تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

غانم الصالح يعترض

فنان قدير وأحد أعمدة الدراما الخليجية، هو «الجوكر» في كل عمل يشارك فيه، مشواره الفني حافل بالنجاحات والأعمال الفنية القيمة والمضيئة في تاريخ الفن الكويتي. الفنان غانم الصالح وبعد قراره الابتعاد عن خشبة المسرح لعدم وجود أجواء مسرحية تناسبه، فضّل أن يكون نجماً تلفزيونياً وسط زملاء دربه وكلما تقدم في العمر أشرقت أعماله أكثر وأكثر.

لديه أجندة يراهن عليها لشهر رمضان المقبل، ويعتبر أن ثنائياته مع حياة الفهد وسعاد عبدالله ساهمت في بقائه في القمة رغم أن الثنائيات عمرها قصير، ويحلم بعمل ضخم يجمعه بالنجوم من رفاق دربه إلا أن المنتج الذي يصرف على مثل هذا العمل المكلف عملة نادرة... في هذا وأمور أخرى. تحدّث الى «لها» في هذا الحوار.

- نلاحظ ان هناك تكرارا في القضايا الاجتماعية التي تطرح في الاعمال الخليجية إلى درجة أنها أصبحت كلها متشابهة؟ ما رأيك في هذه الظاهرة؟
نحن مجتمع مهما تعددت مشاكلنا  تبقى قليلة مقارنة بباقي القضايا العربية، وهناك خطوط حمراء وحساسة لا نستطيع تجاوزها فيحاول كل مخرج أن يتناول أحداث عمله برؤيته الخاصة. أنا شخصياً معظم أعمالي التي أقدمها سبق أن جسّدتها لكن أحياناً تختلف طريقة تناولها. في فترة الأربعينات والخمسينات عندما كنا نقدم عملاً تراثياً كانت كل القضايا التي نتناولها مستقاة من روحية أهل البلد، بمعنى أننا نجسد مشاكل النجار والحداد والبنّاء، كلها من الكويت. اليوم كل هذه النماذج انتهت ولم يبق لنا إلا تناول مشاكل الموظف أو التاجر، لأننا استهلكنا كل أعمالنا المسرحية والتلفزيونية والإذاعية.

- وهل أدّت هذه الظاهرة إلى زيادة إنتاج الأعمال التراثية في الفترة الأخيرة؟
الكثيرون من إخواننا المنتجين هربوا من الواقع إلى الأعمال التراثية لتقديم قصص من الماضي يبنون عليها سيناريوهات أعمالهم، فالنماذج القديمة تفتح مجالا أوسع لاختيار الشخصيات، كذلك العودة الى الأعمال التراثية توثق لأجيالنا القادمة ما قام به الآباء والأجداد قبل ظهور النفط. وقد ازداد الطلب على هذه الأعمال من المحطات الفضائية بناءً على طلبات الإعلان التجاري، وقد أصبحت هذه النوعية تنافس الأعمال الرمضانية من ناحية مدة العرض، إضافة الى أن الجمهور متعطّش لمتابعة حكايات الماضي الجميل.

- لكن بعض المحطات تسعى لشراء مسلسلات تتضمن الإثارة في طرحها بغض النظر عن القيمة الفنية التي يحملها العمل.
نعم هذا هو الحاصل مع الأسف، والهدف جذب أكبر عدد من المشاهدين، كما هي الحال في الصحافة التي تحرص على تضمين المانشيت عنواناً ذا دلالات مثيرة بغية لفت النظر.

- هل أنت متابع جيد لأعمالك؟
لست متابعاً لأعمالي بل أحب أن أسمع  آراء من حولي وغيرهم في أعمالي، ويهمّني كلام النقّاد الصادق ونقدهم البنّاء لا الحاقد، لأن مهمة الناقد توجيه الفنان الى الطريق الصحيح.

- هل لدينا في الصحافة المحلية حالياً نقّاد حقيقيون؟
مع الأسف لا، وكلها اجتهادات شخصية، رغم أن لدينا المعهد العالي للفنون المسرحية الذي خرّج ويخرّج كثيرين، لكن الجمهور اليوم أصبح هو الناقد الأول لأعمالنا ويعطي رأيه فيها دون مجاملة.

