ديانا حداد
بعد النجاح المميز الذي حققته من خلال ألبومها الأخير الذي حمل عنوان «من ديانا إلى...» وصدر كاملاً باللهجة الخليجية، تعود المطربة ديانا حداد لتطلّ بألبوم لبناني يحمل عدداً ضئيلاً من الأغنيات المصرية، خصوصاً بعد النجاح الكبير الذي حققته مع أغنية «يا عيبو» باللون الجبلي رغم الإنتقادات... تقول إنها المطربة التي أعادت إلى الأذهان الأغنية اللبنانية البلدية بعد نجاح «عذاب الهوى» معتبرة أن هذا اللون هو تراثنا وأصالتنا مؤكدّة أنها لم تبتعد عنه يوماً. في حوار خاص مع «لها»، ردت على الكثير من الإستفسارات وتحدثت عن حالة الإنحطاط الحاصلة ليس فقط في الفن بل في ميادين مختلفة.
- أجدد أغنياتك «يا عيبو» أحدثت ضجة كبيرة؟
صحيح وهي من كلمات بيار حايك، ألحان ياسر جلال. والحمدلله نجحت في شكل كبير لم أكن أتوقّعه، ولا يمكن أن أنسى أيضاً مساهمة الكليب الذي أخرجته نهلة الفهد في جعل النجاح مضاعفاً. نادراً ما نسمع الأغنيات اللبنانية الشعبية والجبلية من مطربات اليوم، ويشرّفني أن أعود من خلال هذا اللون المميز الذي أصبح مفقوداً.
- لكنها انتُقدت كثيراً وقيل إنك تقلّدين فيها فارس كرم في «يا عيبو»؟
(تضحك) هذا غير صحيح على الإطلاق، هذا هو لوني الجبلي الذي عرفت من خلاله والذي أغنيه منذ سنوات، فكيف أقلّد فارس كرم وأنا أصلاً احترفت الفن قبله؟
- ما قيل عن تقليدك فارس كرم لم يكن محصوراً في اللون الجبلي أو البلدي بل في ما يتعلّق بالغناء عن كبار السنّ ومغازلتهنّ الفتيات بعد أن نجح هو في أغنية «ختيار عالعكازة»؟
موضوعا الأغنيتين مختلفان تماماً. أغنية فارس كرم تحكي عن فتاة إنشغل الكلّ بجمالها من الصغار إلى الكبار وحتى السيدات والعجائز أو «ختيار عالعكازة»، بينما أغنيتي «يا عيبو» تحمل نقداً كوميدياً لكبار السنّ الذين يريدون أن يعيشوا كالمراهقين ويغازلون فتيات هنّ من سنّ أحفادهم. وكلمة «ختيار» ليست حكراً على أحد، لا عليّ ولا على فارس كرم. حتى أن البعض اعتبر أغنيتي رداً على أغنية فارس كرم لكن هذا غير صحيح.
- تحضرين حالياً لألبوم جديد، هل لنا أن نعرف بعض تفاصيله؟ قبل الألبوم سأصدر أغنية تحكي الوطن عنوانها «مش بإيدي» وهي من كلمات ياسر جلال وألحان سمير صفير وقد أصورها فيديو كليب إن شاء الله. لا يمكن اعتبارها أغنية وطنية بقدر ما هي أغنية تحكي عن حبي للبنان وليس عن قضايا ثورية أو حزبية... أما عن باقي الأغنيات الخاصة بألبومي فهناك قسم اخترته لكن الباقي لم يحدد بعد. لكن دون شك هناك تعاوناً مع ياسر جلال ووسام الأمير وأحمد يحي في الأغنيات المصرية.
- هل سيكون عملك الجديد من إنتاج روتانا، إذ يحكي في الكواليس عن نيّتك الإنضمام إلى الشركو؟
لم أحسم قراري بعد ولا زلنا في مرحلة التفاوض. ويشرّفني طبعاً الإنضمام إلى هذه الشركة التي تضمّ أشهر النجوم. وسُعدت كثيراً بالدعم الذي قدّموه لأغنية «يا عيبو» التي بُثّت على قنوات روتانا بكثافة وكأنها من إنتاج روتانا، وهذا دليل على اهتمام الشركة بعملي وتقديرها لما أقدمه من فنّ.
