إليسا: مرحلة التفاوض مع روتانا تكلّلت بتجديد التعاون للسنة السابعة
فنانة صادقة وساطعة تؤمن بالقمّة الفنية المسطّحة التي تتسع للجميع. لطالما إتخذت حواراتها الصحافية منحى تنافسياً مع نجمات الغناء، لكنها هذه المرة تفصح عما في داخلها وتعود إلى طفولتها وبداية مشوارها الفني كاشفة سر نجوميتها التي كان لها موعد جديد في كنف شركة روتانا. تتحدث عن إهتماماتها التي تسلّم بنهمها الثقافي كما والدها الذي تسميه «موسوعة» والذي نالت كرمى له شهادة جامعية في العلوم السياسية. كما تتوقف عند مراحل فنية وشخصية وجديدها مع المطرب فضل شاكر الذي صدر في ألبومه أخيراًً، معرّجة على رصيدها الفني المجسّد لـ «وجدانها» بالكلمة والصورة الذي يسترجع زمن الرومانسية المفقودة. التفاصيل في هذا الحوار حيث كانت إليسا المحور...
- جديدك عرض كليب أغنية «أواخرالشتا» من إخراج وليد ناصيف، لماذا إخترتها بالذات؟
«أواخرالشتا» من الأغاني التي حققت نجاحاً كبيراً في ألبوم «أيامي بيك»، وتستحق أن تحفظ في أرشيفي المصوّر كما أنها تكفل حضوري الفني ريثما إنتهي من تحضير الجديد. صوّرتها بعد سنة وشهرين من إصدار الألبوم الذي تضمنها أي أنني لم أهدف إلى تسويقها، لم أتخذ هذه الخطوة في وقت سابق لأنني كنت أفكر في تصوير «أيامي بيك»، ثم إرتأيت إلى أن يكون الكليب الأول لأغنية لبنانية وكانت «بتمون». في النهاية لست أنا من يقرر بل المستمع والصدى الذي تتركه الأغنية بشكل عام.
- أغنية «خد بالك عليا» حصدت نجاحاً مميزاً حتى أن روتانا سينما إستعانت بها لعرض مشاهد من الفيلم المصري «ملك وكتابة» الذي قامت ببطولته الممثلة التونسية هند صبري إلى جانب الممثل المصري محمود حميدة، هل شاهدتها؟
لا لم أشاهدها كذلك الفيلم. هذه الأغنية ملك لشركة روتانا ولا أجد مانعاً من أن تسوّق أغنيتي بطريقة غير مباشرة خصوصاً أنني لم أصورها على طريقة الفيديو كليب.
- في خطوة مماثلة، وجدت روتانا سينما موضوع أغنية المطربة أصالة نصري «نص حالة» منسجماً مع مشاهد فيلم «ميكانو» للممثلين السوري تيم حسن واللبنانية نور كما صورّت بعدسة زوجها المخرج طارق العريان، هل شاهدتها أو سمعت الأغنية؟
نعم، أغنية جميلة طبعاً سمعتها عبر الراديو، لكنني لم أشاهد الكليب فأنا لا أستمع إلى الموسيقى في المنزل وأفضل مشاهدة الأفلام.
- ماذا عن كليب المطرب فضل شاكر الجديد «وافترقنا»؟
جميل، «فضل شو ما عمل حلو».
- المخرج سعيد الماروق «هو اللي عمل»؟
أكيد، لكنني أحببت الكليب لأن فضل موجود فيه ولا أحجب بذلك قدرات سعيد الإخراجية. الكليب بسيط ولا يمكن أن ننتظر منه الكثير فهو ليس فيلماً سينمائياً. أغاني فضل تريح النظر.
- تقصدين السمع؟
أقصد صورة فضل في الكليب. فهو أنسان طيب للغاية وهذا يبدو جلياً على وجهه وينعكس على المشاهد. أما أغنياته، فلا شك أنه يملك صوتاً مميزاً.
