عودة أماني السويسي
بعد غيابها أكثر من سنتين، عادت أماني السويسي من خلال أغنية رومانسية تشبه هدوء طباعها ونعومة إطلالتها، لكن هذه المرّة على كلّ شاشات التلفزة العربية بعد فسخ عقدها مع شركة روتانا التي كانت أول من تبنّى موهبتها. تستعدّ حالياً لإصدار ألبوم جديد نهاية موسم الصيف، وتخوض من خلاله تجارب موسيقية جديدة مع الأغنية اللبنانية البلدية وأيضاً الخليجية في تعاون يتوقّع له النجاح مع الأمير بدر بن عبد المحسن. في حوار مع «لها» تحدثت أماني بصراحة مطلقة، ولم تخجل من الإعتراف بأن فيلم «سيلينا» لميريام فارس لم يعجبها، وكشفت كيف استغنت عنها شركة روتانا.
- أصدرت أخيراً أغنية رومانسية وصورتها كليباً مع المخرج باسم مغنيّة. لماذا اخترت العودة بأغنية رومانسية تحديداً؟ ولماذا باسم مغنيّة دون سواه؟
اخترت الأغنية لأني أعجبت بها وأحببتها بكلّ بساطة دون النظر إلى أسلوبها، وهي من كلمات وسام صبري وألحان سمير صفير. أسمع كثيرين يقولون أنه يجب إصدار أغنيات إيقاعية راقصة مع بداية موسم الصيف، لكنني لا أؤيّد هذا الرأي لأني أدرك أن الأغنية الجميلة تفرض نفسها في أي وقت ويُقبل عليها الجمهور في أي مكان. والحمدلله حققت أصداءً مميزة جداً كما كنت أتمنى وأكثر. أما عن باسم مغنيّة فإني أرغب في التعاون معه منذ فترة طويلة، لكن لم يتحقق الأمر عندما كنت لا أزال مع شركة روتانا. الكليب الأخير كان مميزاً بالفعل خصوصاً أن باسم استطاع وضع الأغنية في إطارها الصحيح. رغم كل البساطة التي ميّزت الكليب، إلاّ أنه أتى مفعماً بالأحاسيس. إرتحت كثيراً معه وسوف أجدد هذا التعاون قريباً إن شاء الله في أغنية جديدة.
- ذكرت أنك لم تتمكني من التصوير مع باسم مغنية عندما كنت مع شركة روتانا. هل تقصدين أن روتانا كانت تضع «فيتو» على باسم؟
كلا لم أقصد هذا. ما حصل أنه عندما اقترحت التعاون مع باسم، كانوا في روتانا قد اتفقوا مع سواه. ما أعرفه أن باسم شخصية محبوبة من الكلّ، ولا أتخيّل أن يعاني مشاكل مع أحد. ولا بدّ أن أذكر أن تعاوني أيضاً مع ميرنا خياط كان مميزاً وأضاف إليّ الكثير، وأستطيع القول إن كليب «وين» من أجمل الأغنيات التي صوّرتها.
- تحضّرين أغنيات جديدة؟
نعم، أعمل على إنهاء تسجيل أغنيات ألبوم جديد. كان يُفترض أن أُصدر الألبوم مطلع الصيف، لكني تأخّرت بسبب تنفيذ أغنيتين خليجيتين، مما اضطرني إلى تأجيل الألبوم إلى فترة عيد الفطر، إضافة إلى إمكان أصدار أغنية منفردة قبل ذلك الوقت.
- مع من تتعاونين في ما يخصّ الأغنيتين الخليجيتين؟
أفخر بالقول إني أتعاون مع الشاعر القدير سموّ الأمير بدر بن عبد المحسن الذي سبق أن غنّيت من كلماته في مهرجان «الجنادرية» هذا العام. سُعدت كثيراً بتلك الفرصة الرائعة، خصوصاً أني ثاني صوت نسائي يغنّي في «الجنادرية» بعد نوال الكويتية، ولا لزوم للقول كم شعرت بالفخر لأن صوتي كان إلى جانب أصوات محمد عبده وسواه من أهم المطربين السعوديين. الأغنيتان الخليجيتان هما من ألحان الدكتور عبد الرب ادريس، إحداهما كلاسيكية والثانية إيقاعية نوعاً ما. متفائلة كثيراً بهذه التجربة، وأشعر أنها ستشكل إضافة مهمة إلى مسيرتي على أمل أن أستمر في هذا الخطّ وأكوّن رصيداً مهماً لي في مجال الأغنية الخليجية.
