تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

رامي عياش: دمعة جورج وسوف كسرتني وأبتسم عندما أشاهد هيفا

ثلاث عشرة سنة مضت لتفصل بين لحظة تخرّج رامي عياش من برنامج «استوديو الفن» عام 1996، وإدراج إسمه على لائحة نجوم الصفّ الأول في العام 2009. على المستوى الشخصي هو هو لم يتغيّر، لكنه دون شك بلغ مرحلة النضج الفني واكتسب الخبرة والثقافة الموسيقية بالدراسة وسعة الإطلاع يومياً على كلّ ما هو جديد، الأمر الذي يجعله يخطو بثقة كبيرة جداً نحو مجال الطرب، الذي وإن قدّمه سابقاً في بعض الأغنيات لكنه بقي ضمن إطار خجول نسبياً لأن التركيز كان منصباً على الإيقاعات الراقصة. شعره المصبوغ بالأبيض لم يمنعه من تسجيل ديو شعبي مصري مع الفنان أحمد عدوية، بعد أن قدّم ديو لأغنية «بالعكس» مع عبير نعمة ضمن ألبوم موسيقي لجان ماري رياشي يحقق من خلاله النجاح الكبير ويغني فيه بصوت هو غير صوته الحقيقي، ممّا أعادنا بالذاكرة إلى ماضي الفن الجميل وديوهات المسرح الغنائي اللبناني مع الرحابنة وملحم بركات وغيرهما الكثير... بعد فسخ عقده مع شركة روتانا تحدث في حوار شامل مع «لها»، رامي عياش ماذا يقول؟

- نسألك بدايةً عن سبب تغيير لون شعرك بهذا الشكل المفاجئ؟
(يضحك) كما العادة، لا أعرف.

- لم نفهم، هكذا صحوت فجأة فقررت صبغ شعرك؟
لست من الأشخاص الذين يفكرون كثيراً ولا أسأل إن كان اللون سيناسبني أم لا، هو أمرٌ رغبت في تنفيذه ففعلت.

- ألا تعتبرها مخاطرة؟ إذ ربما لن يتقبّلك الجمهور؟
المهمّ ألاّ أخاطر بصوتي.

- كيف كانت التعليقات؟
المنتسبون إلى نادي المعجبين على شبكة الإنترنت أحبّوا شكلي الجديد، حتى أنهم قالوا إنهم سيزعلون كثيراً إن بدّلته، وأنا أيضاً أحببت اللون وكثر تقبّلوه.

- الناس يعمدون عادةً إلى إخفاء ملامح الشيب والشعر الأبيض، وأنت قمت بالعكس ولا تزال شاباً؟
(يضحك) لأني أريد الإطمئنان إلى شكلي عندما أصبح عجوزاً، رغبت في معرفة كيف سأبدو.

- الصور الأولى التي ظهرت فيها بشعرك الجديد كانت مع المطرب أحمد عدوية خلال تسجيل الديو الذي جمع بينكما. ما قصة هذا الديو؟ كيف نفّذ؟ ولماذا؟
كنت موجوداً في مصر لعقد جلسات عمل مع الملحن محمد محيي لاختيار أغنيات لألبومي الجديد، وخلال إحدى الجلسات كنت جالساً معه فحملت العود ورحت أدندن، فَسَلطَن معي وراح يتمتم كلاماً شعرت بأن فيه ظرفاً رغم أني لم أفهم منه شيئاً، فطلبت منه إعادة ما يقول لأنه لفتني. سألته عنه، فأخبرني أنه  تم تركيب هذا الكلام خلال جلسة له مع أصدقاء من ملحنين وشعراء وموسيقيين، وكانوا يتحدثون بشكل ساخر عن حديثي النعمة الذين ينسون ماضيهم وكان المطلع: «مش كل من جالوا قرشين ونام على فرشين زيادة حَيِتمَلعن، خلافنا معاك ما فيش موضوع، غير إنو شَبَع ما بعد جوع»... أعجبني الموضوع كثيراً وقررت غناءه.

