تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

النحات العالمي السوري أكثم عبد الحميد: الحدائق النحتية السورية في "المونييكر" إنجاز حضاري

ملتقى جنوب ألمانيا .. تمثال من الخشب

ملتقى جنوب ألمانيا .. تمثال من الخشب

النحات العالمي السوري أكثم عبد الحميد

النحات العالمي السوري أكثم عبد الحميد

جدار إنساني 1988

جدار إنساني 1988

بجانب البحر بالمونييكر

بجانب البحر بالمونييكر

اشتهر بالنحت على الحجر والخشب وحقق توازناً بين مختلف الفنون محاولاً الخروج بمجسمات مدروسة بلغة فنية فريدة من نوعها، وكان شاهداً على العصر من خلال رؤية بصرية معاصرة ممزوجة بالأصالة، ومختزلة بلمسات إنسانية تعجُّ بالطاقة الإيجابية التي يستمدها من مادة خشبية يتفاعل معها ليُخرِج الجمال ناطقاً بأبهى صوره، ومعبّراً عن فن متفرد في الزمان والمكان.

النحّات السوري العالمي أكثم عبدالحميد، وبعد دراسة فنية طويلة للأساطير السورية والفنون التراثية والقيم الجمالية لكل حضارة، استطاع تشكيل منحوتاته بتناغم جميل مع معزوفته الإنسانية وإرثه الحضاري وملامحه المتنوعة، يأخذ "لها" برحلة مشوقة إلى ثقافة المنطقة الجغرافية من خلال مجسّماته الإنسانية التي يترجم فيها إحساسه ومشاعره وعشقه لإرث تاريخي قديم، ظهرت معالمه في الحدائق انحتية السورية في مدينة "المونييكر"، أندلس التاريخ.


- خضت تجربة غنية في حقول الأساطير، فكيف أزهرت؟

كأن "لها" شاهدة على كل أعمالي وحياتي الفنية التي فتحت شهيتي على الحوار لأعلن عن تجربتي الفنية الطويلة بعد تخرجي في كلية الفنون الجميلة عام 1981 والتي بدأتها بزياراتي الدائمة للمتحف الوطني في دمشق وكل المتاحف السورية مع صديقي النحّات محمد بعجانو، فكان ردّ فعلنا قوياً تجاه طريقة التدريس في كلية الفنون التي درّبونا عليها مثل المواضيع الرومانية والأوروبية والنِّسب الرومانية والأوروبية. ورغم الامتياز الذي حصلنا عليه، قرّرنا معاً البحث عن خاصية المنطقة وكل ما يمسّ إنسان هذه المنطقة بتراثه وثقافته ومفرداته ودورة الحياة لديه. تلك الزيارات المتكررة الى المتاحف خلقت لدينا حبّاً لهذا التراث.

- الغوص في الحضارات الإنسانية يفتح آفاق الإبداع الثقافي، فما هي الحصيلة؟

وجدنا حضارة غنية بكل المفردات التقنية، ورأينا أعمالاً برونزية بمنتهى الدقة، مما سحرنا ودفعنا للبحث المستمر في الحضارة التدمرية التي أغنتنا وأثْرَتْ فكرنا حتى جعلتنا ننقل هذا المفهوم الحضاري والتراثي بأعمالنا الفنية، والتي تتوجتْ بأول معرض أُقيم عام 1982 في المركز الثقافي العربي في دمشق، وحمل عنوان "النحت والأسطورة"، وكانت الأعمال في هذا المعرض مصنوعة من أطيان الأراضي السورية من مختلف المناطق، فأخرجنا منها الأساطير السورية ورموزها كي نعيش الحالة التراثية كاملة.

- الطينة أنثى، فما بالك بالطينة السورية الخصبة؟

لذلك كانت الانطلاقة والبداية لظهور منحوتة سورية لها علاقة بمحلية المكان وتراثه ومشاعره وتفاعل معها الناس بشكل كبير، والأنثى شغلت في أعمالنا الفنية مساحة كبيرة، وكانت الرمز المطلق للعطاء، فهي الأم والأخت والابنة... وكل ما يمت الى حياة أو الموت بصلة من خلال جسدها، وقد أبحرنا في هذا الجسد بتقنيات عدة من الحجر والرخام والبرونز والخشب والطين والفخار.

