يمنى شرّي، من «المستقبل» وإلى «المستقبل» تعود؟
يمنى شري... الحاضرة الغائبة دائماً والوجه الإعلامي الذي يشتاق إليه كثيرون. إبتعادها عن الشاشة ترك دون أدنى شك فراغاً كبيراً، هي التي كانت تجمع بين الجرأة والعفوية، والضحكة والجدّية، وصاحبة الأسلوب السلس في تحقيق سبق صحافي كل مرة دون الحاجة إلى «جلد ضيوفها وتعريتهم على الهواء»... قالت أكثر من مرة إنها عائدة لكنها لم تعد. أما الجديد اليوم فهو أنها حقيقةً عائدة. في حوار مع «لها» فتحت قلبها وقالت الكثير وتحدثت عن زملاء آذوها رغم أنهم من أصدقائها المقرّبين. عنهم تقول إنهم يقتاتون من غيابها خصوصاً أنها تؤمن بما قاله لها الياس الرحباني عن أن النجاح يولّد أعداءً حقيقيين وأصدقاء مزيّفين. يمنى شري في هذا الحوار...
- ما هي أسباب وجودك في الكويت؟
(تضحك) زيارة سياحية... أنا امزح طبعاً. أتعاون مع إذاعة «ميكس مارينا اف ام» التي سبق أن عملت معها في رمضان الماضي من خلال برنامج «ألف ليلة ويمنى» الذي نال جائزة أفضل برنامج رمضاني. ومن باب تجديد التعاون، نحن بصدد تحضير برنامجين، الأول خاص بالألعاب والمسابقات ضمن أسلوب طرح جديد، والثاني «لايف ستايل» يتوجّه إلى الشباب خصوصاً أن هذه النوعية من البرامج غائبة في الإعلام الكويتي، كما أن الإحصاءات أظهرت أني لا أزال من المؤثّرين في جيل الشباب. أحب هذه الإذاعة وأحترمها وهي متطورة كثيراً سواء لناحية التقنيات أو الإرسال الذي يصل إلى كل مكان عبر الإنترنت، وطبعاً على الصعيد الإنساني هم رائعون. لكلّ هذه الأسباب مجتمعة تحمّست للعمل معهم، فضلاً عن أني بذلك أكون قد توّجت مسيرتي الإعلامية بالشمولية ما بين الصحافة المكتوبة والإذاعية والمتلفزة.
- لكنها ليست أول تجربة إذاعية لك؟
هي أول تجربة إذاعية لي في الكويت والخليج، لكن قلائل هم من يعرفون أن مسيرتي الإعلامية انطلقت إذاعياً عندما كنت لا أزال طالبة في كليّة الإعلام وخضعت للتمرين الإذاعي في «صوت الشعب» وقدّمت نشرات الإخبار باللغة الفرنسية رغم صِغر سنّي حينها (17 سنة) وطبعي الميّال للمرح والضحك، وبعد ذلك قدمت برامج منوعات.
- البرنامج الذي قدّمته أخيراً في الكويت تزامن مع الإحتفالات الوطنية ومهرجان «ليالي فبراير». هل كان ذلك بطلب من شركة روتانا التي نظّمت المهرجان؟
لا، ليس لروتانا أي علاقة بالموضوع بل هو محصور في الإذاعة فقط لكن دون شك كان من الطبيعي أن نواكب الأحداث المهمة التي من ضمنها حفلات مهرجان «ليالي فبراير». سبق أن تعاونت مع روتانا العام الماضي حيث تلقّيت دعوة من مهرجان «هلا فبراير» (إسم المهرجان سابقاً) لتقديم حفلة الفنانة أصالة نصري وكانت تجربة رائعة جداً إذ كنت أعتلي مسرح «هلا فبراير» للمرة الأولى، لكني أغطي المهرجان منذ العام 2000 وكنت أركّز على ما يحصل في الكواليس ضمن حلقات خاصة لبرنامج «هلا يمنى» الذي حقق نجاحاً كبيراً إن من خلال لقاءات الفنانين أو برامج المسابقات التي كانت تستقطب كبرى شركات الإعلانات.
