تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

ياسمين عبد العزيز: منى زكي ساندتني

خاضت أول بطولة مطلقة لها من خلال «الداده دودي» ورغم نجاح الفيلم جماهيرياً وتحقيقه إيرادات ضخمة، هناك من قال إنه فيلم أطفال وآخرون ّأكدوا أنه مسروق من فيلم أجنبي... التقينا بنجمة الفيلم ياسمين عبد العزيز فردّت على  هذا الكلام واعترفت بحالة الخوف التي عاشتها بسبب «الداده دودي»، وتكلمت أيضاً عن مساندة منى زكي لها والشائعة التي لا تستبعد أن تكون وراءها فنانة أخرى...

- ما الذي دفعك الى أن تكون بدايتك مع البطولة المطلقة من خلال فيلم «الداده دودي»؟
فكرة الفيلم جديدة ولم تقدم من قبل، ورأيت أن الفيلم سيقدمني بالشكل الذي أحبه. وكنا جميعاً فريق عمل متميزاً يعمل على مدار عامين متواصلين ليخرج الفيلم كما نحب أن يكون. فالمؤلف نادر صلاح الدين كتبه بشكل جميل والمخرج المتميز علي ادريس شكل معنا ورشة عمل لنناقش كل تفاصيل الفيلم من البداية إلى النهاية. حتى الأ‍طفال كنا نختارهم معاً. وتحقق حلمي بتقديمي لـ «الداده دودي» لأني أظهرت فيه طاقاتي كلها من التمثيل الجاد والكوميدي والاستعراضي، فأحداث الفيلم منحتني مساحة جيدة لأثبت أنني قادرة فعلاً على أن أقدم كل ألوان التمثيل.

- هل تعتبرين أن البطولة المطلقة جاءت في وقتها أم تأخرت؟
أشعر أنها جاءتني في وقتها، فأنا كنت دائماً أبحث عن فكرة جديدة، وهذا ما وجدته في «الداده دودي» لأنه فيلم كوميدي له هدف ويناقش قضايا كثيرة ويقدم الحلول لبعضها مثل أزمة المربيات

- لماذا تأخر الفيلم لأكثر من عام؟
هناك أسباب كثيرة عطلت الفيلم، أولها ظروف الاطفال فهم في مختلف المراحل الدراسية ولكل واحد موعد مختلف للإمتحان. والمخرج علي إدريس دقيق جداً في عمله وكان حريصاً على أن يخرج الفيلم في أحسن صورة. أنا أيضاً لم أكن متعجّلة الخروج بتجربتي الأولى إلا إذا كان كل شيء على أفضل وجه.

- هل تشعرين بالرضا تماما عن الفيلم؟
أنا راضية عن الفيلم ودوري فيه، فشخصية «رضا» قدّمت من خلالها الكثير لأنها مرّت بأكثر من مرحلة حتى وصلنا الى شكل الجدة. وقدمت في كل مرحلة الكثير من المواقف الصعبة، فهي شخصية كانت دائماً تواجه المجتمع حتى حقّقت حلمها. وأرضاني الدور فنياً لأني قدمت الفتاة التي خرجت من الملجأ وأصبحت نشّالة ووصل بها الأمر للعمل «داده» وهى في الأصل تكره الأطفال فكان لديها العديد من المشاعر، الحزن والفرح وحب الاطفال في النهاية.

- كيف كان التعامل مع 6 أطفال؟
التعامل مع الأطفال لم يكن غريباً عليّ خصوصاً أنني أم ولديَّ طفلة، ولكن التعامل مع طفل واحد شيء و6 أطفال شيء آخر تعبت معهم كثيراً أمام الكاميرا، وداخل كواليس العمل كانوا دائماً يبتكرون المقالب لي ولكل فريق العمل خصوصاً الفنان صلاح عبد الله الذي أرهق من التعامل مع الأطفال وتعب من مقالبهم. كما أن التمثيل مع الأطفال مرهق جداً لأننا اضطررنا لإعادة بعض المشاهد أكثر من مرة حتى تخرج بالشكل الصحيح، فهؤلاء الاطفال ليس لديهم خبرة لأنها هي المرة الأولى التي يمثلون فيها، وأخذنا وقتا كبيرا حتى ندربهم، وقام المخرج علي إدريس بمجهود كبير معهم لأنه كان يريد أن يخرج كل طفل بأسلوب مختلف عن الآخر، فكل واحد كانت لديه شخصيته، المتشرد والمعقد والماكر والطيب. وظهروا في النهاية كلهم بشكل جيد.