- لكن سابقاً كان هناك «فيتو» على ديانا وكليباتك لم تكن تذاع مطلقاً؟
لا يمكن أن نقول «فيتو» بالمعنى الكامل للكلمة، لكنهم في الفترة الأولى كانوا يعرضون فقط كليبات فناني روتانا وهذا من حقهم طبعاً. لكن لاحقاً غيروا سياستهم وربما صاروا يبثون كليبات لمن يريدون ضمّهم للشركة، والعلاقة بيننا لم تكن سيئة.
- تحدثت عن غياب اللون الشعبي اللبناني لدى المطربات لكنه موجود بكثرة لدى المطربين الشباب؟
صحيح، وأنا قصدت المطربات تحديداً مع احترامي لهنّ جميعاً. حتى لو قدمت إحداهنّ لوناً لبنانياً، تجدين الإتجاه الأكبر نحو الأغنية العاطفية، أما اللون البلدي الشعبي فهو مفقود ولم يتذكره أحد إلاّ بعد أن قدّمت «عذاب الهوى» وهذا أمر جميل يُحسب لي في أني أعدت هذا النمط إلى الساحة بعد غياب.
- هل تعتبرينها ظاهرة صحية كثرة تقديم اللون البلدي اللبناني، أي مع فارس كرم وعاصي الحلاني وعلاء زلزلي وغيرهم؟
مما لا شك فيه أن الأغنية الشعبية اللبنانية تتطلب قوّة في الصوت ولا تليق بأي كان خصوصاً لدى المطربات، من المعروف الفرق بين صوت الرجل وصوت المرأة. لكنّني من مشجعي هذا اللون إن كان الشخص قادراً على غنائه بالشكل المناسب. تراثنا مميز وجميل ويشكلّ هويتنا وصلب أصالتنا ومن المهم العودة إليه. بعض الصحافيين إتهموني بالإبتعاد عن هذا اللون، لكن هذا غير صحيح لأني بالفعل لم أغب عنه يوماً. قبل ألبومي الخليجي الأخير قدمت «عذاب الهوى» و«عوايد قديمة» و«لو ما دخلت براسي» وغيرها وكلها أغنيات شعبية. لكن ما حصل أنني لم أصور سوى «لو ما دخلت براسي»، فلم يسلّط الضوء على الأغنيات اللبنانية الأخرى بالشكل المناسب كي تنتشر ويسمعها الناس.
- لماذا يقع اللوم دائماً على الإعلام؟
كلا أنا لم أقصد أن الإعلام هو المسؤول، بل أنا التي قصّرت وتأخرت في تصوير الأغنيات، لهذا لم تسلّط عليها الأضواء فاعتقد البعض أني أهلمت اللون اللبناني. وجميعنا يعرف أن الأغنية التي تنتشر اليوم هي التي تصوّر فيديو كليب. ما حصل أنني صورت أربع أغنيات منها «عادي» و«زيّ السكر» و«ماس ولولي»، ولاحقاً «عذاب الهوى»، فصار العدد كبيراً جداً لهذا لم تصوّر الأغنيات اللبنانية الباقية، إذ كنت قد باشرت التحضير للألبوم الخليجي. لكني اليوم أنوي التركيز أكثر إن من خلال التصوير أو الوجود الإعلامي وأيضاً التردد إلى بيروت أكثر من السابق. والخطوات المقبلة ستكون إصدار أغنية «يا عيبو» منفردة، وبعد ذلك محطة في القاهرة لاختيار أغنية أو اثنتين باللهجة المصرية حيث أن العمل سيضم سبع أو ثماني أغنيات فقط.