- لدى روتانا عدد كبير من المذيعات اللواتي يمكن لهنّ تقديم كلّ الحفلات. لماذا أنت تحديداً ومن خارج روتانا؟
لا أعرف، ربما لأن ما يميّزني هو العلاقة الطيبة مع كل الزملاء وكل المؤسسات الإعلامية. وإن سألتني مثلاً من هم أعداؤك في الوسط سأجيب أن لا أعداء لي، من ناحيتي على الأقلّ. ربما يشعر البعض بالعداء تجاهي أو يريد ايذائي أو يدبّر لي سوءاً لا أعرف مع أن هذا أمر وارد... لكن أنا شخصياً لا أشعر بذلك تجاه أيّ كان فتجدينني في لقاءات مع الكلّ من «ال بي سي» إلى روتانا و«ام بي سي» و«او تي في» وحتى «المستقبل» رغم أن كثيرين حاولوا افتعال خلاف بيننا. الحمدلله أينما ذُكر إسمي لا يتناولني أحد بالسوء، بل على العكس يثنون على موهبتي ونجاحي وأيضاً على الأخلاق المهنية التي أتعامل على أساسها مع الزملاء وعدم افتعالي المشاكل في علاقاتي الخالية أساساً من أي مصالح. روتانا محطة ذكية جداً وعرفت كيف تستفيد من إسمي الذي يتمتع بأسهم عالية في الكويت ولدى أبناء الشعب الكويتي. تخيلي أنني عجزت عن الكلام لحظة صعودي إلى المسرح لأكثر من دقيقتين لأني تأثرت بالترحيب الكبير من الناس وكيف راحوا يرددون أغنية «هلا يمنى هلا» التي غنيتها سابقاً في مهرجانات الكويت، فبدا المشهد وكأنهم يرحبون بشخص يحبّونه ولم يروه من مدّة طويلة. أحترم روتانا كثيراً وعلاقتي بمنسوبيها والقيّمين عليها جيدة جداً لكنهم لم يوجهوا إليّ الدعوة من أجل لون عينيّ بطبيعة الحال بل لأني إسمي مهم...
- المهرجان ألغي بداية بسبب أحداث غزّة ثم أرجئ إلى آذار/ مارس. هل أثر ذلك في نسبة الحضور الجماهيري للحفلات؟
لا أعتقد ذلك لأن الحضور كان جيداً والمهرجان حقق النجاح والجمهور الخليجي في تعطّش دائم لهذا النوع من المهرجانات. وبالمناسبة، كتبت قي مقالتي الشهرية في مجلة «ليالينا» أني لست مع إلغاء المهرجان تضامناً مع أحداث غزّة أو أي حدث وطني آخر، بل كان يجب أن تستمرّ الحفلات ضمن إطار معيّن على أن يعود ريعها لدعم المتضررين من أبناء غزّة. نحن العرب، قدرنا أن نعيش الحروب والمآسي، لذا يجب أن نفكّر بطريقة مختلفة بدلاً من التقوقع مع كل ضربة موجعة. بما أن هذا هو قدرنا يجب أن نكمل لأن الحياة وُجدت لتستمرّ، من هنا أهمية الإستمرار في إحياء الحفلات والمهرجانات لكن مع عودة ريعها لمساعدة أهل غزّة وهكذا نكون قد خدمناهم في شكل أفضل.
- إلى متى تستمرّ إقامتك في الكويت؟
في الفترة الحالية أتابع تحضير برامجي الجديدة عبر «ميكس مارينا اف ام»، وأيضاً هناك تحضير لعودة تلفزيونية في وقت قريب.
- ما هي العروض التلفزيونية؟
تلقيت عروضاً من الكويت ومن خارجها وحتى من محطات تلفزيونية لبنانية. طبعاً أنا لم أعد محسوبة على أي محطة ولي مطلق الحرية في التفاوض مع أي تلفزيون وحول أي برنامج. لكن المفارقة أن البعض لا يزال يعتقد أني أعمل مع تلفزيون «المستقبل» وهذا عائد إلى كوني عملت في المحطة لوقت طويل، ولا أنزعج لأن هذا يؤكّد أني من الذين تركوا بصمة وأثراً كبيراً في المحطة ونجحوا فيها. وبالمناسبة هناك مفاوضات تدور حالياً مع تلفزيون «المستقبل» نفسه لتقديم برنامج معين. - هذا خبر جديد، هل حصل الحديث معك مباشرة أم عبر شركة إنتاج تلفزيونية أم ماذا؟
الإتصالات لم تنقطع أساساً منذ اليوم الذي غادرت فيه المحطة وهذا أكبر دليل على أن علاقتي ممتازة بالكلّ. وقد تحدثوا معي بشكل مباشر.
