تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

يسرا: تعود إلى السينما مع عادل إمام

تعترف بأنها النجمة الأعلى أجراً بين كل نجمات الدراما، وتؤكد أنها تعيش قلقاً دائماً وتخاف من الغد. إنها النجمة يسرا التي تعود إلى السينما مع «الزعيم» وترفض اتهامها بمجاملة إلهام شاهين وتتحدث عن الهاجس الذي كان يقلقها لفترة ما وتخلّصت منه. وتكلمت أيضاً في هذا الحوار عن علاقتها بالنجمات الشابات والشائعة التي تطاردها منذ زواجها...

- البعض اتهمك بمجاملة إلهام شاهين من خلال عضويتك في لجنة تحكيم مهرجان الشرق الأوسط السينمائي والضغط لمنحها جائزة أحسن ممثلة، فما ردّك؟
أولاً أنا كنت عضواً في لجنة التحكيم ولم أكن اللجنة كلها، وثانياً لجنة التحكيم كانت تضمّ سينمائيين من مختلف دول العالم وكل منهم له اسمه وسمعته ولا يمكن أبداً أن يتقبل أحدهم ضغوطاً من الآخر، وثالثاً إلهام حصلت على الجائزة بإجماع لجنة التحكيم ولم يكن هناك أي خلاف على أنها تستحقّها بالفعل، فقد أدت دوراً رائعاً في فيلمها «خلطة فوزية». والذين اتّهموني بمجاملتها بنوا اتهامهم على كلمة «مبروك» التي قلتها لها في حفلة الختام، ولا أعرف ما الذي كانوا يريدون أن أقوله لفنانة صديقة وهي تحصل على جائزة أحسن ممثلة.

- تعودين الى السينما من خلال فيلم جديد مع عادل إمام وآخر أفلامك «عمارة يعقوبيان» كان معه أيضاً، أين الأفلام الخاصة بيسرا؟
العمل مع عادل إمام أمر أفتخر وأسعد به جداً ليس فقط لأننا صديقان ولكن لأن أي دور أقدمه معه هو إضافة كبيرة لي، وليس مهماً أن أكون في فيلم لي بمفردي لكن المهم الحضور من خلال عمل جيد ومحترم وفي دور أحبه وأقتنع به وأنا سعيدة بمشاركة عادل إمام فيلمه الجديد.

- بعد مسلسل «في أيد أمينة» هل تحضرين لعمل آخر لرمضان المقبل؟
هناك بالفعل مسلسل جديد بعنوان «خاص جداً» يقوم المؤلف تامر حبيب بكتابة حلقاته، وفكرته أعجبتني. وأنا متحمّسة لهذا العمل لكنني لا أعرف متى سنبدأ التصوير.

- هل أزعجتك الانتقادات التي تعرض لها مسلسلك الأخير «في أيد أمينة»؟
الانتقادات كلها كانت تركز على كون شخصية «أمينة» شخصية مثالية وهذا غير صحيح، لأن أمينة كانت إنسانة عادية وطبيعية تعرضت للظلم من زوجها، ومن هنا تحاول ألا تكون مقهورة دائماً وتحاول أن تساعد الغير ليحصل على حقه وهي تحارب لتنصر الخير وإذا وجدت نفسها مخطئة ترجع فوراًَ وتعلن عن هذا الخطأ فهذا من وجهة نظري الإنسان الطبيعي وليس المثالي. حتى أن البعض انتقد الصداقة القوية التي كانت تربط أمينة بزملاء العمل، فهذا أيضاً طبيعي من وجهة نظري لأنه لولا وجود الصداقة بين فريق العمل لما أمكن أحداً أن يحقّق النجاح ورغم أنني أهتمّ جداً بالنقد لكن عندما يكون النقد غير صحيح فإنه لا يزعجني أبداً.