- لكن ألبومك الخليجي تضمّن عشر أغنيات؟
صحيح لأن السوق الخليجي يختلف ويتحمّل عشر أغنيات وأكثر في ألبوم واحد، أما في الدول الأخرى فالوضع مختلف. وأنا شخصياً صرت أفضّل سياسة إصدار أغنيات منفردة وتصويرها تباعاً كل ثلاثة أشهر على سبيل المثال ومن ثم ضمّها في ألبوم واحد. العصر اختلف ولم تعد الأغنية تنتشر إلاّ إذا صورت فيديو كليب كما ذكرت قبل قليل، ويستحيل طبعاً تصوير كل أغنيات الألبوم. هذا إضافة إلى كثرة عدد الفنانين والأغنيات والقرصنة التي ألغت ما كان يعرف سابقاً بسوق مبيعات الألبومات. لهذا صار الإتجاه نحو الأغنيات المنفردة وبرأيي هذا أكثر من كافٍ. نحن نعيش في مرحلة تشبّع من الأغنيات والمشاهد لم يعد قادراً على الإستيعاب.
- ألبومك الخليجي صدر منذ شهرين تقريباً. ألن يؤثر الألبوم الجديد في انتشاره؟
كلا، لأنه لن يصدر قبل بداية الصيف فأنا لا زلت في مرحلة التحضير ولم أختر كل الأغنيات فضلاً عن التوزيع والتسجيل اللذين يتطلبان وقتاً، وإلى ذلك الحين تكون الأغنيات الخليجية قد أخذت حقها كما يجب.
- ألن تصوري أغنيات من ألبومك الخليجي؟
بلى طبعاً. سأصور بداية أغنية «روح يا صغيّر» باللون السعودي، وأغنية «إلعب على قلبي» باللون الإماراتي.
- هذا ثاني ألبوم تصدرينه خلال مسيرتك باللهجة الخليجية؟
صحيح أصدرت سابقاً ألبوم «لو يسألوني» الذي حقق صدىً كبيراً.
- ألبومك الخليجي الجديد صدر بعنوان لافت «من ديانا إلى....». لمَ كانت هذه التسمية وعلى أي أساس اخترتها؟
أنا شخصياً أفضّل عدم عنونة الألبوم وتحديده بأغنية دون سواها، إذ يصبح كلّ التركيز على هذه الأغنية فقط ولهذا حمل ألبومي السابق عنوان «ديانا 2006». أما عن ألبوم «من ديانا إلى...»، فالتسمية كانت مقصودة طبعاً لأنها تحمل رسالة شكر موجودة في الغلاف الداخلي مكتوبة بخطّ اليد، وجهتها إلى كل إنسان وقف إلى جانبي في مرحلة من المراحل وكل شخص دعمني أو ساهم بنجاحي. بعد اثني عشر عاماً في الفن قدمت خلالها 11 ألبوماً وحققت نجاحاً معيناً ووصلت إلى مرتبة أنا شخصياً راضية عنها، شعرت بضرورة توجيه الشكر والإمتنان إلى كل من ساندني، ومن هؤلاء أهلي وزوجي وابنتي والمعجبون والإعلاميون والشعراء والملحنون وإلخ.... كما أن العبارة حملت بعض الغموض مما أثار حماسة الناس لمعرفة مضمون الرسالة.
- هل من شخص معين تخصينه بالشكر وتبقى له الحصّة الأكبر من الإمتنان؟
كلا، بالفعل هي رسالة موجهة إلى كل شخص أحبه ويحبني وإلى أشخاص لهم معزّة خاصة في قلبي دون تحديد أسماء.
- تقولين إنك كتبت هذه الرسالة بعد اثني عشر عاماً في الفن، وكأنه آخر ألبوم لك؟
(تضحك) كلا طبعاً هي ليست رسالة اعتزال. كلمة الشكر لا بدّ من قولها في أي وقت وأنا أقولها كعرفان للجميل وعربون محبة وتقدير، هذا أقلّ واجب تجاه من هم حولي ولا يجب على الفنان أن ينسى هؤلاء الناس.
- بالعودة إلى موضوع الكليبات، هل سيكون التصوير المقبل أيضاً مع نهلة الفهد؟
كلا لا بدّ من التنويع بطبيعة الحال. صورت مع نهلة «شفت اتصالك» و«عذاب الهوى» وأيضاً أغنية «أنا الإنسان».
