«العار»... مشكلات المجتمع بلا «رتوش»...
استطاعت المخرجة رشا شربتجي أن تخرج من سوق رمضان للعام الثاني على التوالي، فبدأت عملها قبل جميع زملائها في المسلسل الذي يحمل عنوان «العار»، وهو عنوان مثير لمسلسل يحمل الكثير من المضامين الحياتية التي تهمّ المجتمعات المحلية والعربية أيضاً، ويتعامل مع الفساد الأخلاقي والاجتماعي، وهذا ما اعتادت عليه المخرجة في عمليها الأخيرين «يوم ممطر آخر» و«غزلان في غابة الذئاب».
والعمل من تأليف الكاتبين نجيب نصير وحسن سامي يوسف، المعروفين بصناعتهما لدراما واقعية إنسانية معاصرة. وبالإضافة إلى أهمية كاتبي ومخرجة العمل، تأتي أهمية العمل أيضاً من الأبطال المشاركين فيه، الفنان تيم حسن، والفنان بسام كوسا اللذين كان آخر تعاون بينهما في مسلسل «الانتظار» الذي مازال يحصد نجاحاته حتى الآن.
و«العار» عمل يتناول الطبقة الوسطى في المجتمع السوري وما تعانيه من تردي أوضاعها الاقتصادية وهبوطها إلى حالة من الفقر وانضمامها الحتمي إلى بيئة «العشوائيات» التي تضم أناساً متعلمين من فئة الموظفين تحديداً.
والخط الأساسي في العمل يحكي قصة عائلة «أبو منذر» الموظف الذي ينوي بيع بيته مع ارتفاع أسعار العقارات ليشتري ثلاثة بيوت له ولولديه، منذر المتزوج، ونورس الموظف الذي صار في سن الزواج، وهذه الحكاية البسيطة هي قصة عدد من العائلات السورية التي بات يصعب على أولادها تكوين أسرة من دون دعم مادي من أهلهم.
ولأبي منذر ابنتان بثينة التي تجاوزت الثلاثين ولم تتزوج، فتفرغت للاهتمام بأسرتها وتلبية طلباتها، ورانيا الطالبة الجامعية.
تقع بثينة في غواية جميل زوج صديقتها فتتزوجه عرفياً، لكنها تحمل منه ويدفعها خوفها إلى التخلّص من الجنين لكن الأمر لن يبقى سراً فتهرب بثينة من المستشفى، وتبدأ رحلة عائلتها في غسل العار الذي لحق بها.
كما يطرح العمل قضايا أخلاقية ومعيشية كالفساد وصراع المال، وصراع المفاهيم التقليدية والحديثة.
ويشارك في المسلسل بالإضافة إلى بسام كوسا وتيم حسن، كل من:
منى واصف، سليم صبري، سلافة معمار، كندة حنا، سمر سامي، مكسيم خليل، ديمة بياعة، نادين تحسين بك، وغيرهم.
وهكذا يبقى السؤال مطروحاً في هذا العمل...
هل «العار» هو فقدان الفتاة ما يُربط به شرفها، أم هو الرشوة والفساد المتغلغل في عقولنا، أم أن «العار» هو العجز الذي يتملكنا في زمن الأقوياء؟
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024