- البعض هاجم الفيلم لأن فكرته مأخوذة عن فيلم أجنبي. ما ردك؟
فيلم «الداده دودي» ليس مقتبساً من فيلم أجنبي كما يقولون ولو كان كذلك لأشرنا إلى الأمر في فيلمنا. ولكن ما حدث هو مجرد تشابه في الفكرة أو لأن الأحداث كانت تدور حول العلاقة بين المربية والأطفال وهذا شىء غريب، ولم نتعود عليه في الأفلام العربية ولكن السينما الأجنبية تناولته من قبل، ولهذا ظن البعض أنه فيلم مقتبس. ولكني أقول أن فكرة فيلم «الداده دودي» مصرية جداً.

- صنف البعض «الداده دودي» على أنه فيلم مقدم للأطفال. هل توافقين على هذا التصنيف؟
«الداده دودي» فيلم للأسرة كلها، وهذا ما كنت أسعى إليه، لكنني لا أنكر ان النصيب الأكبر كان للأطفال. أنا ضدّ تصنيف الفيلم عموماً فالفيلم للجمهور كله.

- هل كنت تشعرين بقلق مع أول بطولة مطلقة؟
كنت متوترة جداً فهذه أول مرة أشعر بأنني أتحمّل مسؤولية ليست بسيطة، وكنت أود أن أرى نتيجة مجهودي ومتشوّقة لمعرفة ردّ فعل الجمهور وكيف سيتقبلني. فقد كانت بداخلي مشاعر مختلفة ولم أتخلص من خوفي وقلقي إلا بعد أن اطمأننت تماماً إلى نجاح الفيلم.

- دخلت بفيلمك معركة شرسة مع كثير من الأفلام، هل توقعت النجاح؟
بذلت مجهوداً كبيراً وكنت واثقة أن الله لن يضيع مجهودي، والحمد لله فأنا كنت بالفعل داخل معركة حقيقية، وفيلمي كان في منافسة قوية مع بقية أفلام العيد ولكنه نجح وحقق إيرادات ضخمة.

- هل الإيرادات مقياس لنجاح الفيلم؟
نزول الناس من بيوتهم وذهابهم الى دور العرض هو مقياس نجاح لأي فيلم، ومن دون الجمهور لن تكون هناك إيرادات. وهي مهمة ليس من الناحية المادية فقط ولكن لأنها مقياس على إقبال الناس على مشاهدة الفيلم وإعجابهم به.

- هل كنت تغامرين بدخولك عالم البطولة المطلقة وسط احتكار النجوم الرجال لها؟
مكانة الفنانة في السينما مهمة جداً وعنصر اساسي في كل الأفلام ولا تقل أبداً عن الرجال. وفي فترة ليست بعيدة كانت السينما. تسيطر عليها أفلام لنجمات كبيرات. والآن لو بذلت الفنانات الشابات مجهوداً ستستعيد الفنانة دورها الأساسي في السينما، ولا أعتبر أن دخولي بفيلم «الداده دودي» مغامرة، ولكني أفضل أن يكون البداية الحقيقية لأفلام تعتمد على البطولة النسائية.

