تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

سمية الخشاب: لن أكرّر ما قدمته ليلى علوي...

من التمثيل إلى الغناء، انتقلت الفنانة سمية الخشاب التي تستعد لإصدار ألبومها الأول بعدما قدمت بعض الحفلات الغنائية في القاهرة وبيروت، وبعدما ظهرت حديثاً على الفضائيات في أغنية عن حرب غزة الأخيرة. وفي بيروت اختارت أن تكون انطلاقتها الغنائية حيث تبدأ تصوير أولى أغنيات ألبومها التي أحاطتها بسرية كبيرة. سمية لم تكتف بالغناء بل دخلت أيضاً مجال التلحين لتلحن لنفسها أول أغنية خليجية. التقيناها فكشفت الكثير من أسباب اتجاهها إلى الغناء وثم التلحين، ورأي شيرين في صوتها واتهامها بتكرار ما قدمته ليلى علوي. وتتحدث أيضاً عن خلافها مع خالد يوسف والمشروع الذي تركته لوالدتها...

 -من التمثيل إلى الغناء. هل سيكون الأخير محطة موقتة أم ستتوقفين عنده طويلاً؟
الغناء ليس نزوة أو محطة موقتة في حياتي بل هو الأصل أو الحلم الأول في حياتي. لقد جئت من الإسكندرية لأحقق حلمي في أن أكون مطربة فأخذني التمثيل طويلاً، وكنت أبحث عن الفرصة والوقت لأقدم نفسي كمطربة. لكن توالت المسلسلات والأفلام حتى استطعت أخيراً أن أحقق هذا الحلم. أي أن البداية عندي كانت الغناء وقد جار عليها التمثيل طويلاً فموهبة الغناء لم تظهر فجأة وإنما منذ طفولتي.

 -هل سيأخذك الغناء من التمثيل؟
أجد متعة في التمثيل والغناء، وكل منهما أقوم به بحب شديد. ولهذا سأقف بين الاثنين وسأحاول أن أكون عادلة بينهما، وقد احتاج الألبوم الأول إلى أن أتفرغ له على مدى أكثر من عام ولم يكن من السهل أن أجمع بين التحضير للألبوم وأي شيء آخر.

 -كيف لمست صدى غنائك في الحفلات المحدودة التي شاركت فيها؟
كان رائعاً ومشجعاً،  وبعض الناس لم تكن تصدق أن سمية الخشاب التي عرفوها كممثلة تقف على المسرح وتغني. وقد قوبل الأمر بكثير من الحفاوة.

 -هل قوبلت أغنية «عشمنا في ربنا» التي قدمتِها وسط أحداث غزة بالتشجيع نفسه؟
بصراحة لم أتوقع كل هذا النجاح وردود الفعل غير العادية منذ عرضت الأغنية تلفزيونياً، وقد تلقيت تعليقات كثيرة وردود فعل طيبة ومشجعة.

 -لكن البعض يرى فيها نوعاً من «ركوب الموجة» بتقديم أغنية لغزة وسط مآسي الحرب فهل أردت تقديم نفسك كمطربة وسط هذه الأحداث؟
الأغنية جاءت وليدة تأثرنا جميعاً بمشاهد شديدة المأسوية لأطفال ونساء ومدنيين، ومشاعري هي التي قادتني إلى تقديم الأغنية. فحين قرأت الكلمات التي كتبها نادر عبدالله تحمست لها ووجدتها تحمل تعبيراً صادقاً عما نشعر به من عجز تجاه ما يجري للشعب الفلسطيني، وعشنا أياماً لم نذق خلالها النوم حتى نستطيع تسجيلها. لقد وجدت نفسي كفنانة لا أملك سوى فني لإعلان تعاطفي مع ما يحدث لأهلنا في فلسطين.

 -هل يتضمن ألبومك الجديد هذه الأغنية؟
لا أظن، فهي تعبير عن حالة خاصة تجاه أهل غزة. كما أنني أجّلت إصدار الألبوم لأنه من غير المقبول أن أصدره في هذا التوقيت وسط الأحداث الصعبة.

