دينا هارون
تعددت مشاركاتها، وتعرف عليها الجمهور العربي من خلال العديد من الأعمال العربية، الخليجية ومنها والمصرية. ومن تلك المشاركات دورها في مسلسل «أحلام مؤجلة» الذي شاركها البطولة فيه مجموعة من نجوم الدراما المصرية، وأعمال أخرى نالت نصيبها من النجاح. أما في الدراما السورية تميزت أدوارها بالفتاة الرومانسية الرقيقة المحبة للخير وهذا بفضل ما تملكه من ملامح خاصة.في حوارنا معها تحدثنا الفنانة دينا هارون عن أعمالها الأخيرة، وعن المسلسلات العربية المشتركة، وعن انفصالها عن زوجها المنتج، وإمكان تكرار تجربة الزواج، وتوقها الى دور الأمومة في حياتها الشخصية...
-شاركت في عمل مصري تحت عنوان «أحلام مؤجلة» وصرحت سابقاً أن هذه التجربة كانت فاشلة، هل أنت نادمة على هذه التجربة؟
لست نادمة، فقد قبلت أن أشارك في العمل، لكني لست المسؤولة عن فشله أو نجاحه. أديت دوري على أكمل وجه، وأكثر ما شجعني على خوض هذه التجربة هو مشاركتي فنانين عرفتهم على الشاشة منذ طفولتي كالفنان يونس شلبي، والفنان سعيد صالح وغيرهما.
-كيف كان العمل مع النجم سعيد صالح والمرحوم يونس شلبي؟
كنت سعيدة بالعمل معهما، كما أني التقيت الفنانة ليلى طاهر والفنان سعيد عبد الغني. يونس شلبي وسعيد صالح كان تعاملهما راقياً جداً واستقبلاني وعاملاني بشكل جميل، فعندما نقترب من النجوم نجدهم على عكس ما يشاع عنهم، وخاصة عن عدم رغبتهم في عمل الفنانين السوريين في أعمالهم، بل على العكس تماماً، لذلك اعتبر تجربتي هذه رائعة على الصعيد الشخصي حتى لو لم يكتب لها النجاح، فأي تجربة يخوضها الفنان تقدم له الفائدة، ومن خلال تجربتي هذه تعرفت على تفاصيل العمل الفني في مصر، وعرفت أنهم يعطون الفنان مساحة كبيرة، وكل هذا كان مفيداً لي.
-هل تجدين تجربتك الخليجية أنجح من تجربتك المصرية؟
لكل تجربة خصوصيتها، وسبق أن شاركت في أكثر من عمل خليجي كان أولها مسلسل «عقاب» في جزئه الأول، وبعدها نويت أن أتوقف، لكن عرض علي عمل خليجي آخر جميل هو «ملامح بشر» الذي شارك فيه الفنانون السوريون ميلاد يوسف، سليم كلاس، أناهيد فياض، وأخرجه محمد القفار، أحببت هذه التجربة خاصة بوجود تعاون فني عربي بين سورية والخليج، وشخصياً أرغب كثيراً في هذا التعاون في أعمالنا الفنية.
-هل ستقبلين بأعمال عربية جديدة؟
قدمت العديد من الأعمال العربية وشاركت فيها إلى جانب كادر متنوع كالفنان محمود سعيد والفنان أحمد الزين من لبنان. وكذلك فنانين من الإمارات وقطر وعمان والعراق والأردن ومصر، ووجدت كل تلك التجارب رائعة، فعندما انتقل الى وسط فني جديد أتعرف على آلية عمله وطريقة شغله، وكيفية ترجمة أهدافه ورسالته الحقيقية، كل هذا الإطلاع يمنح الفنان الكثير، لذلك عندما يأتيني الدور الجيد والمكان المناسب لن أرفض. والآن لدي عرض للعمل في مصر لكن لم نتفق حتى الآن، لذلك لن أصرح عنه الى أن أدخل التصوير.
-يقول بعض النقاد إن الفرص الجيدة تأتي لنجوم الدراما السورية فقط، أما باقي فرص العمل في مصر فهي دون المستوى. ما رأيك؟
لست مع هذه المقولة فهناك فرص جميلة للفنانين المصريين أيضاً، ورأينا الكثير من الأعمال الدرامية الرائعة في مصر، وما المانع أن تكون المشاركات الفنية العربية حقيقية؟ فهذا بحد ذاته يضمن الإبداع والتعاون بين الفنانين العرب.
