تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

آسر ياسين: لم أقلّد أحمد السقا

شبّهه البعض بالراحل أحمد زكي فيما يرى البعض الآخر أنه امتداد لعمر الشريف. إنه الفنان الشاب آسر ياسين الذي استطاع أن يجد لنفسه مكانة خاصة في الساحة السينمائية خاصة الشبابية. التقيناه ليتحدّث عن فيلمه الجديد «الوعد» الذي يعدّ أول بطولة مطلقة له، كما دافع عن الانتقادات التي وجّهت إلى روبي، وتحدّث أيضاً عن هواياته الغريبة وشروط ومواصفات فتاة أحلامه.

- كيف وقع الاختيار لبطولة فيلم «الوعد»؟
رشّحني للدور السيناريست الكبير وحيد حامد والمخرج محمد ياسين. وعندما قرأت السيناريو انبهرت به ووافقت على الفور.

- وماذا عن دورك في الفيلم؟
أجسّد شخصية «عادل» وهو شاب عادي يتعرّض لظروف معينة، ويحاول قدر الإمكان البحث عن ذاته وحريته في الاختيار. الفيلم يتحدث عن فكرة الصراع الشخصي مع العالم الخارجي وصراع الاختيار بين الخير والشر.

- هل كنت تخشى التجربة خاصة أن «الوعد» هو أول بطولة سينمائية مطلقة لك؟
بالفعل كنت مرعوباً ولكن وجود كل من وحيد حامد ومحمد ياسين ومشاركة الفنان الكبير محمود ياسين في الفيلم عوامل جعلتني أكثر اطمئناناً واستعداداً لتقديم الشخصية.

- ألم يقلقك العمل مع روبي خاصة أن الانتقادات تحاصرها منذ ترشيحها للفيلم؟
إطلاقاً، فأنا أثق تماماً بترشيحات وحيد وحامد ومحمد ياسين، فضلاً عن أن روبي فنانة تريد أن تتعلّم التمثيل وتستمع إلى النصائح التي توجّه إليها وتحاول أن تستفيد. وأرى أنها بذلت مجهوداً رائعاً في الدور وقدّمته بشكل جيد.

- تردّد أن هناك قصة حب جمعت بينكما أثناء التصوير؟
مجرّد شائعة، فلا توجد أيّ قصة حب بيني وبين روبي وهي مجرّد زميلة.

- يرى البعض أن عملك مع مخرجين كبار أمثال خيري بشارة وشريف عرفة وراء النجومية التي وصلت إليها بسرعة، هل توافق على هذا الرأي؟
لا أستطيع أن أنكر أنني تعلّمت على أيدي هؤلاء المخرجين المبدعين وأعتبر العمل معهم شرفاً كبيراً لي ودافعاً كبيراً في مشواري الفني. فكل مخرج تعاملت معه له ملكة خاصة تميزه عن غيره ومدرسته الخاصة التي ساهمت بالفعل في ما وصلت إليه. فعلى سبيل المثال استفدت كثيراً من المخرج الكبير خيري بشارة سواء على المستوى المهني أو الشخصي، لأن لديه عقلية قويّة ومؤثّرة.

- صرّح المخرج شريف عرفة أن آسر ياسين نجم 2008، ما تعليقك على ذلك؟
شهادة أعتزّ بها خاصة أنها من مخرج بحجم شريف عرفة الذي أعتبره من المخرجين الذين ساهموا في بداية مشواري وإن كان أول من أرشدني إلى الطريق الصحيح، فهو مخرج يتمتّع بذكاء وموهبة وعقلية متفتحة.

- رغم عملك مع كبار المخرجين قبلت العمل مع المخرج عمرو سلامة في أولى تجاربه السينمائية في فيلم «زي النهاردة». ألم تخشَ ذلك؟
عمرو سلامة تربطني به علاقة صداقة وأثق بقدراته وموهبته، وقد قدّم مجموعة من الأفلام القصيرة فضلاً عن أنه كتب سيناريو الفيلم بنفسه أكثر من مرة. كان من المفترض أن نقدم الفيلم منذ أكثر من ثلاث سنوات ولكن تمّ تأجيله. والحمد لله جاء هذا التأجيل في مصلحته لأني قدّمته بعد خوضي تجارب عدة واكتسابي خبرات مما أدى إلى ظهوري في شكل مقبول.

- البعض رأى أن آسر ياسين أفضل من كان في الفيلم الذي شاركك بطولته أحمد الفيشاوي وبسمة وأروى جودة؟
«زي النهاردة» خطوة مهمة في مشواري، ولكنني كنت أفضّل أن يقول الجمهور والنقاد أن الفيلم كله جيد، فقد قدّم أحمد الفيشاوى وبسمة وأروى أدوارهم بشكل جيد، كما أن المخرج بذل جهوداً رائعة من أجل أن يظهر الفيلم بشكل جيد.