- ما هو جديد الفن الذي أعجبك؟
أغنية فضل «وافترقنا» وأغنية المطرب العراقي ماجد المهندس «مو على كيفك» مطلعها رائع. يقول فيها: «مو على كيفك حبيبي تبتعد وتخون وعدك والله لو حبيت غيري لأقتلك وأموت بعدك». «كتير كتير حلوة». كذلك أغنية وائل كفوري الجديدة «لو حبنا غلطة».
- كيف تصفين تجربتك مع المخرجين اللبنانيين سعيد الماروق وسليم الترك ووليد ناصيف؟
أولاً، لا يمكن التحدّث عن تجربتي مع سعيد الماروق لأنها يتيمة. أما سليم الترك فقد نجحت معه كثيراً ونلت جوائز عن الكليبات التي أخرجها لي ونالت إستحسان الجمهور، خصوصاً أغنية «أجمل احساس» التي وُصفت بقمة الجرأة وهي اليوم تحمل أدنى جرعة من الجرأة مقارنة بالإنتاج الفني السائد. وهذه الأخيرة صُوّرت بعد سنة من طرح الألبوم وكنت راضية عنها تماماً. كما أنني لا أتردد في تقديم أي أغنية إلى سليم للحصول على إقتراح قصة مصورة Story Board. أخيراً، وليد ناصيف مخرج يحرص على إعداد عرض مفصل لفكرة الكليب إلى درجة أنني لا أشعر بالإنبهار عند رؤية النتيجة النهائية للعمل ووضع اللمسات التنفيذية الأخيرة لأنني أكون قد «شاهدت» العمل من خلال التخطيط الأولي. إلى هذه الدرجة يتّقن وليد مهنته.
- إليسا على وفاق دائم مع الحبيب في كليباتها، الشجار الوحيد في كليب «حبك وجع» فض في نهاية سعيدة. ألا يعقل أن نراك يوماً تحملين مسدساً أو تقودين بتهوّر؟
لا، أبداً. سبب الوفاق الدائم هو أنني أقدم أغنية حب رومانسية وطبعي بعيد عن النكد. الجمهور يريد سماع الموسيقى بحثاً عن الفرح بكل بساطة. من ناحية أخرى، يمكن أن يتضمن ألبومي المقبل أغاني درامية حزينة. وفي النهاية سأنصت إلى جمهوري وأنفذ رغبته رغم أنني أحبذ تقديم «إيجابية الحياة». «أواخرالشتا» أغنية تروي ذكرى علاقة عاطفية مضى على إنتهائها سنتان، لكن رغم الفراق الكليب يختم بإبتسامة لا الندم أو الألم. قد لا تدوم التجارب العاطفية الجميلة ومع ذلك لا تشعرين أزاءها بالندم إنما بالسعادة لدى إسترجاع تفاصيلها. الحياة تمنح الإنسان وتطالبه في المقابل.
- يقال إن إليسا مصابة بـ «عقدة الأجنبي» كونها تتعاون إخراجاً وتمثيلاً مع أسماء أجنبية؟
أبداً، لا أستخف أو استهتر باللبناني شكلاً ومضموناً لكنني لا أحبذ أن يظهر العارض الذي يشاركني التمثيل في الكليب مع فنانة أخرى كما حصل مع فنانتين لبنانيتين. بالنسبة إلى الإخراج، أظن أن من ينتمي إلى بيئة وخلفية مختلفين عن مجتمعنا يجلب معه عنصر التجديد وأسلوباً يحاكي روحه.
- أجرينا معك حديثاً في الشهر الأخير من السنة المنصرمة. اليوم مرّ أكثر من شهرين، هل من جديد على الصعيد الفني؟
الجديد هو الديو الرومانسي «جوا الروح» الذي يجمعني مع المطرب فضل شاكر والذي طُرح ضمن ألبومه الجديد ونحن نحضر لتصويره برؤية منسجمة مع المضمون. كلمات الأغنية عفوية، أبدأ الغناء بتساؤل : «بقلك شو بقلك .. بدي قلك إني بحبك.. كلمة حبيبي يا حبيبي زغيرة عليك».