- تمتلك خيالاً خصباً من الإبداع، دفعك لإخراج لوحات غنائية بسمفونيات تعزف على وتر ثقافات متعددة، فهل هذا لتجانس الرؤية البصرية في المشهد الجمالي، أم لإعطاء هوية ثقافية لأعمالك؟

كل حضارة تحمل ميزات تختلف كفلسفة جمالية عن الحضارات الأخرى، ومن خلال دراستي للعناصر التراثية التي كانت مستخدمة وتحمل أبعاداً فلسفية وجمالية آنذاك، سواء في الحضارة السورية أو حضارة ما بين النهرين، استخلصت ذاك الأمر الذي جعلني أسير بالموضوع الملحمي لكل عمل، والذي حمل حياة كاملة وبعداً جمالياً وثقافياً، ما دفعني للتمسك بالاثنين معاً، من الناحية الجمالية والهوية الثقافية بعيداً من النقل المباشر باتجاه الحداثة والمضمون الجميل القريب من الناس.

- مادة الخشب طيّعة وتمنح طاقة إيجابية، ما الذي تشعر به عندما تلامس أناملك تلك المادة، وما هي التشكيلات الجمالية المميزة التي أضفتها إلى مادة الخشب؟

أرى أن لكل إنسان كيمياء مميزة في جسده، وأن كل إنسان يحب شيئاً معيناً في حياته، وما هي إلا عملية إسقاط بصري على المادة وعودة لهذا الإسقاط إلى جسم الإنسان، وتلك الرؤية إما يتجانس معها أو يلفظها. فكان حبّي للخشب حد التعلّق باعتبار هذا الجسد ميتاً، فبحثت عن ذرّة الحياة الموجودة داخل هذا الجسد لأعيد صياغته وبناءه فيعود الى الحياة بجسد جمالي آخر، وملامسة بصرية من الناس لهذا الجسد الميت، وأخذ مساحة من المضمون الحياتي الذي يتداوله الناس، سواء كان أسطورة أو حبّاً له علاقة بدورة الحياة.

- وهل للخشب روح وعبق؟

خواص مادة الخشب سحرتني وشدّتني إليها، لأن للخشب لوناً مميزاً ورائحة زكية، وخاصة خشب الجوز والزيتون، الذي يفوح منه عبق التاريخ، وتنهال عليّ الأسئلة عن تلك الرائحة العطرة التي تجذب الآخرين. لذلك أنتجت مجموعة أعمال فنية ضخمة، بأبعاد كبيرة وصغيرة وحصلت عنها على جوائز عالمية كثيرة.

- حين تمرّر إزميلك على الخشب لنحت جسد امرأة، هل تشعر برائحتها؟

حين أتفاعل مع الفكرة، أعيشها بأدق تفاصيلها كحالة نفسية وجسدية، لأن هذين التكوينين الجميلين يجتمعان في عمل رائع له تأثير بصري، وآخر مضموني يحرّك مشاعر المتلقي بصرياً.

- بين النحت على الحجر والنحت على الخشب تمتلك رؤية معاصرة ممزوجة بالأصالة، هل تؤسّس لمبادئ نحتية مميزة كونك مديراً لمعهد الفنون التطبيقية في دمشق؟

مرحلة التعليم لعبت دوراً كبيراً في حياتي، تراوحت بين التعليم والخوف من التأثير في إبداعي، لكنني استطعت إمساك العصا من المنتصف والموازنة بين التعليم وإقامة ورش عمل حين كنت أستاذاً في معهد الفنون التطبيقية، ورئيسَ قسمٍ ومديراً لهذا المعهد، فمن خلال هذه المراكز استطعت رفد الحركة التشكيلية المعاصرة بجيل كبير من الفنانين الشبان والشابات، إن كان بفن النحت أو بفن الخزف أو فن التصوير السينمائي والتلفزيوني والضوئي والخط العربي، وبذلك حصد المعهد جوائز عالمية كبيرة، وهناك فنانون شباب كثر يمثلون سورية في الخارج والداخل بأعمال ومعارض وملتقيات، مما أعطاني دوراً كبيراً لتوسيع فن النحت وآفاقه بعدما أصررت على إدخال فن النحت على الخشب والبرونز والرخام والحجر إلى المعهد.