 -لماذا اخترت إنتاج الألبوم بنفسك؟
تلقيت عروضاً عديدة من شركات الإنتاج لكنني رفضتها وفضلت أن أنتج ألبومي الأول بنفسي لأنني لا أحب أن يتحكم فيَّ أحد أو يفرض رأيه علىَّ ويقول لي غني هذه ولا تغني تلك، فلن أغني إلا ما أحبه وأقتنع به. وقد أصبح عندي إحساس عالٍ تجاه ما يحبه الناس ويحتاجونه ويتوقعونه.

 -هل قرّرت أيّ الأغنيات ستصوّرين؟
نعم هناك أغنيات سأصورها، وسأبدأ بتصوير أغنية واحدة خلال هذا الشهر مع المخرج يحيى سعادة، وسوف يتم التصوير في لبنان وبفريق عمل لبناني.

 -ما أهم ما اتفقت عليه مع المخرج قبل تصوير الأغنية؟
أهم شيء أنني لا أريد أن ينتقدني أحد من الجمهور في شكلي أو ملابسي، وفي الوقت نفسه لا أريد أن أكون في شكل سمية الممثلة. أريد شيئاً مختلفاً مع ضرورة أن احتفظ بالبساطة التي أؤمن دائماً بأنها سر النجاح.

 -ما الذي حرصت عليه في أول ألبوماتك؟
التنوع، لذا قدمت فيه مجموعة من الأغنيات المتنوعة الرومانسية والخفيفة وتعاملت مع عدد كبير من الملحنين والمؤلفين. وقد صرفت وقتاً طويلاً على اختيار الكلمات لأنني أردت أن أقدم شيئاً مختلفاً وله معنى. وسوف يتضمن الألبوم أيضاً أغنية خليجية وضعت ألحانها بنفسي.

 -ما علاقتك بالتلحين؟ ولماذا أغنية خليجية؟
أحب الإيقاع الخليجي  وأجيد اللهجة الخليجية بحكم أنني كنت متزوجة سنوات عدّة من رجل خليجي. كما أن كثيراً من المطربين خاضوا هذه التجربة من أيام عبد الحليم حافظ وحتى الآن. وبالنسبة إليّ فقد جاء الأمر بالمصادفة، لأن كنت أدندن مع نفسي فخرجت جملة لحنية أعجبتني فاتصلت بالموزع مدحت خميس وأسمعتها له فأعجب بها وبعد ذلك اتصلت بالشاعر السعودي أحمد علوي وعرضت عليه الفكرة فكتبها.

 -ما ردّ فعل الموسيقيين الذين يشاركون في ألحان الألبوم؟
الذين سمعوها أثنوا عليها وقالوا إن لحنها من أجمل الألحان في الألبوم لكنها بالنسبة إليّ تجربة وسوف أنتظر ردّ فعل الجمهور والنقّاد بعد صدور الألبوم الذي أعتبره مفاجأة بكل المقاييس.

 -هل تتعمّدين إحاطة أغنياتك بسرية شديدة وهل لك طقوس معيّنة عند التسجيل؟
أسهل شيء الآن سرقة الأفكار سواء للأعمال الدرامية أو الغناء لذلك أحيط عملي بقدر من السرية، وأثناء التسجيل لا أحب حضور أي شخص وأطلب إغلاق أجهزة التكييف وأفضل التسجيل في الظلام أو بإضاءة خفيفة.

 -هل استمعتِ إلى رأي إحدى المطربات في اتجاهك إلى الغناء؟
عندما سمعت شيرين الدويتو الذي قدمته مع حكيم شجعتني كثيراً وقالت لي إن صوتي مميز.

 -ألا تخشين من هذه التجربة؟
أي تجربة جديدة تثير القلق عند الفنان لأنه لا يعرف ردّ فعل الجمهور. ولا شك أنني أشعر بقلق حتى تظهر النتيجة لكن أطمئن نسبياً إلى آراء الناس المخلصين حولي.

 -من هي مثلك الأعلى في الغناء؟
لا أحد بالتحديد أعتبره مثالاً أعلى لأنني أريد أن أكون حالة مختلفة ولوناً جديداً وإحساساً مختلفاً. وأنا أنتمي إلى مدرسة أم كلثوم وقد تعلمت من أغانيها الكثير،  كما تعلمت من مطربين آخرين.