- أي يمكن القول إن يمنى «من المستقبل وإلى المستقبل تعود»؟
(تضحك) ممكن... ذكرت قبل قليل أن كثيرين يعتقدون أني مستمرة مع «المستقبل» رغم أني تركت المحطة منذ أكثر من أربع أو خمس سنوات. في السابق كنت أتضايق، لكن مع مرور الوقت صرت أنظر إلى الموضوع بشكل مختلف لأن هذا يؤكّد أني من الذين رسخوا.
- هل يمكن أن نعرف بعض التفاصيل عن العروض المقدّمة من «المستقبل» أو غيرها من المحطات أم تفضّلين التكتّم حالياً؟
(تضحك) ليتكم تطلبون مني التكتّم لأني في العادة صريحة ولا أُخفي الأمور، وما في قلبي على لساني لهذا أعاني و«بفوت بالحيط كلّ مرّة»... لكن أعتقد أنه من الواجب عدم إعطاء أي تفاصيل ريثما يُبتّ نهائياً بالأمر من باب احترام الطرف الثاني أيضاً، لكن متى حُسم الموضوع سأعلنه. كل ما أستطيع قوله هو أن إطلالتي الإعلامية المُقبلة همّ كبير لأنها ستكون مختلفة وحاسمة، كوني مُطالبة حالياً ببرنامج أسبوعي على مدى موسم كامل وليس من خلال فترات قصيرة محدودة وإطلالات خاصة هنا وهناك. لم يعد يكفيني أن أطلّ في شكل خاطف كما أنه أمرُ لا يكفي جمهوري أيضاً. لهذا أشعر بأن الإطلالة المقبلة عبءٌ يُحمّلني مسؤولية كبيرة ما يجعلني أفكّر وأتردد وأسأل... لأن أي خطوة ناقصة في هذا التوقيت بالذات ستكون مسيئة جداً إليّ وإلى مسيرتي.
- في الفترات السابقة كنا نسمعك دائماً تقولين إنك عائدة ولا تعودين... هل السبب هو التردد أيضاً؟
التردد كان جزءاً من الأسباب، لكن كانت هناك أيضاً ظروف البلد التي كنا ولا نزال نمرّ فيها، «مرحلة زيّ الزفت».
- لكن الظروف لا تزال هي هي ولم يتغيّر شيء؟
صحيح، لكن كان هناك دم يسيل في الطرق خصوصاً خلال حرب تموز/ يوليو. لا ننسى أن صورتي لدى الجمهور تمثّل الوجه المبتسم والحركة التي تهدأ والضحك والمزاح، وكان يستحيل أن أطلّ في شكل جدّي لأن أحداً لن يصدقني أساساً، وأيضاً كان من غير الوارد أن أطلّ وأنا أضحك وأفرح والناس يموتون في الشوارع وتحت أسقف المنازل... للأسف البعض ينسى أني إنسانة ومواطنة لبنانية قبل كلّ شيء وكل هذه الأحداث تؤثر فيّ وبشكل كبير.
- بالحديث عن البلد، معروف أن الدماء السائلة في الطرق هي نتيجة الإنقسام بين تيارين سياسيين...
(تقاطعني) هذا ما أسمّيه «الهبل» بحدّ ذاته أي أن نتقاتل من أجل الزعماء.