-ما رأيك في تجارب زميلاتك في مصر، كجمانة مراد وسلاف فواخرجي وغيرهما؟
أحببت جداً دور سلاف في مسلسل «أسمهان»، وهو إنتاج مشترك سوري مصري، وفرحت لها بالجائزة عن الدور الأول، إضافة الى النجاح الجماهيري الذي حصده العمل، أما جمانة مراد فلم أر أعمالها.-ما هو الدور الذي تابعته هذا الموسم وتمنيت لو مثلته بدل إحدى زميلاتك؟
كان هناك دور المفروض أن أقوم به لكنه تزامن مع مشاركات أخرى، لذلك ذهب إلى إحدى الزميلات، وعندما رأيت العمل انزعجت لأنني لم أتمكن من تجسيد الشخصية، لكنني فرحت كون زميلتي استطاعت أن تؤدي الدور بشكل رائع، وهكذا خسرت دوراً جميلاً بسبب سوء التنسيق.
-ما هي أهم الأعمال التي عرضت هذا العام؟
لفت نظري هذا العام عباس النوري ونضال سيجري وكاريس بشار، أما الأعمال التي تابعتها فهي «ليس سراباً»، «رياح الخماسين»، «بقعة ضوء»، «ضيعة ضايعة» الذي اعتبره العمل الأكثر جماهيرية، وكذلك مسلسل «زهرة النرجس»، وفي العموم معظم الأعمال هذا الموسم كانت جيدة لمعطيات عديدة فرضت نفسها على الدراما السورية وإن تفاوت مستوى الأعمال.
-في مسلسل «الخط الأحمر» جسدت دور فتاة تحب بجنون حتى أنها تصر على الزواج من شاب مصاب بالإيدز. هل يمكن أن يقودك الحب إلى فعل غريب كهذا في الحقيقة؟
لن أقوم بذلك أبداً، قد أضحي وأبقى إلى جانبه في كل شيء، لكن لن أقدم على الانتحار لأنني بذلك أعارض رب العالمين جل جلاله، فلا أقتل نفسي ولا أفرط بالروح التي وهبني إياها.
-ما رأيك في النقد الذي وجه الى مسلسل «الخط الأحمر» وغيره من الأعمال التي ينتجها يوسف رزق من ناحية الملابس والألفاظ وغيرها؟
لم أقرأ أي نقد بالنسبة الى الملابس أو الألفاظ في العمل. كانت هناك مشاهد كثيرة بعيدة كل البعد عن هذا الجانب، كما أن ما يميز العمل الشغل على نصه ورسالته بالشكل الدقيق والمطلوب وليس الألبسة المثيرة، وإن كان عصرنا هو عصر الموضة وعصر الصورة اللافتة.
-هل تدينين بالفضل للفنان رشيد عساف كونه منحك دور البطولة في عملين من أعماله؟
رشيد عساف فنان راقٍ ويمنح المشاركين إلى جانبه الثقة بالنفس، وقد شاركت معه في عملين هما «الهشيم» و«الغدر»، وقد عرفني الناس أكثر من خلالهما. أما بطاقة دخولي للوسط الفني فكانت عمل «مرايا» للأستاذ ياسر العظمة، وأوجه له تحية خاصة بهذه المناسبة.
-هل يمكن أن تكوني من شلة رشيد عساف الدائمة؟
الموضوع ليس موضوع احتكار أو أكون ضمن مجموعة عمل أو شلة، وهذا العام لم أعمل إلى جانب الأستاذ رشيد عساف في عمله الأخير، لذلك ليس من الضروري أن أشارك في جميع أعماله، أتمنى بالطبع العمل معه بشرط وجود الدور الذي يناسبني.
-لماذا حذفت بعض مشاهدك في مسلسل «أسياد المال»؟ هل السبب إغراء كلامي أم مشهدي في تلك المقاطع؟
صحيح حذفت مشاهد كثيرة من «أسياد المال»، مضى وقت طويل على ذلك لكن أذكر تلك المشاهد، وهي مشاهد الرقص في الديسكو، ومشاهد حوارية أيضاً حول الإنترنت، ودوري كان دور فتاة مولعة بالإنترنت، وقد حذفت تلك المشاهد رقابياً.
-من هو المخرج الذي استطاع أن يجسد موهبة دينا بشكلها الصحيح؟
لا يوجد اسم محدد ، فالأمر يتصل بالدور وبنيته الدرامية. وقد أديت أدواراً عديدة أتاحت لي ترجمة موهبتي كما في «الغدر» مع بسام سعد، وأحببت التعاون مع المخرج ناجي طعمة في و«حوش وسبايا»، فهو يعتني بقضية التواصل مع الممثل وهذا الجانب مهم جداً للفنان، كما أنه يتعب على الممثل الذي يقف أمام كاميراته رغم أنه يربكني في بعض الأحيان، لكن إرباكه دائم يحمل الوجه الإيجابي لصالح الممثل والدور معاً.