- لو كنت صحافية في الواقع وليس على الشاشة فقط ما هو الموضوع الذي تحبين أن تكتبي عنه؟
هناك الكثير من القضايا في مجتمعنا نحتاج إلى من يكتب عنها بجرأة، وبالنسبة إليّ كنت سأختار أحداث انهيار البيوت في منطقة الدويقة لأكتب عنها لأنني أفكر كثيراً في الناس الذين يعيشون في العشوائيات وأصبحوا مشرّدين بلا مأوى بعد انهيار منازلهم، فلو كنت كاتبة صحافية لكتبت عن هؤلاء ومعاناتهم وكنت سأحاول أن أجد بعض الحلول لمشاكلهم.

- تطرحين قضايا في أعمالك مثل الاغتصاب في قضية «رأي عام» وأطفال الشوارع في «أيد أمينة»، هل تعتقدين أن الدراما يمكنها أن تحرك المجتمع؟
عندما قدّمت مسلسل «قضية رأي عام» تعرضت لهجوم شديد ولكن بعدها بفترة وجدت أن الناس أصبح لديهم تأثّر أكبر بالقضية، ولكن ورغم الهجوم الذي تعرضت له أيضاً في مسلسلسي الأخير «في أيد أمينة» أتوقع أيضاً أن يدرك الناس بعد فترة مدى الخطورة التي يواجهها الأطفال في المجتمع لأن لدينا 3 ملايين طفل يعيشون في الشارع، فالدراما تؤثّر في الناس بشكل كبير ولكن ببطء وفي النهاية أنا أحاول أن أرضي نفسي كفنانة.

- هل دورك كسفيرة للأمم المتحدة جعلك تهتمين بتقديم نوعية معينة من القضايا في أعمالك؟
تقديمي لأعمال مثل «قضية رأي عام» و«في أيد أمينة» ليس بسبب كوني سفيرة وإنما لأنني فنانة أهتم جداً بقضايا المجتمع الذي أعيشه، والدليل أنني من قبل اختياري كسفيرة وأنا أهتم بوجود قضايا جريئة في أعمالي وربما هذا كان أحد أسباب اختياري كسفيرة.

- بعد نجاح مسلسل «قضية رأي عام» عملت مع فريق العمل نفسه تقريباً «في أيد أمينة» فهل هذا هو استثمار للنجاح؟
عملي مع المخرج محمد عزيزية في المسلسلين يرجع إلى أنه مخرج عبقري وذو مكانة فنية كبيرة، وأنا أعترف أنني ارتحت كثيراً في العمل معه في «في أيد أمينة» لأنه أصبح لدي ثقة كبيرة به. وأما عن جهة الإنتاج فشركة مثل «العدل غروب» لها اسمها الكبير تتيح للفنانين الذين يتعاملون معها كل سبل الراحة وتوفّر لهم كل متطلباتهم ولا تبخل على أعمالهم، هذا يشجعني على أن أظل معهم وأنا سعيدة جداً بأننا كونّا فريق عمل وبما أننا نجحنا معاً في رمضان الماضي فلماذا لا نستثمر هذا النجاح مرة أخرى.

- هل صحيح أنك الأعلى أجراً في الدراما التلفزيونية الآن؟
نعم هذا صحيح وهذا ليس بسبب مبالغتي في الأجر ولكن بسبب نجاحاتي، فنجومية الفنان هي وحدها التي تحدّد أجره وإذا كان الفنان لا يساوي الأجر الذي يطلبه فلن يدفعه له المنتج وأنا لا أبالغ في أجري كما أنني لا أحدّده أو أشترط أن يكون أجري مرتفعاً، ولكن نجاح أعمالي هو الذي يحدّد لي نسبة الأجر وأنا من حقي أن أحصل على أجر يوازي النجاح الذي أحقّقه، وهذا حقّ من حقوق الفنانين وليس منحة مقدّمة لهم. ولا أعرف لماذا يتحدّث الناس كثيراً عن أجور الفنانين ولكني أعلنها أنني الأعلى أجراً وهذا لم أصل إليه من فراغ ولكن بعد جهد وتعب فهو شيء طبيعي أصل له بعد مشوار طويل.