- خضت تجربة الديو مع أكثر من فنان. «بتغيب بتروح» مع راغب علامة كانت الإنطلاقة، «Lebanese nights» مع الفنان كريس دو بورغ نوعاً ما العالمية، «كنت بسرتك مبارح» مع الشاب مامي صوت دون صورة رغم أنها أغنية جميلة. لماذا لم تصوّر الأخيرة على طريقة الفيديو كليب وإقتصر إنتشارها على الراديو؟
لا شك أنها أغنية جميلة، ولكن لم نحصل على حقوق التنازل لطرحها في البومينا. وبما اننا كنا قد وضعنا صوتينا على الأغنية فذلك كان سبباً كافياً لتسرّبها. الديو تجربة جميلة وأحب تكرارها من وقت إلى آخر.
- ماذا عن تحضيرات الألبوم الجديد؟ هل بدأت بإختيار الأغاني؟
نعم، لكن ما من تعاون مع أسماء جديدة حتى الآن. أنا في مرحلة الإستماع حالياً. أحرص على تكرار التجربة مع المصري نادر عبد الله (خد بالك عليا، أيامي بيك) فكلماته رائعة، وكذلك وليد سعد وتامر علي على صعيد التلحين. أحب دائماً أن يتضمن ألبومي أغنية للفنان مروان خوري كذلك الملحن سمير صفير. وأنا منفتحة للاستماع لأي عمل لملحنين وشعراء جدد على الساحة الفنية.
- كيف تصفين علاقتك مع روتانا خصوصاً أن عقدك معها انتهى مع طرح ألبومك السادس «أيامي بيك»؟
جيّدة جداً، ولا أعني مع كل الأشخاص الموجودين في هذه الشركة إلاّ أنني أحب البقاء ضمنها خصوصاً أننا حققنا سوياً نجاحات كبيرة. كليب «أيام الشتا» هو آخر عمل ضمن المرحلة السابقة. ما من خلاف مع روتانا فمرحلة التفاوض تكلّلت بتجديد التعاون للسنة السابعة والإستمرار في كنف هذه الشركة.
- سبق أن أجرينا تحقيقاً رصدنا فيه إطلالة النجمات طوال العام 2008، وقد إختارتك خبيرة الموضة هادية سنّو كأثر الفنانات أناقة. هل تستعينين بمنسقة ملابس؟
أنا إمرأة قبل أن أكون فنانة، أحب الظهور بشكل لائق ولا أستعين بأحد عند إختيار ملابسي لأنني بتّ أؤمن بذوقي جرّاء الإطراء الذي أحظى به من المحيط والجمهور. أتبضع من لبنان بشكل أساسي لأنني أجد كل حاجاتي فيه. من جهة أخرى، أناقتي يحتّمها ظهوري الفني على الشاشات وفي المناسبات فنحن نعيش عصر الصورة. تقديم الفن الجميل هو الأساس، لكن الإطلالة المميزة أيضاً لها دور كبير في حياة الفنان. جميل أن يلقى الفنان الثناء خارج دائرة الفن أيضاً.
- ماذا عن إختيارك المتكرر لفساتين من تصميم اللبناني إيلي صعب؟
إيلي صعب صديق قبل أن أرتدي تصاميمه. أفخر بصداقته وبإبداعه فهو إنسان كريم ومتواضع وراقٍ، تخطى حدود الوطن وباتت أزياؤه محط إعجاب ألمع النجوم. لم تبدّله الشهرة، ومهما قلت عنه سأكون مقصّرة في حقّه.
- لمَ لم تحضري عرضه ضمن أسبوع الموضة الباريسي حيث قدّم تشكيلته لربيع وصيف 2009؟
حضرته لكن لم تُلتقَط لي صور لأني غادرت فور إنتهاء العرض بداعي العمل. عرض يجسد براعة فنية متجددة مستوحى من الكيمونو الياباني، وقد أثنت الصحافة على التجدد الذي أجده ضرورياً لإحداث نوع من الصدمة الإبداعية.
