تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

مي نور الشريف

بتلقائية شديدة تحدثت عن معاناتها مع الحمية وكشفت أسرار إنقاص وزنها، وتحدثت عن ارتباط أعمالها الثلاثة بوالدها النجم نور الشريف. الفنانة الشابة مي نور الشريف تحدثت عن سر إبعاد اسم والدها عن اسمها وأحلامها في السينما والتلفزيون والشائعات والحب في حياتها. مي نور كما تحب أن يناديها الجميع، تحدثت عن انحيازها الى النساء في السينما، ورأي والدتها بوسي وخالتها نورا في أعمالها التلفزيونية.

-لماذا قررت إنقاص وزنك؟ أخذت هذا القرار قبل عامين وكان وزني ينقص ببطء ليرتفع مرة أخرى. وظل الأمر على هذا المنوال حتى انتهى شهر رمضان الماضي فقررت أن أنظم وجباتي اليومية وأقلل من مقدار الطعام الذي أتناوله، ولم أفكر أبداً في الخضوع لحمية. وعندما رأيت أن وزني ينقص أعجبني شكلي فتحمست واتجهت لممارسة الرياضة فأصبح شكل جسمي أفضل ورشيقاً، وهذه كانت المرة الأولى التي أضع فيها هدفاً أمامي بأن أنقص وزني لأنني لدي رغبة في ذلك. فكل السنوات الماضية كنت أريد إنقاص وزني لكن لم تكن لدي الرغبة القوية، لذلك لم يحدث.

-هل جاءت هذة الرغبة فقط من أجل التمثيل؟ أكون كاذبة إذا قلت إن التمثيل لم يكن أول ما شجعني على إنقاص وزني. فأنا أنقصت وزني لكي أستطيع تقديم أدوار مختلفة ولا يحصرني أحد في شكل  محددأو صورة محددة. وحصر المنتجين والمخرجين لي الفترة الماضية لم يكن سوء توظيف منهم لأن شكلي وجسمي يجبرانهم على نوعية معينة من الأدوار. فأنقصت وزني لأن هناك أدواراً كثيرة لن تأتني طالما أن وزني زائد. لكن بصراحة لم يكن الشغل فقط هو الدافع الوحيد الى هذا القرار، ولكن لأنني قررت أن أهتم بصحتي.

-ألم يكن الوزن الزائد يضايقك عندما تنظرين في المرآة؟ قبل دخولي الجامعة كنت نحيفة جداً، وأقل من الآن بكثير. لكن بسبب الأكل في الشارع والجلوس في الجامعة كثيراً ازداد وزني في عام واحد. لكنني لم أتضايق من هذا الوضع لذلك لم أغيره.أما الآن فأصبح عندي شغل وأصبحت سني كبيرة وأخشي على صحتي أكثر.

-هل تحبين الأكل؟ أحب الأكل جداً، ومن لا يحبه! فالأكل شهوة مثل باقي شهوات الحياة. بل هي الشهوة الوحيدة المقننة والحلال مئة في المئة.

-تردد أنك انقصت وزنك بعمليات شفط دهون وليس بالريجيم كما قلت؟ بدأت الريجيم بعد رمضان مباشرة، والطبيعي أن الناس تنزل السلم درجة درجة، وعند درجة معينة تكون انتهيت من دور. فوزني ينقص بالتدريج 4 كيلو غرامات  كل شهر، لكن الناس لم تلحظ في البداية ولاحظت عندما وصلت الى وزن معين. لكن من يراني كل يوم بانتظام لم يشعر بتغير جذرى في شكلي بل يشعر بأن وزني حتى الآن لم ينقص. وأنا لم أخضع حتى الآن لأي عمليات شفط كما تردد بل تعجبت جداً عندما كنت أجلس في بيتنا بمنطقة المهندسين وقرأت في إحدى الصحف أنني في باريس أخضع لعمليات شفط  دهون.

-كم عدد الكيلو غرامات التي أنقصتِها؟ ضحكت وقالت: لا تسأل امرأة عن وزنها لأن هذا بالنسبة اليها كأنك تسألها عن سنها. وأنا الحمد لله أنقصت من وزني كثيراً ولن  أتوقف بل سأستمر في الريجيم.

