لويز عبد الكريم
لها سمات شخصية ومهنية خاصة ولها أدوارها التي تدخلها بكثير من الدقة والمقاربة الحرفية. تبتعد عن المجاملة وتعبّر عن اقتناعاتها بكل وضوح. جريئة في آرائها رغم التبرير والقبول لمواقف الآخرين مهما كانت برحابة صدر. تمتلك الفنانة السورية لويز عبد الكريم مفرداتها الفنية التي تتمسك بها عن معرفة وإيمان كبير بمهنة التمثيل التي تشقى في عوالمها كثيراً ولا تتخلى عنها... حول وجهات نظرها في مجالات عديدة فنية وحياتية وشخصية كان اللقاء التالي:
-أنت الفنانة الأولى التي تنتقل من دراسة الفن أكاديمياً إلى دراسة أخرى، ما سبب هذا الإنتقال؟ وهل حققت ما كنت تسعين إليه، وهل أفادتك دراستك لعلم النفس في حياتك العملية؟ انتقلت لدراسة علم النفس التي لم أكملها أيضاً. وصلت إلى السنة الثالثة وأخذني العمل من الدراسة، ومع ذلك فتلك السنوات في الدراسة أفادتني كثيراً لاسيما في آلية التعامل، إذ أوجدت لديّ حالة تساؤلية دائماً، في كل عمل وعند كل دور لديّ تساؤلات، لماذا، كيف، ما السبب، وهذا ما يجعلني أسعى أكثر للإطلاع والمعرفة والإستمرار.
-هل أسأت التخطيط في حياتك العملية بدءاً بتغيير دراستك وابتعادك أثناءها عن الوسط الفني؟ لم أبتعد أصلاً عن الوسط الفني بل على العكس، فالعمل هو ما أخذني من دراستي.
-شاركت في مسلسل «الخط الأحمر» الذي أثار الكثير من النقد بعد أن حوّل جميع الممثلين إلى مرضى إيدز والمجتمع إلى بقعة كبيرة من الوحل، ما رأيك في ذلك؟ ربما هناك مبالغة عبر الطرح لكثير من الأِشخاص، لكن مهمة الفن هي تسليط الضوء لذلك المبالغة فيه مسموحة ومقبولة. فالكاتب والمخرج وجدا مشكلة يتوجب تسليط الضوء عليها، فعولجت القصة. هذه الكثافة ليس المقصود منها أن جميع أفراد المجتمع مصابون بالإيدز ولابد من القول انني أحببت تجربتي الفنية عبر «الخط الأحمر»، كما أن العمل حقق جماهيرية كبيرة، فأي عمل يهمه الانتشار ومتابعة الناس.
-لم يستطع المسلسل الشامي «جرن الشاويش» أن ينافس الأعمال الشامية الأخرى التي ظهرت في تلك الفترة، هل السبب في الإخراج أم الكادر التمثيلي؟ السبب هو الخطة الإعلامية، فالناس تنتظر العمل الذي تتابعه وتعرفه أكثر وتسمع عنه.
-في مسلسل «ظل امرأة» يتمّ طرح شخصية كاتب يكون مصدر إعجاب كل الفتيات حوله. هل هذا النوع من الرجال الذين يحظون بإعجاب من حولهم موجود فعلاً؟ وهل وقعت في حب أحدهم سابقاً؟ أبداً، لكن من المؤكد أن للكتّاب والشعراء عشاقهم على مر العصور وهذا ليس أمراً جديداً كونهم يلامسون المشاعر ومن الطبيعي أن يكثر حولهم المعجبون والمحبون.
-ما قصة الخلاف بينك وبين المخرج مروان بركات الذي كان سبباً بتعرف الجمهور إليك في بداياتك؟ وجهي السؤال اليه وليس إلي، فأنا لا أعرف شيئاً وليس عندي أي مشكلة. وقد كنت في فترة من الفترات يشغلني هذا الأمر، أما الآن فلا يعنيني الموضوع، فالحياة هكذا. قد نلتقي أشخاصاً كثراً في حياتنا نتّفق معهم أو لا نتّفق. على ما يبدو المسألة قضية كيمياء.