- ألا تفكرين في إطلاق مجموعة ملابس خاصة بك وتحمل إسمك؟
في بالي أكثر من خطوة في هذا الإتجاه لا أستطيع الإفصاح عنها في الوقت الحاضر.
- هل أنت راضية عن خطة تسويق عطركElle D'Elissa في العالم العربي ولبنان؟
نعم، بعد طرح عطر Elle D'Elissa ونجاحه قررنا طرح مجموعة كاملة مؤلفة من الEau de Parfum وال Eau De Toilette والBody Lotion التي ستكون في الأسواق بعد شهر رمضان. إنتشر العطر بشكل كبير في كل العالم العربي كما في فرنسا حيث العبوة في كل محلات sephora، ولقد فرحت حين رأيت عطري معروضاً خلال زيارتي لأوروبا. نحن في صدد اطلاق المجموعة الجديدة خلال حفل في بيروت.
- هل يشبه العطر إليسا؟
نعم إلى حد كبير، فأنا من إخترته بعد سنتين من تجريب الخلطات وتعديلها. تركيبته تعكس شخصيتي، وهو مكوّن بشكل أساسي من المسك والياسمين وزهر الليمون. العطر كلاسيكي ليس مصنوعاً لموسم معين بل يمكن وضعه في كل الأوقات، كما أنه ليس موجهاً لفئة عمرية محددة إلاّ أن الـ Eau De Toilette الجديد يناسب الشابات أكثر.
- نلاحظ في ألبوماتك الثلاثة الأخيرة أن عدداً من عناوين الأغاني حمل أداة التمني أو الشرط «لو»، «لو نرجع سوا»، «لو ما تجي»، «لو تعرفو»، «لو كان»، «لو بصيت قدامك». هل هذه صدفة؟
نعم، لأنني لم أنتبه أبداً للأمر. لكن «لو» قد تفيد أيضاً التنبيه. لم أفكر في الكلمة بل بالمعنى العام للأغنية.
- هل يمكن أن تختاري أغاني بناء على تجارب شخصية عشتها؟
ليس بالضرورةً، لكن إذا كان كلام الأغنية يعنيني لا أتردد في إختيارها. في المطلق، الجدّة تطال الطرح لأن كل المواضيع باتت مستهلكة Déjà vu وأسلوب الكتابة هو ما يجذبني بغض النظر عن الموضوع الذي إذا لم أشعر بمعانيه لن أؤديه بشكل مناسب.
- أجمل أغنية أدّتها إليسا؟
هناك الكثير من الأغنيات منها «عيشالك» و«أجمل إحساس» و«يا عالم» (تقولها مع التشديد عليها) و«أديك عرفت»، كذلك «بتمون» و«حبك وجع».
- ما معنى هذه العبارة في الأغنية التي أتيت على ذكرها أخيراً، «من كتر حبي فيك خلاص قرّبت أكرهك»؟
حين يغرم الإنسان حتى التطرف يمكن أن ينقلب الحب إلى الكراهية الشديدة خصوصاً إذا عرضه الحبيب للأذى.
- هل تكره إليسا أحداً؟
نعم، ثمة أناس أكرههم وأعني عاطفياً لا على مستوى الصداقات التي قد لا تخرج عن إطار النفور البسيط إذا ما شابتها مواقف سلبية.
- تتكلمين عن تجربة شخصية؟
نعم. مجمل قصص الحب تنقلب كرهاً لدرجة الندم والتساؤل: «هل يعقل أنني أغرمت بهذا الإنسان؟».
- شعرت بهذا الإحساس؟
(أوووووو) أكيد. أنا لا أعرف إخفاء عواطفي لأن تحرير ما في داخلنا يمدّنا بالراحة. هذا لا يعني أنني فشلت في أكثر من علاقة عاطفية، قد تكون علاقة واحدة.