 - أي أن الأغنية كانت وليدة اللحظة؟
بالفعل، وأنا أؤمن كثيراً بهذه المصادفات. بمجرّد أن سمعت ما كان يقوله محمد محيي قلت له إني سأغنيه مع أحمد عدوية. لا أعرف كيف طرأ اسمه في بالي رغم أني لم أسمع له أي أغنية منذ أكثر من عشر سنوات ربما... وهكذا أكملنا الكلام وهو من تأليف الشاعر أيمن هجت قمر واتصلت بالفنان عدويّة وطلبت لقاءه فرحّب. صدقاً لا أستطيع أن أصف كيف استقبلني على مائدة الغداء وأذهلني بشخصيته الرائعة، ووجدته قمة في الكرم والأخلاق والطيبة. سجلنا الأغنية في اليوم الثالث ثم صورنا الكليب بعد أقلّ من أسبوع. وأنوي تصوير كلّ أغنيات الألبوم لأن لكلّ أغنية رونقاً خاصاً بالفعل.

- تصوير كل أغنيات الألبوم أمرٌ مكلف جداً، هل يدفعك هذا الأمر إلى الإتجاه أكثر نحو إصدار أغنيات منفردة؟
صحيح، لكن بما أن كل أغنية منفردة صارت تصدر حكماً مع فيديو كليب، ستجدين في النهاية أن الأمر سيّان، من هنا أهمية دور شركات الإنتاج. طالما أنها تسعى كلّ يوم إلى ضمّ مغنين إضافيين، لن تكون قادرة أبداً على الإهتمام بكلّ الفنانين ولا بكل الأغنيات، هذا مستحيل. لهذا يجب أن يكون المجهود فردياً لدى كلّ مطرب وألاّ يتكّل فقط على الشركة.

- أي ستصوّر الأغنيات على حسابك الخاص؟
كلّ فني على حسابي الخاص. إن كانت الشركة تقدّم مثلاً عشرة دولارات للإنتاج، على الفنان أن يدفع ثلاثين كي يقدّم فنّه بالشكل الذي يرضيه.

- قلائل جداً هم الفنانون الذين يدفعون مبالغ إضافية على ما تدفعه شركة الإنتاج؟
صحيح، والفرق يظهر واضحاً في تنفيذ أعمالهم بكلّ بساطة، والجمهور صار يشعر بذلك من خلال النوعية خصوصاً أن ثقافته الموسيقية إلى اتساع يوماً بعد آخر، رغم وجود موجة فنّ هابط قد تؤثّر أحياناً في الذوق. أنا مثلاً لم أكن أطيق اللون البنفسجي، لكن بعد أن صار موضة وصرت أراه في كلّ مكان، إعتدت عليه وصرت أتقّبله وأرتديه أيضاً. «ياما» رددت أغنيات دون أن أشعر هي في أدنى درجات الهبوط الفني... وذلك بسبب بثّها في كلّ مكان.- بالعودة إلى ديو «بالعكس» ضمن الألبوم الموسيقي لجان ماري رياشي والذي يلاقي أصداءً طيبة جداً، ماذا عنه؟
قبل كلّ شيء لا يمكن أن أرفض المشاركة في مشروع هو لصديق عزيز لي أي جان ماري. وافقت دون تردد بمجرد أن طلب مني ذلك، ثم سمعت العمل وأعجبني كثيراً. وبالمناسبة، سجلّ العمل مع 4 فنانات إلى أن استقرّ الرأي على صوت عبير نعمة التي أحب صوتها كثيراً، وصدقاً كنت أصوّت لها خلال مشاركتها في برنامج «سوبر ستار». كلّ ما هو جديد وجميل يُقبل عليه الناس خصوصاً أننا لم نسمع أغنيات بهذا الأسلوب منذ ديو «بلغي كل مواعيدي» لملحم بركات. وأحببت كثيراً أني لم أغنّ بصوتي الحقيقي حيث أن الأغنية تتطلب ذلك.