-هل تسعين لحل هذا الخلاف؟ ومن كان السبب في إشعال هذه النار بينكما؟ حاولت كثيراً في فترة سابقة العمل على حل هذا الخلاف، أما الآن لم يعد يعنيني الأمر. وكان يؤرقني كثيراً في السابق وعندما يئست تساءلت لماذا كل هذا، ولماذا أبذل طاقة في مكانها الخطأ. وقد بدوت كمن ينفخ في قربة مثقوبة كما يقال، لذلك ابتعدت عن مجرد التفكير في الموضوع.
-كثيراً ما نسمع عن المشكلات داخل الوسط الفني، لكن الأمور عادة يتم تصعيدها إعلامياً، وهذا ما لم يحدث في هذه المشكلة. ما السبب؟ هل لزم المخرج بركات الصمت من جانبه؟ قد يساهم الإعلام في إثارة مشكلات بين الأطراف وقد يكون العكس، المشكلة هنا أنني لا أعرف ما هي المشكلة وأنا بطبعي أتعامل بحيادية تجاه هذه المواقف، لأنها تعود للشخص ذاته وذلك حتى لو كان من جانب أناس عاديين قد يجرحونني بالكلام كأن يقول لا أحب هذه الممثلة، فأنا أبرر له وأقول مسألة تتعلق بالأمزجة وقد أعجبه في أعمال تالية.
-كنت إحدى بطلات مسلسل «المحطة 30» الذي يتحدث عن الفتاة بعد تخطيها الثلاثين ومشكلات الارتباط، هل مررت بتجارب مشابهة لشخصيات العمل؟ طبعاً مررت بتجارب مشابهة، وأي شخصية أجسدها تكون تشبهني في موقع من المواقع، عدا الأدوار الخاصة جداً كشخصية المجنون. فكل الشخصيات التي أقدمها لها تقاطعات معينة مع شخصيتي وإلا لن أقوم بتجسيدها.
-فنانات كثيرات بدأن معك العمل الفني، لكنهن أصبحن نجمات وبطلات لأعمال عديدة. ما السبب في ذلك؟ هل سلكن طريقاً مختصرة للشهرة، أم أنك أنت المقصرة في سعيك للعمل؟ أنا مقصرة ولم أركز بالشكل اللازم... لم ينصحني أحد بشيء، وتجاربي المتنوعة الفاشلة منها والناجحة هي التي أوصلتني وأوجدت لديّ المقدرة على الاختيار.
-تصرّين على تقديم عرض مسرحي سنوياً، ما سبب هذا الإصرار وسط ظروف المسرح السيئة في الساحة الفنية السورية؟ أستمتع جداً وأنا أعمل في المسرح.
-يُقال إن الفنان الذي لا يعمل في التلفزيون كثيراً ما يتجه نحو المسرح لإشغال نفسه، هل هذا صحيح؟ أبداً غير صحيح وعملي في المسرح خيار أحبه وليس له علاقة بتلك الفرضيات.
-سمعنا أنك تنوين كتابة عمل. هل تحاولين بذلك صنع عمل درامي خاص بك وأن تكوني بطلة هذا العمل؟ لا أنوي الكتابة كعمل يخصني شخصياً أو فنياً، وإنما أرغب فيه كي أعالج وجعاً داخلياً أتمنى أن أحكيه وقد عشته في مرحلة من مراحل حياتي، ويخص أناساً كثراً وليس لي وحدي. فهناك أشياء أحب أن أقولها، لكن لم أجد الصيغة التي أعبر بها، فالكتابة ليست سهلة أبداً، ولها أناسها وصنّاعها وتحتاج إلى طاقة هائلة.
-ذكرت سابقاً أن هناك فرصة للعمل في مصر، لكن لم نعد نسمع شيئاً عن هذه العروض؟ لا يوجد أي فرصة حالياً، لكن إذا ما وجدتها من المؤكد سأستغلها.