-ماذا تشعرين الآن عندما تنظرين في المرآة؟ عندما أنظر في المرآة أسعد جداً ليس لأنني أصبحت أكثر رشاقة ولكن لأن صحتي أصبحت أفضل بكثير. فأنا أضغط على نفسي لكي أعود الى الوزن الطبيعي، والحمد لله تنفسي أصبح أفضل وجسمي أصبح مشدوداً وقوياً وليس ضعيفاً.

-بعد كل هذا أين الحب في حياتك؟ كل شيء يأتي بميعاد وأعتقد أن موعد حبي وزواجي لم يأت حتى الآن. أنا الآن أركز على عملي، وهذا لا ينفي أنني أحلم بالارتباط والزواج مثل أي فتاة في الكون. فهذا حلم لا تستطيع البحث عنه أو الجري خلفه ولكن تنتظره ليأتي وقتما يريد.

-ما الذي جذبك إلى مسلسل «متخافوش»؟ يكفي أنه بطولة نور الشريف وتأليف أحمد عبدالرحمن وإخراج يوسف شرف الدين، وأجسد فيه دور «فيروز» وهي فتاة صغيرة تخرجت من الجامعة حديثاً. والدها رجل صعيدي يمارس ديكتاتوريته عليها وعلى سائر أفراد العائلة. وفيروز في المسلسل هى فتاة غير ناضجة لا تفكر سوى في الحرية بسبب تعرضها للثقافات الأجنبية وتعاملها مع الإنترنت التي تتعرف من خلالها على شاب يحدثها عن حرية الفتاة الجسدية والعقلية في أوروبا، ويقنعها بأن الفتيات في الغرب أكثر نضجاً وحرية من الفتيات المصريات . فتصير شغوفة بالهجرة إلى أميركا. ويبقى هذا حالها حتى تحدث لها مشكلة كبيرة فتتغير جذرياً وتكون أكثر تفهماً للحياة.-وماذا عن الجزء الثالث من «الدالي»؟ كان من المفروض أن ننتهي من الجزء الثالث ونعرضه قبل رمضان المقبل، ولكن الكاتب وليد يوسف لم ينته إلا من كتابة 15 حلقة فقط، والفنان نور الشريف لا يدخل مسلسلاً إلا إذا كانت كل حلقاته مكتوبة. ولكنه لم ينسحب من تقديم الجزء الثالث كما أشيع في بعض الصحف.

-هل قررت أن تعملي فقط مع والدك؟ من المؤكد أنني لن أعمل فقط مع والدي. لكن سأعمل معه حتى تأتي فرصة المشاركة في عمل يفيدني. ومشاركتي والدي للمرة الثالثة فرصة ذهبية، فعلى المستوى الفني أستفيد منه كثيراً. لكن أكيد أكون قلقة جداً عندما أعمل معه لأنني إذا كان مسموحاً لي الخطأ  3 مرات مع أي ممثل فلن يسمح لي بالخطأ معه إلا مرة واحدة. ورغم أنني أتعرض عند العمل معه لضغط كبير أشعر معه بالأمان لأنه والدي في النهاية.

-لكن وجودك الدائم معه جعل البعض يتهمه بفرضك على الوسط الفني! هذا السؤال يجب أن يوجه الى نور الشريف أو المخرج يوسف شرف الدين أو شركة الإنتاج. أنا أشعر بأنهم يريدونني ولست مفروضة عليهم. ولو كنت مفروضة على المشاهدين لأنني ابنته نور الشريف لما غيرت شكلي وطورت أدائي.

-وأين أنت من السينما؟ حتى الآن لم أوافق على أي عمل سينمائي لكن إن شاء الله لن ينتهي عام 2009 إلا وأكون قدمت فيلماً سينمائياً.