 -ألم يأخذك الغناء من التمثيل في الفترة الأخيرة؟
نعم لأن التجربة الأولى لها وضع مختلف.. فهو أول ألبوم لي، وكان لابد أن أعطيه كل تركيزي وألا أنشغل بعمل آخر غيره،  لكن أتصور أنه بعد ذلك سوف أستطيع أن أوازن بين الغناء والتمثيل،  وبمجرد أن انتهيت من تسجيل الألبوم بدأت استعد لتصوير مسلسل تلفزيوني لرمضان المقبل.

 - ما هو؟ ومتى ستبدأين تصويره؟
المسلسل يحمل اسماً مؤقتاً هو «حدف البحر»، ألّفه أحمد عبد الفتاح وسوف يخرجه جمال عبد الحميد وينتجه محمد العدل. وأؤدي فيه دور توأمين إحداهما طبيبة والأخرى بنت بلد وتتحول إلى مطربة. وقد عاشت كل منهما ظروفاً مختلفة بعدما ضلّت إحداهما الطريق وهي طفلة. والمسلسل يحمل قضايا اجتماعية مهمة.

- هل اخترت الشكل الذي ستظهرين به في الشخصيتين، وهل ستصبغين شعرك مثلاً من أجل إحداهما؟
نعقد جلسات مع المخرج والمؤلف للاستقرار على الشكل الذي ستظهر به كل شخصية، لكنني أرفض تغيير لون شعري وأتمسك بلونه الأسود. والتغيير سيكون في تسريحة الشعر أو وضع «باروكة» أو «استايل» الملابس وطريقة كل شخصية في التعبير عن نفسها.

 

 - هل ستقدمين أغنيات في المسلسل؟ وهل تشترطين ذلك في أعمالك المقبلة؟
سأقدم أغنية واحدة لأن إحدى البطلتين مطربة. وليس ضرورياً أن أغني في كل أعمالي كممثلة لأنني أفصل تماماً بين كوني ممثلة وكوني مطربة.

 - لكن فكرة التوأمين قدمتها أعمال فنية عديدة أقربها مسلسل «التوأم» لليلى علوي؟
البعض يردد ذلك قبل أن يشاهد العمل، بل قبل أن ينتهي المؤلف من كتابته. أليس هذا رأياً سابقاً لأوانه؟ وأنا لا يمكن أن أكرّر ما قدمته ليلى علوي، فأنا وفريق العمل نسعى لتقديم شيء مختلف وجديد، وهذا ما لمسته في الحلقات التي قرأتها من السيناريو... والعبرة في النتيجة.

 - هل كان الاختيار صعباً بالنسبة إليك؟
الصعوبة في العثور على عمل تتوافر له عناصر النجاح، وأولها السيناريو والفكرة الجديدة والمعالجة الجيدة ثم المخرج المتميز الذي يستطيع أن يقود فريق العمل بنجاح، والإنتاج الذي لا يبخل على العمل. فالممثل لا يعمل وحده ولا ينجح بمفرده. وهذا المسلسل من إنتاج العدل جروب التي يحرصون على جودة الأعمال. وسعادتي كبيرة بالعمل مع المخرج جمال عبد الحميد الذي التقيته في مسلسل «ريا وسكينة»، وهو مخرج متميز وناجح.

 - ما مصير فيلمك الجديد مع المخرج خالد يوسف؟
أنا متعاقدة على الفيلم لكن لم يحدَّد موعد تصويره، لأن خالد يوسف مشغول بفيلم آخر وأنا مشغولة بالألبوم والمسلسل.

 - ما حقيقة الخلافات التي وقعت بينك وبين خالد يوسف؟
لا خلافات بيننا، فخالد هو الذي أعاد اكتشافي كممثلة منذ قدمني في فيلم «الريس عمر حرب» ثم «حين ميسرة»، وأنا أحترمه وأثق به.

 - لماذا وقعت خلافات بينك وبين غادة عبد الرازق بعد فيلم «حين ميسرة»؟
من قال إن بيننا خلافات؟ غادة زميلتي وليس بيننا مشكلة.