- ما رأيك في معشر المنتجين اليوم؟
بعض المنتجين يسوقون أعمالهم بالشكل الصحيح ويقدرون تاريخنا، إنما هناك منتجون جدد ينافسون النجوم الكبار في أعمالهم خاصة إذا كان هذا المنتج ممثلا يحاول قدر المستطاع أن يبرز صورته وإسمه ولو على حساب النجوم العاملين معه. شخصياً أنا أضع شروطاً أمام المنتجين لحماية حقوقي من السلب والضياع. وأود أن أشير الى ان هذه المشكلة أصبحت ظاهرة صراع ليس في الخليج بل في العالم العربي ككل.

- كيف تعلّل زيادة رواج الأعمال الرمضانية عند عرضها مرة ثانية بعد شهر رمضان؟
كثير من أعمالي شوهدت بعد شهر رمضان لأن الناس يملون كثرة الأعمال المعروضة للمرة الأولى، وبالتالي العمل الناجح يبرز ويحظى بمتابعة المشاهدين بعد ان تخف زحمة التسابق على العرض. فمسلسل «الخراز» مثلاً أثر في كثير من العائلات خاصة الأبناء العاقين، ودفع ببعضهم الى إرجاع آبائهم وأمهاتهم الى بيوتهم من دار المسنّين. ولعلّ من أهم اسباب نجاح العمل كونه نابعا من البيئة التي نعيشها. أيضا مسلسل «دنيا القوي» أثار ضجة كبيرة  وقالوا هل يعقل وجود هذا في المجتمع الكويتي؟ واقول للمشاهدين يا جماعة المجتمع الكويتي ليس أفلاطونياً، ففيه الصالح والطالح، والقنوات الفضائية كشفت لنا الكثير من كواليس مجتمعنا، وأفهمتنا أن الشر موجود في حياتنا وبيئتنا تماماً كما الخير. الناس في أيامنا هذه لا يبحثون عن الرموز في الكلام بل  يبحثون عن الحقيقة والوضوح سواء كانت هذه الحقيقة حلوة أو مرّة.

- البعض يتأثّر بما يعرض لك من أعمال، خاصة فئة المراهقين؟
أنا لست مصلحاً إجتماعياً بل إنسان يدقّ ناقوس الخطر ويجسّد المشكلة بالصوت والصورة، والباقي لأهل الإختصاص.

- شكّلت ثنائياً ناجحاً مع حياة الفهد وسعاد العبدالله لفترة من الفترات، لماذا لا تستمرّ الثنائيات؟
مشكلة الثنائيات أن عمرها قصير لأنها في حاجة إلى كاتب محترف يستطيع أن يستوعب  قدرات كل فنان حتى يقدمه بشكل يرضيه فنياً مع الديمومة، ولكن هذا الشيء مع الأسف لا يوجد في الوقت الحالي بدليل أن كل  فنان اتّخذ خطّاً خاصاً به.

- ما أكبر أمانيك في الفن بعد هذا المشوار الطويل؟
أمنيتي أن يجمعنا كرواد من الممثلين عمل فني واحد كي يعيد أمجادنا بشكل فنّي راق. لكن أين هذا المنتج الذي يغامر ويجمعني في عمل واحد مع زملائي الكبار وينصفني مادياً ومعنوياً وأدبياً في الوقت نفسه؟

 - سبب كثرة ظهورك فنيا وصفك البعض بأنك حسن حسني الكويت؟
لا أرضى بهذا الكلام إطلاقاً. ظلم ان أقارن بحسن حسني فهو يظهر في عشرة أعمال دفعة واحدة بينما أنا أظهر في بضعة أعمال، كما ان عدد سكان الكويت لا يصل إلى مليون بينما عدد سكان مصر تجاوز 70 مليوناً. ألا يوجد فنان غير حسن حسني لكي يشارك في كل الأعمال الفنية التي تعرض؟ كذلك مسألة  كثرة ظهورنا في الأعمال بفترة واحدة ليس لنا ذنب فيها، فهذا الأمر يعود الى التنسيق، كما أنني أصور أعمالي في فترات متباعدة. أما حسن حسني فيشارك في معظم الأفلام والمسلسلات والمسرحيات في الوقت نفسه، لذا أعتبر المقارنة ظالمة بيني وبينه.

