أسرار عمليات خطف النجوم بالإغراءات المالية وقضايا المحاكم
رغم حالة الكساد الشديد التي تعيشها سوق الألبومات وانخفاض المبيعات بسبب قرصنة الأغاني على مواقع شبكة الإنترنت، فإن الوسط الغنائي يعيش حالة أقرب إلى الحرب بين الشركات للفوز بأكبر عدد من المطربين تضعهم كل شركة على قائمتها لتضمن تحكمها الكامل في سوق الكاسيت وإضعاف الشركات المنافسة. فما هي أسرار هذا الصراع؟ ومن هم أبرز المطربين الذين تتنافس الشركات للفوز بهم؟ وهل يحسم الإغراء المادي فوز شركة بمطرب ما؟
سوق الألبومات خلال السنوات الخمس الأخيرة شهدت حروباً عدة بين شركات الإنتاج أبطالها دائماًً مطربون مصريون، ولعل السبب في ذلك أن معظم الشركات كانت مصرية، والمطربون العرب الذين شاركوا في صراعات وحروب شركات الإنتاج كانت حروبهم مع الشركات المصرية، وكانت المطربة نوال الزغبي آخرهم. فبعد انتقالها من شركة روتانا إلى شركة عالم الفن عادت الزغبي الى روتانا مرة أخرى في فصل من فصول الصراع بين عالم الفن وروتانا قطبي الإنتاج الفني الغنائي، فعالم الفن يمثلها أقدم منتج غنائي وهو محسن جابر وصاحب أكبر كاتالوج غنائي يضم كبار المطربين بداية من أم كلثوم وعبد الحليم وغيرهما من الكبار، مروراً بهشام عباس ومصطفى قمر، ومن المطربين الشباب مثل محمود العسيلي. وروتانا هي أكبر شركة حالياً وتضم ما يقرب من 120 مطرباً أي أنها تطرح ألبوماً غنائياً كل ثلاثة أيام تقريباً.
الصراع بين عالم الفن وروتانا شهد جولات كثيرة أشهرها الصراع على المطربة أحلام وعلى عمرو دياب الذي كان أهم مطرب في عالم الفن والدجاجة التي تبيض ذهباً لمحسن جابر، وخطفته روتانا وتركت عالم الفن بدون مطرب كبير يحمل لواء الشركة. ومنذ انتقال عمرو دياب لروتانا والحرب بينهما معلنة فمحسن جابر يطارد عمرو دياب بالدعاوى القضائية مطالباً بمنع ترديد أغانيه التي أنتجها له في الحفلات التي تنظمها روتانا، وكل يوم يأخذ عمرو دياب فيه خطوة يطالب محسن جابر بحقه فيها على أنه صانع نجوميته، وهذا ما أكده محسن جابر الذي قال: «لا أسعى للدخول في صراع مع أي شركة ولم آخذ أي مطرب مرتبط بعقد مع شركة حتى عمرو دياب حينما انتقل الىشركتي لم يكن لي أي دخل في إنهاء علاقته بالشركة السابقة، وأنا أيضاً أحرص على حقوق المنتجين حتى يحرصوا على حقوقي، ولكنني على استعداد أن أحارب أي شخص يعتدي على حقوق شركتي ويرفض أن يؤدي هذه الحقوق كما نص عليها القانون بموجب العقود التي وقعت مع المطربين».
محسن جابر نفى أن تكون هناك حرب بينه وبين روتانا وقال: «أنا لا أخوض حروباً ضد روتانا ولا حتى ضد عمرو دياب، ولكنني أخوض معاركي للحصول على حقوقي سواء أكانت لدى روتانا أو عمرو أو غيرهما ولو خرج مطرب من شركتي وذهب الى أي شركة أخرى لن أترك حقوقي عنده ».
وحول ما أثير بأنه كان السبب في أزمة تامر حسني ونصر محروس وأن شركة عالم الفن تسعى للتعاقد مع تامر حسني قال محسن جابر: «لم نكن طرفاً في هذا الصراع، والاثنان تربطني بهما علاقة طيبة وطلبت من تامر أن يجلس مع نصر لحل الخلافات ولن أفكر في التعاقد معه إلا بعد أن ينهي مشاكله مع نصر محروس ولا أفكر في التعاقد مع أي مطرب إلا بعد انتهاء تعاقده مع منتجه الفني السابق».
شروط
أما المنتج نصر محروس فيقول: «لست ضد انتقال تامر حسني الى أي شركة إنتاج، ولكن بشروط أهمها أن أحصل على حقوقي والعقد فيه شرط جزائي لابد أن يدفعه تامر أولاً حتى يتمكن من التوقيع لأي شركة أخرى ومعنى أنني وضعت شرطاً جزائياً في عقد تامر أو غيره أنني كنت أتوقع انتقالهم لأنهم أحرار ولكن لن أفرط في حقوقي».
وأضاف: «لا أطالب بهذه الشروط رغبة في جمع المال أو إضراراً بأحد ولكن لأنه حق الشركة التي ساهمت في صنع تامر ونجاحه».