- ما رأيك في الأفلام التي سبق وقدمتها مع نجوم رجال؟
كل الأفلام التي قدمتها مع نجوم رجال أعتز بكل أدواري فيها ولكن الآن اصبحت استطيع أن اتحمّل فيلماً، ولن أقبل أن أكون سنيدة لنجم ولن أعود إلى أفلام النجوم الرجال فما قدمته من قبل تعبت واجتهدت فيه، ولكنني كنت أشعر بالظلم في بعض الاحيان لأن الدور لم يظهر كما صوّرته بسبب حذف مشاهد كثيرة، ولهذا لا يحسب لي العمل وإنما يحسب للنجم البطل ويضيع عليّ المجهود المبذول. وهذا ما دفعني إلى أن أقدم عملاً يحمل اسمي ويكون من بطولتي.- هل تعنين أنك نادمة على أدوارك السابقة؟
لا، فأنا لا أندم على ما قدمت من أدوار وإذا تحدثت عن حذف بعض مشاهدي فهذا لم يحدث في كل أفلامي ولكن في بعضها. وأنا اعتز بكل ما قدمت لأنه بفضل هذه الأدوار أصبحت قريبة من الناس وربحت من خلالها التفاف الجمهور حولي. ومن عمل إلى آخر كنت أشعر بالنضج الفني.

- كيف جاءت فكرة مشاركة الفنانة منى زكي كضيفة شرف؟
منى زكي فنانة جميلة وإنسانة رائعة وهي صديقة لي ومقربة جداً مني، وعندما عرضنا عليها الفكرة وجدنا منها ترحيباً شديداً مع أن وجودها في الفيلم لم يكن مخطّطاً له، ولكنني وجدت موافقتها كدعم لي ومساندة منها لي في فيلمي وهذا الشيء أسعدني كثيراً.

- هل يمكن أن يكون هناك تعاون بينكما وأن تقدما فيلماً مشتركاً؟
فكرنا بالفعل في عمل مشترك من قبل ولكن ظروف عملي وانشغالي وكذلك ظروف منى منعتنا من تنفيذ الفكرة. أتمنى ذلك لأني مهما قدمت أعمالاً تحمل البطولة المطلقة لا بد أن يأتي يوم وأحتاج لأحد ليشاركني عملي.

- هل اخترت لنفسك اللون الكوميدي؟
ليس الكوميدي فقط مع أني لا أنكر أنني وجدت نفسي في الكوميديا. ولكني قدمت في الفيلم مشهد الدراجة النارية وكنت أقودها بنفسي فلماذا لا أقدم عملاً يحتوي مثلاً على الأكشن لأني بطبعي لدي روح المغامرة وعندي استعداد لأغامر بأي شيء ولن أحصر نفسي في قالب واحد لأن طموحاتي كثيرة.

- هل تفضلين أن تكون أفلامك القادمة مكتوبة لك خصيصاً؟
ليس بالضبط لكن معظم الأعمال الجاهزة التي تعرض عليَّ تكون أدوارا مكررة وأنا أفضّل أن أنوّع في أدواري، وهذا يحدث عندما نعكف على كتابة فيلم من الألف إلى الياء كما لو كنا نبني بيتاً من أوله إلى آخره. هكذا تراه يكبر أمامك، وهذا ما يحدث معي لأني أحسّ بفكرة الموضوع والورق أراه أمامي يوماً بيوم فتتولد بداخلي الشخصية وتكبر يوماً بعد يوم. ولكن إذا جاءني فيلم مكتوب وجاهز وفكرته جديدة وجريئة سأقبله على الفور.

- هل من الممكن أن نرى نجماً يشارك معك في فيلم من بطولتك؟
لا أرى عيباً في ذلك ويجب أن يكون النجم مرحباً بذلك، ولكن هناك البعض سيرفض لأنه نجم ولا يمكن أن يظهر في فيلم لنجمة ويكون سنيداً للبطلة. أنا أؤكد أن الأدوار الثانية ليست هامشية بل هي مكملة للعمل.

