تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

الفنانة صفاء رقماني: لست على استعداد لتغيير أسلوب حياتي!

فنانة ذات مواهب وطموحات متعدّدة. تبحث عن أدوار تستفز دواخلها المكتنزة بالكثير كما تقول، وترافقها أحلام لتترك البصمة الفنية الخاصة التي لا تنسى. وبالإضافة إلى موهبتها في التمثيل، فإن للفنانة صفاء رقماني مواهب أخرى في تصميم الملابس والإكسسوارات، إلى جانب حبها وسعيها لعمل فني يقوم على الرقص التعبيري الذي تجده من أرقى الفنون. ولا ننسى صوتها الجميل الذي لم تشأ أن تخرج به إلى الناس رغم تشجيع من حولها. التقينا صفاء رقماني وكان الحديث عن أعمالها الفنية وأحلامها وطموحاتها وأمور أخرى تخص حياتها بشكل عام. والبداية كانت من آخر أعمالها...

- سمعنا عن عمل خليجي جديد. ماذا عنه؟ 
دوري في العمل الخليجي «رصاصة رحمة» هو دور بطولة مطلقة. والعمل من إخراج ميز الزعبي، وهو من الأدوار الجميلة والجديدة على الدراما الخليجة. ويشاركني فيه عدد من أهم فناني الخليج. أحب الأعمال الدرامية المشتركة كونها تُكسب الفنان خبرات فنية جديدة.

- كثيرة هي الأعمال الخليجية والأردنية التي عملت فيها، هل السبب قلة مشاركاتك في الدراما السورية أم ماذا؟ 
عملت في عمّان، الكويت، وليبيا، لكن تبقى الأعمال التي شاركت فيها في سورية أهم وأكثر بكثير، وأعتقد أن قلّة مشاركاتي أمر لمصلحتي حتى لا أكون ثقيلة على المشاهدين من خلال ظهوري الكثيف في كل الأعمال.

- ما أهم تلك الأعمال العربية التي شاركت فيها؟
من أهم تلك الأعمال مسلسل «أوراق الوراق» عن شخصية الجاحظ، ومسلسل «العدول» في عمان، وشاركت أيضاً في أعمال بدوية وأهمها العمل الأخير «رصاصة الرحمة»، فهو عمل متكامل من نواحي النص والعناصر الفنية ودوري في العمل.

- بعد هذه المشاركات العديدة في الأعمال العربية، هل تحلمين بفرصة عمل مصرية؟

لا أحلم بذلك، لكن لا مانع لديّ من العمل في مصر إذا عرضت عليّ فرصة مناسبة، وأحلم بالكثير في عملي وخاصة بأدوار وشخصيات تصنع لي بصمتي الخاصة. وأتمنى أن تكون دائرة هذا الحلم في بلدي سورية وأن تتحقّق هذه الأدوار عبر الدراما السورية رغم أني أرى أن التجارب المشتركة جيدة بالنسبة إلى أي فنان، فهي تصنع أشياء جميلة للروح وتعطي الكثير على الصعيدين النفسي والمهني.

- هل هي المرة الأولى التي تعملين فيها تحت إدارة المخرج يوسف رزق في مسلسل «الخط الأحمر»، وكيف وجدت العمل معه؟ 
هي المرة الأولى التي أعمل فيها تحت إدارة المخرج يوسف رزق. أما العمل الثاني فهو «سفر الحجارة» الذي يتناول القضية الفلسطينية وهو من تأليف هاني السعدي، أجسّد في العمل دور فتاة يهودية مهمّتها الإيقاع بأحد المناضلين بإغوائه ثم التعرّف على باقي المناضلين عن طريقه. ومع تتالي الأحداث تقع الفتاة اليهودية في حب الشاب الفلسطيني.

- هل نستطيع أن نقول إنك انتقلت من شلة فراس إبراهيم إلى شلة عمل يوسف رزق؟ 
أنا ممثلة أعمل مع الجميع، شرط أن يكون الدور مناسباً. ولا علاقة للشللية بهذا الموضوع.

- كثيراً ما تقابل أعمال رزق بالانتقاد خاصة من حيث الجرأة التي تضمّها من اللباس والألفاظ وحتى الإيحاءات، ما رأيك في ذلك؟ 
بالفعل تتّسم أعمال يوسف رزق بالجرأة، لكنها ليست الجرأة التي تجرح إنما التي تبلور باقتدار همومنا الحقيقة وتلامس مشاكلنا. ونحن في حاجةإلى معالجة هذه المواضيع الجريئة في الدراما كي تستفز الحلول وتظهر تبعات الحالة السلبية حتى تؤدي مقولتها بالشكل السليم، فالجرأة مطلوبة في عرض القضايا من أجل الوصول إلى فكرة معينة، والجرأة الشكلية ليست طريقة للإبهار بقدر ما هي وسيلة لإظهار الحياة اليومية على حقيقتها.