ورفض نصر محروس التصريح بقيمة الشرط الجزائي والذي أشيع أنه 80 مليون جنيه كما نفى أن يكون قد خاض حروباً ضد أي شركة من شركات الإنتاج وقال: «لا أسعى للتعاقد مع كبار المطربين أو نجوم لأنني أهتم بالموهبة أكثر من النجومية وكل المطربين الذين أنتج لهم من اكتشافي وأصنع نجوميتهم بنفسي والشركات هي التي تحاربني لتأخذهم من شركتي».
عروض
واللافت أن معظم الحروب التي نشبت بين شركات الإنتاج كانت روتانا طرفاً فيها سواء مع محسن جابر أو مع نصر محروس أو غيرهما، ولذلك توجهنا الى شركة روتانا فتحدث معنا سعيد إمام مدير الشؤون الفنية وقال «نحن لم نسع لضم أي مطرب لروتانا ولم نحاول التعاقد مع أي مطرب مرتبط بعقد مع منتج آخر. وأنا أقول هذا الكلام وأعرف أن كل المطربين سيقرأونه. لكن الحقيقة هي أن المطربين هم الذين يطرقون أبواب روتانا، فنقدم لهم العروض التي نجدها مناسبة لهم، ولكن بعض هؤلاء المطربين يحصلون على عروض من شركات أخرى فمثلاً شيرين عبد الوهاب وأزمتها مع نصر محروس لم نكن طرفاً فيها ولم نتدخل وكل ما فعلناه أننا قدمنا لها عرضاً يتناسب مع نجاحها ورؤيتنا لها، وفي الوقت نفسه تلقت عرضاً من شركات أخرى مثل mbc وغود نيوز وفضلت عرض روتانا وكذلك تامر حسني الذي يدور حوله الكلام نحن بالفعل قدمنا له عرضاً للانضمام إلينا ولكننا لسنا الشركة الوحيدة التي قدمت عرضاً فلديه عروض من شركات كثيرة وهو الذي سيقرر إلى أين سيذهب».
سعيد إمام نفى كل الأرقام التي أعلنت عن صفقة تامر حسني وقال: «هذه الأرقام مبالغ فيها وليست حقيقية». وأضاف: «روتانا لن تدخل في مفاوضات مع نصر محروس ولكن ستجلس مع تامر بعد أن يحل مشاكله كما فعلت شيرين وفي نهاية حديثه معنا». أكد سعيد إمام أن شركة روتانا تحترم عقود الشركات مع مطربيها وتهتم بأن تقيم علاقات طيبة مع الجميع بما يحقق مصلحتها ولكنها في الوقت نفسه تحرص على اختيار أفضل المطربين الموجودين في الساحة الغنائية لضمهم اليها.
طريق مسدود
أما تامر حسني فأكد أنه لم يقصد أن يشعل حرباً بين شركات الإنتاج، ولكنه يبحث عن الاستقرار وقال: «علاقتي بالمنتج نصر محروس وصلت إلى طريق مسدود ولو تصالحنا على المستوى الشخصى فمن الصعب أن نعود للعمل معاً من جديد، وأنا الآن أدرس عروضاً عدة تلقيتها من شركات إنتاج عدة وكلها عروض أفضل بكثير مما كنت أحصل عليه مع نصر محروس، ولكنني أدرس أمراً آخر وهو أن أنتج لنفسي ولدي بالفعل القدرة على ذلك وسأحسم أمري خلال الأيام المقبلة».
المطرب وائل جسار أحدث الأسماء التي أثير حولها صراع الشركات قال: «كنت قريباً جداً من روتانا ولكن هناك أشخاصاً في داخلها لا يرغبون في انضمامي ولأنني لا أحب الصراعات فضلت الابتعاد وحصلت على عرض جيد من شركة المنتج محمد ياسين، وألبومي المقبل الذي بدأت أحضر له بالفعل سيخرج من عنده بعد النجاح الذي حققناه في ألبوم «توعدني ليه»».
أما أحدث صراع يدور حالياً فيجمع بين المطرب هيثم سعيد نجم برنامج سوبر ستار وشركة ميلودي.
وكشف هيثم أنه رفع دعوى قضائية لفسخ عقده مع ميلودي لتضرره من التعاون معهم وعدم تنفيذهم لبنود العقد، وقال إنه ينتظر الحصول على حكم المحكمة لتحديد وجهته.
والأمر نفسه بالنسبة الى المطرب بهاء سلطان الذي ينتظر هو الآخر الحكم في قضية خلافه مع نصر محروس وإن كانت هناك تأكيدات حول اتجاه بهاء سلطان للتعاقد مع شركة بيراميزيا إلا أن المنتج ريتشارد الحاج. قال: «يشرفنا في بيراميزيا أن نتعاقد مع بهاء سلطان ولكننا ننتظر أن ينهي مشاكله مع نصر محروس وبعدها يحدد موقفه. وإذا انضم إلينا فلدينا ما نقدمه له بالفعل كما فعلنا مع المطرب لؤي الذي لم نوقع معه حتى أنهى خلافه مع منتجه السابق لأننا لا نحب أن نكون طرفاً في مشاكل المطربين مع منتجيهم».
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024