تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

نوال الزغبي

رغم قرارها الأخير الإبتعاد عن الصحافة ووسائل الإعلام ولو في شكل نسبي، دعت الفنانة نوال الزغبي عدداً ضئيلاً من الزميلات إلى جلسة لم تكن مخصصة لإجراء الحوارات ولا الأخبار الفنية، بل كانت مع جمع من «الأصدقاء». فكانت «لها» والزميلتان «سيدتي» و«نادين» وجميعنا لم نلتقِِ نوال منذ مدة. لكن، ولأنه من الصعب أن ينسى الصحافي أنه صحافي، لم ننس إحضار أجهزة التسجيل والكاميرات. فأدرناها بعد محاولات لإقناع نوال، وكانت هذه الدردشة المشتركة، التي بدأناها بسؤال عن أغنيتها الجديدة «منى عينه» التي ترفض فيها نوال إعتذار «الحبيب». وعن سبب رفضها الإعتذار، قالت: «من كتر ما عذّبني وقهرني».

- ألا تتأثرين إن بكى شخص أمامك وطلب أن تسامحيه؟
بلا طبعاً. (تضحك) لكن ابنتي «تيا» مثلاً تضع الماء على عينيها لإيهامي بأنها تبكي، فأقول لها إني كشفتها، فتردّ قائلة: «مامي كيف عرفتي»... ما أقصد قوله إن البكاء بين شخص وآخر يختلف ويظهر من يبكي بصدق ومن يدّعي ذلك. دموع التماسيح لاتؤثّر فيّ، على العكس أتفرّج عليه وأضحك.

- متى تبكين؟
عندما أتعرّض لجرح كبير. لكنني أمسح دموعي بيديّ وأرفض أن يمسحها أحد نيابةً عني، أي أداوي نفسي بنفسي. ما من إنسان في الكون لا يبكي، لأن في داخل كلّ واحد منّا نقطة ضعف أو أمراً ما يحزنه، وهذا ناتج عن كتلة المشاعر والأحاسيس الموجودة في داخلنا. ولا أحب أن يراني أحد باكية أو ضعيفة.

- عادة ما نجد أن الرجل يدفع المرأة إلى البكاء، لكن في أغنيتك نجد العكس. فهل هذا دليل على قسوة المرأة؟
كلا، لأنه لو لم يبكِ في هذه الحالة يكون عديم المشاعر، «بلا إحساس بالمرّة». في موضوع الأغنية هو يبكي ندماً وطلباً للسماح لكثرة الظلم الذي تسبب به لها، وليس لأنه مظلوم بسبب المرأة.

- البعض قد يعتبر أن الأغنية تحكي عنكِ أنت بشكل خاص؟
كلا، الأغنية ليست لأحد.

- عندما اخترتها ألم تفكري في شخص معين؟
ولا مرة اخترت أغنية كي أغنيها لشخص ما، باستثناء أغنية «تيا» التي قدمتها بعد ولادتها. لكنني لا أغني لشخص معين لا في مواضيع الحب ولا الخصام ولا الفراق... مما لا شكّ فيه أنه لا يمكن أن أقدّم أغنية لم تمسّني أو لم تحرّك فيّ شيئاً. أغنية «منى عينه» تحديداً مسّت كبرياء المرأة في داخلي. أنا رقيقة جداً وحساسة، وثقتي بنفسي كبيرة جداً كذلك ثقتي بالله الذي أتكّل عليه دائماً ولا أتّكل على أشخاص. أعرف أن الله هو الذي يقف إلى جانبي ويحميني من أمور كثيرة.

- مثل ماذا؟ ما هي أكثر المواقف التي شعرت فيها بذلك؟
في كل المواقف التي مررت بها، من النجاح إلى الفشل والحزن والفرح والخ... عندما انفصلت عن زوجي شعرت أنه إلى جانبي مثلاً، وعندما أنجبت ولديّ التوأمين لأني تعذّبت كثيراً في ولادتهما، ولو أردت تعداد المواقف لن أنتهي طبعاً. بالحديث عن ولديّ، هل من عاقل يتصوّر أن الشائعات بدأت عندما كنت لا أزال حاملاً بهما؟ كان البعض يتصل بي ليسأل: «هل صحيح أن ولديك لا يُبصران؟»... شائعات لا تهدف سوى إلى الأذى.

- هل تنسين الإساءة؟
لست حقودة ولا أضمر الشرّ لأحد. لكن عندما أتعرّض للأذى أحاول قدر الإمكان أن أحترس من هذا الشخص، ومن الطبيعي ألا تعود العلاقات بيننا كما كانت.

- بالعودة إلى الفن، تصوّرين «منى عينه» مع يحيى سعادة؟
صحيح. أحب أفكاره وطريقة تصويره.

