'صباح الخير يا عرب' مع لوجين عمران وجلال شهدا
اكتسب برنامج «صباح الخير يا عرب» صباح كل يوم على شاشة mbc المزيد من التألّق بفضل نغمة تفاهم واضحة بين مقدمَيه المذيعة لوجين عمران والمذيع جلال شهدا. ورغم أنها تعد تجربة أولى لهما في برنامج اجتماعي منوع يمتدّ لفترة ليست قصيرة وعلى الهواء مباشرة، فإن النجاح كان حليفهما منذ اليوم الأول بفضل التناغم الواضح بينهما وروح التعاون التي تجمعهما.
هذه المرة وضعنا لوجين عمران وجلال شهدا في موقع الضيف، حيث باحا بسرّ هذا النجاح، وتأثير تلك التجربة التلفزيونية الجديدة عليهما.
البداية كانت على لسان جلال شهدا عندما قال: «مشكلة مثل هذا النوع من البرامج أن من يتابعها يلاحظ عندما يكون هناك نوع من التباعد بين المذيعة والمذيع ووجود تنافس بينهما لسرقة الكاميرا بالمعنى الإعلامي، وهو ما يؤثّر سلباً على البرنامج ككل. أما نحن فحاولنا منذ اليوم الأول أن نقدم صورة مغايرة وأداءً مختلفاً بطريقة منسجمة».
وتقول لوجين عمران: «سبق أن قدمت برنامج «يا هلا» على شاشة «روتانا خليجية»، وهو يعتمد في تقديمه على أكثر من مذيع خاصة في الأعياد والمناسبات. ولكن مع بداية طرح فكرة «صباح الخير يا عرب» أعترف بأن القلق والتوتّر أصاباني لأن نوعية البرنامج مختلفة، إلى جانب عدم معرفتي بزميلي العزيز جلال شهدا وهل نتواءم معاً. وبمرور الحلقات حققنا النجاح، واعتاد المشاهدون على فكرة البرنامج وتنوعه، وبالتالي على طريقة التقديم المختلفة وتنوعها بين الأخبار والفقرات الفنية والاجتماعية».
وتضيف: «في أول حلقة قدمناها معاً اكتشفت أن جلال شخصية مختلفة تماماً، وكنت أتمنى أن تظهر هذه الشخصية التي لا يعرفها المشاهدون. وفعلاً كان طبيعياً للغاية أثناء الحلقات، وهو من الإعلاميين الذين لا يأخذون أدوار الآخرين، بل بالعكس هو حريص على زميله ، ويعطيه الفرصة لمحاورة الضيف، وبمعنى آخر سؤال له وسؤالي لي. وعندما أطلب منه استشارة أو مساعدة لا يقصّر، بحكم أنه أكثر خبرة مني، رغم أن هناك أناساً يفضلون الاحتفاظ بمعلوماتهم لطبعهم الأناني».
وتواصل حديثها من القلب عن زميل العمل بقولها: «جلال شهدا دائماً ما يقدم المساعدة أو أي شيء يضيف إلى زميله التألّق ويضيف إلى البرنامج أيضاً، وأنا سعيدة بالعمل معه لأني معه أحقق الكثير بشكل يومي، وهناك انسجام بيننا في العمل. وما تراه على الشاشة هو ما يحدث في الكواليس، ويمتدّ الأمر إلى المزاح ليأتي البرنامج معبراً عن طبيعتنا».
- سألنا لوجين عمران: وهل من السهل بحكم أنك مذيعة منوّعات أن تشاركي في تقديم فقرة إخبارية؟ وهل يساعدك جلال شهدا- في ذلك؟
تجيب على الفور: «لا أرى أن «صباح الخير يا عرب» برنامج إخباري، رغم أننا نعلّق في فقراته على أبرز الأخبار. ويبقى أن المذيع الجيد الذي يملك الإمكانات يستطيع تقديم كل أنواع البرامج، ونحن في البرنامج التقينا في نقطة وسط: جلال جاء من القالب الإعلامي السياسي، وأنا من المنوّعات وبرامج الفن. والتقينا في خلطة إعلامية مميزة تجمع بين السياسة والفن والاجتماع والاقتصاد وغيرها، والجميل أننا التقينا في الوسط. وأي معلومة من الأخبار السياسية أنا أستفيد من خبرته فيها كمذيع، والحال نفسه بالنسبة إليه في المعلومة عن الفن والفنانين».