- غنيت ديو «بلغي كل مواعيدي» مع هيفاء وهبي في «ستار أكاديمي»؟
صحيح وكانت تجربة جميلة جداً.

- ما صحّة أن خلافاً نشب بينك وبين هيفاء بعد هذا الديو؟
لم يحصل أي خلاف، نُسب إليّ كلام لم أقله، وادّعوا أني أسأت إلى هيفاء وقلت إن فنّها لا يعجبني ولي مآخذ عليها! لكنه كلام غير منطقي، إذ كيف تكون لي مآخذ وأوافق على الغناء معها؟ على العكس، أنا أحترمها كثيراً وأجدها حالة فنية خاصة، ولا يمكن إلاّ أن تبتسمي عندما تشاهدينها. ونحن بصراحة «صرنا نشتاق نبتسم».

- قرأنا أخباراً منذ مدّة عن ديو بينك وبين يارا. هل كان الحديث حينها عن أغنية «بالعكس»؟
صحيح، الديو الذي كان يفترض أن يجمع بيننا هو «بالعكس». لكه لم يتمّ بسبب وجود كلّ منا في شركة إنتاج مختلفة وهذه معمعة طويلة ومزعجة، وأكثر من تضرر منها هو جان ماري رياشي ممّا أدّى إلى تأخير صدور العمل، لكني راضٍ جداً عن غنائي مع عبير.

- جان ماري رياشي صرّح في حوار مع «لها» أن شركة «ميلودي» المنتجة ليارا أخّرته قليلاً، لكنها في النهاية وافقت على تقديمها أغنية «شفتو من بعيد» في ألبومه، فلماذا رُفض الديو تحديداً؟
لأننا كنا سنصوره كليباً، فمن سيكون المنتج «ميلودي» أم روتانا؟ وعلى أي شاشة سيُبثّ حصرياً طالما أن كل شركة تحتكر أحدنا؟ «ميلودي» لا تمانع ظهور يارا على شاشة روتانا، لكن روتانا كانت لديها مشكلة في أن أظهر على «ميلودي».

- ربما يحق لروتانا أن تفرض الحصرية على نجومها طالما أنها تنتج لهم، لكن ألا يُفترض أن تكون شاشة روتانا حصرية لنجوم الشركة كما هم نجومها حصريون لشاشتها؟
سألت نفسي هذا السؤال كثيراً وأنت محقّة في ما تقولين. هذه الحالة تشبه حالة أُمّ تمنع ابنتها من الذهاب إلى المزيّن، بينما هي تستقبل كلّ يوم عشرة مزينين في المنزل، فمن الطبيعي أن تشعر الفتاة بالغيرة، وهذه هي حالنا في روتانا. لماذا نحن ممنوعون من الظهور على أي شاشة غير روتانا بينما شاشة روتانا مشرّعة لكل ما هو آتٍ من خارجها!

- لماذا تعتمد روتانا هذه السياسة التي تروّج لنجوم الشركات الأخرى بينما تَحصر فنانيها على شاشة واحدة؟
يجب أن تطرحي السؤال عليهم.

- أنت معني أكثر منّي بالسؤال؟
سأعطي مثالاً بسيطاً، أصدرت أغنية «حبيتك أنا» باللهجة اللبنانية ولم يكن لها علاقة بأي شيء مصري لا لناحية الكلام ولا اللحن ولا التوزيع، لكنها رغم ذلك حققت نجاحاً قياسياً في مصر قبل نجاحها في لبنان. لكن لو أن حضور تلفزيون روتانا في مصر أقوى، أو أن الأغنية عُرضت على «ميلودي» لكان النجاح أكبر ومضروباً بعشرين مرة، ولكانت الأغنية نالت الجوائز في العام الذي صدرت فيه. تخيّلي أني هذه السنة أنال الجوائز عن «حبيّتك أنا» التي صدرت منذ ثلاث سنوات.