- هل مرّ عيد الحب مرور الكرام هذا العام؟
نعم، سهرت في المنزل وسط الأصدقاء. هذا اليوم هو للأصغر سناً ولمن يخفق قلبه للمرّة الاولى. الحبيب الناضج لا يبحث عن يوم معين للإحتفال بما يكنه للشريك. كانت تفرحني هذه المناسبة قبل فترة النضج. إذا إنتظرَت الحبيبة هذا اليوم لتحصل على باقة من الورد، فهذا يبشر بعلاقة متينة في المستقبل (بسخرية).
- بالعودة إلى ما قبل فترة النضج، تحديداً المرحلة الجامعية، ماذا تخبريننا عنها؟
لم أستطع إحراز النجاح إلاّ فنياً. إلتحقت بكلية العلوم السياسية ونلت الشهادة كرمى لوالدي الذي كان «موسوعة» ومحباً للعلم وأستاذاً للأدب العربي. كان على الدوام حين يردد البعض على مسمعه: «إن شاء الله تفرح فيها»، يسارع القول: «في درسها». كان يرفض مبدأ الزواج المبكر.
- بمَ أفادك الحصول على شهادة في العلوم السياسية؟
قد تكون المعلومات التي درستها «طار» نصفها فهذا الإختصاص يعود بالنفع في حال الممارسة، لكن لدي ألمام سياسي لا بأس به وبإمكاني التدخل والتعليق وإطلاق المواقف السياسية.
- في وطن متعدد التركيبة مثل لبنان، هل يحق للفنان إعلان مواقفه؟
ما المانع؟ أليس الفنان مواطناً، بل أليس مواطناً أكثر من غيره؟ الرأي العام يتأثر بنظرة الفن إلى السياسية في العالم. الرأي لا يعني تعاطي السياسة. يجب إحترام الرأي الصريح بصرف النظر عن ماهية التأييد السياسي والموقف.
- هل ستقترع إليسا في الإنتخابات النيابية في الأشهر القليلة المقبلة؟
إذا كان المرشح يمثلني.
- هل يمكن أن يؤثر صوتك على النتائج؟
الصوت قد يؤثر في بعض الأحيان، صوتي يؤثّر في الفن فقط.
- «تتهمين» بالتعليق المتحفظ، هل أنتِ فعلاً دبلوماسية إلى هذه الدرجة؟
أنا مع جرأة التعبير دون تخطي حدود الإحترام حتى لو تهجم الآخر بغير حق علينا. لا أتوقع من الإنسان قوي الشخصية «السّباب» أو الإهانة بل إيصال رسالته بأسلوب يجبرني على إحترامه. أضطر للتعليق بدبلوماسية لكن مع الحرص على بث رسالة واضحة للآخر، في بعض الأحيان قد لا أكون لطيفة، كذلك قد لا يبدر مني أي رد فعل ولا أبذل عناء التعليق على السخافات.
- «لا نستطيع رؤية أخطائنا إلاّ بعيون الغير»، هل أنتِ مع هذه المقولة؟
أرى أخطائي بعينيّ وعيون الآخرين، فالنجاح يعارض تقديس الخطوات الذي يعتبر عدواً للتقدّم. قد أخفض صوت التلفزيون إذا ما شعرت بأن أدائي سيىء، كما أنني قد أندم على تصريح أدليت به في الصحافة، لكن من ناحية أخرى أرفض إطلاق النقد جزافاً.
- إعترفي بخطأ...
كليب «آخرتا معك» وتكرار الظهور بال«شرشف» الذي ظهرت فيه لأول مرة في «بدي دوب». رغم أنني إرتديته في حوض السباحة. لا ألوم المخرج بل نفسي لأنه قراري في النهاية. الكليب الأول كان جريئاً وكنت في حاجة إلى ذلك في بداية الطريق بحثاً عن الشهرة.
- أجمل كليباتك؟
«أجمل إحساس» و«إرجع للشوق» و«بتمون».
- نلاحظ على الدوام أنك تقومين بسلوك تمثيلي طفولي في كليباتك. هل عاشت إليسا طفولتها خصوصاً أنك أمضيت مرحلة لا بأس بها في مدرسة داخلية؟
نعم، لقد عشت طفولتي بشكل كبير لأن المدرسة الداخلية مليئة بالاطفال، كنت ألتقي عائلتي أسبوعياً. تلك المرحلة منحتني حب الإستقلالية وإتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية.