- الإنقسام ليس فقط في الشارع، بل في الإعلام أيضاً إلى درجة أن كل محطة تنتمي علناً إلى حزب أو تيار وتتحدث بلغته وتتبنّى خطابه؟
للأسف نعم، كل المحطات مُسيّسة وهذا الموضوع يؤثر علينا كثيراً. أي إعلامي يطلّ على شاشة «المستقبل» يضعه الجمهور تلقائياً في خانة إنتمائه إلى تيار المستقبل، أو إن ظهر على شاشة OTV هو ينتمي حسب وجهة نظرهم إلى التيار الوطني الحرّ... أما أكثر ما يضحكني هو انه اذا ترك إعلامي مثلا محطة المستقبل وانضمّ إلى OTV سيقولون حتماً: «شو غيّر سياستو؟». من المُعيب أن نفكر في هذه الطريقة وأن يُصبح الشخص ضحية شعار المحطة التي يعمل فيها، خصوصاً أن أغلب الإعلاميين يعملون في هذه المؤسسات قبل أن يحصل الإنقسام أساسا،ً أي قبل وجود فريقَي 8 و14 آذار. طوال عمري آمنت بالإنتماء إلى الإنسان نفسه بعيداً عن أي حسابات لذا تجدين أن أصدقائي من مختلف التيارات السياسية والأحزاب والطوائف والأديان دون استثناء، وهذه حقيقة يعرفها عني الكلّ ولا أقولها للمسايرة أو المزايدة أو التهرّب من فكرة إعلان الإنتماء السياسي لأني بالأساس لا أميّز بين الناس. ما حصل ويحصل أذهلني وصدمني. وإن كانت إدارات المحطات نفسها تتعامل مع الإعلاميين من هذا المنطلق نكون وصلنا إلى الهاوية. أنا شخصياً لم أتعرّض لموقف مماثل، لكني أسمع من بعض الأصدقاء الإعلاميين أنهم يتعرضون لضغوط. ولا ننسى أيضاً أن هناك بعض الإعلاميين الذي يواربون ويكذبون من أجل المصلحة فتجدينهم يتلونون بألوان شعارات الأحزاب المختلفة من البرتقالي إلى الأزرق والأصفر حسب المصلحة والحاجة. وهذا أكثر ما يثير اشمئزازي ويُشعرني بالقرف، لأن هذا النوع أسوأ بكثير من إعلامي متعصّب لتيار سياسي معين يؤمن بأفكاره. هذه مهزلة، وأتمنى أن يعود الإعلام حراً يؤمن بالإبداع فقط وليس بالهويّة السياسية أو المذهبية لهذا الشخص أو ذاك. تخيلي مثلاً أني عندما قدمت برنامجاً عبر محطة NBN، رفض بعض الفنانين المشاركة لأنهم ضدّ الخط السياسي للمحطة.- هل وضعت NBN بدورها «فيتو» على فنانين معروف أنهم ينتمون إلى الخط السياسي المقابل؟
أبداً، وإلاّ لما كنا اتصلنا أساساً بالذين رفضوا المشاركة لأسباب سياسية.
- ذكرت أن ظروف البلد سابقاً أخّرت عودتك إلى الشاشة. لكن في الوقت ذاته ألم يكن هناك عرقلة من أشخاص وضعوا الحواجز أمام هذه العودة بناءً على مصالح خاصة؟
«أوف كتير». وهم يحاولون حتى اللحظة، مما يشعرني بالحزن إلى درجة البكاء وأنا أسأل نفسي «لماذا». لكن كلّما أصل إلى هذه المرحلة من الإختناق، أتذكر الفنان الياس الرحباني الذي قال لي مرة إن النجاح يولّد أعداءً حقيقيين وأصدقاءً مزيّفين.
- تقصدين أن الذين حاولوا عرقلة العودة هم من أصدقائك؟
للأسف نعم.
- هل تمكّنوا من ذلك؟
البعض نجح. هذا النوع من الناس يعيش على السلوك الرخيص ويقتات من عدم وجودي على الشاشة. وحقيقةً لا أعرف كيف ينامون عندما يضعون رأسهم على الوسادة. لم أؤذ أحداً طوال حياتي ورغم كل ما تعرّضت له تجدينني أعامل الناس بطيبة حتى اليوم، إلى درجة أن المقرّبين يقولون إني «هبلة». أحياناً أقول لنفسي «يمنى wake up»، لكن أعود وأسلّم أمري لله فأرتاح لأن ضميري مرتاح ولا أعرف كيف أؤذي ولا حتى كيف أردّ الأذى. لكن مما لا شكّ فيه أني صرت أكثر حذراً وغربلت أصدقائي.
- مثل أغنية «حط صحابك بالغربال»؟
(تضحك) نعم أغنية نجوى كرم الشهيرة.
- هل واجهت هؤلاء الأصدقاء الذين لمست لمس اليد أنهم سعوا إلى ايذائك؟
نعم وكنت أريد فقط إجابة على سؤال واحد: «لماذا؟» وتصحيح الوضع اذا أخطأت في حقهم. لكنهم لم يقدّروا موقفي وكانوا على درجة عالية من الخبث مع الأقنعة الكثيرة التي يضعونها وكأنهم لم يفعلوا شيئاً...
- هل لنا أن نعرف من هم؟
(تضحك) أكيد أكيد أكيد أكيد لا.
