تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

داود حسين: أجلس في البيت ولا أشارك في فيلم خليجي 'تعبان'

النجومية ليست في الفن وحده وانما بالتعامل الأخلاقي الراقي والتواضع أيضاً. وهذا سر نجومية داود حسين، الفنان الكويتي الذي لمع نجمه منذ بداياته وخصوصاً في الأعمال الكوميدية والبرامج المنوعة والفوازير أيضاً. يتمتع بخفة ظل لا يستطيع أحد انكارها. كوّن قاعدة عريضة من الجمهور، لكنه لم يكتف بمحبيه في الكويت والخليج إنما ذهب بأعماله خارج نطاق الخليج ليصل الى عشاق فنه في بلاد الشام والمغرب العربي. ورغم جرأته في تقليد النجوم والفنانين، تراه شخصاً خجولاً وقليل الأصدقاء. يعشق البيت ويبتعد عن التجمعات. في هذا اللقاء تحدث داود حسين عن الكثير من الأمور، بدءاً من حياته الخاصة وصولاً الى رأيه في عدد من القضايا الخاصة بالدراما والمسرح والسينما.

دراما

- في البداية حدثنا عن عملك المقبل «المقرود»؟
هو مسلسل كوميدي مكون من 30 حلقة انتهيت أخيراً من تصويره، يدور حول شخصية «بولايش» الرجل التعس الفقير غير الموفق في حياته. متزوج ولديه ولدان هما سبب همه في الحياة. لكن تدور الأحداث جميعها في قالب كوميدي. الشخصية جديدة جداً عليّ وتختلف تماماً عما قدمته في «درويش» و«الفطين» كونها لا تحتوى على أي مساحة من الدراما.

- هل سيكون لهذا العمل حظ اوفر من مسلسل  «الفطين»؟
اتمنى ذلك. لكنّ العملين مختلفان تماماً ولا يمكن المقارنة بينهما.

- أنت نجم كبير، ألست متخوفا من ان يعتمد «المقرود» على عدد كبير من الوجوه الجديدة؟
لا بالعكس، فالوجوه الجديدة ابطال في هذا العمل، وجميعهم لديهم موهبة كبيرة ويجب ان نساعدهم ونقف بجانبهم.

-هل انتهى الآن عصر النجوم؟
بالطبع لا، وأنا ضد هذه المقولة. لكن علينا تسليم الراية لوجوه جديدة مثلما فعل معنا الجيل السابق من النجوم الذين لا يزالون عصب الوسط الفني. فالفنان الصادق بعيداً عن الغرور هو الذي يبقى. لكن انصح هؤلاء الشباب بالإبتعاد عن الشللية والمقاهي والتجمعات الفنية التي تضر بالفنان أكثر ما تفيده.

- ابتعدت بأعمالك عن تلفزيون الكويت واتجهت إلى المحطات الخاصة. فهل تعتقد انها تساعد أعمالك في الوصول إلى جمهور أكبر؟
ابتعدت عن تلفزيون الكويت بسبب كثرة المحظورات وتعنت الرقابة وتفشي البيروقراطية والروتين، وروتينهم في متابعة العمل. أما الفضائيات الخاصة فتوفر لنا مساحة كبيرة من الحرية ولا تتخوف من الأمور التي يتخوف منها التلفزيون الحكومي، مثل التطرق الى قضايا تتعلق بأداء مجلس الأمة. فالمحطات الخاصة حرة،  وباستثناء ما يخص الذات الإلهية والأميرية ليس لديها خطوط حمراء.

- شكلت فريقاً في فترة مع حسن البلام وعبد الناصر درويش والمخرج أحمد الدوغجي والآن انتم متفرقون ولم يحقق اي منكم النجاح الذي كنتم تجنونه وانتم مع بعضكم. فما السبب؟
هذه وجهة نظر والله يوفق الجميع. لا أحب الخوض في الحديث عن هذا الموضوع لأني لا أحبذ أن «ابروز» أحداً آخر في لقاء خاص بي.