- ماذا عن الوحدة في حياة إليسا؟
الوحدة توازي الإستقلالية نفسياً وفكرياً ومادياً، هذا لا يعني أنني لا أحب العثور على الحبيب، فأنا أكره الوحدة بمعناها الوجودي أو العزلة. أنا إنسانة واقعية ولا تعني لي أحلام اليقظة شيئاً.
- هل هذا يعني أنك لا تجسدين شخصيتك في فنّك كلمة وصورة؟
بلى، لكن إذا كنت مغرومة فقط. لا يعني لي التأمل والشرود في غياب الحبيب شيئاً. أعيش كل يوم بيومه ولا أفكر بحركة الزمن. لست مهجوسة لكنني في حالة إنتظار.
- هل طموحك الحالي إصدار ألبوم كل سنتين؟
طموحي هو الحفاظ على مستوى ما قدّمته حتى لو طرحت كل ثلاث سنوات عملاً. الإنتاج المميز والمُتقن يعيش طويلاً. على الصعيد الشخصي، الأمومة هي الهدف الأهم في حياتي.
- أين تنصبّ إهتماماتك بعيداً عن الفن؟
أثناء وجودي في لبنان، أحرص على ممارسة الرياضة والمطالعة. قرأت أخيراً كتاب «L Alchimiste» للروائي البرازيلي باولو كويلو، وقد أعجبتني كثيراً مقدمة الكتاب التي تسرد أسطورة شاب إسمه نرسيس لكثرة ما حدّق في إنعكاس صورته في البحيرة سقط فيها ومات غرقاً. تسأل ورود الغابة البحيرة عن سبب بكائها فتجيب: «من أجل نرسيس». تردف البحيرة القول: «هذا لا يدهشني، كنت الوحيدة التي تستطيع مشاهدته عن كثب». تتساءل البحيرة: «هل كان جميلاً؟». تستغرب الورود قائلة: «من يستطيع معرفة ذلك أكثر منك، ألم يكن ينحني فوق ضفافك كل يوم». تجيب البحيرة: «بلى، لكنني لم ألاحظ أنه كان جميلاً، أبكي فقط لأنني كنت أرى إنعكاس جمالي في عمق عينيه». وذلك يعني ان كل انسان يرى الأمور من وجهة نظره الخاصة. كما انني انتهيت من قراءة كتاب عن حياة الرئيس الأميركي باراك أوباما.
- من هو الكاتب؟
لا ادري.
- قد يكون جمهورياً.
لا أظن، فهو يبدو موثقاً بطريقة واقعية. هو إنسان لعب الحظ والصدفة دوراً كبيراً في مستقبله، فقد وُلد قبل سنتين من إنضمام هاواي إلى الولايات المتحدة الاميركية وأصبحت الولاية رقم 50. ولادة الإنسان في وقت أو مكان معينين ترسم مجرى حياته. كما لا يمكن التشكيك في ذكاء أوباما الذي أنتخب رئيساً بعد أربع سنوات فقط من ممارسة السياسة كسيناتور لولاية الينوي في شيكاغو. حياته مليئة بالتحدي، فوالده رجل أسود دخل إحدى أهم الجامعات الأميركية في مرحلة حرجة. كما أن زوجته إمرأة صلبة دعمته كثيراً، كذلك الإعلامية أوبرا وينفري. لا يمكن تحقيق النجاح بشكل فردي.
- من دعم إليسا؟
عائلتي. حين تخرجت من برنامج «أستديو الفن» وقّعت عقداً لكنه سرعان ما فسخ لأن القيمين لم يجدوني مشروع نجمة. عملت في المسرح وتعرفت على من أنتج لي ألبوم «بدي دوب»، لكن كان هناك إحتمال في الفشل.