- الغناء باللهجة الخليجية سيف ذو حدّين. هل تعتقدين أنك ستنجحين من خلالها عربياً؟ أم أن صعوبة اللهجة ستقف عائقاً؟
لا أعتقد ذلك، لأن الأغنية الخليجية موجودة بقوّة عربياً، وهناك عشرات الأغنيات الخليجية التي حققت إنتشاراً كبيراً جداً على صعيد عربي. على سبيل المثال «والله ما يسوى» لحسين الجسمي التي رددّها كل الناس ولا تزال مطلوبة حتى اليوم.
- لكن البعض يرى أن هذه الأغنيات نجحت لأنها كانت بلهجة بيضاء ولم تقترب من المفردات الخليجية البحتة؟
ليس في كلّ الحالات، كما أن الأمير بدر بن عبد المحسن تميّز بمفرداته البسيطة والقريبة من القلب. لكن أنا شخصياً أعشق اللهجة الخليجية ولا أمانع غناءها حتى لو حملت الأغنيات بعض المفردات الصعبة، وذلك لما تحمله من فرادة وخصوصية، إلى درجة أن الكلام يأتي ملحنّا جاهزاً.
- وسط موجة الهبوط الفني والإبتذال في كلام عدد كبير من الأغنيات، يُقال إن الأغنية الخليجية هي الوحيدة التي حافظت على رقيّ الكلمة؟
صحيح مئة في المئة. بقيت الأغنية الخليجية بعيدة عن ابتذال الموضوع أو اللغة الشوارعية في بعض الأغنيات للأسف. وهذا يعود إلى أسباب عدة أبرزها أن الخليجيين عموماً يحبّون الشعر بدرجة عالية جداً ويتذوّقونه بحسّ مختلف. إضافة إلى أن الشعر بالنسبة إليهم هو مصدر فخر واعتزاز، لهذا حافظوا على الرقيّ في كتاباتهم.
- المشاركة في أوبريت «الجنادرية» مسؤولية كبيرة لها رهبتها. حدثينا عن هذه التجربة؟
هذه الرهبة شعرت بها مرّتين، بدايةً مع الرحابنة عندما شاركت في مسرحية «جبران والنبّي» التي شكّلت تحدّياً كبيراً بالنسبة إليّ، خصوصاً أني لا أزال في البدايات. وها أنا اليوم أشعر بالرهبة ذاتها والتحدّي نفسه مع «الجنادرية» وكلّ العناصر المهمة الموجودة في الأوبريت. هذه الرهبة لا تنبع فقط من مستوى الأسماء الفنية الكبيرة التي تشارك فيه، بل أيضاً بسبب إدراكي أهميّة هذا الأوبريت لدى السعوديين. الحمدلله الأصداء كانت رائعة، وكثر أثنوا على تجربتي هذه وهنأوني عليها، الأمر الذي زاد حجم المسؤولية.
- يُحكى في الكواليس عن عتب بعض الفنانين السعوديين الذين لم يشاركوا في «الجنادرية». ويُنقل عنهم أن إبعادهم هو نتيجة مؤامرات واتفاقات «تحت الطاولة» وغيرها من الأمور. هل تشعرين بالحرج إزاء هذه المسألة؟
كلا، وما علاقتي أنا بهذا! أساساً لا أملك أي سلطة لاستبعاد أحد.
- لستِ أنت المعنية بالإتهام، ونحن لا نتحدث عن «الجنادرية» لهذه السنة فقط بل بشكل عام؟
أنا صراحةً لم أسمع شيئاً عن هذا الموضوع. وكلّ ما أستطيع قوله، إن المعنيين ما كانوا ليطلبوا مشاركتي لو لم يجدوا أني أملك صوتاً يستأهل المشاركة وقادراً على إيصال الفكرة التي يريدونها. لم ألحظ أي نفور من جانبهم، بل على العكس رحّبوا بي وتلقّيت اتصالات كثيرة مهنّئة من خليجيين وسعوديين تحديداً، وهذا ليس غريباً عن أبناء الشعب السعودي.
- من هم الفنانون الذين اتصلوا بك؟
أفضّل عدم ذكر الأسماء لكنهم كثيرون، كما أن بعضهم إتصّلوا بالدكتور عبد الرب ادريس وطلبوا منه أن ينقل إليّ تهنئتهم.
- هل حاولت لقاء محمد عبده؟
يا ليت. لكن كما تعلمين أنا شاركت من خلال صوتي فقط في الأوبريت ولم أكن معهم على المسرح. لكن أتمنى لقاء محمد عبده لأني من أشدّ المعجبين به وبمدرسته الفنية.
- بالعودة إلى ألبومك المقبل، ماذا يتضمّن عدا الأغنيتين باللهجة الخليجية؟
أغنّي فيه باللهجتين اللبنانية والمصرية، إضافة إلى التونسية. من لبنان أتعاون في الألبوم مع سمير صفير وجان ماري رياشي ووسام الأمير وسليم سلامة وغيرها من الأسماء التي أعتزّ بها. وكلّ ما أرجوه هو أن ينال حظّه من الإنتشار والنجاح بقدر التعب والمجهود اللذين بذلتهما لتنفيذه. - ذكرت الملحنين وسام الأمير وسليم سلامة، ومعروف أنهما اشتهرا بتلحين أغنيات باللون البلدي اللبناني، فهل تنوين خوض تجربة الأغنية البلدية؟
(تضحك) نعم، والأغنيتان باللون البلدي. لكن مع وسام الأمير أخوض ما هو أبعد من ذلك.
- ماذا تقصدين؟
سأغني الموّال والأغنية ستكون من التراث الجبلي القديم الذي لم يسمعه اللبنانيون من فترة طويلة. أنوي تصويرها قريباً إن شاء الله لتكون الأغنية التي سأصدرها منفردة قبل الألبوم كما ذكرت بدايةً.
- اللون الجبلي يحتاج إلى صوت قوّي وعريض كما يُقال في لغة الموسيقى، بينما تميّزت بنبرة صوتك الهادئة والناعمة؟
(تضحك) سوف تفاجأون عندما تسمعونني أغني اللون البلدي. وبالمناسبة صوتي ليس رفيعاً كما يُخيّل للبعض بل هو عريض. نوعية الأغنيات التي قدمتها وكانت في أغلبها رومانسية، أوحت للناس أنه ناعم نوعاً ما. أما الأغنية الجديدة مع وسام الأمير فهي تجربة جديدة ومختلفة تماماً عن كلّ ما قدّمته سابقاً. وطبعاً لن يكون صوتي شبيهاً بالأصوات الكبيرة التي غنّت البلدي وتميّزت من خلاله كنجوى كرم على سبيل المثال، التي هي أستاذة الأداء في هذا النوع من الغناء. أدّيت واجباتي وكلّي أمل أن يتقبّل مني الجمهور اللبناني هذه الأغنية، وما يشجعّني أن كلّ من سمعها أكّد أنها ستنجح إن شاء الله.
- هل خضعت لتمارين معينة في ما يخصّ اللفظ اللبناني؟
اللهجة اللبنانية ليست غريبة عليّ خصوصاً أني عشت فترة طويلة في لبنان. لكن ساعدني وسام الأمير كثيراً في هذه المسألة، لأن بعض المفردات بحاجة إلى مدّ في اللفظ. وبالمناسبة، وسام الأمير ليس مجرد ملحّن تعاونت معه، بل إنه حقيقةً أخ وصديق.
- ما رأيك في الإقبال الكبير حالياً على تقديم الأغنية اللبنانية، ليس فقط مع أصوات لبنانية بل خليجية حتى ومصرية؟
هذا دليل على فرادة الأغنية اللبنانية وتميّزها من سنوات طويلة. أذكر أني في طفولتي كنت أستمع كثيراً إلى الأغنيات اللبنانية، وأجمل ما أجده فيها هو أن المرء يتفاعل معها تلقائياً ودون أن يشعر، خصوصاً الدبكة وإيقاعاتها التي تثير الحماسة في نفس أيّ كان، فتجدينه يرقص وينطنط بشكل عفوي لما فيها من نغمات تمسّنا من الداخل. من اللافت أن يعود المطربون اللبنانيون إلى تراث بلدهم لأنه رائع بالفعل، والأجمل أن يُقبل عليه أيضاً مطربون غير لبنانيين، لأن الغناء بلهجات متعددة دليل تميّز واحتراف.
- ماذا عن الأغنيات المصرية التي تقدمّينها في ألبومك، هل هي شعبية أم طربية أم كلاسيكية...؟
لم أحدد نفسي في إطار واحد، بل هناك تنويع كبير. أقدّم أغنية درامية وأخرى رومانسية، وثلاث أغنيات راقصة. الألبوم عموماً منوّع، نصفه رومانسي ونصفه الآخر إيقاعي راقص.
- يغلب عليك الطابع الرومانسي والكلاسيكي. ألا تعتقدين ان هذا الجانب يمكن أن يؤخّر انتشارك ونجوميتك؟
كلا، لأن اللون الرومانسي مطلوب في كل الأوقات وجيل الشباب يحبّه ويُقبل عليه. لو سلّمنا أن كل فنان في حاجة إلى أغنية إيقاعية كي ينجح، كيف نفسّر إذاً النجومية الكبيرة التي حققها نجوم الرومانسية أمثال فضل شاكر وشيرين عبد الوهاب وصابر الرباعي واليسا وغيرهم... ربما لأن الشرقيين يميلون إلى الهدوء والرومانسية وكلّ ما يمسّ المشاعر.
- أنتِ موجودة في تونس لاختيار أغنيات تونسية؟
صحيح، لكني لم أختر بعد أي أغنية ولا أزال في مرحلة البحث.
- هل يمكن أن تجددي أغنية تراثية تونسية كما فعل صابر الرباعي مع «سيدي منصور»، أم تفضّلين الجديد؟
تجربة صابر مع «سيدي منصور» كانت أكثر من رائعة، ونجاحها تخطّى كلّ التصورات. وطبعاً أنا لا أمانع تجديد أغنية تراثية إن وجدت واحدة يُمكن أن تنجح مثل «سيدي منصور». كما ذكرت قبل قليل، لا أزال أبحث لكني لم أقرر بعد.
- الفنان حسين الجسمي قدّم أغنية تراثية؟
صحيح وكانت بعنوان «واكديللي» التي حققت بصوته نجاحاً إستثنائياً رغم أنه لم يصوّرها فيديو كليب، لكنه دعمها كثيراً من خلال تقديمها في المهرجانات الغنائية ليس المغاربية منها فقط، بل الخليجية أيضاً.
- بالعودة إلى موضوع الإنتاج، هل هناك عروض من شركات معينة؟
طبعاً هناك عروض لكن لا شيء محدد بعد لأني لا أزال أدرس ما هو الأنسب بالنسبة إليّ. لكن في كل الأحوال، أكثر ما يهمّني هو التعاقد مع شركة لا تفرض عليّ شروطاً تعجيزية أو تمنعني من الظهور على شاشة معينة لأنها تنافسها. أنا هاوية ولا أزال في البدايات رغم كل الخطوات المشرّفة التي قمت بها، لكني بحاجة ماسّة إلى الظهور في كلّ مكان وعلى مختلف الشاشات العربية كي أضمن النجاح وأحقق الإنتشار المطلوب. أما الحصرية فهي دون شك لن تنفعني، لهذا لا يستغرب أحد إن أبرمت عقداً مع شركة صغيرة أو جديدة إن كانت توفّر لي حريّة الظهور أينما أريد ولا تفرض عليّ شيئاً.
- أكثر شركة تفرض الحصرية هي روتانا، وفي شكل مفاجئ أُعلن فسخ التعاقد بينكما. ماذا حصل حقيقة بينك وبين روتانا؟
هذه المفاجأة حصلت مع أكثر من فنان وليس معي أنا فقط، مما أدّى صراحةُ إلى خسارة روتانا لكثير من الأصوات المهمة والجميلة وأنا صوت منها. لا أقول هذا من باب الغرور، بل من منطلق ثقتي بنفسي، إضافة إلى اعتراف روتانا نفسها بأني من أجمل الأصوات في شركتهم. لكن للأسف، هذا التصنيف لم ينفعني في شيء وما كنت في حاجة إليه هو الدعم والوجود على الساحة بالشكل الصحيح. أكثر ما كنت في حاجة إليه هو تكثيف الدعم الإعلاني والإعلامي لألبومي الذي أنتجته روتانا. هذا الألبوم حقق المرتبة الثانية في المبيعات بحسب أرقامهم وإحصاءاتهم وأحد برامجهم التلفزيونية، لكنهم غابوا عني سنة كاملة قبل أن يصوروا لي الأغنية الثانية، ثم يقولون لي أن الألبوم لم يحقق أي مبيعات...
