تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

نيكولا معوض: فيلم "ماكو" تجربة فريدة من نوعها في العالم العربي

نيكولا معوض

نيكولا معوض

يعيش الممثل اللبناني نيكولا معوض صدى نجاحه في مصر، فهو الذي دخل إلى هوليوود الشرق منذ ثلاث سنوات تحت مظلة الفنان الكبير يحيى الفخراني في مسلسل "ونوس" وصولاً اليوم إلى دوره في مسلسل "بلا دليل" الذي حقق نجاحاً كبيراً. شارك معوض في فيلم أميركي يتناول حياة النبي إبراهيم، كما ينشغل هذه الفترة بتصوير فيلمه السينمائي الأول في مصر بعنوان "ماكو"، فماذا يقول نيكولا معوض عن كل هذه الأعمال في هذا الحوار؟


- ما هو دورك في فيلم "ماكو" الذي تنشغل في تصويره هذه الفترة؟

فيلم "ماكو" في رأيي مميز جداً إذ تدور معظم أحداثه في أعماق البحر، وأعتبر أن هذا الفيلم تجربة فريدة من نوعها في العالم العربي.

- حدّثنا عن تفاصيل دورك في هذا الفيلم؟

ألعب دور مدير التصوير والمخرج "شريف ناهي" الذي يصوّر في خلال الأحداث فيلماً عن "عبّارة سالم إكسبرس" التي غرقت في البحر، وهذا المخرج يكون متزوجاً من المخرجة "رنا"، وتؤدي دورها الممثلة المصرية بسمة، ورغم الحب الذي يجمعهما، تتسلل المنافسة في العمل الى علاقتهما لأنهما يعملان في مجال واحد.

- من يشارك في بطولة الفيلم؟

يشارك في بطولة الفيلم كلٌ من الممثلة ناهد السباعي ومنذر رياحنة ومحمد مهران وسارة الشامي وعمرو وهبة، أما ضيف الشرف فهو الممثل التركي مراد يلدريم. والفيلم من تأليف أحمد حلمي، وإخراج محمد هشام الرشيدي، وإنتاج Pyramids production (محمد الشريف).

- ألم يزعجك أن دورك قبل أن تؤديه كان معروضاً على الممثل قصي الخولي؟

لا، لم أنزعج أبداً، وأرى أن من الطبيعي أن يحدث هذا الأمر في الوسط الفني إذ سبق وعُرضت عليّ أعمال فنية واعتذرت عنها لأسباب معينة فذهبت إلى غيري.

- هل تعتبر فيلم "ماكو" خطوة كبيرة لك في مصر، وتحديداً في عالم السينما؟

نعم، وبصراحة عُرض عليّ في السابق الكثير من الأفلام السينمائية، لكنني رفضتها إذ كنت أطمح إلى فيلم مختلف وجديد إلى أن عُرض عليّ سيناريو فيلم "ماكو"، وفي طبيعة الحال أنا أحبّ البحر والسباحة في مياهه، وقد تعلّمت الغطس لأتمكن من تصوير مشاهدي باحتراف.

- لماذا وُزّع تصوير الفيلم بين تركيا، مصر وروسيا؟

القسم الأكبر من الفيلم تم تصويره في مصر، وهناك عدد من المشاهد صُوّرت في تركيا وأخرى في روسيا، بما يتناسب مع أحداث العمل، وإن شاء الله سيُعرض الفيلم بداية موسم الصيف المقبل.

- كنتَ مشغولاً أيضاً بتصوير مسلسل "العودة" في لبنان، ماذا تخبرنا عن هذ العمل؟

مسلسل "العودة" من إنتاج شركة "إيغل فيلمز"، وسيُعرض على شاشة mbc4، وتشاركني بطولته دانييلا رحمة، وهو مؤلف من 30 حلقة، وأعتقد أنه سيُعرض في شباط/ فبراير 2020.

- ما هو دورك في "العودة"؟

أؤدي في هذا المسلسل شخصية المحقق "كريم معلوف" الذي يشعر بذنب تجاه جريمة قتل طفلة لم يستطع إيجاد قاتلها، وتتوالى الجرائم التي يعتبرها الآخرون انتحاراً، بينما يكون "كريم" مقتنعاً بأنها جرائم قتل. والعمل من كتابة رائد بو عجرم، معالجة درامية لطارق سويد، واخراج إيلي سمعان.