- أين مكان الرجل في حياة إليسا؟
عائليا،ً لدي ثلاثة أشقاء وهذا يريحني نفسياً. مهنياً، مدير أعمالي يرفع عني حملاً ثقيلاً. وجدت الصديق، ينقصني الرجل الحبيب وأنا في إنتظار المناسب.
- أين تكمن وسامة الرجل؟
في مواقفه، الشكل الجميل ليس جوهرياًً. سئلت الإعلامية ماغي فرح مرّة: «هل الفتاة التي مرّت أمامك جميلة». أجابت: «لا أدري، لم أتحدث إليها». الجمال لا يكمن في ملامح الوجه. شخصياً لا تهمّني وسامة الرجل، على أن يكون مظهره مقبولاً.
- ما الذي يقلق إليسا؟
بناء أسرة والأمومة دون أن يشكل هذا الأمر قلقاً مرضياً. أحب ممارسة أمومتي، وأشعر بأنني سأكون أماً بكل معنى الكلمة.
- في كليب أغنية «بتمون» وبلعبة إخراجية حرّكت مكان النجوم ورسمت قلباً. لو أن تعديل الواقع في منتهى السهولة، ما هو التغيير الذي تحدثيه بشكل عام؟
يشغلني وضع لبنان. ليت التدخلات الخارجية تنتهي لأنه أجمل بلد في العالم. على الصعيد الشخصي، لا يمكنني تغيير أي حدث طرأ في حياتي ولا يمكن مخالفة إرادة الله إذا ما تمنيت لو أن والدي لا يزال بقربي. لكني قد أحدث تعديلاً في مفهوم الديموقراطية على صعيد القوانين المدنية اللبنانية بغض النظر عن جرأتها بحيث تستطيع الأم منح جنسيتها وكنيتها لطفلها في كل الظروف.
- هل شاهدت حفلة توزيع الأوسكار أخيراً؟
نعم، لكني كنت أتوقع فوز الممثل الأميركي براد بيت بجائزة أفضل ممثل لأنني شاهدت فيلمه The Curious Case of Benjamin Button، وأداؤه كان رائعاً.
- هل يمكن مقارنة هوليوود بلبنان على صعيد جدارة الحصول على جائزة أو هل يمكن أن نتوقع أن تصفق ممثلة قديرة كميريل ستريب لفوز الممثلة كايت وينسليت بعد أن تغلبت على أدائها؟
نحن لا نتحلى بروح رياضية. شخصياً، لا أشكك في جدارة أي إسم يفوز بأي جائزة، من حق كل إنسان أن يتميّز ولو لمرّة. الفنان الذكي يتقن الإدلاء برأيه ولا تكرار سيناريو «الجائزة عُرضت علينا». يجب أن يتعالى الفنان عن هذا الأمر، فهناك أكثر من نجم أوّل.
- إضافة إلى الجوائز التي حصدتها، تم إختيارك من بين أكثر 100 شخصية لبنانية رائدة. ما هو شعورك إزاء طرح إسمك إلى جانب أسماء فنية كبيرة كالسيّدة فيروز والصوت الجبار وديع الصافي؟
أشعر بالمسؤولية التي تحفّزني على المضي قدماً وتقديم الأفضل. يهمني التميّز والثناء على أعمالي حتى بأبسط طرق التعبير، كسماع أغنياتي على جوال أحد المعجبين بفني.
- أخيراً، ما هو سر نجومية إليسا رغم بعدك النسبي عن الظهور الإعلامي؟
اقدم عملي على أكمل وجه. أنا بمثابة «رزمة» جامعة لأكثر من صفة، لا أملك الصوت والشكل الخارقين. أُشبه المثل الفرنسي الذي يقول: «ينبغي القليل من كل شيء لتكوين العالم».
لو..
- لو لم تكوني نجمة غناء...
لا أجيد إلاّ الغناء.
- لو كنت زهرة...
الأوركيد.
- لو كنت آلة موسيقية...
الغيتار.
- لو كنت طيراً...
النسر، أحب صفاته.
- لو كنت جوهرة...
ماسة.
- لو كنت عطراً...
Elle D Elissa، لا أستخدم غيره.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024