-لماذا تأخرت في الظهور؟ لأنني عملت بعد تخرجي في الجامعة في مهنتين بعيدتين تماماً عن التمثيل. فرغم أنني أحب التمثيل وأريده خطوت خطوات جدية للبدء فيه وذهبت إلى الدكتور محمد عبدالهادي في الورشة الخاصة به لأتقن التمثيل، وبعد أن اشترى لي والدي قصة ليقدمني بها للناس وينتجها لي، تراجعت لأنني أحب حياتي الخاصة جداً ولا أحب أن تكون مشاعاً للناس. فالناس في مصر لا يحترمون خصوصية الفنان سواء كانوا صحافيين أو نقاداً أو حتى الجمهور في الشارع. ويبررون ما يفعلون بأن الفنان هو من اختار أن يكون فناناً لا يمتلك حياته الشخصية. فأنا حياتي وتحركاتي في الحياة العامة محكوم عليها فالناس ترى أنه ليس من حقي أن أسير في الشارع أو أن آكل وأشرب وألبس وأبكي وأضحك مثل كل بنات جيلي، وهذا جعلني أتردد كثيراً قبل أخذ قرار التمثيل. وظل هذا موقفي منه حتى قال لي صديق يكبرني سناً وفهماً: إذا كنت رافضة التمثيل لخوفك من كلام الناس فمثلي لأنك ابنة نور الشريف وبوسي، وسواء مثلتِ أو لم تمثلي سيتكلم عليك الناس وسيرصدون تحركاتك. فاقتنعت بوجهة نظره وغيرت موقفي وبدأت أمثل. وأنا لم أمثل لأنني أريد أن أصبح نجمة ولكن لأنني أحب جو التصوير، فأحب أن أرتدي جاكيت وبنطلون جينز وأجلس على الرصيف وأشاهد التصوير الخارجي حتى الساعات المتأخرة، أما التمثيل نفسه فهو متعة أخرى.

-هل توافقين على الإغراء إذا عُرض عليك؟ الإغراء أنواع وأشكال كثيرة، فهند رستم ممثلة الإغراء الأولى في السينما المصرية لم تقدم مشهداً فيه فجاجة أو جرح مشاعر المشاهد، فكانت تقدم إغراءً لا يخدش الحياء. الموافقة على الإغراء تتوقف بالطبع على الدور. فأنا لا أرفض الإغراء المحترم وأرفض فقط العري.-ما رأي نور الشريف وبوسي فيك كممثلة؟ نور الشريف يرى أنني سأكون ممثلة جيدة إذا ركزت وتحملت صعوبات المهنة. أما بوسي فلا تحدد ابداً حكمها، فهي دائماً تقول إنها لا تعرف إن كنت أعجبها لأنني ابنتها أم لأنني ممثله جيدة.

-مع من تقيمين، نور الشريف أم بوسي؟ أعيش مع الاثنين طبعاً لأن العائلة كلها تسكن في منطقة واحدة «المهندسين».

-عندما يأتي رمضان ويُعرض في الوقت نفسه مسلسل لنور الشريف وآخر لبوسي، من تشاهدين؟ لا يوجد خيار لدي في أن أشاهد أحداً دون الآخر، فمفروض علينا جميعاً وليس عليّّ فقط أن نشاهد الاثنين وبالإجبار. والنظام الذي نسير عليه في البيت أننا جميعاً نتابع بعضنا.  وأنا كنت في العامين الماضيين أجبر كل أصدقائي وأفراد عائلتي على مشاهدة كل حلقات مسلسل «الدالي»، ليس لأنه مسلسل نور الشريف ولكن لأنني موجودة فيه حتى إذا كان ظهوري في الحلقة في مشهد واحد، وأختبرهم بعد انتهاء الحلقة لأعرف إن كانوا جميعاً شاهدوا الحلقة أم لا!

-هل تعتبرين نفسك محظوظة لأنك ابنة نور الشريف وبوسي؟ محظوظة وغير محظوظة في الوقت نفسه. لأن أي إنسان لا يكون محبوباً طوال الوقت من الجميع. بمعنى أن هناك من يحبني جداً لأنني ابنة نور الشريف، وآخرين يكرهونني جداً لأنني أيضاً ابنة نور الشريف ويحكمون عليّ قبل أن يعرفوني. لكن في النهاية سمعتهما الطيبة تشرفني وتاريخهما أفخر به أمام الجميع.

