تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

طارق العلي: في أول حديث بعد تعيينه مدير للعلاقات العامة لنقابة الفنانين

نجم من نجوم الكوميديا سطع في سماء المسرح الكويتي. له أسلوبه الخاص ومدرسته المتفرّدة التي انضمّ إليها وتخرّج منها  العديد من الممثلين الشباب. هو الفنان طارق العلي الذي يتمتّع بحضور فني طاغ في المنوعات، ليس في الكويت فحسب بل في منطقة الخليج. عُيّن أخيراً مديراً للعلاقات العامة في نقابة الفنانين والإعلاميين الكويتية التي اشهرت منذ أسبوع فقط بعد انتظار دام أكثر من 40عاماً.

بدا الإرتياح عليه حين بدأ حديثه بالقول: «أخيراً تحقّق الحلم الذي كنا نسعى لتحقيقه، وهو إنشاء نقابة تحمي حقوق الفنانين المسلوبة وتردع كل من يتطاول على سمعة الفن الكويتي. نحن في النقابة سنكون صوت من لا صوت له، وسوف نقف بجانب المظلوم ونحارب من يحاول أن يتطاول على سمعة مجتمعنا ويشوّه صورته من خلال عرض قصص من نسج الخيال في أعمالهم. وسوف نمنع كل فنانة خليجية لا تحترم سمعتها وفنها في الإساءة إلى الفن الكويتي والخليجي بعد كثرة الحوادث المشبوهة. كذلك سيكون هناك معاملة خاصة جداً ومميزة للرعيل الأول وسوف يعفون من كل رسوم النقابة تقديراً لمسيرتهم الفنية. وقريباً سنكشف تفاصيل أكثر عن دور النقابة وما ستقدّمه للفنانين والإعلاميين الكويتيين. وأيضاً ترحب النقابة بكل المبدعين في مختلف المجالات الفنية وسوف تحتضن فنانينا من الشباب ومن مختلف الجنسيات.

- كيف ترصد أصداء أعمالك؟
من خلال الجمهور وبعض الأصدقاء الذين لا يجاملونني في نقد أعمالي، وكذلك الصحافة.

- ما رأيك في بعض الأقلام الصحافية التي تكون سنداً وعوناً لفنان على حساب آخر؟
هناك توجه لاحظته أخيراً في بعض المطبوعات التي تمتلك قنوات فضائية بأنها تدعم برامجها ومسلسلاتها التي تعرض  على شاشاتها. مثلاً جريدة «الراي» تدعم أعمال وبرامج قناة «الراي». كذلك الحال في جريدة «الوطن» التي  تسخر كل الدعم والتغطية لما يعرض عبر قناتها. وهذا شيء طيب. لكن في الوقت نفسه نجد أنه من الصعب جداً لصفحاتهم الفنية أن تنتقد هذه الأعمال حتى وإن كانت متواضعة.
في المقابل، هناك مطبوعات ليست محسوبة على أحد تنتقد الأعمال بشكل بناء دون تأثيرات خارجية. وأنا أحترم كل الصحافة ودائماً أثني على النقد الموضوعي الذي يساهم في رفع  مستوى العمل ويرتقي بأداء الفنان، لكني ضد التجريح والنقد لمجرّد الانتقاد.

- كيف وجدت تجربتك الإذاعية بعدما أمضيت أشهراً مع محطة «المارينا أف أم» مذيعاً ولماذا لم تجدّد العقد معهم؟
تجربة رائعة جداً قربتني كثيراً من المستمعين واستفدت كثيراً منها. لكن مع ذلك وللأمانة لا أنسى فضل تلفزيون وإذاعة «الكويت» عليّ لأن تجربتي الأولى كانت هناك من خلال تقديمي بعض البرامج كمذيع. أما سبب عدم تجديد العمل مع «المارينا» فيعود إلى فتح المجال لآخرين وحتى لا أحرق نفسي، بالإضافة إلى كثرة مشاغلي وارتباطاتي. وعبر مجلتكم أشكر كل القائمين على هذه المحطة المتميزة التي أثبتت جدارتها بفترة قياسية.

- ما سرّ إصرارك على مشاركة الممثلة هيا الشعيبي في كل أعمالك الفنية؟
أرتاح جداً إلى العمل معها وأعتبرها دلوعتي خصوصاً أنه تربطني بها لغة مشتركة على خشبة المسرح، لذلك من الصعب جداً أن أتنازل عن وجودها في كل عمل أقدمه.

- نلاحظ قلّة عدد الكوميديات في الساحة الخليجية خاصة على خشبة المسرح باستثناء انتصار الشراح ومنى شداد؟
وجود العنصر النسائي في الساحة الفنية قليل جداً خاصة الكوميديات. وبصراحة لا أعرف السبب الحقيقي لذلك. لكن إذا قارنا نجد أن العدد الكبير من الممثلات موجود في الدراما ولهن حضور مميز عكس ما يعانيه المسرح من شح، ربما لأن المسرح يتطلّب جهداً إضافياً وحضوراً يومياً.

- لماذا تفضّل دائماً المسرح على التلفزيون؟
لأن المسرح روح وحياة وتبادل ردود فعل على الفور. وفيه يتفاعل معي الجمهور بالفرح والحزن. أما في التلفزيون فمهما أعطيت يبقى جهازاً جامداً.