- ترى "لها" تناغماً نحتياً في العمل الفني وكيمياء بصرية جديدة في جسد المرأة الرشيق والمتناسق أحياناً، والمكوّر أحياناً أخرى، أي ثقافة نحتية يعتمدها النحّات أكثم؟

حضور المرأة القوي عبر الأزمان في الشعر والأدب والفن والموسيقى والنحت كان ولا يزال قوياً في أعمالي كنتيجة حتمية لوجودها في الثقافة السورية التراثية والفنية، لأن المرأة تشكل كل المجتمع، فهي مدرسة الحياة تعلّم اللغة الأولى لطفلها، وما علينا إلا تكريمها في كل أعمال المبدعين لأنها ديمومة الاستمرار. وبما أنني أعمل بمادة بصرية لا سمعية، يجب أن تخرج مفردات التكوين جميلة، وإن كان الموضوع قبيحاً. وقد تناولت بشكل جمالي هذا الجسد الممشوق أو المكوّر والذي يسبح في الخيال بكل أبعاده، وحمّلته مضامين فكرية جميلة عن الحياة والولادة والموت.

- بمَ تشعر وأنت تترجم الحجر أو الخشب إلى جسد يكاد ينطق جمالاً؟

حين أبدأ بالعمل، أشعر أنني في ساحة قتال أخوض معركة حقيقية مع المادة، فإما الانتصار على تلك المادة أو الانكسار، لذلك أكون حذراً خلال العمل على المواد النبيلة، وكل ضربة إزميل يجب أن تُسدّد بدقة، لأن أي خطأ سيؤدي إلى زوال، وربما يغيّر مسار العمل التشكيلي، وهذا الموضوع يرعبني، فيستغرق العمل أياماً عدة، وفور انتهائي من العمل، أنظر إليه قبل المغادرة وأسأل نفسي، هل استطعت الانتصار على المادة وإخراج جمال من هذه المادة أم لا؟!

- بعد الانتهاء من العمل، كيف يكون حالك؟

بعد الانتهاء من العمل وإخراجه بشكل جمالي مرموق ويرضيني، أشعر بالنصر والسعادة. لذا تكون حياتي دائماً في مخاض عسير لولادة عمل جديد مع جسد جديد وفكر جديد.

- كيف يهمس النحّات أكثم لملمس الخشب بعد انتهائه؟

لا يمكنني وضع خط على أي مادة إلا بعد أن تتحسّس يداي كل جوانب الكتلة وألمسها مثل طفل يدخل الى معرض ألعاب فيمد يديه إلى كل شيء، لأن الطفل يقرأ ببصماته وأنامله وليس بنظره، وأناس كثر ينهرون الطفل حين يلمس الأشياء، لكنه ذكي يتحسّس الجمال من خلال أصابعه، لذلك ما إن أبدأ مع الكتلة قبل التكوين في ملامسة هذا الجسد، لأسلّم عليها، وأعرّفها عن نفسي، كي يصبح بيني وبينها ود حقيقي، حتى يبدأ الحوار الجميل من خلال بصماتي للمادة. وبعد الانتهاء أهمس للعمل وأتكلّم معه وأغنّي له، حتى يخرج هذا العمل بما يرضيني ويرضي المتلقي.

- فن الأختام الأسطوانية متنوع ولكل منها صوته الموسيقي يعزف على إيقاع حضارة قديمة تميزت بها منطقة بلاد الشام، ما هذا التلاحم بينك وبين حضارات تنوّعت وتركت إرثاً عظيماً؟

يجب أن نعتز ونرفع الرأس عالياً، لأن جذورنا قوية وممتدة لعشرات الآلاف من السنين، ولأننا نبتنا من خلال هذه الحضارات. وما يميز منطقتنا عن العالم كله، تلك الأختام التي أحدثت ثورة ثقافية وإدارية وسياسية، لأن الختم كان ملكياً يستخدمه الملك في تلك الحقبة ويرسله الى ملوك آخرين. وعلى الرغم من أن العمل الوظيفي للأختام تجاري واقتصادي، لكنها تحمل بين ثناياها الجمال، لذلك تناولتُ بعض الأختام في أعمالي للدلالة على حضورها، كما تناولت مع صديقي محمد بعجانو الأسطورة، وشكّلت معه فريقاً يُعنى بأعمال النحت الحديث، كما فتحنا طريقاً أمام الشباب من الفنانين ومهّدناه لعملية تناول المواضيع التراثية والرموز الأسطورية بشكل يخدم الفن الحديث، على ألا يكون هناك نقل مباشر من التراث والتاريخ.