 - قلت زميلتي ولم تقولي صديقتي؟
لأنه ليس عندي أصدقاء ولا توجد صداقة في الوسط الفني، فالصداقة تحتاج إلى وقت وليس لدينا هذا الوقت، فنحن نتقابل أثناء التصوير لهذا لا توجد صداقات حميمة، وأعتقد أن إيقاع الحياة عموماً هو الذي قادنا الى ذلك، ليس في الوسط الفني فقط ولكن في الحياة عموماً.

 - هل أصبحت شخصية عملية؟
أنا شخصية رومانسية لكنني في الفترة الأخيرة أصبحت عملية بشكل أكبر.

 - هل أصبحت هجومية أيضاً؟
لا، أنا أدافع ولا أهاجم ولا أحب المرأة الضعيفة وأكره الضعف عموماً، ولم أكن في أي وقت شخصية ضعيفة لكنني كنت مسالمة زيادة عن اللازم وقد تعلمت واستفدت من تجاربي.

 - ماذا تفتقدين في شخصية سمية؟
أفتقد سنوات الطفولة واللعب واللامسؤولية. أنا الآن أتحمل مسئولية نفسي وقراراتي، وكلما حققت نجاحاً ازدادت المسؤولية وازداد القلق.

 - قبل طلاقك طاردتك شائعات الطلاق والآن تطاردك شائعات الزواج. ماحكايتك مع الشائعات؟
إنها ضريبة أدفعها لنجاحي، ولا أعرف لماذا تستهدفني الشائعات وتطاردني سواء كنت متزوجة أم لا؟ وقد أصبحت أستقبل هذه الشائعات ببرود بعدما كانت تثير أعصابي وتحرق دمي. وقد رأيت أن أتجاهلها ولا أهتم بالرد عليها وسوف تنتهي حتماً لأنها بلا أساس.

 - ولماذا أنت تحديداً؟
كثير من الفنانين يعانون منها ويتعرضون لها. إنها ضريبة الشهرة والنجاح... أنا لا أفعل شيئاً في الخفاء، فحين تزوجت أعلنت زواجي وحين انفصلت أعلنت انفصالي. لماذا يتربصون بي وليس لديّ شيء أخفيه؟

 - ماذا تقولين عن تجربة زواجك وطلاقك من ثري خليجي؟
تجربة ناجحة لم تكتمل بسبب النصيب.

 - هل جعلك هذا تأخذين موقفاً من الزواج؟
إنها تجربة. كثيرون تزوجوا ولم يوفّقوا وعاودوا الزواج ونجحوا. وأنا اتطلع إلى الزواج وتكوين أسرة وإنجاب أولاد حين أجد الشخص المناسب.

 - من هو الشخص المناسب؟
لا مواصفات محدّدة ولكن المهم أن تكون هناك مساحة من الحب تسمح بالتفاهم فتجعله يقدر ظروف عملي لأن العمل الفني لا يخضع لوقت، فقد ينشغل الفنان على مدى أيام وشهور ولا يجد وقتاً لالتقاط أنفاسه، وقد تمرّ أيام وشهور وهو غير مرتبط بعمل لكنه يقرأ ويختار. والقلق شيء ملازم للفنان، ولابد أن يشاركه نصفه الآخر هذه الحياة ويتقبّلها.

 - افتتحت مشغلاً في القاهرة بعنوان «سمية فاشون»، وقدمت عرض أزياء واحداً ثم اختفى المشروع، فماذا حدث؟
المشروع لا يزال قائماً ولكن تديره أمي لأنني مقتنعة بأنه «أبو بالين كداب». فقد أخذني الغناء من نفسي وشغلني الألبوم الأول عن حياتي، فكيف أجد وقتاً لمتابعة المشغل؟ فأنا أعشق تصميم الأزياء وقد أخذت هذه الهواية عن والدتي، وعندما أجد وقتاً لممارستها أفعل ذلك. وأتطلع إلى تقديم عرض أزياء جديد وأن أقدم بعض تصاميمي في الدول العربية.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077