- هي الأغنية التي أصدرتها إبّان حرب تموز/يوليو 2006 على لبنان؟
الكليب صدر في فترة الحرب لكن الأغنية قدمتها قبل سبع سنوات. هي أغنية وطنية جامعة وليست محددة بإطار معين أو تحكي فقط عن الحرب في بلد ما، بل هي إنسانية. الحمدلله كانت لي مواقف وطنية كثيرة، لكنني لست من النوع الذي يستغلّ الأحداث لتُفرد له مساحة معينة في وسائل الإعلام فأطلّ وأتحدث عن إنجازاتي من أجل الوطن... أستطيع القول إنني الفنانة الوحيدة التي انتقدها التلفزيون الإسرائيلي بعد عرض الكليب على شاشتهم. وجهوا نقداً قاسياً إلى كليب وكانوا يقولون «هذا ما يقوله عنا الفنانون العرب» وكأنهم ضحية. لم أتحدث عن هذا الموضوع في وسائل الإعلام لأني لا أستغلّ هذه القضايا كما ذكرت للترويج لنفسي فهو أمر معيب بنظري.
- لماذا لم تصوري الأغنية سابقاً، أي عندما أصدرتها قبل سبع سنوات؟
لأنها أغنية طويلة مدتها عشر دقائق. لكن مع حرب تموز/يوليو شعرت بضرورة تصويرها مهما كانت الظروف. وبالمناسبة، أقول أيضاً إننا اكتفينا من الأغنيات الوطنية التي صارت كثيرة جداً ولم تعد تؤثر كما كان يحصل سابقاً وكأنها فقدت رونقها وأهميتها. لنتذكر مثلاً «الحلم العربي» وغيرها من الأعمال التي قدمت في فترات سابقة ونقارنها مع ما يقدّم اليوم، سنجد فعلاً أن الشارع العربي لم يعد يكترث أو يهتم. لهذا اخترت تصوير أغنية «أنا الإنسان» تحديداً وبطريقة مغايرة لأننا «شبعنا» من رؤية صور المجازر وكأننا اعتدنا على الهزائم ولا نريد مشاهدة أي صورة مشرّفة بينما هم مستمرون في القتل والتدمير.
- ما رأيك بظاهرة «فورة» الأغنيات الوطنية بعد أحداث معينة تجري في الوطن العربي كل فترة وأخرى؟
عندما طلبوني للمشاركة في أوبريت «الضمير العربي» اعتذرت وقلت إننا قدمنا الكثير والأغنيات ليست ما يحتاجه الناس، رغم أهمية صوت الفنان طبعاً في إيصال رسالة معينة خصوصاً متى كنا لا نملك سوى هذا الصوت كي نقدّمه. لكنني لست مقتنعة كثيراً بجدوى الغناء عن الحروب والمآسي لتغيير الأوضاع القائمة. خلال أحداث غزة أيضاً تلقيت اتصالات عديدة من أشخاص لتنفيذ أغنيات وطنية وأوبريتات، لكنني لم أشارك في أي منها مع احترامي لكل الزملاء الفنانين، وقررت ألاّ أغني بل اكتفيت بالمشاركة في حملة «أغيثونا» في الإمارات والتي نقلت عبر أكثر من محطة فضائية، وشارك فيها عدد من النجوم بينهم وليد توفيق وحسين الجسمي فضلاً عن شخصيات سياسية. وكان ذلك أفضل بكثير من الحديث وإطلاق الشعارات، لأنهم بحاجة إلى الدعم المعنوي والمادي وليس إلى الكلام الذي لا يقدم ولا يؤخّر. لم أخجل من القول مباشرة على الهواء أمام السفير الفلسطيني إن الشعوب العربية يطلق عليها في الخارج لقب «الشعوب التي تتكلم ولا تفعل» وهذه حقيقة. تخيّلي مثلاً ما هي المنفعة التي سأقدمها وأنا أغني لأهل غزةّ، بينما هم يقومون بانتشال جثث الأطفال من تحت الإنقاض؟؟ الإنحطاط أصاب كلّ شيء للأسف، والفن هو مرآة المجتمع لهذا لم يعد أحد يصدق الأغنية الوطنية.