-لكنهما وفرا عليك كثيراً من المجهود؟ أوافقك أن اسم نور الشريف أفادني كثيراً، لكن كوني أشبه بوسي كان له تأثير سلبي لأنني أعمل معها في المهنة نفسها وأعيش معها في البيت نفسه وتصرفاتي فيها شبه كبير بتصرفاتها. فطريقتنا في الكلام ومصطلحاتنا واحدة، وذلك أكثر ما كنت قلقة منه منذ دخولي المهنة وحتى الآن. فأنا أريد أن أكون نفسي لا نسخة من بوسي لأنها الأصل، ومقارنة البعض بيننا دائماً ليست في مصلحتي كفنانة شابة.

-لكن لماذا حذفت كلمة الشريف من اسمك واكتفيت بمي نور؟ أنا كتبت اسمي من البداية مي نور فقط وليس مي نور الشريف. لأن نور الشريف صنع اسمه بنفسه ولم يعتمد على أحد، وأنا أريد أن أصنع اسمي بنفسي وأريد أن يقال في يوم من الأيام ان مي قدمت مسلسلاً أو فيلماً محترماً. والأكيدأنني في فترة مقبلة سيعرفني الناس دون ان يربطوني بوالدي، وهذا لا يمنع أنه يساندني دائماً ويقف معي.

-سمعت أنك تفكرين جدياً في تعلم الإخراج؟ أنا أحب الإخراج وأتعلمه بالفعل، وكنت في مسلسل «الدالي» مساعد مخرج قبل أن أصبح ممثلة، وبالصدفة حصلت على دور «نشوى». كما عملت مساعد مخرج مع ساندرا نشأت في فيلم «مسجون ترانزيت»، لكن لم أستمر معها بسبب تصوير الجزء الثاني من «الدالي». وأرى أنه لا مانع أن أكون ممثلة جيدة وأن أكون مخرجة في الوقت نفسه، فالنجم ميل غيبسون ممثل محترف ومخرج ممتاز وليس هاوياً.

-لماذا أنت منحازة دائماً الى سينما النساء؟ لأن السيدات في السينما أقلية. يجب ان نكوّن جبهة نسائية في السينما! الحقيقة هذا ليس انحيازاً ولكنني أرى أنهن رغم قلتهن عملهن جميل جداً، وهذا ليس تعاطفاً لأنهن لسن ضعيفات.أنا فعلاً أفرح عندما أجد امرأة مخرجة تقدم عملاً جيداً لأن هذه المهنة قاسية وصعبة جداً، فعندما يكون فيها امرأة ناجحة ومتميزة أعتبر الأمر إنجازاً. كما أن النساء يلتقطن  أشياءً كثيرة تمر من أمام أعين الرجال ولا يرونها، مما يعني ان لديهن رؤية مختلفة تماماً ومتميزة عن رؤية الرجال.

-هل صحيح أنك قلت: لن أقرأ نقداً مرة أخرى؟ أنا لم أقل هذا الكلام وليس لدي مشكلة في أن ينتقدني أحد.

-أنت خريجة إعلام فهل سنراك قريباً على كرسي المذيع؟ لن يكون هذا قريباً. لكن في يوم من الأيام أتمنى أن أقدم برنامجاً اجتماعياً. وكنت أتمنى في البداية أن أقدم برنامجاً سياسياً على مستوى عالٍ مثل «على الهوا» الذي كان يقدمه الإعلامي الكبير عماد الدين أديب. لكن رحم الله امرأ عرف قدر نفسه.

-خالتك المعتزلة نورا هل تتابعك كممثلة وتبدي رأيها لك؟ خالتي نورا بعيدة عن كل ما يحدث في الوسط، لكنها ترى أدواري والحمد لله يعجبها تمثيلي. وهي تنتقدني بشدة، فعندما أقدم مشهداً لا يعجبها تنتقدني نقداً لاذعاً، وعندما أقدم مشهداً جيداً تشيد بي.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077