-كنت من أوائل الممثلين السوريين الذين شاركوا بالدوبلاج في مسلسل «سنوات الضياع»، هل ستسمرّين في هذا المجال؟ لا أعلم لكني حالياً أعمل عبر خمسة أعمال دبلجة وهو عمل متعب جداً لكن لا يمكنني أن أبقى دون عمل مهما كانت صعوبته إذ يحتاج إلى انفعالات كثيرة، وليس كما يقال ان الممثل عبر تلك الأعمال عبارة عن ببغاء، هذا عدا ظروف العمل فيها.
-هل يغطي الأجر المادي للدوبلاج عملاً تمثيلياً في التلفزيون؟ لا، المردود المادي قليل جداً، فنحن نعمل بأجور قليلة وأقل من أي دولة في العالم. كما أن التعب غير متناسب مع الأجر.
-هل صحيح أن الدوبلاج ساهم بعمل الكثير من الفنانين العاطلين عن العمل؟ بالطبع، وذلك أفضل من أن يبقى الفنان دون عمل في الأوقات الضائعة ما بين الأعمال الدرامية أو العمل في المسرح.
-هل من خوف على الدراما السورية من استمرار تلك الأعمال المدبلجة؟ الخوف من المحطات إذا لم تعرض الأعمال السورية فيتوقف تسويقها وهذا لن يحصل، لذلك فإن الدراما السورية لن تتراجع، وعلى العكس يمكننا الاستفادة من الأخطاء كما يمكن الاستفادة من آلية العمل في بعض المواقع.
-ما رأيك في الأعمال التي قدمت بعد «سنوات الضياع»، وهل تجدين أنه من الضروري البحث عن العمل الجيد لدبلجته؟ التلفزيون يحمل التسلية للناس، وأنا مع عدم تكرار الموضوعات. هناك أعمال لا بأس بها، وحالياً هناك عمل قمنا بدبلجته وهو متميز يبحث في قضايا معاصرة وفي كل المجالات من النفط إلى السياسة وتجارة الأسلحة، كما يتحدث عن حرب العراق وقضايا معاصرة أخرى بشكل جيد ودقيق ومدروس.
-من هواياتك الرقص، وقد جسدت دور الراقصة في أكثر من عمل فني، لماذا لم تتجهي إلى هذا النوع من الفنون بتخصص أكثر؟ لأنني كبرت على هذه الفنون وصار من الصعب ممارستها بالشكل الصحيح والدراسة الأكاديمية المناسبة، فهي تحتاج إلى أعمار أصغر بكثير.
-هل من فكرة عمل تقومين بكتابته يجسد بشكل رئيسي دور راقصة، وهل يمكن أن تفكري في عمل كهذا؟ لا ليس لديّ أي فكرة في هذا السياق.
-قلت في لقاء سابق أنك معجبة بإيناس الدغيدي وتتمنين العمل في فيلم لها، لكن من المعروف أن أعمال الدغيدي تتمحور حول الإغراء؟ أنا معجبة بأعمال إيناس الدغيدي كثيراً وبوجهة نظرها فهي امرأة حرة وتحكي بحرية عن مشاكل المرأة والرجل وأعمالها فيها الجرأة والطرح الجيد، ولم أر أي إغراء مبالغ فيه في أعمالها، وإن حضر لا يعرض على المشاهد بل يتمّ حذفه إذ نسمع عن تلك المشاهد في الإعلام فقط.
-تشكو بعض الفنانات من سلوك مجموعة فنانات تؤثّر على السيرة العامة للفنانات في الوسط الفني، هل هذا صحيح؟ لا يمكنني الحكم على أحد ولا يمكن التدخّل في ذلك.