- أين أصبحت تجهيزات الألبوم الجديد؟
أنتهي قريباً من اختيار الأغنيات كما أنني سجلت قسماً منها.

- كم أغنية يضم الألبوم؟
تسع أغنيات. يضمّ أغنيتين باللهجة الخليجية إحداهما «منى عينه»، وأغنيتين باللهجة المصرية واثنتين باللبنانية، والباقي لم يحدد بعد.

- أي لن يكون هناك ألبوم خليجي كما قيل سابقاً؟
كلا، ليس في الوقت الحاضر. تركيزي حالياً على الألبوم، وقد بدأت تحضير صورة الغلاف وتصميمه.

- ماذا عن حفلاتك المقبلة؟
أسافر قريباً إلى اليونان لإحياء حفلة، وهناك حفلات بين مصر ولبنان وتونس حيث أحيي حفلتين على مسرح قرطاج، إحداهما مع عاصي الحلاني وتصوّرها روتانا.

- كانت لك إطلالة مميزة في «ستار اكاديمي» أجمع الكلّ بعدها أنك لا تزالين الأكثر أناقة؟
الحمدلله، هذه أمور تولد مع الإنسان. ليس شرطاً أن نرتدي فساتين السهرة كي نبدو أنيقات، وتجدين فتيات أو سيدات يلبسن «الجينز» مثلاً ومظهرهنّ أنيق.

- حضرت حفل زفاف هيفاء وهبي، هل من نصيحة معينة وجّهتها لها؟
باركت لها وتمنيت أن تسعد بحياتها الجديدة مع الزوج الذي اختارته. والأمر ذاته تمنّيته لأصالة عندما باركت لها زواجها من طارق العريان. حياة أصالة تذّكرني بحياتي وما مررت به. وقد سعدت من أجلها لأنها اختارت أخيراً الحياة التي تتمناها هي. في أحيان كثيرة عندما نكون في سنّ صغيرة، قد لا نعرف كيف نختار ولا نقدّر إلى أي مدى قد تؤثر فينا القرارات التي نتخّذها. أنا مثلاً تزوّجت في سنّ السابعة عشرة.

- قلت إن حياة أصالة تشبه حياتك. هل هذا يعني أن العلاقة المهنية بين الزوجين تؤثر على العلاقة العائلية والإنسانية؟

هذا يعود إلى الرجل نفسه وطريقة استيعابه للأمور. هناك رجال لا يستوعبون أي شيء ويصلون إلى مرحلة يُخيّل إليهم فيها أنهم نجوم... وهذا خطأ كبير.

- أين يكمن الشبه تحديداً بين حياتك وحياة أصالة؟
يعني، القصة نفسها تقريباً.

- هل تكملينها على طريقتها لاحقاً؟
تقصدين الزواج؟

- نعم.
هنا يختلف الوضع لأن كلّ شخص ينظر إلى الأمور بطريقة خاصة. وإن وجدت شخصاً مناسباً وأحببته، أتزوجه لم لا؟! لكنني أفكّر كثيراً في أولادي، وأولوياتي ستكون في ذلك الحين الحرص على ألاّ يؤثّر الموضوع عليهم بطريقة سلبية مهما كلّفني الأمر، لأن أولادي أهمّ من أي شيء.

- هل من الصعب أن تعيش المرأة دون حب؟ هل تشعر بالوحدة مثلاً؟
من الطبيعي أن تشعر المرأة بالوحدة إذا كانت غير مرتبطة بعلاقة حب. والمرأة حساسة جداً وعاطفية إلى أبعد الحدود.

- في حياة المشاهير غالباً ما نلحظ زحمة أشخاص حولهم، بعضهم يحبونهم بصدق وآخرون يتوددون من باب المصلحة، وعندما تُعاكسهم الظروف يختفي الكلّ أو الأكثرية. ماذا عنك أنت؟
تقصدين الغربال. «اوف»، لا تتخيّلي كيف اشتغل الغربال معي وكم غربلت أناساً من حولي. عندما مرضت، وعندما فشلت وعندما نجحت، وفي الظروف الصعبة يكتشف الإنسان الأشخاص المحيطين به على حقيقتهم ويعرفهم أكثر وأكثر.

- كانوا قريبين جداً منك وصدموك؟
نعم طبعاً، وتبيّن لي أن علاقتهم بي كانت من أجل المصلحة فقط ويهمّهم إسم نوال الزغبي وليس شخصها أو الإنسانة في داخلها. من الطبيعي القول إني لن أستمرّ طوال حياتي فنانة معروفة، وسيأتي يوم أقرر فيه أن أرتاح. هنا يجب أن نعرف كيف نختار الأشخاص الحقيقيين الذين سنكمل معهم مشوار حياتنا.