- أي إنهم يستغلّون القضايا الوطنية فقط لمزيد من الشهرة؟
نوعاً ما لكن ليسوا جميعهم طبعاً. وأنا لا أنفي أهمية هذا التوجه لدى الفنانين ودورهم في القضايا الوطنية والإجتماعية، لكن ما قصدته أن الكل صار يريد تقديم أغنيات مماثلة وليس أسهل من جمع صور المجازر وجمعها في كليب. خلال حرب تموز\يوليو، كثر لاموني على غنائي في السويد مع الشاب خالد، لكن ما فعلته هو تخصيص ريع الحفل لمساعدة جمعية خاصة بالأطفال المتضررين من الحرب، والأمر ذاته تكرر في حفلنا المشترك في مهرجان في الجزائر. تصوّري أن إحدى الفنانات كانت بالأمس القريب ترقص في كليب مبتذل، نشاهدها اليوم في أغنية عن غزّة! أليس هذا عيباً؟
- بعد «الحلم العربي» رفضت المشاركة في «الضمير العربي» للأسباب التي ذكرتِها قبل قليل. لكن حكي إن الخلافات الكثيرة بينك وبين المنتج أحمد العريان هي التي حالت دون هذه المشاركة؟
لا تربطني أي علاقة بالمنتج أحمد العريان مع احترامي لشخصه، ولم ألتقه سوى مرة واحدة في حياتي عندما سجلنا أوبريت «الحلم العربي». للأسف صدر كلام كثير ومعيب بحقي لكنني لست بوارد التبرير لأنني لست بحاجة أصلاً إلى ذلك. فوجئت من ردة فعله تجاه اعتذاري عن المشاركة ورفضت النزول إلى مستوى الردّ إحتراماً مني لجمهوري. أسباب رفضي في ذلك الوقت لم تكن سوى رغبتي في عدم التكرار لا أكثر ولا أقلّ. وبالمناسبة، لم يحقق «الضمير العربي» الصدى المفترض أن يحققه كما حصل مع «الحلم العربي».
- الأخبار التي انتشرت ذكرت أنك طلبت مبلغاً كبيراً من المال نظير المشاركة في الأوبريت الجديد؟
«عيب». الحمدلله ثقتي بنفسي كبيرة ولست بوارد التبرير أو الدفاع لأني لست في موضع شك. كلّ من يعرفني أو تعامل معي في مناسبة وطنية يدرك أنه يستحيل أن أطلب مالاً مقابل مشاركتي في أغنية وطنية. أنا غنيت في عشرات المناسبات للبنان وفلسطين والعراق، وأيضاً في مهرجانات للأطفال وغيرها. فهل سمع أحد يوماً أني طلبت فلساً واحداً؟ من المعيب فعلاً أن ننحدر إلى هذا المستوى من الإتهامات التي تدلّ على عدم رقيّ في التعامل.
- بالعودة إلى الفن، ما هي حقيقة إتهامك للمخرجة ليلى كنعان باقتباس فكرة كليب «عادي» الذي صوّرته لك من أحد الأفلام الأجنبية؟
هذا صحيح واتصلت بليلى وقلت لها ذلك بصراحة. أنا لم أعلم في البداية أن الفكرة منقولة كما هي، بل اكتشفت الأمر لاحقاً فحزنت لأنني فعلاً أحب ليلى وطريقة عملها وأجدها مبدعة. تعاوننا معاً كان موفقاً وشكّل نقلة نوعية بالنسبة إلى كلتانا خصوصاً مع كليب «ماس ولولي» مع الشاب خالد. لكن ما حصل في كليب «عادي» فاجأني وأحزنني صراحةً وهذا طبيعي لأني وثقت بها وعقدت آمالاً على الأغنية التي اعتبرتها من أجمل الأغنيات العاطفية التي قدمتها. وبالفعل نجحت الأغنية كثيراً وأحبها الناس وخصصت موازنة مهمة لتصويرها، لكنني اكتشفت لاحقاً أن الكليب منقول كما هو من أحد الأفلام، بالكادرات ذاتها وطريقة التصوير ومختلف التفاصيل، والفرق الوحيد هو أنا والمطربة الأخرى في الكليب الأساسي. صحيح أن أغلب المخرجين اليوم يقتبسون أفكاراً إما من كليبات أو أفلام أو حتى إعلانات، لكن المرفوض هو أن تصل درجة الإقتباس إلى النقل الحرفي. ربما لو أخبرتني ليلى بنيتها تقليد فكرة معينة لكنت وافقت مع إضافة بعض التعديلات، لا أعرف. المشكلة أن الناس لا يلومون المخرج بل الفنان ويقولون فلانة قلّدت علاّنة.