- هل وجد جلال شهدا نفسه في البرامج الاجتماعية والمنوعة بعيداً عن الأخبار والسياسة؟ وهل يتمّ توزيع الأدوار داخل البرنامج باتّفاق مسبق؟
يقول جلال: «بالفعل نتبادل الأدوار. ولأن خلفيتي ومعلوماتي الفنية ضعيفة ساعدتني لوجين في هذا الجانب. ونحن نتشابك على الهواء أحياناً في نقاشات لإثراء الحوار، ويتمّ ذلك بطبيعية وعفوية ودون أية أعدادات أو اتفاقات مسبقة، لأننا نعتبر نفسنا في موقع المشاهدين، ونسأل ما يريدونه، ولكننا نتشارك في الآراء باقتناع لأن نجاح البرنامج هو نجاح الفريق ككل.
قبل ظهوري لتقديم الأخبار على شاشة m b c، قدّمت برامج المنوعات وبرامج ترفيهية أثناء عملي في بيروت، ولكن الصعوبة كانت في إقناع المشاهد بتلك النقلة وإيصال معلومة صحيحة إليه، لأنه قد يراني «جلال الإخباري» فكيف أقدّم له معلومة فنية؟ ولم تكن الصعوبة بالنسبة إليّ في هذه النقلة بحد ذاتها، والمشاهد والحمد لله اقتنع بالفكرة وتفاعل مع البرنامج.
- كيف تنظران إلى التجربة حتى الآن وردود الفعل على البرنامج؟
يقول جلال: لا نستطيع أن نقول إنه نجاح ساحق لأننا نعتبر نفسنا في بداية طريق النجاح. ورغم مرور أشهر عدة مازلنا نحاول أن نحافظ على ما حقّقناه من نجاح، وأن يكون البرنامج منذ الساعة الحادية عشرة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً بتوقيت السعودية على خارطة اهتمام المشاهدين بشكل يومي، وهو امتحان أصعب من نجاحنا في البرنامج.
بينما تعلق لوجين قائلة: ردود الفعل من داخل القناة أو من خارجها كلها مرضية وأسعدتنا، لكننا بالفعل استمعنا إلى كل الآراء المرحبة أو حتى المنتقدة لحرصنا الدائم على تطوير عملنا. ولعل من أهم أسباب نجاحنا المشاركة في الإعداد لأنها تجعلك أكثر قدرة على فهم الأبعاد كاملة لبرنامج «صباح الخير يا عرب».
- كيف ترين صيغة النجاح في البرنامج؟
حتى يتقبلنا المشاهد لابد أن يكون هناك انسجام بيني وبين جلال وهذا وضع طبيعي، أن يكون البرنامج بعيداً عن صورة البرامج المعلبة أو المستهلكة، لذا نجدّد الأفكار ونتناولها من زوايا مختلفة بطريقة علمية أو بطريقة مختلفة عما تقدمه القنوات الأخرى. والأجمل أن يكون لدينا أشياء حصرية تصل إلينا من أنحاء العالم وتعرض في برنامجنا، علماً أن لدينا دون مبالغة فريق إعداد نشيطاً ومتميزاً يهتمّ بالبرنامج ونجاحه.
- كيف أقنعوك بالعمل - في هذا البرنامج؟
يقول جلال شهدا: «حدث مع برنامج «صباح الخير يا عرب» دمج بين الإنتاج والأخبار. على سبيل المثال إذا وقع زلزال في مكان معين يكون هذا الزلزال هو الخبر الأساسي في البرنامج إخبارياً واجتماعياً، والأمر نفسه مع الخبر الطبي والترفيهي وغيره. ومن هنا لم أجد نفسي بعيداً، ولم تكن عملية إقناعي صعبة. ورغم ذلك لا أخفي أني كنت متوجساً على صورة جلال مقدم الأخبار ،وسرعان ما تحققت الفكرة الأساسية وهي الدمج بين فريق الأخبار وفريق الإنتاج الموجود في بيروت وحقّق هذا الأمر النجاح السريع، لأننا لا نكتفي بالخبر، بل نحلله بمساعدة الضيف و نوصل المعلومة إلى المشاهد.
- تحت أي مسمى يندرج برنامج «صباح الخير يا عرب»؟
تقول لوجين: هو برنامج عائلي مع أن وقت العرض يجعل السيدات يتابعنه أكثر من باقي أفراد العائلة، على اعتبار أن الرجال والأبناء في الجامعات والمدارس والأعمال. ولكنه في الأساس برنامج موجه إلى جميع أفراد العائلة.