- لكن بعض الفنانين يتهمون المسرح بأنه في حالة غيبوبة تامة ولم يعد لدينا مسرح؟
أتمنى من الفنانين الذين لا يقدمون مسرحاً بالأساس ألا يتكلموا عليه ويقدّموا نظرياتهم في الهواء. أنا أحب أن أسمع هذا الكلام من نجوم المسرح أمثال عبد الحسين عبد الرضا وعبد العزيز المسلم وأحمد جوهر وغيرهم، لأن هؤلاء نجوم ومنتجون مسرح ويعرفون جيداً دهاليزه وخباياه . أما غيرهم فأنا أردّ عليه بأن المسرح في أحسن أحواله بل يلبّي حاجات رواده بالكامل ويقدم عروضه لمختلف فئات المجتمع.- ما تفسيرك لهذا الهجوم على المسرح ونجومه؟
أعتبره حسداً وغيرة. فنجوم المسرح مازالوا في كامل عطائهم ويبذلون مجهوداً مضاعفاً لتقديم أعمال مميزة.

- ذكر المنتج والفنان أحمد جوهر أن المسرح لم يعد يجلب همة لذلك اعتزل المسرح. ما هو ردّك؟
مع إحترامي لزميلي أحمد جوهر أرى أن كلامه ليس دقيقاً، فإذا كان لديه خلل ما فهذا شيء خاص به. والمسرح لم يمت بل في حال انتعاش دائم بدليل استمرار عروضي وعروض زميلي عبد العزيز المسلم وغيرنا.

- ماذا تتمنى للفنان مستقبلاً؟
أن يمنح حصانة سياسية لأنه سفير يمثل البلد من خلال أعماله الفنية.

- ألا تخشى من أن يسيء استخدامها؟
لا، لأنه مع الأسف بعض النواب في مجلس الأمة يسيئون استخدامها. وعلى فكرة الفنان مسكين لعدم وجود جهة تدعمه وتحميه، لكن مع إشهار نقابة الفنانين والإعلاميين فإنها ستكون الصوت لمن لا صوته له.

- كيف تقاس النجومية في الوقت الراهن؟
يعتمد! هناك نجوم شباك مسرح ليسوا بالضرورة نجوم تلفزيون والعكس صحيح، كذلك ثمّة فنانون شباب بعد احتكاكهم الدائم  بالنجوم أصبحوا نجوماً ونالوا الفرصة التي ينتظرونها.

-معروف عنك  تعبير «مدرسة فنية» بعد أن تخرّج العديد من النجوم الشباب بدعم منك. حدّثنا عن ذلك؟
الحمد الله وبلا غرور، أنا وشريكي عيسى العلوي ندعم المواهب الشابة وأبوابنا دائماً مفتوحة للكل. ومعروف عني بأني «أفرش» للشباب على المسرح مساحات وأعطيهم حقهم، لكن أزعل كثيراً عندما ينضمّون إلى مجموعات فنية أخرى بعدما تعبت في صنع نجوميتهم فيذهبون على الجاهز لغيري وهذا شيء يقهر. وبالمناسبة أعتبر المنتجة فجر السعيد صانعة للنجوم وتعرف جيداً كيف تسوّق نجومها.

- لاحظنا في بعض الأعمال التلفزيونية الأخيرة أن أسماء فنانين شباب تسبق أسماء نجوم كبار في «تتر» المقدمة  ما هو تفسيرك؟
هذا يعتمد على العرض والطلب ودوافع الدعاية والتسويق للعمل. فأنا شخصياً عملت في أعمال تلفزيونية اسمي سبق فيها أسماء نجوم كبار لأن الجهة الإنتاجية رأت أن اسمي يسوّق العمل أكثر ويجذب المشاهدين. هذا ليس انتقاصاً من نجوميتهم وفنّهم ومشوارهم الفني بل نحترمه بلا شك، لكن كما تعلم اليوم الدعاية والإعلان من شروط السوق وأصبحت مراعاتهما ضرورة للنجاح ولوصول أي عمل فني للجمهور.

- ما سرّ تحول الكثير من الممثلين إلى منتجين حتى لم يعد لدينا ممثلون متفرّغون؟
أنا واحد من هؤلاء أصبحت منتجاً وأعتبرها فرصة والباب مفتوح على مصراعيه للجميع مادام لديك فلوس ونص جيد وجهة مسوّقة للعمل وعلاقات طيبة مع مسؤولي الفضائيات. الجيد يفرض نفسه، والحكم للجمهور.

- على ذكر الجمهور، كيف تفسّر الهوس بالمسلسلات التركية على الفضائيات الخليجية؟
جمهورنا يفتقد كثيراً الرومانسية والحبّ فنجد هذا القبول اللا محدود للأعمال التركية التي تقدّم هذه القصص التي تدور في إطار إجتماعي وعائلي. وأنا شخصياً وجدت زوجتي تتابع هذه المسلسلات، لكن لا ننسى أنه سبقت هذه الأعمال التركية أعمال مكسيكية مدبلجة أيضا كان لها متابعون بشغف. صدّقوني لو يظهر علينا عمل هندي مدبلج سيتّجه المشاهدون نحوه رغم أن هذه الأعمال لا تمثّلنا كعرب وخليجيين، وعاداتهم وقيمهم تختلف عنا وبعيدة منا. وأنا أعتبرها موضة سريعة الزوال.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079