- لماذا لم تلفتوا نظر إدارة الشركة إلى هذه المسألة؟
أنا شخصياً بعيد جداً عن الشكوى، ولهذا فسخت العقد مع روتانا بشكل سلمي.- لكن الشكوى أمرٌ مشروع، وسمعنا في الكواليس أن بعضاً من فناني الشركة إعترضوا على استضافة نجوم من خارج الشركة في برنامج  The Managerمعتبرين أن هذه الإستضافة أتت على حسابهم؟
هذه سياسة غريبة أنا لا أفهمها، وما تقولينه صحيح مئة في المئة كمن وضع إصبعه على الجرح. مشلكة إن تكلّمنا، ومشكلة إن سكتنا، ولا تنسي أني في روتانا منذ حوالي عشر سنوات وأن العاملين فيها هم أصدقاء لي.

- هل تعتبر الشكوى مذلّة؟
كلا، لكني لا أشتكي احتراماً لهذه العلاقة.

- الموضوع لا يقتصر على الكليبات بل يشمل أيضاً البرامج والحفلات والمهرجانات التي تنظّمها روتانا؟
صحيح، و«صحتين على قلبن طبعاً» وهم لا يأخذون من دربنا شيئاً، لكن...

- لكنك جددت عقدك مع روتانا منذ أشهر قليلة، وأبرمت العقد الخاص بإدارة الأعمال. فما الذي استجد؟
في موضوع إدارة الأعمال، يحاولون إيجاد توازن معين من خلال النسبة التي تُقتطع من الحفلات وهذا جيد، ولم أمانع إن كان الهدف مساعدة الشركة في إقامة هذا التوازن. لكن إسم رامي عياش ليس بحاجة إلى قسم إدارة الأعمال خصوصاً أن شقيقي شادي يدير أعمالي بكفاءة منذ 12 سنة وهو «قدّ الحملة وبزيادة». أما اليوم يبدو أننا وصلنا الى طريق مسدود لأني أريد تطوير أعمالي ضمن خطة عمل تؤمن لي الإنتشار، وعدونا بالكثير لكن لم ينفذ شيء، فطلبت فسخ العقد دون مشاكل لأنه في النهاية ما من خلاف شخصي وفعلاً هم أصدقائي. الاختلاف فقط في وجهات النظر.

- ماذا عن ألبومك المقبل؟ متى سيصدر؟
حالياً أنا منشغل بالأغنيات المنفردة ومنها الديو مع أحمد عدوية.

- ألست في مرحلة تجهيز الألبوم؟
طبعاً، وسجلت معظم الأغنيات، وحالياً أسجل أغنيتين، واحدة من ألحاني وأخرى من ألحان جان ماري رياشي.

- نريد بعض التفاصيل.
أتعاون في الألبوم مع سليم عساف كلاماً ولحناً، فضلاً عن تعاون مع رامي جمال وتامر علي ومحمد رفاعي ونزار فرنسيس، ومع سهام الشعشاع بإذن الله، وهناك أغنيات من كلماتي وألحاني.

- مسيرتك الفنية عرفت محطات عديدة كانت بمثابة نقلة موسيقية بالنسبة إليك، منها تجديد قصيدة «الليل يا ليلى» لوديع الصافي، «قلبي مال»، «خلّيني معاك» وديو «بالعكس» الذي كان جديداً من حيث تنفيذه دون آلات كهربائية. هل سيشهد ألبومك المقبل نقلات مماثلة؟
بصراحة كنت أتمنى أن أنفذ كل أغنياتي على طريقة «بالعكس» أي بالعزف الحيّ لأني صرت أكره استعمال الكومبيوتر في الموسيقى والآلات الكهربائية، لكن كنت قد سجلت الأغنيات وهذا لا يعني أني لست سعيداً بها، لكن الألبوم الذي سيلي لاحقاً سيكون دون كومبيوتر. أما عن الألبوم الجديد فإني أتحدّى وجود أغنية تشبه الأخرى في اللحن أو الموضوع أو التوزيع والموسيقى، حتى طريقة أدائي مختلفة حيث أُبرز الجانب الغنائي أكثر وأعطيه مساحة أكبر بعد أن كان التركيز في السابق على توليفة موسيقية راقصة.