- من الواضح أنك تسعى لتقديم أعمال درامية عدة خارج السباق الدرامي الرمضاني...

قدّمت عدداً من الأعمال المصرية والتي تزامن عرضها مع شهر رمضان، كما عُرض لي مسلسلا "الحب الحقيقي" و"الباشا" خلال شهر الصوم في السنوات الماضية، لكن صدقاً أنا لا أهتم بتوقيت عرض أي عمل أشارك فيه، لأن الدور الجيد أسعى لتقديمه بغض النظر عن تحديد وقت عرضه، ونجاح مسلسل "سابع جار" في مصر، والمؤلف من 90 حلقة شجّعني على خوض غمار أي تجربة أيّاً كان الشهر الذي يُعرض فيه العمل.

- هل ستشارك في الجزء الثاني من مسلسل "الباشا"؟

دار حديث بيني وبين منتج العمل الأستاذ مروان حداد في هذا الخصوص، لكنني لم أحسم بعد مشاركتي في "الباشا 2" رغم أنني أحببت دوري فيه.

- عُرض لك منذ فترة المسلسل المصري "بلا دليل"، ماذا تقول عنه؟

أحببت كثيراً دوري في مسلسل "بلا دليل"، والأصداء حوله كانت إيجابية جداً. وهذا العمل من بطولة درة التونسية وخالد سليم وغيرهما، وهو من إخراج منال الصيفي التي أصرّت على زيادة عدد مشاهدي في المسلسل بعدما شاهدت أدائي المُقنع في أثناء التصوير.

- خضعت لتجربة تصوير فيلم أميركي يتناول حياة النبي إبراهيم بعنوان His Only Son. ماذا عن تفاصيل هذا العمل وكيف عُرض عليك؟

بدأت التحضيرات للفيلم قبل عامين، وكان صنّاعه قد اختاروا جميع الممثلين للأدوار كافة ما عدا دور النبي إبراهيم. في البداية اجروا Casting في أميركا ومن ثم قرروا البحث عن الممثل المناسب للدور خارجها واستعانوا بـ Art Quest الذي يضع فيه الممثل عادة معلومات عنه وعن أعماله وأدواره وصوره، ثم بعثوا لي برسالة عبر الإيميل على هذا الموقع في آخر تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2018 وسألوني عن إمكانية قبولي الخضوع لاختبار للدور Online ثم أرفقوا الرسالة بنسخة عن النص، وبعدما تحدثت مع المخرج، وافقت على العرض فأرسلوا لي مشهداً من الفيلم فصوّرته ورددته إليهم. بعد ثلاثة أيام، عاودوا التواصل معي وطلبوا مني السفر إلى أميركا لإجراء اختبار ثانٍ في موقع التصوير بالماكياج والملابس الخاصة بالشخصية، إلا أنني لم أكن أملك الفيزا الأميركية، فاتصلوا بالسفارة الأميركية في لبنان وحصلت عليها في اليوم التالي وسافرت وخضعت هناك إلى الاختبار الثاني وأخبروني أنهم يريدونني للدور، ولكن المشكلة أنني لم أكن أملك فيزا عمل لكي أباشر بالتصوير، فقالوا إنهم سيؤمّنون لي واحدة ولكنهم لن يوقّعوا معي عقداً على الفيلم إلا بعد حصولي عليها، وتحقق هذا الأمر بعد أربعة أشهر، فوقّعنا العقد وباشرت التصوير.

- كيف عشت فترة الانتظار تلك؟

هم أرجأوا التصوير من أجلي وكان من المفترض أن يباشروا به مطلع العام 2019. لا أنكر أنني شعرت ببعض القلق وقلت ربما يتراجعون عن الفكرة ولن ينهمكوا بتأمين إجازة عمل لي، لأن خيار التعاون مع ممثل عربي لم يكن وارداً عندهم في البداية.