- بما أن الدوغجي أصبح مسؤولاً عن ادراة محطة فضائية فلماذا لم نر لك تعاوناً معه؟
أفضل ان أتعاون مع الدوغجي كمخرج فقط، لكنه لا يملك الوقت الكافي لمتابعة أكثر من عمل فهو ممسك حالياً بالأعمال الإدارية. وأرى أنه صعب عليه ان يوفق بين عمل فني وإدارة قناة فضائية، بالإضافة إلى أنني ابتعدت عن المنوعات موقتاً واتجهت إلى الدراما. أنا أرى ان التعامل مع مخرج متفرغ افضل بكثير من التعامل مع مخرج مشغول بأمور وحسابات أخرى.

- سمعنا أنك ستطل علينا هذا العام في عمل منوع؟
أفكر في العودة إلى المنوعات وبالفعل كتبت أكثر من حلقة لفكرة برنامج منوع، لكني متريث في اتخاذ الخطوة، بالإضافة إلى إني احضر لعمل درامي آخر قد نصوّره قبل رمضان.

- خلال ابتعادك عن المنوعات كيف ترى التجارب الحالية؟ وما القرار الذي اتخذته مع نفسك بعد هذا التوقف؟
أنا لست راضياً عن أمور فنية كثيرة تخص مستوى الأعمال المنوعة التي تقدم حالياً، وأشعر بأن الأفكار التي تقدم جميعها مستهلكة. ولهذا قررت العودة انما بأفكار جديدة ستترك  بصمة جيدة وأثراً كبيراً لدى المشاهد، كما حاولت تلافي الأخطاء التي حصلت في بعض الأعمال السابقة.

 

المسرح والكتابة

- لماذا لم تحقق اعمالك المسرحية الحالية زهوة المسرحيات التي قدمتها سابقا ونجاحاتها وخصوصاً «باي باي لندن»؟
لا أعرف السبب، لكن بالفعل مهما قدمت من أعمال مسرحية حالياً لا استطيع تحقيق نجاح مسرحية «باي باي لندن»، فهي المسرحية الوحيدة التي انتشرت في العالم العربي وليس في الخليج فحسب، بسبب تضافر الجهود وتحقيق المعادلة الصعبة وذلك مع وجود مؤلف كبير مثل نبيل بدران ومخرج مثل التونسي منصف السويسي ونجم عملاق مثل عبد الحسين عبد الرضا. خلطة العمل نفسه عربية وانفاسه كذلك ولهذا فهو من الاعمال الخالدة التي لن تتكرر.

- هل سبب خوضك  تجربة التأليف المسرحي  في عملك الأخير هو عدم وجود كاتب جيد تثق به؟
لا، في الواقع أننا نمتلك مجموعه كبيرة من الكتاب، لكنني شعرت بأن في داخلي طاقة كبيرة وأفكاراً كثيرة فضلت تفريغها في كتابة هذا النص حتى أشعر بالاتحاد مع ما أقوله على خشبة المسرح، لذلك اتخذت خطوة الكتابة.

- ما سبب قصر عمر الأعمال المسرحية الأخيرة وعدم استمرارها؟ هل لأنها تجارية؟
أولاً أنا ضد هذه المقولة. ليست هناك مسميات للمسرح. المسرح التجاري هو المسرح الجماهيري، هو المسرح الشعبي، هو مسرح النخبة. لكن السبب الكامن وراء عدم استمرار العروض لأكثر من أشهر قليلة هو قلة تعدادنا السكاني على عكس ما يحدث في مصر، فالعرض هناك يستمر سنوات بسبب كثافتهم السكانية.

- ما سبب تدني مستوى الحركة المسرحية في الكويت؟
تأخر الدعم من الدولة، فنحن في حاجة دائمة الى دعم وزارة الإعلام والمجلس الأعلى للثقافة والآداب والفنون للحركة المسرحية الكويتية.