- أي ستغنّي الطرب؟
بالفعل هناك أغنيات طربية وأخرى كلاسيكية لم يسبق أن قدّم أحد شيئاً يشبهها. قد لا أستطيع الشرح جيداً، لكن أقول إن الألبوم جديد في كلّ ما للكلمة من معنى. مثلاً ما أقدّمه في الديو مع أحمد عدوية أسلوب لم نسمعه منذ ثلاثين سنة ربما، وكان جميلاً الجمع بين جيلين غنائيين مختلفين. قد أكون أقلّ الناس قدرة على تقديم الطرب من أبناء الجيل الجديد، لكني قادر فقلت لم لا أُبرز الفن الجيد.

- مما لا شك فيه أنك تمتلك الخبرة والصوت الجميل فضلاً عن دراستك الموسيقية والخ... لكن الجمهور العربي تعرّف إليك صغيراً ثم شاباً يقدم الأغنية الإيقاعية الراقصة. هل تشعر بأنه سيصدقك في الغناء الطربي؟
نعم، وقد أكّدت ذلك منذ تقديمي أغنية «حبيتك أنا»، لا بل إن جمهوري هو الذي يطالبني بالإستمرار في هذا الجانب لأني قدمت فناً جميلاً. صدقاً أقول إن حفلاتي تجمع فئات عُمرية مختلفة وهو أمر غريب، إذ تجدين أناساً في الثمانين من العمر وآخرين في الخامسة عشرة... فابن الثمانين يعرف أنه سيسمع الطرب كما أن ابن الخامسة عشرة سيجد طلبه في الأغنيات الراقصة.

- ذكرت أنك غنيّت في ديو «بالعكس» بغير صوتك الحقيقي، كيف تفسر ذلك موسيقياً؟
هذه هي طريقة الغناء الأوبرالي، الراحل بافاروتي مثلاً صوته كان عريضاً جداً في الغناء لكنه لم يكن كذلك عندما يتكلّم. حسين الجسمي أيضاً صوته في الكلام ليس رفيعاً كما يظهر في الغناء. وطبعاً هذه الطريقة ليست سهلة ولا يستطيع أيّ كان تقديمها. كان يجب أن أغني بهذا الشكل في «بالعكس» لأن تنفيذها الموسيقي فرض ذلك إضافة إلى أنها «كاراكتير».

- الأشكال الغنائية في «بالعكس» و«بلغي كلّ مواعيدي»، ألا تثير فيك الحماسة لتقديم عمل مسرحي غنائي؟
كثيراً طبعاً... إن شاء الله سيأتي يوم وأقدّم فيه مسرحية غنائية، لكن برأيي يجب أن يكون النص فكاهياً بنسبة 80 في المئة.

- بعد وفاة منصور الرحباني رحمه الله، هل هناك من هو قادر على تقديم المسرح الغنائي الذي يجمع بين الرقيّ والبساطة والفكاهة والدراما والوطن وغيرها؟
مما لا شكّ فيه أن المدرسة الرحبانية فخرٌ للبنان، وهناك أيضاً مبدعون كثر وأدمغة موهوبة في بلادنا.- هل هي تجد الفرصة؟
للأسف كلا... الفن في لبنان في حاجة إلى إعادة نظر. هل يُعقل أن عملاقاً بحجم وديع الصافي يُعالج في سورية، أي في بلد غير بلدنا!

- لكن صودف أنه تعرّض للأزمة الصحّية عندما كان في سورية، وهذا لا يعني أن لبنان مقصّر في حقّه؟
صحيح، ولكنه عولج هناك في مرات سابقة، هو وغيره من الفنانين اللبنانيين.