- لماذا نجحت الدراما التركية مع جمهورنا العربي؟
رغم أنني لم أشاهد أي من هذه المسلسلات التركية فإنها نوعية جديدة من المسلسلات وكل شيء جديد يكون له بريق خاص وأعتقد أن هذه المسلسلات نجحت ولاقت هذا الإقبال الجماهيري لأن الجمهور كان متعطشاً لقصص الحب الجميلة، كما أن عدد الحلقات الكثيرة التي تتخطى 100 حلقة جعل الناس يعيشون معهم ويشعرون بأنهم أصبحوا فرداً من هذه الأسرة، ومن هنا جاء النجاح لأن الجمهور كان ينتظر كل يوم ليرى ما سيحدث، وكان هناك تشويق لدى الناس حتى تصل إلى النهاية وهذا ما جعل الجمهور يتابع هذه المسلسلات من البداية إلى النهاية.

- هل وجودك كل عام تلفزيونياً أثر على وجودك في السينما؟
كنت من أوائل النجوم الذين كسروا هذه القاعدة التي تقول إن التلفزيون يحرق نجم السينما فلم يعد هناك ممثل سينمائي فقط أو تلفزيوني فقط، والدليل هو نجاحي في التلفزيون مثلما نجحت في السينما. وأنا كنت سعيدة جداً بدخول هند صبري وغادة عادل التلفزيون، وقدمتا أدواراً جميلة جداً وأنا أشجع النجوم أن يخوضوا تجربة التلفزيون وأعتقد أنهم سينجحون فيها لأن لكل منهم بريقاً خاصاً.

 

- هل صحيح أن جيل الشباب سحب بساط السينما منكن؟
هذا كلام غير صحيح وعن نفسي أنا علاقتي بمعظم الفنانات الشابات جيدة ومعظمهن شاركني أعمالي سواء كانت سينمائية أو تلفزيونية فمثلاً ميّ عز الدين نجحت وتألقت معي في مسلسل «أين قلبي»، كذلك منة فضالي بدأت معي في هذا المسلسل بدور صغير. أذكر أيضاً منى زكي عملت معي في فيلم «دم الغزال»، ولهذا أقول إن كلمة «صراع بين الأجيال» هذه ليس لها أساس.

- ولكن البعض يردّد أن العمر الافتراضي لجيلكم انتهى؟
وماذا تعني كلمة عمر افتراضي؟ هل نحن سلعة؟ لا طبعاً، أنا لا أوافق على هذا الكلام وأعتبره «كلاماً فارغاً» لأن الفنان الحقيقي يظل قادراً على العطاء حتى آخر يوم في حياته وجميعنا نذكر فنانين كباراً أعطوا فنهم كل حياتهم وظلّوا يعملون حتى آخر العمر، منهم أمينة رزق ويوسف وهبي وأحمد زكي وهو مثال على قدرة الفنان الحقيقي الذي ظل يصارع المرض وقدم آخر أعماله فيلم «حليم»، هذا هو المعنى الحقيقي للفنان وهذه الأمثال تنفي تماماً كلمة العمر الافتراضي للفنان.

- ما الذي يميّز جيل يسرا عن غيره؟
جيلنا كان محظوظاً جداً لأننا تقابلنا مع الجيل الذي يسبقنا، فهم علمونا أشياء كثيرة وأضافوا إلينا، فأنا عن نفسي تعاملت مع كثير من النجوم العمالقة منهم نجلاء فتحي وشادية وسعاد حسني فهن رموز للفن الجميل.

- هل تفكرين في الاعتزال يوماً؟
لو لم يصبح لديّ أي شيء أقدّمه وأصحبت غير قادرة على تقديم شيء جديد سأفكر في الاعتزال، ولكني أعلنها «لن أعتزل بسهولة» لأن الفن رسالة وأنا مؤمنة برسالتي التي أقدمها من خلال فني وأعرف كيف أؤدّي عملي. وأعلم أن هناك وقتاً ستنسحب الأضواء من حولي مثلما حدث مع غيري لأني مؤمنة بأنها إذا دامت لغيري ستدوم لي أيضاً.