- هل أنت مستعدة لتقديم الإغراء إذا لزم الأمر؟
قد أجسّد أدوار الإغراء لكن بحدود، ولست مع الأسلوب المبتذل الذي يتخطى الحواجز ويجرح العين والمشاعر. بل أفضل الإغراء بالإيحاء أكثر منه الإغراء بأسلوب الفجور.

- هل أنت راضية عمّا قدمته في مسلسل «الخط الأحمر»؟
طبعاً أنا راضية وسعيدة بهذا الدور، فقد قدم لي الكثير وأثار ردود فعل عند الناس بشكل جميل ومقبول. العمل كان له جماهيريته الواسعة، وفاز بأكثر من استبيان بالمرتبة الأولى. وبالنسبة إليّ شخصياً أحبّني الناس في دوري وتعاطفوا معي. وأعتبره من الأدوار التي حققت لي نقلة مهمّة من الأدوار الرومانسية إلى دور مختلف بطبيعته وأبعاده، وفي هذه الفترة كنت في حاجة إلى هذا التغيير لأتمكن من إظهار جوانب أخرى من موهبتي الفنية. وبهذا الكلام لا أنكر أهمية الأدوار الرومانسية التي أديتها سابقاً وجمالية هذه الشخصيات، لكن يبقى من الضرورة أن يغير الفنان ويلوّن أدواره.

 

- في مسلسل «أهل المدينة» قدمت شخصية ريم التي تفترق عن زوجها بعد قصة حب كبيرة بسبب ضيق الحال، هل أصبحت الحالة المادية شرطاً أساسياً في اختيارك لشريك الحياة بعد تقديمك لهذا الدور؟
القول إن المال ليس مهماً كلام مبالغ فيه، فالمال مهم جداً في الحياة، وحتى لو أردنا أن نفعل الخير ونقدم لغيرنا فنحن في حاجة إلى أن يكون لدينا المال. لذلك فالحالة المادية مهمة عندي لكن بشرط ألا تجعلنا نتخلى عن إنسانيتنا وأخلاقنا. لذلك أعتبر أن اختيار الشريك يحتاج إلى شروط أخلاقية وشروط مادية.

- قلت إن دورك في «حروف يكتبها المطر» هو دور عمرك، وشكرت فراس إبراهيم على دعمه لك في هذا العمل، هل مازلت تعتقدين أنه دور عمرك، أم أن أفكارك تغيرت؟ 
مهما كان الدور مهماً وجميلاً لابدّ أن يقدم الفنان أدواراً أخرى تدعم مسيرته الفنية، لكن دوري في هذا العمل كان متميزاً في تلك المرحلة بالنسبة إليّ، لكن هذا لا يعني أن ما قدمته من أدوار في ما بعد كان أقل شأناً، فالشخصيات التي جسّدتها جميعها كانت أدواراً جميلة وكل تجربة من تلك التجارب أغنت عملي الفني وقدمت لي خطوة نحو الأمام. 

- ماذا حل بالثنائي الذي جمعك في أكثر من عمل مع الفنان فراس إبراهيم، هل صحيح أن ثمّة خلافات باعدت بينكما؟ 
«رفضت التعليق والإجابة المتعلقة بالفنان فراس إبراهيم ونحن بدورنا احترمنا رغبتها هذه وتابعنا الحوار»...

- من هواياتك تصميم الملابس والإكسسوارات، لماذا لم تقدمي جدياً على هذا المجال؟ 
لي هواياتي الخاصة في هذا المجال، لكن كل شيء في وقته حلو. أما تصاميمتي في الأزياء والإكسسوارات فهي كثيرة وغالباً ما استخدمها في أدواري الفنية والدرامية، إضافة إلى مصوغات جميلة جداً. وسبق أن أجرت قناة إم بي سي لقاء خاصاً معي حول أعمالي هذه وعرضتها جميعها.أما عن مصدر تلك الأعمال فهي اجتهاد شخصي مني ولم ألتحق يوماً بدورات أو تدريبات معينة، بل الموهبة هي التي قادتني إلى العمل. بدأت هوايتي منذ صغري عندما كنت أخيّط ألبسة ألعابي، وبعد أن كبرت صرت أفصّل ملابسي الشخصية.
ومن المحتمل أن يكون هناك مشروع خاص يجمع تلك الأعمال من إكسسوارات إلى تصاميم وحلي في معرض واحد، لكن الموضوع مازال قيد الدرس، ولن أبوح بالتفاصيل إلى أن يترجم  المشروع على أرض الواقع.