- فن النحت في تاريخنا لا يزال حاضراً، لماذا خبا وهج النحت في العصر الحديث رغم انتشار كليات الفنون المتعددة في منطقتنا؟

إذا عدنا للتاريخ، لا يمكننا مجاراة الإنتاج بفن النحت في الحضارة التدمرية، لأن النحت لم يقتصر على الملوك والأمراء وكبار رجال السلطة، بل دخل في نسيج الحياة البشرية للإنسان التدمري، ونرى في متحف تدمر أسرة منحوتة بالكامل، الأب مضطجع ويصطف الى جانبه الأم والأولاد، وكأن هناك مصوراً فوتوغرافياً يأخذ لقطة بعدسته الجميلة لتلك العائلة ولكثير من العائلات، هذا إضافة الى النحت الجنائزي. ومهما اشتغلنا بفن النحت، لا يمكننا الوصول إلى كم الإنتاج الذي كان في تلك الحقبة من الزمن، نظراً للفكر الخاطئ عن فن النحت والتجسيد والتجسيم، ولذلك تحوّل فن النحت اليوم إلى نوع من الزخرفة أبعدته عن الحياة الاجتماعية مع فجوات عميقة. لكن الملتقيات الحديثة فتحت آفاقاً واسعة وساعدت الناس في التعرف على فن النحت وملامسته بصرياً، فأحبّوه وتقبّلوه بشكل ملحوظ.

- تُعدّ الحدائق النحتية السورية من أهم أعمالك النحتية السورية في مدينة المونييكر في إسبانيا، فكيف تم تنفيذها؟

نحت مدينة سورية بشكل كامل في مدينة المونييكر على البحر الأبيض المتوسط، كان إنجازاً حضارياً كبيراً وانتصاراً سورياً، فالحدائق النحتية السورية في إسبانيا من أهم المشاريع الثقافية السورية الاستراتيجية في أوروبا والغرب، وقد بدأتُ العمل عليها بعد الاتفاق مع مدير المركز الثقافي السوري في مدريد آنذاك، وتجاوب عمدة مدينة المونييكر عبر استضافة فنّاني النحت السوريين مرات عدة لتنفيذ 6 ملتقيات نحتية في المدينة، ومن خلال هذه الملتقيات النحتية التي انتهى العمل فيها عام 2010، تشكّلت الحدائق النحتية السورية من أربعين عملاً نحتياً في أهم حديقة ضمن المدينة لكونها تضم آثاراً فينيقية ورومانية وأشجاراً متنوعة استُقدمت من عدد من مدن العالم.

- كم عملاً قدّمت؟

قدّمت 6 أعمال في تلك الحديقة، وباقي الأعمال نفّذها فنانون سوريون شباب لتكون الحديقة ببصمة سورية متكاملة، وقد واجهتنا صعوبات كثيرة استطعنا التغلب عليها بالتعاون مع وزارة الثقافة السورية وعمدة مدينة المونييكر.

- لك عمل منحوت بخشب الجوز المعتّق، يحمل عنوان "جدار إنساني"، عُرض عام 1988 في صالة عشتار واقتنته إحدى الشخصيات الديبلوماسية، ما كل هذا الألم العميق الذي يحكي روايات؟

روحي مثل إسفنجة تمتص الحزن من الآخرين وتشكّله، فحياتي تعجُّ بالأحزان، والسعادة تشكل ومضات تزيّن هذا الحزن، وهذا العمل يملك عيوناً حزينة لأنني أجسّد فيه وجه أمي رحمها الله، وأول عيون رأيتها حين فتحت عينيّ على الدنيا، فتعلّقت بها ونسجتها في أعمالي بشكل مثلث.