- هل فكرت ياسمين عبد العزيز في تجربتها الثانية؟
ليس هذا الوقت المناسب لأفكر في فيلم جديد لأنني مازلت أتابع نجاح «الداده دودي» ولكني أفكر في مشروع جديد من نوعه بعيداً عن الكوميديا أقدم من خلاله نوعية جديدة من الأفلام التي لم يعتد عليها الجمهور، فأنا قدمت الكوميديا وأفكر أن أقدم الأكشن بعد أن وجدت ترحيباً بمثل هذا الدور من الجمهور وهم في الأصل من لفت نظري إليه

- هل يمكن أن نراك في عمل استعراضي؟
قدمت من قبل الاستعراضي في فيلم «رشة جريئة» مع النجم أشرف عبد الباقي، والآن الفيلم الاستعراضي الغنائي ليس له مكان ولن نجد له جمهوراً، كما أنه مكلف جداً. ونادراً ما تجد شركة إنتاج تقبل على مثل هذه النوعية من الأفلام، كما أن الفيديو كليب أصبح بديل عن الفيلم الاستعراضي.

- هل تعتقدين أن الإعلانات بوابة المرور السريع إلى السينما؟
لا أعتقد ذلك لأنه لا بد أن يكون هناك قبول وموهبة. ليس فقط الشكل هو الذي يحكم والدليل على ذلك أن بدايتي كانت من خلال الاعلانات ودخلت للعمل السينمائي ولولا الموهبة والقبول لما قبلني الناس وكانوا حتماً سيرفضونني وهناك فتيات كثيرات دخلن التمثيل من الإعلانات وهن جميلات جداً ولكنهن لم ينجحن لأنه ليس لديهن القبول.

- البعض يصنّفك كنجمة ترفع شعار السينما المسماة بالنظيفة. هل توافقين على هذا التصنيف؟
لا سينما نظيفة ولا غيره، فأنا لا أقبل أن أقدم أدوار إغراء أو مشاهد ساخنة، منذ بداية عملي بالفن. ولكن هناك فنانات اخريات يقبلن القيام بهذه الأدوار وهذا لا يقلل من قيمتهن الفنية في شيء.

- أين أنت من التلفزيون؟
أنتظر الفرصة المناسبة للعودة الى التلفزيون ولكن بعمل يضيف إليّ، فأنا في اشتياق للعمل التلفزيوني وأتمنى العثور على عمل ضخم مع مخرج كبير.

- ماذا عن ياسمين الإنسانة؟
أعيش حياتي بشكل عادي جداً فأنا زوجة وأم ولديّ مسؤولية كبيرة تجاه بيتي وابنتي، وأهتم دائماً بممارسة الرياضة لأنها تفيدني كثيراً في حياتي الشخصية والعملية.

- كيف تلقّيت شائعة طلاقك أخيراً؟
اندهشت جداً لأنه لا توجد بيني وبين زوجي أية خلافات يمكن أن تبرر انطلاق هذه الشائعة التي جاءت في وقت أعيش فيه سعادة كبيرة بفيلمي «الداده دودي» ولذلك لم أستبعد أبداً أن تكون شائعة متعمدة لإفساد فرحتي بالنجاح.

- هل تقصدين أن هناك فنانة أخرى وراء الشائعة؟
لما لا، ربما تكون هناك فنانة أخرى أصابتها الغيرة من نجاحي فقرّرت أن تطلق الشائعة.

- بعيداً عن العمل كيف تمضين وقتك؟
أحلى وقت هو وقت الأجازة لأني لا استطيع أن أمضيه بعيداً عن ابنتي ياسمين، وأشاركها هواياتها فهى تحب الرسم والموسيقى. وهذا هو أحب الأوقات الى قلبي عندما نجلس معاً نلعب ونغني لأني أجد ابتسامتها التي تعيد إليّ ابتسامتي أنا ايضا، فأنا أستعيد طفولتي معها وهي تشبهني الى حدّ كبير في الملامح وأخذت مني شيئاً آخر وهو الشقاوة.

- لماذا ترفضين ظهور ابنتك ياسمين في وسائل الإعلام؟
لأني أريدها أن تعيش حياة عادية كأي طفلة في سنّها.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077