- تردّد أنك ستقدمين مسرحية مع محمد هنيدي لكنها لم تخرج إلى النور فما السبب؟
بالفعل كان هناك مشروع مسرحية تعطل لظروف خارجة عن إرادتنا. وبعدها انشغل كل منا. وأتمنى أن تسمح الظروف بتقديمها خصوصاً أنني أحب المسرح، لكن العمل المسرحي عادة يكون خلال شهور الصيف وشهر رمضان في الأعوام المقبلة سيكون في الصيف، وهي مشكلة للمسرح عموماً.

- هل هناك أعمال تسقطينها من حساباتك؟
في بداياتي، ومثل أي فنانة، كان لابد أن أكثر الوجود. ولهذا قبلت بعض الأدوار بهدف الانتشار، وإذا عاد بي الزمان مرة أخرى إلى الوراء كنت رفضتها. ولكنني ألتمس العذر لنفسي لأنني عندما كنت في البداية لم تكن عندي الخبرة والنضج لأحكم بشكل جيد على الأدوار.

- من ينافس يسرا؟
لا أحب المنافسة ولا أعرف إذا كان هناك من ينافسني أم لا، ولكني أنافس نفسي لأنني أقدم في كل مرة عملاً ينافس الذي سبقه ولا يهمني من سيكون الأول أو الثاني لأن هذا الترتيب لا يمكن أن أضعه أنا، ولكن الجمهور وحده هو الذي يحدّد الترتيب بين الأعمال.

- متى تشعرين بأن الدنيا تضحك لك؟
لا أعطي أماناً للدنيا لأنه لا يوجد شيء مضمون، وفي معظم الأحيان أشعر بأن فرحتي ناقصة. ولكن أستطيع أن أقول إنني أشعر بأن الدنيا تضحك إذا أنجزت في عملي وحققت طموحاتي. عموماً أخاف من الغد وأعيش في حالة من القلق الدائم.

- هل التقدم في العمر يشكّل هاجساً في حياة يسرا؟
في الماضي كنت أفكر في التقدم في العمر واحتمال أن يكون شكّل لي هاجساً في بعض الأوقات، لكن الآن لم أعد أهتمّ بتقدمي في العمر إلا لهدف معين أن أستمتع بكل لحظة في حياتي وأن أقدم أعمالاً تناسبني. فأنا شخصية راضية جداً وأحمد الله على أن في داخلي إحساساً جميلاً يجعلني أتقبّل نفسي في كل يوم يمرّ عليّ. وهذا الاقتناع توصّلت إليه بعدما شاهدت نفسي في فيلم «اسكندرية نيويورك» عندما كنت أضع ماكياج سيدة متقدمة في العمر.

- هناك شائعات عن انفصالك عن زوجك فما مدى صحّة هذا الكلام؟
كل فترة تخرج علينا بعض الشائعات، فلم أعد ألتفت إلى هذا الكلام لأنه كما قلت شائعات. لا أعرف من وراء هذه الشائعة وحكاية انفصالي عن زوجي خالد لم تتوقف من بداية زواجي وارتباطي به. أحب أن أؤكد أن علاقتي بخالد أحسن ما يكون وحياتنا الزوجية مستقرة.

- لماذا لا تظهران معاً في الحفلات؟
خالد بطبعه لا يحب الأضواء ولهذا ظهورنا مع بعضنا قليل. وربما هذا هو سبب في الشائعات التي تلاحقنا، وليس بالضرورة أن يكون معي في كل مكان أذهب إليه حتى ننفي عن أنفسنا هذه الشائعات.

- هل تفتقدين الأمومة؟
كل شىء قسمة ونصيب وأنا مؤمنة بما كتبه الله لي وراضية بنصيبي، ولهذا أهم شيء أن يوجد رضا نفسي في داخلنا. وأحمد الله أن زوجي لم يشعرني يوماً بأنني محرومة من الأمومة، وأعيش أمومتي مع زوجي وكل من حولي من داخل الوسط الفني ومن خارجه.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080