- لماذا تضعون اللوم دائماً على الدولة؟ أليس هناك أي مسؤولية على الفنانين؟
نلوم الدولة لأن الفنان لا يجد سنداً يدعمه. تخيلي مثلاً أن الفنان أشرف زكي نقيب الفنانين المصريين والذي أحترمه كثيراً، يطّلع حتى على مشاكل الفنانين الخاصة والعائلية. صحيح أن هذا مجهود فردي منه، لكن لو لم يكن يملك سلطة للسيطرة لما استطاع التصرّف على هذا النحو. هنا يتلهّون بأمور أخرى دائماً كتقسيم الناس إلى فئات وأحزاب وطوائف، والنتيجة مقتل مئات الشبان وضياع مستقبل الآلاف... ورجاء فلنغيّر الموضوع لأنه يثير غضبي... حرام أين الرقابة؟  لبنان قدم الكثير للفن العربي وصورت فيه أضخم وأنجح البرامج الفنية من «سوبر ستار» إلى «اكس فاكتور» و«ستار أكاديمي»، وطبعاً «استوديو الفن» الذي أعتبره أعظم برنامج من نوعه.

- ماذا تذكر من مرحلة «استوديو الفن»؟
بركة الفن صراحة. أوقات عرضه عام 1996 (الدورة التي تخرجت منها) كانت كمن ينفّذ منع تجوّل في شوارع بيروت، لكن دورة عام 2000 كانت ضعيفة.

- مرحلة عام 1996 كانت مهمة لأنها أتت فاصلة بين الجيل القديم وجيل اليوم؟
صحيح، كانت مرحلة خطيرة بالفعل، ونجاح تلك الدورة كان كبيراً جداً وبشهادة كبار النقاد. الفنان إيلي العليا مثلاً قال إن رامي عياش هو الحبة الأخيرة في عنقود الطرب. لهذا تجدين أن من ثبّت نجوميته قد ثبّتها في ذلك الوقت، أما اليوم فمن النادر أن يظهر نجوم جدد. وحدها هيفاء وهبي شكّلت «حالة لحالها» لهذا كانت الوحيدة التي استمرت نجوميتها من بين كل من أتى بعدها، وطبعاً أقصد من بين اللواتي لسن مطربات بالأساس.

- تربطك علاقة صداقة قوية جداً بجان ماري رياشي لكنه لا يوزّع كلّ أغنياتك؟
صحيح، لأن صداقتنا أكبر بكثير من العمل، وأنا أُسمعه كل ما أسجله في الاستوديوهات الأخرى وآخذ رأيه، وهذه الحالة تنطبق أيضاً على صداقتي بالمخرج سعيد الماروق.

- هل من تعاون جديد بينكما؟
أنا أول من امتنع عن تصوير كليب مع سعيد لأنه وعدني بالدخول إلى مجال السينما. طلبت منه ألاّ يصوّر أي كليبات لأنه مخرج مبدع ويجب أن ينطلق باتجاه السينما. ربما لم يجد الفرصة الملائمة بعد لهذا تجدينه يصوّر الكليبات بطريقة السينما وكأنه «عم بيفشّ خلقه بالكليب». لكن لم يعد مطلوباً منه أن يظهر لنا أنه مخرج عظيم لأننا نعرف ذلك، وهو يظلم نفسه صراحة في الكليبات. «حرام عن جدّ» وهو غير ملتزم أحياناً ربما بسبب كونه فناناً حقيقياً لا أعرف. أمنّت له مرة فيلماً مصرياً - لبنانياً لكنه لم يلتزم. سأصوّر معه بالتأكيد أغنية من الألبوم الجديد إذا لم يكن قد دخل بعد في مرحلة السينما وأتمنى أن يوفّق.

