا أتكلم في هذه الأغنية بلسان الفتاة التي تتحدث عن الشاب ولا تطلب منه سوى العودة كما كان في السابق لأنها لا تزال تحبه، وأن خسارته إياها باتت وشيكة إن أكمل بطريقه.

- بما أن الأغنية تتكلم عن أحداث واقعية جرت معك، فهل كانت في فترة الضياع التي عشتها؟
كتبت هذه الأغنية بعد خروجي من هذه الفترة.

 

- هل أثرت هذه الفترة ولو قليلاً على حياتك العاطفية؟
عسى أن تكره شيئاً وهو خيرٌ لك...

- هل تغيّرت بعد هذه الفترة؟
نعم تغيّرت ولكن للأفضل لأنني أصبحت صادقاً أكثر مع نفسي. اليوم أعي ما أحبه وما أريده. عدت كما كنت في الأكاديمية حين كنت أبدي رأيي بصراحة بل بنضج أكبر، إذ أنني بعد ذلك كنت أعتمد مبدأ المسايرة مع الجميع من أجل المصالح.

- إلى أي مدى تخرج ما بداخلك من خلال الكتابة؟
أخرج كل ما بداخلي من خلال الكتابة والقراءة.

- «البنية التونسية» التي وزعها لك زميلك في ستار أكاديمي وجدي لكحل، إلى أي مدى تجدّ أنها تشبه بعنوانها أغنية الفنان مروان خوري «البنت اللبنانية»؟
لا أجد شبهاً، ربما أن الأغنيتين تتغنيان بالفتاة من كل جنسية... هذا وجه الشبه بالنسبة إليّ فقط.

- كيف كان تعاملك مع وجدي لكحل؟
وجدي من الأشخاص الذين وقفوا بجانبي خلال فترة الضياع التي مررت بها، وأنا أشكره على ذلك من كل قلبي. وأنا أعتبر وجدي من أكثر الأشخاص الطموحين في هذه الحياة. وما أن طرأت فكرة التوزيع على رأسه، حتى كنت من أكثر الناس المشجعين له، وسأظل بقربه لأنه صديق صادق.

- أين تجد وجدي أكثر في التوزيع أم الغناء؟
وجدي المغني هو عينه الموزع لأن أفكاره غريبة في المجالين. مشكلة الإنتاج هي ما واجهه وجدي، ومع ذلك طرح أغنيتين. لذلك اتجه نحو التوزيع موقتاً. أنا أتوقع لوجدي أن يصبح من أهم الموزعين والفنانين في العالم العربي.

- ألا تخشى أن يضعه الناس في كادر توزيع الأغنيات التونسية فقط؟
لا على الإطلاق، فهو جدير بتوزيع جميع أنواع الموسيقى.

- إلى أي مدى أفرج وجدي عما في صدرك، وبات لديك اليوم موزع من تونس لأن العاملين في هذا المجال قلة؟
صحيح، إلا أنني تعاملت في السابق مع سامي معتوق، وهو صديق لي. ولكن وجدي يفهم تماماً ما أريده.

- اضطررت لكتابة أغنياتك وتلحينها لأنه من الصعب إيجاد أغنيات تونسية؟
هناك شعراء وملحنون تونسيون كثر، ولكنني كنت ولا أزال أهدف إلى إيصال اللهجة التونسية المبسطة جداً كي يفهمها الجميع. هذا كان العائق الصغير.

- في ألبومك قدمت أغنية طربية هي «حمام الدوح»، لماذا أقدمت على هذه التجربة؟
فخر لي أن أتعاون مع الملحن فيصل المصري الذي سمح لي بغناء هذه الأغنية التي سبق أن حاول الكثيرون الحصول عليها. ومن خلال هذه الأغنية استطعت التعاون مع فنانين أستمع إلى أعمالهم منذ 20 عاماً، وهم محمد ماضي وفيصل المصري وإحسان المنذر.

- ألا تعتبر أن في تقديم أغنية طربية مخاطرة؟
نوّعت في ألبومي كثيراً وأحببت أن تلوّن هذه الأغنية الألبوم.

- أي أغنية هي المحببة لديك من ألبومك الجديد؟
أفضل «ارجع حبيبي» و«غلي أكثر فيّ» و«عيني بعينك» و«أنا عم بفكر»... ولكن عموماً كل أغنية تعكس ذكريات خاصة لديّ.

- إلى أي مدى تعتبر فيديو كليب «أنا عم بفكر» خطوة جديدة في رحلة أحمد الشريف الذي لطالما رأيناه في كليباته السابقة في جوّ شبابي راقص؟
الأغنية بحدّ نفسها أخذتنا إلى جو الكليب، لأن في بدايتها رقصاً وفرحاً ومن ثم تصبح رومانسية جداً. لذا استطعت من خلال الأغنية أن أبقي صورتي الشبابية ولكن في الوقت عينه أن أظهر في شكل جديد. وحاولنا قدر المستطاع أن نوصل رسالة من خلال هذا الكليب وهي أن الفتاة الشرقية ليست مبتذلة وأن الحب أجمل حين يكون لديه حدود بين الطرفين... أردت أن أظهر أن الفتاة الشرقية لا تمثل فقط العري وعدم الطموح والابتذال كما تصوّر في الكليبات اليوم.

- هل اخترت المخرج وليد ناصيف بعد إميل سليلاتي ليخرجك نوعاً ما من الروتين في الكليبات التي قدمتها؟
لقد خدمني إميل سليلاتي في مسيرتي، ولكن بعدما قدمنا ثلاثة كليبات وشعرت بأنه من الممكن أن تتكرر صورتي للمرة الرابعة فضلت أن أتعامل مع مخرج أخرى لديه رؤية أخرى ولون آخر من الكليبات، ولكن دون أن تتغيّر صورتي التي أعطاني إياها إميل سليلاتي والتي هي الشاب المرح الذي يحب الحياة. ولكني اليوم أظهر بطريقة أنضج مع وليد.

- كان من المفترض أن يكون ألبومك «أنا عم بفكر» من إنتاج «روتانا» وليس فقط من توزيعها، ماذا حصل؟
أنا و«ستار سيستم» شخص واحد وحيث مصلحتنا سنقدم عليها. فحين نشعر بأن «روتانا» أو غيرها ستضيف إلينا المزيد، نوقع معها.

- طلاب ستار أكاديمي الذي وقعوا مع «ستار سيستم»، نجدهم يتذمرون على الدوام من الشركة، هل من الممكن أن تكون أنت السبب في أن «ستار سيستم» تعطيك الأولوية؟
من المؤكد أن المرء الذي يعمل على نفسه بجهد سيجعل شركة إدارة الأعمال تدعمه. ولا أجد أن «ستار سيستم» تهتم بأحمد الشريف فحسب بل أيضاً على سبيل المثال وليس الحصر، جوزف عطية وبشار الشطي، ولكن علينا أن نقوم بالمجهود والعمل على أنفسنا أيضاً. وأنا أعذر أي طالب يتكلم بالسوء عن «ستار سيستم» لأن جميع الطلاب الذين يتخرجون هدفهم أن يصبحوا مثل نجوم عدة، ولكنهم ينسون أن هؤلاء تعبوا كثيراً على أنفسهم ليصلوا إلى هذه المرحلة.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079