-جرى الحديث كثيراً عن الحادث الذي تعرضت له ومنهم من قال انه وقع في دمشق وآخرون قالوا خارج دمشق، ما هي الأضرار التي لحقت بك؟
الحادث وقع لي في الصيف وكان حقيقياً على طريق طرطوس وكنت ذاهبة لزيارة أهلي، وحديثاً سرت شائعة عن تعرضي لحادث في دمشق، وهي كاذبة، وكذبت الخبر عبر الإذاعة، أما من حيث الأضرار فلم يصبني شيء بل مجرد جروح بسيطة أدخلتني المستشفى لمدة ساعة وخرجت.
-كيف اجتزت هذا الحادث نفسياً؟ ومن وقف بجانبك من الوسط الفني؟
جميع الزملاء وقفوا بجانبي وشعرت بوجود محبين كثر حولي، حتى أن أناساً بعيدين عني اتصلوا واطمأنوا إلي، فعلاً الأزمات تكشف الكثير للإنسان، وقد جاءتني اتصالات لا تعد ولا تحصى.
-هل يسهل لك زوجك المنتج الحصول على الأدوار؟
أنا مطلقة منذ فترة طويلة. لم نتفق وافترقنا على مودة.
-كيف التقيت زوجك؟ وهل كان رجل أحلامك؟
كان خياراً مهماً في وقته بالنسبة إلي، ولولا ذلك لما كنت سأقدم على تلك الخطوة، ومن المؤكد أني وجدت أشياء تشدني إليه.
-كثيراً ما أثير موضوع الأولاد في لقاءات سابقة، أبديت رغبتك الشديدة في الإنجاب. هل أجلت الموضوع، أم أن الله لم يشأ بعد؟
طبعاً حلم الأمومة لا يفارقني لكن لم يشأ الله بعد تحقيقه على أرض الواقع.
-هل تشجعين الزواج الفني؟ وما سبب فشل معظم هذه الزيجات؟
لا أحبذ الزواج الفني فالزواج يعني تأسيس مملكة جميلة هي الأسرة. وعندما يغيب الاثنان فلن تكتمل تلك المملكة خصوصاً أنني أعتبر أن تربية الأولاد أمر مهم جداً ولا أستسهل فيه، ولا يمكنني بأي شكل من الأشكال أن أعهد الى خادمة أن تربي ابني. فغياب الأب والأم معاً عن الأولاد شيء لا أستطيع تقبله. واذا ارتبطت بفنان لا أحبذ أن أتابع العمل في الفن من أجل الأولاد.
-هل كان يلعب زوجك دور السي سيد في المنزل أم أنك تتحكمين في زمام الأمور؟
كنا صديقين وعلاقتنا جميلة جداً وبعيدة كل البعد عن هذه الطريقة في العيش، وحتى الوقت الحالي تجمعنا علاقة مودة واحترام.
-كيف هي علاقتك بأختك الفنانة تولاي هارون، وهل تغارين من نجاحها؟
علاقتي بها رائعة. هي صديقتي وأختي وأشعر بأنها أمي الثانية. ومهما قلت عنها فأنا عاجزة عن التعبير، وأتمنى لها أن تنجح في كل عمل تقدمه من كل قلبي وأفرح جداً لعملها الجيد كما أفرح لنفسي.
-من هم أصدقاؤك في الوسط الفني؟ وهل بقي للصداقة معنى في هذا الزمان؟
أصدقائي في الوسط الفني كثر رغم أن الصداقة باتت مفهوماً صعباً في أيامنا هذه. وقد أسست الكثير من العلاقات والصداقات التي تعتمد على المصلحة الأنانية وفي هذه الحالة لا أقيم وزناً لهذه العلاقة ولا تمر علي إذ أتخلى عنها ببساطة. لكن لا يمكننا نكران وجود صداقات حقيقية ونماذج رائعة في الحياة.
-لو لم تكن دينا هارون ممثلة ماذا ستكون؟
لو لم أكن ممثلة لكنت مهندسة ديكور، بيتي أنا صممته وله ديكور جميل وخاص جداً، كما يطلب مشورتي في هذا الأمر كل المحيطين بي إذ يستعينون برأيي ويثقون به.
-من هو الممثل الذي تشعرين بأنه شريكك المثالي في العمل؟
لا يوجد شخص محدد ولا أحب الاحتكار في هذا الموضوع، رغم أنه يهمني جداً من يشاركني العمل الفني الذي أختاره. وتلعب معرفتي بأجواء العمل الدور الأساسي أصلاً في اختياراتي الفنية، وأسأل عن المخرج ومدير التصوير والممثلين وحتى من سيصنع الشاي والقهوة، لكن على وجه الإجمال أعمل ما يمليه علي الدور. ولا بد من الذكر هنا ان محمد حداقي أعجبني في «رصيف الذاكرة» و«طلحت حمدي» و«خالد تاجا»، بالإضافة إلى مجموعة ممثلات ممن يصنعن حضوراً جميلاً أثناء الأداء كروعة ياسين ونادين.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024