لكن لم يسألوا أنفسهم لماذا لم يحقق مبيعات، ونسوا أنه كان من واجبهم تصوير أغنية ثانية بعد أربعة أشهر كحدّ أقصى من تصوير أول أغنية والتي كانت «اللي شايف نفسه» ونجحت كثيراً، لربما كان حقق مبيعات أكثر واستمرت مبيعاته. الكلّ يعلم اليوم أن الصوت الجميل لم يعد كافياً ولا حتى الأغنية الجميلة، بل أصبح النجاح نتيجة التكامل بين عناصر كثيرة أبرزها الدعم الإعلاني والإعلاني والتصوير والظهور في كلّ مكان، وهذا أكثر ما تقصّر فيه روتانا. هذه الشروط قد لا تكون ضرورية بالنسبة إلى النجوم الذين أخذوا فرصتهم وأعمالهم تنتشر دون الحاجة إلى حملات إعلانية مكثّفة، لأن لديهم شعبية كبيرة وجماهيرية عريضة. لكن للأسف تجدين أن روتانا تفعل العكس وهذا خطأ فادح، لأنهم لا يدعمون الأصوات الجديدة ولا حتى تلك التي يقولون عنها إنها تبشّر بالكثير، ومنهم أنا ورجاء قصباني التي تعدّ ابنة الشركة أساساً.
لهذا أقول إن روتانا خسرت الكثير من الأصوات الجميلة لديها. فسخ العقد لم يكن بناءً على طلبي، بل بمبادرة منهم كما فعلوا مع سواي من الفنانين، ولا أخجل من الإعتراف بهذه الحقيقة لأني لست من الذين ينتظرون دورهم وقوفاً في الصفّ، بل طالبت بحقي مراراً إلى أن تمّ الفسخ. لكن علاقتنا لا تزال جيدة ولا يسودها سوى الإحترام. مشكلتي مع روتانا أنهم كانوا يريدون أن «يكسّر ألبومي الأرض» بينما لم يقوموا بدعمه كما يجب كي نحقق معاً هذه النتيجة.
- هل صحيح أنك ورجاء وحسناء المغربية لم تُبلّغن رسمياً من روتانا بفسخ العقد، بل عرفتنّ بالأمر من الصحافة؟
نعم هذا ما حصل، وكنت قد سمعت شيئاً من هذا القبيل في الكواليس. لكن حتى السيد محمود موسى وهو المنتج المنفّذ لألبومي لم يكن على علم بالموضوع، ففوجئ كما فوجئت أنا.
- ذكرت أن روتانا أبلغتك أن الألبوم لم يحقق لها أي مبيعات. هل يحقّ لها توجيه اللوم إليك في ظلّ القرصنة السائدة التي تقرّ بها أساساً روتانا وتقول إنها تكبّدها خسائر بملايين الدولارات؟
أنا ألومهم في نقطة واحدة وهي القول في برامجهم، إن الألبوم حقق المرتبة الثانية في المبيعات على مدى شهرين في الفترة الأولى التي صدر فيها. ثم عادوا وقالوا بعد حوالي عام ان الألبوم لم ينجح. لكن الكلّ صار يعلم عن المعاناة الحقيقية في سوق المبيعات والتي تصيب الكلّ دون استثناء، بسبب القرصنة و«والداون لود» المجاني على شبكة الإنترنت... لا يمكن أن نلوم الفنان على ذلك لأنها حالة عامة ولا أحد يدري كيف يمكن حلّها وتفاديها في العالم العربي. ما يحصل كارثة حقيقية، وأنا شخصياً أحزن كثيراً وأتأثر سلباً عندما أرى نتيجة تعب الفنانين وشركات الإنتاج تذهب سدىً وفي منتهى السهولة. أغلب الشركات الصغيرة أو المتوسطة تقفل أبوابها ولا قدرة لها على الإستمرار، حتى روتانا التي تعدّ أكبر شركة إنتاج والأكثر قدرة مالياً، تُعاني وتقول إن الخسائر بالملايين.
- بما أنك تنتجين على حسابك الخاص يبدو من المستحيل أن تعوّضي؟
هذا طبيعي لكنه لا يسبب عقدة بالنسبة إليّ، لأني أعتبر نفسي في مرحلة التأسيس ولا مانع لديّ من التضحية إلى حين بلورة أموري مع شركة إنتاج. وحتى لو لم أُوفّق بأي عقد، التعويض الأهم سيكون تحقيق الإنتشار إن شاء الله، وتقديم أعمال فنية بمستوى جيد ومهم. لن أضحك على نفسي وأدّعي المثالية لأقول إن المادة لا تعني لي شيئاً. هي مهمة طبعاً لكن الفرق أني لا أغني كي أحقق ثروة، بل سعيت إلى توفير كلّ ما أجنيه لإنتاج ألبوم محترم على أمل أن أحقق النجاح بإذن الله.