- هل من الضروري أن يكون الفنان أو النحّات أو الشاعر حزيناً لكي يبدع؟

تراثنا مليء بلمسات الحزن، حتى الأساطير فيها جانب مشرق وآخر حزين، وأغلب مواويلنا فيها نفحة حزينة، ومجمل تلك الرموز الحزينة تصبغنا بالحزن والوجع فنتشوق إلى الأمل.

- شاركت في حفل ختام الملتقى الدولي للنحت في دورته الـ 28 والذي أُقيم في مدينة لابرس الفرنسية، إلى جانب 15 نحّاتاً ونحّاتة من مختلف دول العالم، ما الذي تحب إيصاله الى المتلقي؟

قدّمت عملاً واحداً منحوتاً على الحجر، وكنت أبحث فيه عن فكر الحب وماهيته في ظل الحروب القاتلة والمدمِّرة، لأننا بحاجة إلى الحب، وبدون الحب لا يمكننا أن نصنع السلام، ونسعى الى الحب لإيقاف الحرب التي دمّرت حضارتنا الإنسانية وإرثنا التاريخي. نريد الحب لنعيد بناء ثقافة الإنسان ونتواصل مع الآخر، وكان لهذه العبارات وقع جميل في نفوس الحاضرين حين ردّدتها في حفل ختام الملتقى.

- النيران اندلعت احتفالاً بانتهاء ملتقى النحت الدولي على الخشب في مدينة سانت بلايزن في جنوب ألمانيا، ما الهدف من إشعال النار؟

على ما يبدو هي طقوس لدى الناس الذين انتظروا ساعات طويلة لمشاهدة الأعمال النحتية بالترافق مع اشتعال النيران بيد اختصاصي... بدوا فرِحين بالمنظر وكانت للملتقى أبعاده الجميلة، خاصة حين ارتفع العلم السوري يرفرف عالياً، وبلغ ارتفاع العمل الذي قدّمته في هذا الملتقى 249 متراً، وهو منحوت على الخشب، بمشاركة 20 فناناً من كل أنحاء العالم.

- حصدت جوائز كثيرة، أيها تركت فيك بالغ الأثر؟

التكريم في الوطن الأم له وقع جميل في النفس، حيث حصلت على الجائزة الذهبية عن فن النحت عام 1999 في بينالي مهرجان المحبة في مدينة اللاذقية بمشاركة 25 دولة، وتركت هذه الجائزة أثراً كبيراً في روحي، وحصدت في دبي عام 2005 الجائزة الثانية بمنافسة 40 نحاتاً من مختلف دول العالم، وجائزة ثانية أخرى في طهران بمنافسة 27 فناناً من دول العالم، إضافة الى جوائز لجان تحكيم من دول عدة.

- لكل من المدن رائحتها الخاصة... أي المدن تركت عبقها في حياتك؟

دمشق لها عبق مميز، تكوّنت شخصيتي بين حاراتها وشببتُ بين شوارعها وتشكّلت نواة حبّي فيها، عشقتُ فيها زوجتي الدمشقية، وكلّما تحدّثت عن دمشق تأخذني الذاكرة إلى رائحة قهوتها حين تسرقها الريح من جنبات الشرفات لتنام في حضن الياسمين.

- ما دور الحبيبة والزوجة والصديقة في هذا النجاح؟

لحبيبتي ورفيقة دربي وزوجتي دور كبير في نجاحاتي، فإذا لم ينعم الفنان بالاستقرار لا يمكنه الإنتاج، رغم ما يُقال من أن الإبداع يولد من رحم المعاناة، فالجمال يأتي من الاستقرار والهدوء والسكينة، فكانت زوجتي عمود البيت، والناقد الأول لأعمالي، ومع كل عمل فني أنتظر رد فعلها وتعليقها.

- ماذا يقول أكثم النحّات للمرأة؟

حافظي على لغة الخطابة لدى طفلك، لأنك تؤسّسين شخصية الإنسان ليكون فعالاً في المجتمع وذا شأن عظيم، وابني بناءً سوياً لتعطي مجتمعاً سليماً، وقدّمي الحب بلا حدود ليفوح ضوعه كالورود ويتناثر.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078