- شخصية المدمن التي قدّمتها في «زي النهاردة» قدّمها من قبل الفنان الراحل أحمد زكي، ألم تخشَ المقارنة؟
الفنان الراحل أحمد زكي قدّم شخصية المدمن في شكل بارع ولن يستطيع أحد أن يقدّمها في الشكل الذي قدّمها فيه، لذلك أعتبر المقارنة بينه وبين أي فنان آخر ظالمة، أنا قدّمت شخصية المدمن في شكل معاصر بعيداً عن الكليشيهات التي كانت تقدّم فيها هذه الشخصية من قبل.

- بعد تقديمك فيلم «زي النهاردة» شبهك البعض بالفنان أحمد زكي بينما شبّهك البعض الآخر بالفنان عمر الشريف في مرحلة شبابه. أنت الأقرب لمن؟
لا أخفي سعادتي بهذين التشبيهين خاصة أنهما لعملاقين في التمثيل. وأرى أن تشبيهي بالراحل أحمد زكي يرجع إلى اللون الأسمر والملامح المصرية، وكنت أتمني أن أقف أمامه ولو في مشهد واحد واعتبره أحد عباقرة الفن الذي لن يتكرّر، كذلك الحال بالنسبة إلى الفنان عمر الشريف الذي افتخر بتشبيهي به فهو رمز لن يتكرّر تماماً مثل أحمد زكي.

- في مسلسل «عمارة يعقوبيان» قدمت شخصية طه الشاذلي وهي الشخصية نفسها التي قدمها الممثل الشاب محمد إمام في الفيلم السينمائي، ألم تخشَ تكرار الشخصية؟
المسلسل يختلف تماما في معالجته عن الفيلم خاصة أنني شاركت في الفيلم بدور صغير جدا وهو أحد زملاء طه الشاذلي، ولكن الشخصية التي قدمتها في المسلسل كانت شخصية ثرية ومركبة، والمسلسل يتناول بإسهاب كبير عائلة طه الشاذلي وتحولات الشخصية من مرحلة إلى أخرى والظروف والعوامل التي أدت به إلى التطرف الديني. كل هذا تم تناوله بشكل أكبر وأعمق من الفيلم.

- لكن المسلسل لم يلقَ النجاح نفسه الذي حقّقه الفيلم.
أرى أن المسلسل نجح أيضاً بدليل تهافت عدد كبير من المحطات الفضائية على عرضه، لكن لاشك أنه كان هناك تأثير كبير للدعاية التي قامت بها شركة «جود نيوز» المنتجة للفيلم فضلاً عن مشاركة مجموعة كبيرة من النجوم. كل ذلك كان له تأثير كبير في نجاح الفيلم بشكل أكبر.

- بدايتك كانت تلفزيونية إلا أنك فرضت نفسك في السينما بشكل أكبر من التلفزيون. كيف حدث هذا؟
علاقتي بالتمثيل جاءت عبر المسرح وكانت بداية الاحتكاك بالوسط الفني من خلال مسلسل «ملح الأرض» مع الفنان محمد صبحي. وبعده جاء ترشيحي للمشاركة في مسلسل «قلب حبيبة» مع الفنان القديرة سهير البابلي، كما أنني شاركت أيضاً في مسلسل «لحظات حرجة» الذي تضمن مجموعة كبيرة من النجوم. كل هذه التجارب كانت تمثل لي خطوات انتقالية إلى السينما، ورشّحني بعد ذلك المخرج شريف عرفة لفيلم «حليم»، وبعده قدمت دوري في فيلم «الجزيرة».

- يقال إنك تسعى إلى تقليد أحمد السقا خاصة في مشاهد الأكشن!
م أقلّد أحمد السقا ولا أعرف كيف يقول البعض ذلك. بالعكس يرى كثيرون أن أدائي مختلف تماماً عن أداء السقا، واتّضح ذلك في فيلم «الجزيرة». ولا يعني تقديمي لبعض مشاهد الأكشن في الأفلام أنني أقلّد فناناً آخر!

- بماذا تفسّر عدم نجاح فيلم «على جنب ياسطي» الذي قدمته مع الفنان أشرف عبد الباقي؟
أرى أن الفيلم لم يأخذ حقّه من الدعاية، كما أنه تعرّض للظلم بعرضه في توقيت غير مناسب.