- عدا الأصدقاء؟
أهم الأشخاص في حياتي صُدمت بهم، «شو بدّي خبّر وإحكي»...

- تقصدين الأهل؟
لا أريد التحديد. (تضحك بمرارة) لكن ما أعرفه أن صدمة حياتي كانت «حرزانة ما شاء الله». لكن أشعر أن ما حصل معي يقوّيني ويقوّي إيماني وثقتي بالله.

- في بعض الأحيان يحصل العكس، أي تجدين أشخاصاً يقفون إلى جانبك دون أن تتوقعي منهم ذلك؟
الأصدقاء الحقيقيون وقفوا إلى جانبي، ومن جهة أخرى اكتشفت المصلحة والإستغلال والغيرة وكلّ شيء. أما على الصعيد الإيجابي بالفعل أقول إني فوجئت ببعض الأشخاص وبطريقة تصرّفهم معي، ولهم مني كلّ الإحترام والتقدير. الحمدلله في حياتي أصدقاء حقيقيون يقفون معي في كل الظروف، فيكونون أحياناً أفضل من الأهل.

- تحدثت عن فشل مررت به. أين تحديداً؟
ما من إنسان في العالم لم يتعرّض لفشل ما. والفشل يجعل المرء يفكّر أكثر في قيمة النجاح وأهميته، ويجعله محترساً وأكثر حذراً.

- تتحدثين عن مسيرتك الفنية أو حياتك العائلية؟
يكفي فشل زواجي... وفي مسيرتي الفنية أيضاً كانت هناك «طلعات ونزلات»، وهذا طبيعي لدى أي فنان خصوصاً إذا كان صاحب مسيرة طويلة. إذ بعد مرور أربع سنوات مثلاً على البداية، يصبح الجمهور في حالة تشبّع من هذا الفنان إضافة إلى ظهور فنانين جدد. فإما أن يدرك الفنان هذه الحقيقة فيطوّر نفسه باستمرار ويقدم الجديد ويسعى إلى التنويع، وإمّا أن تبدأ مرحلة العدّ العكسي. البعد يفيد أحياناً، وأنا أفضّل أن أغيب عن جمهوري دون تقديم ألبوم مثلاً، على أن أصور كل يوم كليباً وأطلّ عليهم كل نصف ساعة فيملّون مني.

- لماذا قررت العودة بأغنية تحديداً؟
لأنه كان يفترض أن أصدر ألبوماً خليجياً لكن لم تشأ الظروف. ولأني كنت قد وعدت جمهوري الخليجي بذلك، قررت إصدار أغنية منفردة باللهجة الخليجية.

-لماذا عدلت عن قرارك؟
حصلت بعض المشاكل في ما يخصّ الألبوم الخليجي فلم أتمكّن من إصداره، لكني لا أريد التحدث في التفاصيل لأن الموضوع بيد القضاء.

- أي هناك دعاوى ومحاكم...؟
نعم. ما أعرفه أني كنت قد اخترت الأغنيات وبدأت التسجيل، ثم اكتشفت أن التنازلات الخاصة بها ليست لي ولم تُكتب بإسمي.

- بإسم شركة؟
صحيح، لصالح شخص آخر.

- هذا الموضوع حصل معك أيضاً في أغنيات لبنانية؟
نعم هذا صحيح، وعذراً لا أريد الخوض في التفاصيل.

- تكررت لقاءاتك  أخيراً بالفنانة نجوى كرم. ما سرّ هذه الصداقة المفاجئة بينكما؟
لم أختلف يوماً مع نجوى كرم. أحبّ فنّها كثيراً وهي فنانة محترمة لا يستطيع أحد إنكار مسيرتها الفنية. علاقتنا كانت عادية لكن في الفترة الأخيرة تقربنا أكثر من بعضنا البعض خصوصاً أن شخصيتها ظريفة جداً وهي قريبة من القلب. إلتقينا على العشاء مرة، ثم في افتتاح «روتانا كافيه» في القاهرة.

- عندما رقصتما الدبكة؟
(تضحك) نعم، «ما شاء الله عليها، محترفة في الدبكة».

- هل تفكرين في تقديم أغنية لبنانية باللون البلدي كما هي الموضة في الفترة الأخيرة؟
بصراحة كلا، لأني لا أجد نفسي فيه وهو ليس لوني. قدمت في سنوات ماضية مع مروان خوري أغنية «على دلعونا» لكن ضمن إطار مودرن وحديث ولم يكن ممكناً القول حينها إنها أغنية بلدية. لكن في ألبومي المقبل هناك تعاون مع مروان خوري في أغنية قريبة من هذا اللون، أي على طريقة «الدلعونا» التي غنيتها سابقاً.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077