سينما

- كيف تقوّم لنا تجربتك السينمائية في مصر حتى الآن؟
سعيد وفخور جداً بها، وأعتقد أنه حان وقتها خصوصا مع تأخر السينما هنا في الخليج. سبق أن عرضت عليّ المشاركة في أكثر من فيلم خليجي لكني دائماً أرفضها لأنها من وجهة نظري سهرات تلفزيونية تحولت إلى افلام سينمائية تعبانة بالمفهوم الفني ومرتبكة وغير مكتملة، في ما عدا «بس يابحر» و«عرس الزين». وبالتالي امامي  الجلوس في البيت أو المشاركة خارج نطاق الخليج.

- رغم  اعتزازك بتجربتك في مصر فإن فنانين عدة  هنا انتقدوا ادوارك خصوصا في فيلم «عندليب الدقي» مع محمد هنيدي؟
ليس من حق أحد أن يوجهني فأنا مسؤول عن قراري وأرى ان تجربتي في هذا الفيلم كانت جميلة جداً. الممثل يجب ان يقدم كل الأدوار ولا يتقيد بدور محدد، ومن حقي ان يكون لي تاريخ في السينما وان أحقق الإنتشار على المستوى العربي. ومهما قالوا لم أندم على هذا الدور، لأني واثق من أنه لو سنحت هذه الفرصة للدين ينتقدونني لكانوا وافقوا عليها على الفور.

- ما أهم المواقف الكوميدية التي تعرضت لها أثناء تجربتك السينمائية في مصر؟
فور انتهائي من بروفات فيلم «على جنب يا اسطى» استضافني وفريق العمل النجم اشرف عبد الباقي في منزله بالمقطم، وحين نزولي على الدرج طحت وحدث لي تمزق في الأربطة وذهبت الى المستشفى، وكان يحملني الفنان المصري الجميل اشرف والمخرج سعيد حامد. وفي تلك اللحظة لم أشعر بالألم بقدر ما شعرت به من محبتهما لي. ويومها تناولنا العشاء وأكملنا السهرة في المستشفى...

حياة خاصة

- بعيداً عن اجواء الفن ما اهتمامات داود حسين الخاصة؟
اعشق الرسم الكاريكاتيري، والخطوط العربية.

- اين تمضي وقت فراغك؟
في البيت، فأنا بطبعي انسان «بيتوتي» جداً، لا أحب الشللية ولا المقاهي ولا الديوانيات، وأعشق متابعة التلفزيون.

- هل أنت أب صارم؟
أحياناً لأن ولديّ امانة في عنقي واتمنى تربيتهما بطريقة سليمة.

- في أي سن هما؟
لي ولدان، الأول في الثامنة عشرة والثاني في الخامسة عشرة.

- هل تتمنى ان تكون لك ابنة أم انك خضعت لديكتاتورية زوجتك وأوقفت الإنجاب؟
(يضحك) أتمنى والله ان تكون لي ابنة، لكن الأمر بيد الله سبحانه وتعالى وليس بيد شخص آخر.

- هل بالضرورة  ان يكون الممثل الكوميدي كوميدياً في الحياة الطبيعية؟
ليس بالضرورة، لكن لا بد ان يتمتع على الأقل بخفة الظل.

- رغم أن أغلب الفنانين يرفضون دخول أبنائهم الوسط الفني، قدمت ابنك في عملك الماضي «الفطين». هل لمست لديه الموهبة أم كان الأمر مجرد تلبية رغبة له وتمضية لوقت الفراغ؟
اعتبرت هذا تمضية لوقت الفراغ، لكني في الحقيقة أتمنى أن يكون ابني أفضل مني، ولا أحبذ دخوله الوسط الفني، وأفضل له أن يختار مجالا آخر حتى يؤمن مستقبله، وان يكمل دراسته في الخارج.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078