- هل هناك معايير تختار على أساسها أدوارك؟
أنا مع أي نوعية جديدة ومختلفة وأسعى دائماً إلى تقديم أفلام غير مألوفة وبعيدة عن السائدة. وما يشغلنى هو الدور لا مساحته، ولكل مرحلة عندي متطلباتها الفنية.

- هل ترفض تقديم أفلام تجارية؟
أقبل تقديمها بشرط أن تصل إلى الجمهور. فعلى سبيل المثال فيلم «الوعد» تجاري ولكن تتوافر فيه جميع الشروط الفنية السليمة من حيث السيناريو والإخراج والانتاج، كذلك الحال بالنسبة إلى «رسائل البحر» الذي أقدّمه مع داود عبدالسيد، فهو فيلم فني تجاري أيضاً وأعتزّ جداً بترشيح مخرج كبير مثل داود عبد السيد لي لألعب بطولة فيلمه.

- هناك تصنيفات كثيرة للسينما حالياً أبرزها «سينما الشباب» و«السينما النظيفة». هل تؤمن بالتصنيفات؟
أنا ضدّ كل التصنيفات، فالأمر يختلف من شخص إلى آخر، أي أن الذي يرى مشهداً ما مبتذلاً من الممكن أن يراه شخص آخر على أنه يندرج في سياق العمل الدرامي. لذلك أرى أن السينما لا تخضع لأي تصنيفا

- كانت لك تجارب في بعض الأفلام الروائية القصيرة قبل احترافك التمثيل. هل من الممكن أن تعود إلى تقديمها؟
طبعاً لأنني أحبّ تقديم هذه النوعية من الأفلام وعملي فيها أكسبني خبرة ساعدتني في مشواري السينمائي وأفتخر أنني شاركت في أفلام قصيرة مثل «بيت من لحم»، و«إعصار»، و«فرصة حقيقة».

- ما هي مواصفات النجومية؟
النجومية تعتمد على الموهبة لا على الشكل أو المظهر. على الفنان ألاّ يتخلى عن تواضعه مهما بلغت نجوميته ويعمل باستمرار على تنمية قدراته ويوسّع مداركه واستيعابه للفنون والثقافات المختلفة.

- هل ترى نفسك محظوظاً؟

لا أؤمن بالحظ ولكن أؤمن بتوفيق ربنا سبحانه وتعالى ودعاء الوالدين والسعي والصبر. ولا أرى أنني محظوظ ولكني سعيت وربنا وفّقني بدعاء والدي.

- إذا رجعت إلى زمن الفن الجميل، مع من تتمنى العمل من نجوم ذلك الزمن؟
رشدي أباظة وصلاح ذو الفقار وفاتن حمامة وسعاد حسني والفنانة تحية كاريوكا. أعتبر هؤلاء النجوم من مدرسة خيري بشارة وداود عبد السيد، وهي المدرسة التي كوّنت منها أفكاري وخبراتي.

- من هم المخرجون الذين تتمنى العمل معهم في المرحلة المقبلة؟
هناك أسماء كثيرة أحلم بالعمل معها مثل أسامة فوزي ومحمد خان، وأتمنى تكرار العمل مع خيري بشارة وشريف عرفة ويسري نصرالله الذي أسعدني تقديم مشهد واحد معه في فيلم «جنينة الأسماك».

- بعيداً عن الفن، هل لديك هوايات خاصة؟
أنا من عشاق الرياضات غير المعتادة فخلال دراستي في الجامعة الأميركية كنت أمارس التجذيف وكنت أنهض فجراً في الشتاء لأتمرّن إضافة إلى مشاركتي في بعض بطولات التايكواندو وكرة اليد.

- ما أكثر ما يزعجك؟
القلق والفشل والكذب. فدائماً ما يكون لديّ قلق تجاه أي شخصية أقدّمها ويصاحبني هذا القلق أثناء التصوير ولا ينتهي إلا إذا رأيت الفيلم على الشاشة.

- وأكثر ما يستفزّك؟
التحدّي أو هدف صعب الوصول إليه.

- ما هي مميزاتك؟
حب العمل والإتقان فيه.

- وعيوبك؟
متقلّب في بعض الأحيان وأحبّ الانغلاق على نفسي إلى حدّ ما والجلوس بمفردي.

- هل لديك مواصفات معيّنة في فتاة أحلامك؟
لابد أن تكون ذكية ومثقّفة وأن تكون من عشّاق الفن ومنفتحة على العالم وتعشق السفر.

- ألا يهمّك أن تكون جميلة أيضاً؟
ليس شرطاً أن تكون صارخة الجمال، لكن يهمني أن تكون جميلة روحاً قبل أن تكون جميلة الملامح.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077