-ما رأيك في ما قدم من أعمال في الموسم الفائت؟ لم أتمكن من متابعتها جميعها. كنت أعمل لكني رأيت بعضها واستمتعت جداً بمسلسل «ضيعة ضايعة»، فهو ممتع ومتميز وبعيد عن التهريج رغم الكوميديا الواضحة فيه، وهذه النقطة لصالح العمل. أما الممثلون فقد كانوا ظرفاء ومبدعين.
-هل أعجبك ما قدم في مجال السيرة الذاتية، مثل أسمهان، نزار قباني، وغيرهما؟ بالطبع أعجبني، وقد اتّضح الإبداع عبر مسلسل أسمهان المتميز، والممثلون كانوا في غاية الإبداع بحيث شعرنا بأنهم جدد علينا. وقد شكرت المخرج عندما رأيته إذ أظهرهم في حلل جديدة خصوصاً أن معظم مخرجينا يعتمدون على الممثل الجاهز دون الشغل على الأدوات الجديدة. وقد اتّضح أن العمل مشغول عليه بشكل كبير.
-من هم أصدقاؤك في الوسط الفني، أم أن هذا المفهوم انتهت أيامه؟ لا أحب الأسلوب الانهزامي ولا أقول لا يوجد صداقات فنية. لي أصدقاء كثر مثل ريم علي، محمد آل رشي، سامر عمران، أيهم مجد آغا، سامر برقاوي، قاسم ملحو، حسام شاه، نوار بلبل. ومفهوم الصداقة لم ينتهِ أبداً.
-تتّهمين بأنك تحافظين على مظهر واحد لفترات طويلة وهذا لا يخدم العمل الفني للممثلة، لماذا أنت مقلّة بتغيير اللوك، وهل هذا ينعكس على قلّة أدوارك؟ لا أعلم ما هو المطلوب مني ولكن أرى أن الكثيرين لا يراعون هذه المسألة، حتى داخل العمل الفني، حتى أني رأيت بعض الممثلات بالشعر والملابس نفسها في أكثر من عشرين عملاً. وبالنسبة إليّ تهمّني أدواري وأقوم حتى بإظهار نفسي بشعة من أجل أدواري، فماذا أفعل أكثر من ذلك؟ فهل يعقل أن أجسد دور بنت ضيعة وكأنني ذاهبة إلى حفلة أو أقوم بدور طبيبة وكأنني في عرض للأزياء.
-من هم نجوم سوريا من فنانين وفنانات ومخرجين وكتّاب؟ للنجومية معايير كثيرة، ويمكن القول ان فارس الحلو نجم، وسمر سامي نجمة، وكذلك أمل عرفة، بسام كوسا.
-كثيراً ما ترددين في لقاءاتك أنك لم تحصلي على فرصتك الفنية، لماذا لا تسعين نحو هذه الفرصة، أم أنه من الصعب أن يثبت الفنان موهبته في الوسط الفني؟ السبب هو عدم وجود مخرجين مغامرين إذ يرون الممثل قد نجح في دور ما ويعتمدون عليه بأدوار على شاكلته دوماً.
-ماذا عن حياتك الشخصية؟ وكيف تمضين يومك؟ حالياً أعمل في الدوبلاج ولا يوجد لدي وقت للحياة الشخصية، فأنا أحب الأستديو.
-أين هو الحب في حياتك وهل تعيشين قصة حب هذه الفترة؟ دائماً موجود والحمد لله وأعتبره المحرك الأساسي لحياتي.
-كثيراً ما نسمع عن أخبار زواج قريب للفنانات لكن غالباً ما تنتهي هذه العلاقات بالفشل. ما السبب؟ مهنة الفن صعبة جداً ولها مشكلاتها الكثيرة، وقد تكون السبب الأساسي في فشل تلك العلاقات.
-هل تفضلين الزواج الفني؟ أم تفضلين الارتباط من خارج الوسط؟ أفضل أن أتزوج من شخص أحبه.
-ما هي مواصفات زوج المستقبل وهل تشترطين أن يكون ميسور الحال؟ يكفيني شقاءً ومن حقي أن أرتاح، فلماذا لا يكون ميسور الحال...
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024