- أين أصبح مشروع اللحن الذي تجهّزه للمطربة ميادة الحناوي؟
هو بصدد التحضير. إلتقيتها في سورياً مؤخراً وتحدثنا، وأسمعتها بعضاً من أعمالي فأعجبتها، وأتمنى أن يكون اللحن عند حسن ظنّها. لكني لا أصنّف نفسي ملحناً يبيع الألحان، بل في داخلي ملحن، وأعتقد أنه داخل كل مطرب حقيقي ملحن وإلاّ هو لن يقدّم أي جديد على المسرح بل سيغني كما في الشريط المسجّل ما يسبب الملل لدى الجمهور الذي يحضره الذي سيفضّل حينها شراء «سي دي» بدلاً من دفع مبلغ معين لحضور الحفلة.

- سمعنا أن هناك لحناً لهاني شاكر؟
إن شاء الله، وأحدث ما قدمته كان للمطربة سارة الهاني في أغنية «هيك بتعمل فيّ أنا» من كلمات سليم عساف وتوزيع جان ماري رياشي، وألحان خاصة بي في ألبومي الجديد لأغنيات أعتقد أنها من أجمل ما كتبه سليم.

- تحدثت مرة عن لحن لجورج وسوف؟
صحيح لكننا لم نلتقِ بعد كي أُسمعه إيّاه.

- عبارة «لم نلتقِ» حجة للتهرّب. ما الذي يمنع مثلاً من أن تتصل به وتطلب لقاءه بدلاً من انتظار الصدفة؟
أنا فعلاً أحب الصدف والأغنيات التي تولد في لحظاتها، كما أني لست ملحناً كي أقوم بهذه المهمة. لكن طبعاً لا مانع من الإتصال به إنشاء الله.

- هل سمعت أنه حضّر أغنية لبنانية باللون الجبلي؟
يليق به أن يغنّي أي شيء وأعتقد أن ذلك سيكون رائعاً منه. الكل يعرف مدى محبتي واحترامي له ولفنّه، وصدقيني إن قلت لك إن ما من شيء كسرني في حياتي وآلمني أكثر من حادثتين هما وفاة خالي ودمعة جورج وسوف في كليب «أصعب فراق». صدقاً تعبت عندما شاهدته يبكي وأثرّ فيّ ذلك لأكثر من أسبوعين رغم أني لست صديقه أو ألتقيه كلّ يوم، وربي يشهد على ما أقول. وأنا بالمناسبة أفضّل البقاء بعيداً عن الذين أحبهم.

- بكاء جورج وسوف كان بسبب بعده عن إبنه الذي هاجر. هل يجعلك ذلك تفكّر في شكل مختلف متى قررت الزواج وإنجاب أولاد وأنت فنان؟
أنا أصلاً شديد التمسّك بعائلتي وأتمنى أن أبقى كذلك متى أصبحت أباً.

- ماذا عن الأخبار التي سرت عن نيتك في الزواج قريباً؟
مجرّد شائعات. لكن أكثر ما أزعجني هو بعض العناوين التي كتبت أني لن أتزوّج إلاّ إبنة عائلة. لكن من قال لهم أن من أعرفهنّ لسن من بنات العائلات؟ هذا عيب. كما أن آخرين قالوا إني أنا من أطلق الشائعات على نفسه، كشائعة أني مهدد بالقتل في سورية! أي عاقل سيصدق أني قد أطلق شائعات مماثلة على نفسي خصوصاً أن لي صداقات كثيرة في سورية التي لا أشعر فيها إلاّ بالأمان...

- أخيراً نسألك عن المشروع العالمي مع المغني الأميركي ستينغ الذي حضر حفلك ليلة رأس السنة؟
ستينغ في نظري أسطورة، وكنت سعيداً جداً بحضوره هو وأولاده. أخبروني أنه يحب أغنية «حبيتك أنا» ولا أدري أساساً أين سمعها وفوجئت عندما إُبلغت أنه في لبنان وسيحضر الحفلة، وطبعاً كنت سعيداً جداً. تعرفت إليه وأخبرته عن مدى إعجابي بفنّه لأنه فعلاً أسطورة، كما أنه أثنى على صوتي وتبادلنا أرقام الهاتف على أن نلتقي لاحقاً و«إن شاء الله خير».

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077