- البعض يرى أن النقابة الكويتية فخ للفنانين؟ ما قولك في االموضوع؟
لا أبداً. من يقول ذلك؟  النقابة تضم مجالات عدة لكن نحن كفنانين كبار كبرنا على نقابة الفنانين الحالية، وأتساءل إلى أي مدى ستستمرّ النقابة خصوصاً أنها جاءت متأخّرة وشهدت كل هذه الخلافات منذ اللحظة الأولى؟

- كيف ترى تجربة الأفلام الكويتية السينمائية حالياً؟
السينما الكويتية تحتاج الى دعم، فهي تمر بمرحلة جديدة من عودة الحياة، بفضل جيل الشباب الذي يتحمل اليوم جميع المسؤوليات والتبعات المادية على وجه الخصوص، وهي بكلفة مرتفعة وصعبة وقاسية، لذا لا يمكن أن نترك هؤلاء الشباب وحدهم في هذا البحر العاصف من الماديات. إلا أن معظم التجارب السينمائية التي قدّمت تبشّر بالخير.

- لماذا أنت بعيد عن المسرح؟
لا أحد يبهرني في المسرح لذلك هجرته، رغم الإحترام الشديد لما يقدم، بالذات في إطار ما يقدم في عروض المهرجانات التي أرى فيها قيمة فنية تبحث عن الهوية والبصمة. 

- حدثنا عن  مشاريعك الفنية الجديدة؟
إنتهيت من تصوير مجموعة من الأعمال التلفزيونية معظمها ستعرض في شهر رمضان وأبرزها دوري في المسلسل الإجتماعي «أم البنات» مع النجمة سعاد عبدالله حيث جسّدت دور أب محافظ بشدّة على العادات والتقاليد. والعمل من تأليف هبة مشاري حمادة واخراج عارف الطويل ومشاركة مجموعة من الفنانين  مثل سعاد عبدالله وعلي السبع ومرام وأحلام حسن وخالد البريكي وفاطمة صفي وغيرهم. كذلك انتهيت من تصوير  «للحياة ثمن» مع المخرج برجس العمراني، والعمل من تأليف أسمهان توفيق وبطولة عبد المحسن النمر وميساء مغربي وغيرهما. ومن الأعمال التي أتوقّع لها النجاح القويّ في شهر رمضان هو مسلسل تراث «سوق واجف»، وهو عمل تراثي توثيقي لما مرّت به منطقة الخليج والكويت خصوصاً، والعمل لا يخلو من الكوميديا المشوقة، وهو من بطولة جاسم النبهان، انتصار الشراح، فخرية خميس، هبة الدري، خالد البريكي، مشعل الشايع، عماد العكاري.

- كيف ترى العمل بينك وبين جاسم النبهان؟
أجسّد مع النبهان صورا كوميدية أشبه بالمباراة في الأداء والإنفعال، لاسيما أن أجواء العمل تعطي الكثير من المساحة لتقديم كوميديا الموقف. كذلك تقديم العمل في شكله التراثي وتغليفه في السيناريو والحوار بنوع من الحداثة سيجعلانه أكثر تشويقاً وقبولاً لدى الجمهور لأن مثل هذه الأعمال نادرة نظراً إلى صعوبتها.

- ما الذي يزعجك في الفن ؟
«القيل والقال» وكثرة الشائعات كذلك اليوم وضع الفن أنقلب رأساً على عقب. ممثلون «كومبارس» يوقفون العمل لعدم حضورهم إلى موقع التصوير وهذا حدث معي في أكثر من عمل. أين الالتزام والاحترام للمواعيد؟ كل هذه الأمور تشعرني بالضيق وأتمنى أن تصلح حالنا ونعود إلى سابق عهدنا لأنه بهذه التصرفات نشعر بأن الفن فقد هيبته

الجانب الأخر:

- أقرب أصدقائك؟
 الفنان الحبيب محمد جابر.

 - أكثر بلد تعجبك؟
لندن و مصر.

- كاتبك المفضل؟
 نجيب محفوظ.

- من يعجبك من نجوم الكويت؟
كل الرعيل الأول وبخاصة رفيقتي دربي سعاد عبدالله وحياة الفهد.

- من أهم المسرحيات التي كتبتها مسرحية «بيت بو صالح» فما الظروف التي ألهمتك لكتابة هذه المسرحية الرائعة؟
كتبت هذه المسرحية في لحظة جنون ولم تستغرق مني سوى أسبوعين أثناء وجودي في المنزل بمفردي.

- كم أول أجر تقاضيته؟
سبعة دنانير!

- ماذا يعني لك الحب؟
الحب هو الحياة.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077