تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

المدير التسويقي لشركة ICON دارين حبشي بطرس: التعاون بين الرجل والمرأة بات اليوم أمراً أساسياً لا بل ضروري لتكوين أسرة صالحة

دارين حبشي بطرس

دارين حبشي بطرس

دارين حبشي بطرس

دارين حبشي بطرس

دارين حبشي بطرس

دارين حبشي بطرس

يوماً بعد يوم، تثبت المرأة وبجدارة مدى قدرتها على التوفيق بين حياتها العملية من جهة، وحياتها العائلية والاجتماعية من جهة أخرى، بحيث تمكّنت بجهدها ومثابرتها على العمل من إيصال نجاحات الشركة التي تعمل فيها الى مستويات محلية وعالمية مشهود لها. واليوم، باتت المرأة رائدة في مختلف مجالات العمل، وقادرة على التنظيم أكثر من الرجل، نظراً للصبر والعزيمة اللذين تتمتع بهما، ويفوقان بأضعاف صبر الرجل وعزيمته. وخير مثال على ذلك، شركة ICON التي نجحت في مواجهة الصعوبات وحققت رقماً قياسياً في المبيعات والتسويق، بفضل جهود المدير التسويقي للشركة السيدة دارين حبشي بطرس التي وضعت خططاً تسويقية مدروسة وطبّقتها بنجاح. "لها" زارت شركة ICON في مقرها في الكسليك والتقت دارين وكان هذا الحوار.


- حدّثينا بدايةً عن حياتك العملية والعلمية؟

بعد تخرّجي في ثانوية راهبات الوردية-المنصورية، دخلت الجامعة اللبنانية وتخصّصت في العلوم السياسية والإدارية، ونلت إجازة في هذا المجال، وحصلت أخيراً على شهادة في التدريب الشخصي في اللياقة البدنية من IFPA الأميركية. في البداية، عملت ولمدة خمس سنوات في مطار رفيق الحريري الدولي، وبعد الزواج عملت في شركة ICON- ENGINERING التي يملكها زوجي المهندس شربل بطرس، وتسلّمت إدارة قسم التسويق العقاري في الشركة.

- دارين المديرة الناجحة في مجال التسويق العقاري، كيف ترى نظرة المجتمع الشرقي الى المرأة اليوم؟

لطالما عانت المرأة في مجتمعنا الشرقي من الظلم وعدم التقدير، وهي لم تتحرّر ولم تنل حقوقها إلا منذ سنوات قليلة مضت، فباتت تنافس الرجل في أغلب ميادين العمل، وتمكّنت من فرض وجودها كعنصر فعال في المجتمع من خلال تفوّقها في أي عمل تمارسه، كما نجحت في الوصول إلى أعلى المراكز السياسية والاجتماعية.

- وفقاً لخبرتك العملية في التسويق العقاري المحلي والإقليمي، أيهما أفضل للمرأة العاملة: الخبرة العملية والشهادة الجامعية، أم الشكل واللباقة في التعامل؟ وبالتالي هل عانيتِ صعوبات في التعامل مع الزبائن لكونك امرأة تقتحم السوق العقاري؟

لا يمكننا نكران أن المرأة في هذا العصر تتمتع بقدرٍ كاف من الاحترام في كل مجالات العمل، خاصة إذا كانت متعلّمة، مثقفة، ذات شخصية قوية وواثقة، ولبقة في حديثها. وبالنسبة إليّ، فقد نجحت في مجال عملي بالتسويق العقاري في معالجة مختلف الأمور والتأقلم مع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. وأؤكد أن التعاطي مع المرأة أسهل في هذا المجال، لأنها تدرك جيداً متطلبات الشباب، وتساعدهم على اختيار مكان سكن لائق ومريح يناسبهم ويناسب أوضاعهم الاقتصادية.

من هنا تبرز أهمية التعاطي والتعامل اللائق مع الزبائن وفهم متطلباتهم والتريث في إعطائهم الوقت الكافي لاختيار ما يريدون، لأن ليس من السهل شراء أو العثور على مكان سكن مناسب وملائم. وهذا يتطلب الخبرة العملية واللباقة في التعامل مع الزبائن.