- سمعنا عن تجربة غناء ستقدمين عليها، ماذا عنها؟ 
عرضت عليّ أغنية لكني لم أرغب في دخول عالم الغناء من خلالها فهي أغنية خفيفة، رغم أني أملك صوتاً جميلاً كما يقول المحيطون من حولي، وكثيراً ما أغني لأصدقائي وزملائي وحتى لنفسي. وحالياً سأستخدم صوتي في سياق الأعمال الدرامية التي أشارك فيها. أما دخول عالم الغناء بشكل احترافي، فالموضوع لم يتبلور بعد.

- ما رأيك في تجارب زملائك الفنانين في الغناء، أمثال أيمن رضا، باسل خياط، صفاء سلطان، أمل عرفة؟ 
جميعهم يملكون أصواتاً جميلة ومواهب غنائية واضحة، ولهم تجاربهم الظريفة في هذا المجال وأتمنى لهم النجاح.

- كثيراً ما تتحدّثين عن رغبتك في عمل استعراضي تقومين ببطولته، هل يمكن أن يتحقّق حلمك في سورية، وكيف؟ 
أتوقع أن يتحقق هذا الحلم لكن ليس في سورية. هناك مشاريع تدور حول الاستعراض ولا يمكنني أن أقول أكثر من ذلك، وأتمنى أن يتحقّق هذا المشروع وأشارك بالرقص التعبيري من خلال التعبير بالجسد الذي أجده من الفنون الراقية وأتمنى أن تكون لي تجربتي الخاصة في هذا المجال.

- وماذا عن الارتباط؟ هل من خبر قريب؟ وهل هو من داخل الوسط الفني؟ 
ما أفكر فيه حالياً هو عملي الذي يستحوذ على تفكيري، وأركز الآن على خطواتي المقبلة، ورغم أنه لا تعارض بين العمل الفني والحياة العائلية فإني لا أرغب في الارتباط بأي شخص يقيدني ويبعدني عن عملي الذي أحبه. ولا أعلم ماذا سيحصل معي في ما بعد لكني حالياً لست على استعداد لأغير أسلوبي حياتي الذي اعتبره رائعاً.

- كثيراً ما يتناولون عبر الإنترنت أنك ليبية الأصل. ما السبب؟ ومن أين أنت بالضبط؟ 
أنا من مواليد ليبيا بالفعل لكني سورية الأصل ومن منطقة مشتى الحلو.

- ماذا عن عائلتك؟ وكيف هي علاقتك بأفرادها؟ 
علاقتي بأسرتي متميزة جداً، جميعهم حنونون وحضاريون ومتفهمون بشكل كبير. أمي وأبي وأخوتي هم أغلى الناس على قلبي. أعيش مع أبي وأمي. باقي أخوتي متزوجون. لي أخت كبيرة متزوجة من طبيب، والثانية تعمل في المجال الدبلوماسي، أما أخي فهو متزوج ويعمل في مجال الإعلام.

- ماذا عن جديدك للموسم المقبل؟ وهل أصبحت أكثر دراية باختياراتك؟ 
أصبحت أكثر دراية باختياراتي الفنية، والإنسان لا يتعلم إلا من تجاربه. أما عن جديد هذا الموسم فهو «سفر الحجارة»، كما أني أحب المشاركة في الأعمال الاجتماعية كونها تتناول حياتنا المعاشة، وهذا ينطوي على جميع الألوان الدرامية التي يجب أن تحمل رسالة للمجتمع إن كانت أعمالاً تاريخية أو كوميدية أو إجتماعية. المطلوب من الفنان أن يخطط عمله بالشكل الأمثل، وأن يجسد الأدوار التي تحتاجها مسيرته الفنية ومن ثم مراجعة تلك الأعمال والنتاجات الفنية.

- ما هو الحلم الذي مازال يراودك منذ طفولتك وتتمنين تحقيقه اليوم أو تعملين على ذلك في المستقبل؟  
الحلم هو أن أقدّم دوراً يبقى في الذاكرة، ويظهر جوانب مخفية موجودة في داخلي وأن أصنع بصمتي الخاصة التي تجسد موهبتي الفنية، وأن أقدم أدواراً وشخصيات إشكالية تهم المجتمع.

- ما هي الذكرى التي تمردت على النسيان في حياة صفاء رقماني وهل هي ذكرى حلوة أم مرة؟ وهل سيستطيع الوقت أن يمحوها من حياتك؟ 
لا يوجد ذكريات حلوة وذكريات مرة، حتى المرة منها أجعلها جميلة وأتجاوزها كي تتحول لتصبح بيضاء في ذهني. فأنا شخصية تتصالح مع الحياة بامتياز وأتفاءل دوماً بالأجمل. والذكرى الحلوة قد يأتي غيرها أكثر جمالاً ويحل محلها...

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079