- ما الذي يميز «صباح الخير يا عرب» عن البرامج الصباحية الأخرى؟
يقول جلال: أعتقد أنه مختلف بالفعل، فلدينا ساعتان في برنامج يومي نحرص على أن تتنوّع فقراته لتشمل كل المواضيع. ولا نخصص يوماً معيناً لموضوع معين. وتميزنا عن باقي البرامج الصباحية سرعتنا في طرح الموضوع لأن الوقت عادة هو عدو أو منافس ويلعب دوراً سلبياً خلال الفقرة التي نحاول أن نوصلها إلى المشاهد، ولهذا نلعب بعاملي السرعة والدقة في نقل المعلومات.
- بحكم أن المرأة هي المشاهدة الأولى المستهدفة من البرنامج، من وجهة نظرك من الأكثر قدرة على إيصال المعلومة إليها: الرجل أم المرأة؟
تقول لوجين: الأمر يتوقف على موضوع الإقناع. الكوافير الرجل يقنع المرأة أكثر من الكوافيرات. حتى في مجال المطبخ العالمي والمطاعم الشهيرة الرجل يتميز أكثر من المرأة ولكن بالنسبة إليّ عندما نتحدث عن الطهو مثلاً تعجبني الأكلة وطريقة الطبخ بغض النظر عما إذا كان طاهيها أو امرأة. والحال نفسه مع من ينسق شعري أو ماكياجي إذ يهمني ما يناسبني ويتّفق مع ذوقي دون النظر إلى كونه رجلاً أو امرأة.
بينما يقول جلال شهدا: المرأة تستطيع أن تصل إلى المرأة بطريقة أسرع وأسلس، ونحن في برنامج «صباح الخير يا عرب» كوننا أماً شابة وأباً شاباً نستطيع أن نصل إلى شريحة كبيرة من الناس، وتمتزج الآراء بالتالي في هذا السياق لنتعرّف على وجهة نظر المرأة كما نعرف وجهة نظر الرجل.
- ما هو سلاح النجاح والإجادة؟
تؤكد لوجين: المعلومة أكثر شيء وتتصدّر كل أولوية. وأنا حريصة على أن أكون على طبيعتي بعيداً عن التصنّع أو التكلّف، إلى جانب حرصي على ألا أقدّم شيئاً للمشاهد لست مقتنعة به. وفي كل ما نقدمه هناك مناقشة مع فريق الإعداد، ومن الطبيعي أننا نحذف ونلغي ونغير لأننا نتدخل في الإعداد.
- هل تحوّل الأمر إلى تنافس بينك وبين جلال شهدا لمصلحة البرنامج؟ وماذا عن البرامج الجديدة؟
تقول لوجين: لم ولن أفكر بهذا الشكل، بل تفكيري أن تكون المنافسة من البرنامج للبرامج الأخرى، لأن التنافس بيننا داخل البرنامج قد يؤثّر على مستواه، ولن يحقق النجاح الذي نريده معاً. أما عن البرامج الجديدة، فالحمد لله أني أصبحت موظفة في mbc، وأفكر في الحاضر لأثبت نفسي وبعدها أفكر في المستقبل ونوعية البرامج التي سأقدّمها.
- هل يمكن أن يواصل جلال شهدا تقديم هذه النوعية من البرامج؟
يقول: ليس لديً مشكلة،والجانب الاجتماعي مهم جداً في حياة الناس. وإذا عرض عليّ تقديم برنامج اجتماعي هادف مثل «صباح الخير يا عرب» لما ترددت أبداً، فقد مررت بكثير في هذه المراحل ليس فقط في مجال الإعلام بل في جميع المجالات، وفي بداياتي ربما قدمت تنازلات لكن الهدف وقتها كان الوصول إلى الهدف الذي أسعى إليه وهو معرفة الناس لجلال شهدا حتى وصلت إلى مرحلة تقديم الأخبار.
- ماذا عن القنوات التي عمل معها جلال شهدا؟ وماذا يمثل برنامج «صباح الخير يا عرب» في مسيرتك؟
يقول جلال شهدا: عملت في البداية في قناة LBC عام 2002 ولمدة عامين قبل أن أنتقل إلى mbc، ومعها عملت في قسم بيروت في عدة برامج كانت ناجحة والحمد لله أبرزها «ستار» و«نجم النجوم» مع رزان المغربي. وأيضاً عملت في برنامج «عيش سفاري» في موسمه الأول، ومنذ عام 2006 انتقلت الي دبي للعمل في قسم الأخبار، في برنامج «صباح الخير يا عرب» يأتي مباشرة بعد الأخبار بالنسبة إلى مسيرتي كمذيع.