- هل صرت أكثر حرصاً كي لا يتكرر هذا الأمر في كليباتك المقبلة؟
(تضحك) نوعاً ما، لكني بالإجمال لا أتدخل في تفاصيل الفكرة والسيناريو واترك للمخرج حرية العمل كي يبدع ويبتكر إلاّ في حال كان هناك ما لا يناسبني طبعاً. إرتحت كثيراً في التعامل مع المخرجة نهلة الفهد لأنها صديقتي منذ زمن طويل حتى قبل أن تحترف الإخراج. هي تعرف جيداً ما هي الحدود التي أضعها لنفسي في أي إطلالة، ولهذا تمكنت من إظهار جوانب جديدة ومختلفة من شخصيتي.
- مثل ماذا؟
الجانب الطفولي مثلاً في شخصيتي ظهر كثيراً مع نهلة، وظهر أيضاً مع زوجي في «ماني ماني» و«اللي في بالي» وأيضاً في «لو ما دخلت براسي» مع صوفي بطرس. أما في الكليبات الأخرى فأبدو رسمية وجادة، وعندما يراني الناس في مكان عام يستغربون ويقولون لي إنني أبدو مختلفة كثيراً عن الكليبات وأصغر سناً في الحقيقة.
- ومع أي مخرجين ستصورين أغنياتك المقبلة؟
بصراحة أرسلت الأغنية إلى أكثر من مخرج كي أختار السيناريو الأنسب.
- هل من تجديد لتعاونك مع زوجك المخرج سهيل العبدول؟
(تضحك) سهيل متفرّغ أكثر لعمله في التلفزيون، لكن طبعاً لا مانع أبداً من ذلك. ضحكت لأن الناس سابقاً كانوا يقولون إن زوجي يحتكرني كمخرج ويرفض أن أصور أي كليب مع سواه. وعندما أردت أن أغيّر وتعاونت مع صوفي بطرس سرت شائعات عن خلاف بيننا وطلاق وأمور كثيرة لا أساس لها. «احترنا».
- ما الذي تغيّر مع ولادة طفلتك الثانية ميرا؟
أعتقد أني عدت عشر سنوات للوراء. ربما لم أعش سابقاً شعور الأمومة الحقيقي مع صوفي (طفلتي الأولى) كوني أنجبتها في سنّ صغيرة وكانت والدتي رحمها الله لا تزال إلى جانبي وتساعدني في تربيتها، كأنها تعتني بطفلتين وليس بأم وطفلتها. لكن بعد 12 عاماً أصبحت أكثر وعياً ونضجاً وإدراكاً أيضاً لحجم هذه المسؤولية، وما تعلمته من تربية صوفي أطبقّه اليوم في تربيتي لميرا بحكم السنوات التي مرت وتراكم الخبرات. صوفي عنيدة أما ميرا فتحب الدلع وكثيرة الحركة.
- هل من حفلات أو مهرجانات تحيينها قريباً؟
هناك جولة غنائية في أوروبا إن شاء الله لكن التركيز الأكبر هو لتصوير الكليبات الخليجية وتسجيل أغنيات ألبومي المقبل.
- ما هي حقيقة الديو الذي ستقدمينه مع مغنية عالمية؟
بالفعل الخبر صحيح لكن لا تسأليني من هي المطربة لأني لا أستطيع إعلان التفاصيل في الوقت الحالي.
- أخيراً نسألك عن تكريمك في الإمارات؟
سعدت به كثيراً خصوصاً أنه كان ناتجاً عن تصويت رسمي وحقيقي نظمته مجلة «شباب 20» وشارك فيه أكثر من تسعة ملايين شخص ونلت من خلاله لقب «نجمة الشباب»، وأنا أشكرهم من كل قلبي كما أشكر كل شخص صوّت لي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات