تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

راندا البحيري، من الإعلانات إلى السينما

 من الإعلانات انطلقت إلى السينما ومضت فيها بخطوات ثابتة حتى أصبحت في فترة قصيرة إحدى نجمات جيلها. إنها الفنانة راندا البحيري التي اعترفت لنا بأنها تفكر بجدية في وضع  الحجاب، وإن كانت هذه الخطوة مؤجلة وكشفت عن علاقتها بالخلافات بين دوللي شاهين وماريا، وأنها استكملت دورها في «قبلات مسروقة» رغم اعتراضها على الفيلم. وفي صراحة تامة أكدت أنها ترفض العري وتقديم الأدوار الساخنة، وأن مشكلة خاصة جداً أبعدتها عن الوقوف أمام عمر الشريف وعادل إمام في «حسن ومرقص».

- النقاد أشادوا بدورك في فيلم «أيام صعبة»، حدثينا عن الدور؟
أنا سعيدة جداً بهذا الفيلم رغم صعوبته واعتبره خطوة مهمة في مشواري الفني، فهو ينتمي الى نوعية الدراما الاجتماعية البوليسية، وأقدم فيه شخصية الفتاة الرومانسية البسيطة التي تقع في حب شاب، لكنهما يواجهان العديد من المشاكل ويتورطان في جرائم لا علاقة لهما بها.

- ما أصعب مشاهدك في الفيلم؟
الفيلم اسم على مسمى فقد  كانت أيام التصوير كلها مشاهد غاية في الصعوبة، ولا أستطيع أن أصف شعوري حين قُتل خطيبي ضمن أحداث الفيلم وأنا معه. فعلاً إحساس بشع انتابني بعد قصة الحب التي عشتها معه في الأحداث، خاصةً أن الأحلام تحولت إلى مناظر دموية، بالإضافة إلى مشهد محاولة الاغتصاب فبالفعل تعايشت مع المشهد حتى أستطيع إظهار مشاعري. 

- هل تأثرت نفسياً بمشهد الاغتصاب؟
المشهد لم يكن اغتصاباً وإنما محاولة اغتصاب وعندما كنت أقرأ السيناريو شعرت بخوف ورهبة من هذا المشهد لأنني علمت صعوبته من ممثلاث أخريات ممن قمن بأدوار فيها محاولات اغتصاب وكنت أسمع عن مدى تأثير مثل هذه المشاهد عليهن نفسياً. وقررت أن أتحدى نفسي في تجسيده وخاصة أنها المرة الأولى التي أقدم فيها مثل هذه الأدوار. وعند تصوير المشهد كنت مرعوبة وكان كل ما يشغلني أن أُظهر مشاعر الرعب والخوف. والحمد لله أديته بشكل جيد بفضل المخرج فادي فاروق الذي دعمني نفسياً، بالإضافة إلى الفنانة سلوى خطاب التي شجعتني على أن أتخطى هذا المشهد بسلام.

- ارتديت ضمن أحداث الفيلم  فستان فرح،  ماذا كان شعورك؟
ارتداء فستان الفرح في حد ذاته شعور غريب فيه مزيج من اللقاء والفراق لألتقي بمن أحب وأعيش معه طيلة حياتي وفى  اللحظة نفسها فراق أهلى ومن كنت أعيش معهم سنوات طويلة من عمري.

- من الذي دفعك للموافقة على دورك في «بدون رقابة»؟
المخرج هاني فوزي،  بالإضافة إلى أن الشخصية مكتوبة بشكل جيد اذأقدم شخصية فتاة متدينة لها مبادئها تحب شاباً ولكنها تفاجأ بأنه غير جاد في الزواج فتقرر الابتعاد عنه.

- ألم تخشي من جرأة المواضيع التي طرحها الفيلم؟
بالطبع كنت خائفة عندما قرأت السيناريو نظراً لجرأة الموضوعات التي يناقشها، علماً أن دوري في الفيلم ليس فيه مشاهد جريئة أو حوار جريء. ولكن المخرج هاني فوزي أقنعني بالدور.

- البعض اتهمك بالتكرار والتقليدية في الفيلم. ألم يزعجك هذا الاتهام؟
عندما قرأت الدور أدركت أنه تقليدي جداً. لم يزعجني ذلك لأنني قدمته بشكل مختلف عن أعمالي السابقة. وساعدني في ذلك المخرج هاني فوزي.

- الفتاة المحجبة قدمتها راندا البحيري كثيراً،  فما الفارق؟
90 في المئة من بنات مصر محجبات فمن المنطقي أن أظهر في معظم أدواري بالحجاب. وأرى أنني أقدم الفتاة المحجبة في كل دور بشكل مختلف، ففي فيلم «بدون رقابة» قدمت الفتاة الملتزمة أخلاقياً ودينياً وتنتمي الى عائلة محافظة دون الإشارة إلى الحجاب في العمل، فالحجاب في هذا الدور هو مكمل فقط لشكل الشخصية. بينما قدمت في فيلم «أوقات فراغ» شخصية الفتاة المحجبة المترددة بين الحجاب والحياة العصرية، فمن الممكن أن ترتدي الحجاب في يوم وتخلعه في اليوم التالي. أما في فيلم «ما تيجي نرقص» فقدمت دور الفتاة المحجبة المتفقة مع ذاتها، حتى عندما فكرت في الرقص انضمت الى فرقة الفتيات حتى تحافظ علي مبادئها الدينية.

- هل تفكرين في ارتداء الحجاب؟
اعتبرها خطوة مؤجلة في حياتي. بالفعل فكرت في ارتدائه أكثر من مرة ولكنني أفضل أن أتمهل قبل اتخاذ هذه الخطوة حتى لا أتراجع بعد اتخاذها، وفي الوقت نفسه أخشى حصري في أدوار معينة، كما حدث مع الفنانة حنان ترك التي رفضت مجموعة من الأعمال السينمائية لا تتوافق مع حجابها.

- أين أنت من خلافات ماريا ودوللي شاهين خلال التصوير؟
ليست لي علاقة بهذه المشاكل لأن طبيعة دوري لم تجمعني بإحداهما طوال الوقت، وهو ما جنبني الدخول في خلافاتهما أو مع أي من فريق العمل. وأنا بطبيعتي أحب الهدوء والالتزام بما يقوله المخرج فقط.

- «بدون رقابة» تعرض لانتقادات حادة لتناوله قضية الشذوذ الجنسي ولم تتبرئي منه مثلما حدث مع «قبلات مسروقة»،  لماذا؟
أنا راضية عن دوري وما قدمته، أما أدوار الآخرين فهم مسؤولون عنها. وكنت مدركة من البداية أن الفيلم جريء جداً نظراً لتناوله مجموعة من العلاقات بين الشباب، وأرى أنه يناقش العديد من القضايا المهمة كالمخدرات والظروف الاجتماعية ولم يركز فقط على الشذوذ الجنسي. فضلاً عن أن الفيلم يخلو من المشاهد الساخنة.

- هل كان من الممكن أن تقبلي تقديم دور الفتاة الشاذة جنسياً الذي قدمته علا غانم؟
أولاً لم يُعرض عليّ دور غير الذي قدمته،  ثانياً أنا في المقام الأول فنانة وأرحب بتقديم جميع الشخصيات التي تناسبني. الا ان هناك خطوطاً حمراء لا أستطيع تجاوزها، فاذا كان الدور بعيداً عن الابتذال والعري أقدمه، أما اذا كان عكس ذلك فابتعد عنه.

- وماذا لو عرض عليك دور ماريا في الفيلم؟
كل فنانة لها طبيعتها، وهناك مشاهد قد أستطيع تقديمها وأخرى لا. هذا يعود إلى الشخصية نفسها. ورغم إعجابي بدور ماريا خاصة أنه أول أعمالها سينمائياً، لا أعرف لو عُرض عليّ دورها هل كنت سأقبله أم لا. لكن بصفة عامة الدور الذي يحتوى على أحضان وملابس ساخنة لا أستطيع تقديمه والجميع يعرفون ذلك، فأنا لي حدود في التمثيل.

- كيف انتهت خلافاتك مع فيلم «ليلي»؟
الحمد لله انتهت كل المشاكل والخلافات والتصوير أيضاً. وكل ما في الأمر أنني كنت تعاقدت على هذا العمل باعتباره فيلماً روائياً قصيراً لا تتعدي مدته 45 دقيقة. لكنني فوجئت في ما بعد بزيادة عدد المشاهد وأنه فيلم روائي طويل بعكس الاتفاق. وعلى الفور امتنعت عن التصوير وتقدمت بشكوى إلى الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين ضد الجهة المنتجة للفيلم. وفوجئت بنشر الموضوع في الصحف بصورة مغايرة تشير إلى عدم التزامي بمواعيد التصوير، وبعد تدخل الدكتور أشرف زكي انتهى الموقف بالصلح واستكملت التصوير.

- تردد أن هجومك على فيلم «قبلات مسروقة» كان رد فعل على استبعادك من أفيش الفيلم،  ما ردك؟
صدمتي بالفيلم كانت أكبر من صدمتي بالأفيش. فقد فوجئت بكم القبلات والأحضان الموجودة في الفيلم ولم يكن أمامي سوى أن طلبت منهم انتزاع هذه المشاهد. ورغم موافقة المخرج على كلامي عاد وتراجع، وكنت وقتها قد وقعّت عقد الفيلم مع المنتج ممدوح الليثي فقررت أن أتحمل وأستكمل العمل ليس لشيء سوى أن الليثي صاحب فضل عليّ.
بعد كل ذلك فوجئت بتصدر آخرين الأفيش رغم أن دوري من الأدوار الرئيسية وكنت أول المرشحات للعمل حيث كان من المفترض أن يشاركني البطولة بسمة وخالد أبو النجا ولكنهما اعتذرا.

- ولكن كلامك عن الفيلم أثار غضب المنتج ممدوح الليثي؟
أنا أحترم الأستاذ ممدوح جداً ويعلم جيداً أنني قمت بهذا العمل من أجله ورداً للجميل الذي قدمه لي كونه أول من تحمس لي منذ بداياتي عندما شاهدني في فيلم «ملك وكتابة»، ووقتها قال لي ستكونين نجمة في المستقبل وممثلة جيدة ودعمني في أفيش الفيلم وأظهرني بصورة لائقة، وليس لدي أي تعليق على كل ما قاله ضدي وسأظل أحترمه وأقدره.

- ما حقيقة استبعادك من فيلم «حسن ومرقص» بعد ترشيحك لدور ابنة عمر الشريف؟
 لا أحد يستطيع أن ينكر أن العمل مع كل من عادل إمام وعمر الشريف أمنية كل فنان. لم يتم استبعادي كما تردد وكل ما في الأمر أن هناك مشكلة خاصة ليست لها علاقة بالفيلم جعلتني اعتذر عن الدور، وهو بالطبع ما لم أكن أتمناه خاصة أن العمل مع الفنان عادل إمام أحد أحلامي.

- لماذا لم ينجح مسلسل «شريف ونص» الذي شاركت في بطولته؟
بالفعل المسلسل لم يظهر بالشكل الذي كنا نتمناه لأنه واجه بعض المشاكل الإنتاجية فضلاً عن مجموعة من الأخطاء التقنية، وكل ذلك أدى إلى عدم ظهور العمل بالشكل الذي كنا نتوقعه. ولكنني سعيدة جداً بخوض تجربة الكوميديا للمرة الأولى واستمتعت بها بشكل كبير جداً حيث قدمت شخصية الفنانة التشكيلية بشكل مختلف من حيث الملابس وتسريحة الشعر. واكتشفت أن الكوميديا مرهقة جداً رغم المتعة الكبيرة التي تحققها للفنان.

- ما حقيقة الخلافات التي نشأت بينك وبين الفنانة التونسية درة خلال تصوير العمل؟
 ليست خلافات ولكن مجرد سوء تفاهم حيث تم تعليق بوستر يوم افتتاح المسلسل بدا فيه أن درة هي بطلة العمل مع شريف رمزي، وكان مجرد خطأ من مصمم البوستر. وعلى الفور تم تدارك الموقف.

- عملتِ مع يسرا وإلهام شاهين وميرفت أمين. ماذا تعلمت منهن؟
أعتبر نفسي محظوظة للعمل مع نجمات في حجمهن وبالطبع استفدت الكثير منهن، فعلى سبيل المثال تعلمت من الفنانة يسرا الالتزام وحب العمل والتفاني وكانت تساندني وتوجهني خلال تصوير مسلسل «قضية رأي عام»، أما الفنانة إلهام شاهين فهي كريمة لأبعد الحدود ومثلت معها عملين هما «بنت أفندينا» و«على نار هادئة» ولن أستطيع أن أنسى مساندتها لي في مسلسل «على نار هادئة» حيث كان من المفترض أن أقوم بتصوير مشهد خطبتي ضمن أحداث المسلسل وكنت وقتها غير مستعدة ولم أستقر على الفستان الذي سوف ارتديه وفوجئت بها تأخذني إلى منزلها وأدخلتني غرفة ملابسها وقالت لي اختاري ما يناسبك من الفساتين. ووقتها لم أصدق نفسي بأنني سأرتدي فستان النجمة إلهام شاهين وكدت أطير من الفرح.
أما الفنانة ميرفت أمين فقد اكتسبت منها خبرة كبيرة مع أنه لم تجمعني بها مشاهد خلال مسلسل «كلمة حق» الذي قامت ببطولته، ولكنني كنت أتابعها فهي فنانة ملتزمة جداً ودقيقة في مواعيدها وتدرس أبعاد الشخصية التي تقدمها بدقة.

- بعد نجاح «أوقات فراغ» توقع البعض قيامك ببطولة مطلقة في أعمالك التالية ولكنك قمت بأدوار ثانية لماذا؟
عُرضت عليّ أدوار بطولة مطلقة ولكن في أعمال غير جيدة فرفضتها. أنا لا أسعى للبطولة المطلقة بقدر ما أسعى لدور جيد أشعر بأنني أقدم فيه شيئاً جديداً. وأنا لا أتعجل خطواتي وأؤمن بأن النجاح ببطء وثبات أفضل كثيراً من الصعود سريعاً.

- لماذا توقف تصوير فيلم «ليلة واحدة»؟
للأسف توقف تصوير الفيلم أكثر من مرة لمشاكل إنتاجية ولا أحد يعلم متى ستنتهي هذه الأزمة. الفيلم يعتمد على الإثارة والتشويق مع مجموعة من الشباب والفتيات الذين يقومون برحلة سياحية في سيناء وخلال هذه الرحلة تقع جريمة قتل. وتدور أحداث الفيلم جميعها في يوم واحد.

- مع من تتمنى راندا البحيري أن تعمل؟
أتمنى العمل مع أحمد حلمي ومنى زكي وأحمد السقا وغادة عادل واعتبرهم الأقرب إلى قلبي وأحرص دائماً على مشاهدة أعمالهم.

- ماذا عن الحب في حياة راندا البحيري؟
أعيش طوال الوقت في حالة حب ولا أستطيع أن أعيش دون حب. فهو يعطي للحياة شكلاً ولوناً جميلين، فأنا في حالة حب من نوع خاص جداً، أحب الحياة وأسرتي وأصدقائي ولن أتزوج إلا عن حب. وحتى الآن لم يظهر هذا الحب تحديداً في حياتي.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078