- هل ترى أن البرنامج قابل للإضافة والتطوّر؟
التطوير سمة من سمات أي برنامج ناجح، وأنا كمذيع أحب أن أطوّر البرنامج حتى لو كان في موسمه الأول. أعرف إعلاميين لا يقدمون على التطوير في برامجهم إلا إذا وصل الأمر إلى حدّ الملل، وعندها يلجأون إلى تغيير الديكور أو غيره. أنا أعتبر البرنامج كالطفل يكبر وينمو وله مراحل صعود وتطوّر. البرنامج الجيد يستوعب كل ما هو جديد وكل الأفكار دون حدود. وأكبر شيء يدل على التطور أننا دائماً في اجتماعات بشكل شبه يومي، لنستعرض الأفكار والاقتراحات ونستقرّ على أفضلها.
- طموح لوجين عمران مع mbc إلى أين يمتد؟
طموح أي مذيع ومذيعة الانتقال إلى كيان إعلامي كبير مثل mbc التي كانت بالطبع من أحلامي، منذ لحظة دخولي عالم الإعلام. وإذا كان جلال شهدا قد أضطر لأن يقدم بعض البرامج لكي يثبت نفسه، فأنا أؤكد أنني كنت أيضاً مضطرّة لأن أقدم بعض البرامج التي لم أكن راضية عنها، ورفعت وقتها شعار الصبر، وكان هدفي أن أصعد السلم درجة درجة، ولذلك قدمت أشياء كثيرة لم أكن مقتنعة بها، وكنت أعترف بهذا الشيء عندما أتعرّض للإنتقاد، لأني وقتها لم يكن عندي أي خيار سوى اكتساب الخبرة ومعرفة الناس بإمكاناتي كمذيعة.
البرنامج الاجتماعي أو الحواري بالدرجة الأولى. والذي يهم العائلة كلها الأب والأم أو حتى الأطفال من جميع النواحي كان هدفي وطموحي وقد تحقّق، وأنا الحين مقتنعة بما أقدمه، ولذلك لا أفكر في أي شيء حالياً.
- هل تعاقد mbc مع لوجين عمران يعود إلى شهرتك أم خبرتك؟
ربما لأني قدمت من قبل البرامج الاجتماعية في أشكال متعددة أقرب إلي برامج الحوار ومثل «صباح الخير يا عرب»، وتناولت مواضيع صحية طبية وعائلية اجتماعية. ورغم ذلك لا أستطيع أن أقول أني صاحبة خبرة طويلة، وقد يكون المسؤولين عن القناة قد توسموا فيّ المقدرة على تقديم هذه النوعية من البرامج ، وهو ما يشرفني ويسعدني، وأشكرهم على تشريفي بذلك.
- هل يمكننا أن نقول ببساطة إن لوجين قد وجدت نفسها كمذيعة مميزة أخيراً؟
ليس من قبيل المبالغة أو المجاملة أن أقول إن التجارب أثبتت أن الشيخ الوليد الابراهيم عنده نظرة خاصة لإستقدام الاشخاص في الأماكن المناسبة سواء أكان اليوم أو بالأمس، والدليل التطور الذي يعيشه كل من ينضم إلى تلك المنظومة الإعلامية، واكتساب الخبرات المتنوعة فيها يوم بعد يوم ، خاصة عندما يتعلق الأمر بالنقل المباشر وبرامج الهواء.
- وهل ساهم وجود جلال شهدا في رؤيتك تلك؟
بالطبع وجود جلال في الأخبار شجعني على أني أكون في هذا المجال، ونصيحة والدي لي أن أستفيد من خبرة جلال شهدا في هذا المجال، وهو ما سعيت له منذ البداية. وللحق هو لم يبخل على بخبرته ومعرفته. وبالفعل تدربت على تقديم الأخبار.
- هل وجدت صعوبة في تقديم المباشر؟
بالعكس أنا أشعر بمتعة برامج الهواء والنقل المباشر أكثر من البرامج المسجلة التي أعتبرها مثل الأشياء المزيفة وأقرب إلى التمثيل، بينما برامج الهواء والنقل المباشر تخلق حميمية مع المشاهدين.
- كيف يفكر جلال شهدا في المستقبل؟
على صعيد العمل أحلامي دائماً في مجال الكادر الإخباري والاجتماعي وهو ما يجعلني أتطلع دائماً إلى الأمام. حينما أذكر الإعلام أذكر رياض شرارة وجورج قرداحي وأناساً استطاعوا أن يضعوا بصمتهم على الشاشة، وأمثالهم معدودون في الوطن العربي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024