- ما هي طبيعة البرنامج الذي تنوين العودة من خلاله سواء عبر محطة «المستقبل» أو سواها؟
(تضحك) بصراحة، أفكر في تقديم برنامج للأطفال لأنه المجال الوحيد الذي لم يُصبه التلوّث الطبقي والسياسي والطائفي.
- آخر برنامج حواري منوّع لك كان «القمر عالباب» الذي نجح كثيراً وجرى تقليده في عشرات البرامج. هل ستعودين بأسلوب مماثل أم لا؟
أنا لم أخترع طبعاً أسلوب برنامج «القمر عالباب» بل اقتبست الفكرة من مدرسة عالمية موجودة، لكنه كان الأول من نوعه في الشرق الأوسط. ونجاح البرنامج إرتبط بشخصيتي المرحة وغير المتفلسفة والعفوية. لم أعتد الإنحياز إلى أي فنان أو اعتبار أني صديقة ومحسوبة عليه، كما أني لم أسعَ يوماً إلى تعريته لإثارة الفضائح أو تعمّد الوقاحة لجعله يبكي... كنت جريئة طبعاً وفي كل حلقة كان هناك أكثر من سبق صحافي لكن دون جَلد الفنان. ما كان يهمني هو جعل الضيف مرتاحاً وفي الوقت ذاته الحصول على مادة جديدة إلى درجة أن الناس يقولون لي إنه حتى لو أطلّ هذا الفنان كل يوم في حلقة يشعرون معي بأنه مختلف. كثر حاولوا تقليد البرنامج وفشلوا لأنه لا يمكن تقليد الشخصية واستنساخها، ومجرّد التقليد لا يكفي للنجاح كما نجحت يمنى شري.
- بعد الغياب في الفترة الماضية، هل تسعين لتغيير أسلوبك على الشاشة؟
عل العكس أنا متمسّكة به أكثر وأكثر لأني أشعر بأهميته يوماً بعد يوم. تعرّضت لانتقادات كثيرة إلى درجة أن البعض «مسح بي الأرض»... لكن الكلّ عاد وقلّدني، مما يعني أن البرنامج كان سابقاً لعصره لكنه كان الخطّ الجديد المطلوب تلفزيونياً.
- معروف أن برنامج «تاراتاتا» لا يعتمد مذيعاً بل كل حلقة يقدمها مذيع. والملاحظ أن كل مقدمي البرنامج مروا فيه باستثناء يمنى شري، لماذا؟
«حرقة بقلبي أعرف ليش». بالفعل الموضوع أصبح ضاغطاً والكل يسألني وأنا لا أملك أي جواب. إلتقيت بالمخرج باسم كريستو خلال حفل افتتاح تلفزيون «الظفرة» الذي نظّمته شركة Periba التي يملكها باسم وينتج من خلالها «تاراتاتا» وسألته...
- ماذا قال؟
لم يعطني جواباً واضحاً ولم أفهم منه شيئاً.
- هل شعرت من جوابه بأن هناك شيئا ما ضدّ يمنى شري؟
إن كان هناك أمرُ ضدي بالتأكيد هو ليس من جانب باسم كريستو، وإلاّ لما كان طلبني لتقديم حفلة افتتاح تلفزيون «الظفرة».
- من جانب تلفزيون دبي مثلا؟
لا أعرف، ربما من بعض الموجودين داخل المحطة.
- تقصدين السيد علي جابر الذي كان مدير الإنتاج والبرامج في تلفزيون المستقبل في الفترة التي كنت تعملين فيها هناك؟
أيضاً لا أعرف.
- لا تعرفين أم تتهرّبين من تقديم جواب صريح؟
هل تريدين أن أُقسم كي تصدقي أني لا أعرف... لطالما اعتبرت علي جابر أستاذي ومعروف أني كنت المذيعة المفضلة لديه لأنه كان يرى فيّ مذيعة العصر الجديد العفوية التي لا مشكلة لديها في إطلاع المشاهدين على كلّ ما يدور في ذهنها، والإتصالات كانت قائمة بيننا حتى بعد تركي تلفزيون المستقبل. أما عن «تاراتاتا» فلا أملك سوى جواب «لا أعرف».
- هل باركت لزملائك إعادة افتتاح محطة «ام تي في» بعد إقفالها لأسباب سياسية؟
طبعاً باركت وأنا سعيدة جداً بهذه العودة لأنها تثري إعلامنا اللبناني والعربي وأتمنى لهم التوفيق.
- هل من مفاوضات معهم؟
نعم لكن لا تسأليني عن التفاصيل.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024