- استناداً الى النجاحات الباهرة التي حققتها شركة ICON ENGENIRING لا سيما في مجال التسويق، ما هو مفهومكِ للنجاح؟

مفهوم النجاح بالنسبة إليّ يرتكز على نقطتين أساسيتين: الأولى، تقسيم العمل الى مراحل، وذلك للقدرة على تحمّل الضغوط من جهة، وعدم الشعور بالإرهاق والتعب للاستمرار وتجنّب تراكم الضغوط العمل من جهة ثانية. أما النقطة الثانية فهي إعطاء كل مرحلة من مراحل العمل الجهد والوقت الكافي والتفكير اللازم لإنجاح هذا العمل وتطويره.

- من هو الداعم الأساس لدارين في الحياة العملية؟

زوجي، فهو يدعمني بقوة في حياتي العملية والاجتماعية، ولولا دعمه المستمر ووقوفه الدائم الى جانبي لما استطعت العام الفائت العودة الى الدراسة والحصول على شهادة في التدريب الشخصي (اللياقة البدنية)، خصوصاً أنني كنت آنذاك مسؤولة عن عائلة مؤلفة من ثلاثة أولاد وحاملاً بالطفل الرابع. ولكون زوجي مدير عام الشركة، فنحن نتعاون معاً ونتّخذ كل القرارات المتعلّقة بالمشاريع الهندسية والمرتبطة في طبيعة الحال بقسم التسويق، في سبيل إنجاح الشركة. ويساعدنا في ذلك أن لدى كل الخبرة الكافية في مجال القسم المسؤول عنه في الشركة.

- كيف توفّقين بين عملك وحياتك العائلية والاجتماعية؟

على كل امرأة، خاصة المرأة العاملة والأم، التوفيق بين واجباتها في العمل وواجباتها تجاه عائلتها، من دون أن تنسى أنها امرأة لها نشاطات وهوايات مفضلة، من الضروري أن تمارسها كي تخفف عنها ضغوط الحياة، سواء في العمل أو في المنزل. لذا يجب أن تخصّص المرأة وقتاً لهذه النشاطات والهوايات، فتمارس خصوصاً الرياضة اليومية وركوب الخيل. وبالنسبة إليّ، لم أقصّر يوماً في عملي، أو تجاه زوجي، أو حتى نفسي، وأنظّم دائماً وقتي بين هذه الأمور، ولا أولي أحدها اهتماماً على حساب الأخرى.

- لكن ألا يؤثر ضغط العمل في التزاماتك تجاه الأولاد؟

كوني أعمل في شركة يملكها زوجي، لا أتقيّد بدوام عمل رسمي، وهذا يُشعرني بالأمان والطمأنينة ويسهّل عليّ الأمور فأُخصّص الوقت الكافي للاهتمام بأولادي والاستماع الى مشاكلهم، فبعد مغادرة الشركة والعودة الى المنزل أتفرّغ لتدريس الأولاد، وتربيتهم على المبادئ السليمة.

- وهل يساعدك زوجك شربل في ذلك؟

التعاون بين الرجل والمرأة بات في عصرنا الحالي أمراً أساسياً، لا بل ضروري لتكوين أسرة صالحة، وهذا ينعكس إيجاباً على تربية الأولاد ويساهم في نجاح العلاقة بين الزوجين. أنا متّفقة مع زوجي على كيفية تربية الأولاد وتعليمهم والاهتمام بكل نشاطاتهم الترفيهية، بحيث أتفرّغ أنا لتدريسهم، ويهتم هو بنشاطاتهم الترفيهية وهواياتهم. كما نحرص على الأجواء الهادئة في المنزل، وتأمين متطلباتهم المادية والمعنوية.

- تفاقم المسؤوليات، ألا يُنسيكما الاهتمام بنفسيكما؟

تربية الأولاد وضغط العمل لا يحولان دون اهتمامي أنا وزوجي بحياتنا الخاصة، فنحن نحب الترفيه والتمتع بالحياة، سواء كان ذلك بالسهر أو حتى بالسفر، كما لكلٍ منا حياته الاجتماعية المفعمة بالنشاطات، ونحب الاختلاط مع الناس والتآلف معهم، لإيماننا بأن الانسان لا يمكنه العيش وحيداً، ويحتاج الى الانخراط بالمجتمع.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080