"الطفل الشقيّ" للموضة الفرنسيّة جان بول غوتييه يعتزل تصميم الأزياء!
ستستمرّ دار "غوتييه باريس" بأسلوب جديد يعلن عنه المصمّم في ما بعد. وقال غوتييه: "هذا العرض الذي سيحتفل بمرور 50 عاماً على بدء مسيرتي في مجال التصميم سيكون أيضاً الأخير بالنسبة إليّ. ولكن اطمئنوا فإن خطّ تصاميمي الفاخرة سيبقى مستمراً بمفهوم جديد". ويتوقّع الكثيرون أن يتّجه المصمّم المبدع الى المسرح الذي يعشق كثيراً.
وكان غوتييه قد قدّم مجموعته المنفردة الأولى من الأزياء الراقية في العام 1976 وعرفت نجاحاً واسعاً. وتميّز أسلوبه بكسر الحواجز في عالم الموضة، ولُقّب بـ "الطفل الشقيّ" للموضة الفرنسيّة، وبات وجهاً من الوجوه الأيقونيّة لهذه الموضة، وبلغ أوج شهرته في ثمانينيات القرن الماضي. وفي العام 1985، قدّم إلى عالم الموضة ولأول مرة، تنورة رجالية، وشجّع على ارتدائها. كانت عروض غوتييه ولا تزال خشبة تضمّ عارضين غير تقليديين من رجال مسنّين ونساء ممتلئات ومسنّات وعارضين بوشوم كثيرة تغطّي أجسادهم، وهو ما أثار انتقادات عدّة وأكسبه شعبية واسعة.
عالم الفنّ والسينما دخله غوتييه في التسعينيات، عندما صمّم صداراً ثورياً للنجمة الأميركية مادونا ارتدته في جولتها العالمية "بلوند-أمبشن" في عام 1990، وهو التصميم الذي أثار جدلاً واسعاً وأثنى عليه نقّاد الموضة. كذلك صمّم لها إطلالاتها في جولتها "كونفيشنز" في عام 2006. بعدها، كرّت سُبحة العمل مع النجمات العالميات. فوقّع إطلالات نجمات كثيرات من الصفّ الأول، نذكر منهنّ ريهانا وليدي غاغا ونيكول كيدمان وكايلي مينوغ وغيرهنّ. وصمّم في العام 2008 ثوباً بقصّة الحورية باللون الأبيض الفضّي ارتدته النجمة ماريون كوتيار في حفل توزيغ جوائز الأوسكار، وحازت في حينها جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم La Vie en Rose.
والجدير ذكره أن جان بول غوتييه لم يدخل معهداً للأزياء، ولم يتلقَّ تعليماً أكاديمياً، بل اعتمد على الموهبة الفذّة، وما علّمته إيّاه جدّته عن الخياطة الراقية، وعشقه الكبير لاستكشاف عالم الموضة. وقد لفتت رسومه المصمّم بيار كاردان الذي ضمّه الى فريق عمله، وعيّنه مساعداً له لشدّة إعجابه بمهاراته. "لقد طبع لقائي بكاردان بداياتي المهنية..."، يعترف غوتييه. بعد كاردان، انطلق غوتييه وحيداً في عالم الموضة الراقية، وشقّ طريقاً حملت بصمته، وصنع نجاحه الخاص. ويقول غوتييه في هذا الخصوص: "لقد ارتميت في مجال الموضة كمن يرتمي في مياه البحر، ثم تعلّمت بعد ذلك السباحة... أنا محظوظ بأنني أعمل في المجال الذي أحبّه، وهذا بحدّ ذاته رفاه لا يملكه كثيرون".
في العام 1991 دخل غوتييه عالم ابتكار العطور، وعرفت عطوره نجاحاً واسعاً. وفي العام 1997 انضمّ إلى روزنامة الخياطة الراقية الفرنسية. وفي العام 2000، أطلق مجموعته الأولى للإكسسوارات. ويأتي العام 2020 ليرسم منعطفاً في مسيرة المصمّم الذي لا يتكرّر.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024