- هل تؤدي شخصية النبي إبراهيم كما نعرفها؟

طبعاً، وكنت حريصاً على الحصول على السيناريو كاملاً قبل بداية التصوير لكي أطّلع على أدقّ التفاصيل، وإن شاء الله سيُعرض هذا العمل في نيسان/ أبريل 2020.

- عملك في هوليوود، هل جعل طموحك كبيراً؟

لست من الأشخاص الذين يحلمون كثيراً، بل أنا واقعي جداً ونسيت أنني صوّرت فيلماً في هوليوود، ولا أعرف ما هي العروض التي يمكن أن تأتيني من بعده. أنا سعيد وراضٍ عن الأعمال التي شاركت فيها، سواء في مصر أو لبنان.

- كيف كانت ردود فعل زملائك في الوسط الفني بعد إعلانك المشاركة في فيلم من إنتاج هوليوود؟

البعض فرح كثيراً وهنّأني من قلبه، والبعض الآخر تجاهل الأمر وكأن ليس لديه أدنى فكرة عن الموضوع، ولكنني لم أتأثر وقناعتي كبيرة، وهذا حصل معي أيضاً عندما عملت في مصر، إلا أنني لا أهتم لهذا الأمر، وإنما أحبّ أن يبادر زملائي الى تهنئتي لأنني أفرح كثيراً لغيري عندما يرتبطون بأعمال جديدة. للأسف، تعلّمت في مصر أكثر مما تعلّمت في لبنان. المصريون يتحلّون بثقافة التهنئة، وهذه الثقافة مفقودة الى حد ما في لبنان، وإن كان البعض قد تحمّس لي أكثر من حماستي أنا لنفسي.

- كيف تنظر إلى الاحترافية بين التصوير في هوليوود ومصر ولبنان؟

حتماً في هوليوود تُنفّذ الأعمال السينمائية باحترافية عالية، وفي المرتبة الثانية تأتي مصر لأن لديهم صناعة متطورة في مجال الدراما التلفزيونية والسينمائية، وفي المرتبة الثالثة يجيء لبنان.

- ما هي مكامن الضعف في الدراما اللبنانية؟

هناك مكامن ضعف في أكثر من جهة، منها الإنتاج والإخراج والتمثيل والنصوص إذ نحتاج إلى المزيد من الاحترافية كي تحظى أعمالنا بالمشاهدة في العالم العربي، علماً أن هذه الأعمال بدأت منذ ثلاث سنوات تدخل الى البيوت العربية، وذلك بفضل شركات الإنتاج الضخمة التي تجهد لتقديم صورة مشرّفة عن الفن اللبناني، وأهمها "إيغل فيلمز" و"شركة صبّاح إخوان".

- تعرّض الممثل التونسي ظافر العابدين إلى هجوم كبير واتُّهم بعدم إتقانه اللهجة اللبنانية في مسلسل "عروس بيروت"، هل ترى أن العابدين كان دخيلاً على الدراما اللبنانية؟

أبداً، ولماذا ننظر الى الأمور من هذه الزاوية؟! أنا أُحيي النجم ظافر العابدين على تجربته وأشدّ على يديه، لأنني حين بدأت التمثيل في مصر باللهجة المصرية لم أتعرّض لأي هجوم، وقد أقمتُ في مصر لفترة طويلة كي أتعلّم اللهجة المصرية وأُتقن مفرداتها.

- هل زواجك بات قريباً؟

لا، علاقتي بخطيبتي انتهت وانفصلنا عن بعضنا لكننا لا نزال صديقين.

- وما هي أسباب الانفصال؟

لا يمكن أي إنسانة أن تتحمّل طبيعة عملي، فسفري المستمر وعدم استقراري في بلد واحد أديا الى انفصالنا، وأنا أتمنى لها كل الخير.

- لنعد قليلاً الى الوراء، كيف دخلت إلى عالم الأضواء والشهرة؟

درست الهندسة في الجامعة اللبنانية، لكنني بدأت العمل كمقدّم برامج شبابية في عام 2010 من خلال برنامج "روتانا كافيه" على قناة "روتانا موسيقى"، وشاركت في إخراج عدد من البرامج التلفزيونية، أما انطلاقتي في التمثيل فكانت من خلال مسلسلات عربية مشتركة حققت نجاحاً في العالم العربي.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079