- يترقّب الجمهور كل سنة موسم حفلات الصيف ومهرجاناته في تونس بشكل خاص. هل تحيين أي حفلات في بلادك قريباً؟
نعم بإذن الله سأحيي حفلات في أكثر من منطقة لكني لم أحددها نهائياً بعد. كما أن هناك احتمال المشاركة في عمل مسرحي مهم جداً على مسرح قرطاج عن الشاعر أبي القاسم الشابي، من إنتاج وزارة الثقافة والتراث التونسية. الدور رائع جداً وأجمع من خلاله التمثيل والغناء كما حصل في مسرحية «جبران والنبي»، مع عدم إمكان المقارنة طبعاً بمسرح الرحابنة.
- ألا تفضّلين الوقوف على مسرح قرطاج وأنتِ مطربة؟
طبعاً أفضّل ذلك، وكان يمكن إحياء حفلة هذا العام لكني فضّلت التأجيل إلى حين إصدار أغنيات جديدة أطلّ من خلالها. يجب أن يكون لديّ رصيد أكبر كي أستحق الوقوف على مسرح قرطاج. هذا موضوع حتمي. أنا متأكدة أن حفلتي في قرطاج ستحقق النجاح لأني أعرف والحمدلله محبة التونسيين لي، لكني لست مستعجلة بل أفضّل أن أطلّ عليهم بأغنياتي الخاصة كي أكون على قدر تلك المسؤولية. وبالمناسبة سبق أن غنيت العام الماضي على مسرح قرطاج وغنيت للأستاذ محمد الدرسي في ختام المهرجان وكانت حفلة رائعة.
- كيف تلقّيت خبر وفاة الفنان منصور الرحباني؟
لا أعرف ما أقول ولا أريد أن أبدو كما المتزلّفين. لكن مما لا شكّ فيه أن رحيله خسارة لا تعوّض لكل معني بالفن الأصيل والمسرح الراقي. أنا شخصياً تأثرت كثيراً لأني تعرفت إليه عن قرب من خلال مسرحية «جبران والنبي»، ولمست كم أنه شخص رائع وكبير بتواضعه وكيف كان يعامل الجميع كأب حاضن للكلّ. ومهما قلت عنه لن أفيه حقّه.
- بعد تجربتك مع الرحابنة، ما رأيك في اعادة إنتاج مسرحية «هالة والملك» عبر فيلم سينمائي؟ وهل يُغريك مشروع من هذا النوع؟
سأقول رأيي بصراحة مطلقة، شاهدت الفيلم ولم يُعجبني العمل. مسرحية «هالة والملك» من أروع الأعمال التي قدمها الرحابنة وأنا شخصياً من عشاقها، لكن عندما شاهدتها سينمائياً لم أحبّها صراحة وكأنها لا تعني لي شيئاً...
- ما هو الذي لم تحبيّه تحديداً؟
شعرت بأن الفيلم قللّ من قيمة المسرحية ولم يفها حقّها. وبصراحة لم أحب أداء ميريام ودورها وأتمنى ألاّ تزعل مني لأني أقول رأيي بمحبة.
- لم تعجبك كممثلة أو كمغنية تؤدي أغنيات سمعناها من فيروز؟
كانت رائعة كممثلة وموهبتها مميزة، لكن كمغنية لم تقنعني. لا أعرف كيف أوصل فكرتي، لكن باختصار لم أستمتع وأنا أشاهد الفيلم. ربما لأننا اعتدنا هذه الأغنيات من فيروز فكان من الصعب تقبّلها بصوت آخر.
- إن عُرض عليك مشروع مماثل، ترفضينه؟
لا أعرف، لكن في مطلق الأحوال لن أوافق إلاّ إذا شعرت أني قادرة فعلاً على تقديم العمل بمستوى جيد. ربما يساعدني صوتي في الأغنيات، لكن من جهة أخرى سأشعر بأني نقطة صغيرة جداً في بحر فيروز، لأننا كذلك أساساً. لا أدري ما أقول، لكن بعد فيروز من الصعب أن نسمع العمل ذاته بصوت آخر.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024