داليا مصطفى: ابناي خط أحمر... وأرفض الابتذال في التمثيل
تمكنت الفنانة داليا مصطفى أخيراً من تحقيق نجاح كبير من خلال مشاركتها في بطولة مسلسل "حواديت الشانزليزيه"، الى جانب نخبة كبيرة من النجوم، منهم إياد نصار ومي سليم وإنجي المقدم. في هذا الحوار، تتحدّث داليا مصطفى عن كواليس هذا العمل، والصعوبات التي واجهتها في التصوير، كما تكشف عن رأي زوجها شريف سلامة وابنيها في دورها، وتتطرق إلى تفاصيل أخرى، كعلاقتها بالسوشيال ميديا، وسر عدم نشرها أي صور مع ابنيها، وموقفها من العمل مع زوجها، وسر نجاح علاقتهما الزوجية. كذلك توضح داليا سبب تضامنها مع شيرين عبدالوهاب في أزمتها الأخيرة، وتكشف عن أسوأ وأفضل حدث تعرّضت له خلال عام 2019.
- كيف كانت ردود الفعل التي وصلتك حول دورك في مسلسل "حواديت الشانزليزيه"؟
ردود الفعل كانت رائعة وفاقت كل توقعاتي، فحلقات المسلسل تصدّرت "التريند" لأيام عدة، والتعليقات على دوري فيه كانت إيجابية للغاية. لا أنكر أنني توقعت النجاح لهذا المسلسل، إنما ليس بهذا الشكل المدوّي، فهو في رأيي عمل متكامل العناصر، وأحداثه مشوقة جداً، كما أنه يضم نخبة من النجوم الكبار، منهم إياد نصار وإنجي المقدّم ومي سليم، وقد عُرض بعيداً من شهر رمضان الذي يشهد زحمة في الأعمال الفنية، وجاء هذا أيضاً لمصلحته إذ أعطاه فرصة أكبر للمشاهدة.
- ما رأي زوجك شريف سلامة بدورك في المسلسل؟
أعجبه كثيراً وأشاد به، كما نال دوري في المسلسل إعجاب أبنائي والمقرّبين مني، فهم لا يجاملونني أبداً، بل يقيّمون أدائي بصدق ولا يبالغون في الثناء عليّ.
- ألم تقلقك المقارنة بين مسلسل "حواديت الشانزليزيه" وأعمال أخرى دارت أحداثها في الخمسينيات من القرن الماضي؟
المقارنة لا تزعجني أبداً، لأنني واثقة بما قدّمناه، و"حواديت الشانزليزيه" ليس مجرد مسلسل تدور أحداثه في حقبة الخمسينيات، بل هو عمل شوّق المشاهدين للاهتمام بأدق تفاصيله، سواء في ما يتعلق بالديكور أو الملابس أو الحوار.
- كيف كانت التحضيرات للدور؟
أنا ممثلة أعشق "المذاكرة"، فعندما أوافق على دور معين، أدرسه بشكل جيد جداً، إلا أن مسلسل "حواديت الشانزليزيه" لم يحتج المذاكرة فقط، بل تطلّب مني أيضاً مشاهدة برامج ظهرت فيها ممثلات من تلك الحقبة التاريخية، مثل فاتن حمامة وماجدة وشادية، ورحت أركّز في أسلوب حديث كلٍ منهن وطريقة جلوسها... بصراحة، المشاهدة أفادتني كثيراً وجعلتني ملمّة بأدق التفاصيل المتعلقة بالسيدات اللواتي عشن في تلك الفترة الزمنية.
- من رشّحك للمشاركة في المسلسل؟
رشّحني للانضمام الى المسلسل، المؤلف أيمن سليم والمخرج مرقص عادل، وأيضاً جهة الإنتاج، والحمد لله كنت على قدر المسؤولية التي أُوكلت إليّ، وعند حُسن ظنّهم بي.
- البعض لاحظ تحسّن علاقتك بالسوشيال ميديا...
هذا صحيح، فلم أكن أولي حساباتي وصفحاتي على السوشيال ميديا أي اهتمام، لكن بدأت أخيراً أنشر صوراً من كواليس تصوير الأعمال التي أشارك فيها، وأقرأ تعليقات متابعيّ وأردّ عليها، فنظرتي الى السوشيال ميديا اختلفت بعدما أدركت أهميتها في حياتي الفنية.
- لكنك لا تنشرين صوراً لابنيك!
أرفض أن أنشر أي صور لهما، سواء في المجلات أو على السوشيال ميديا، فابناي خط أحمر لن أسمح لأحد بتجاوزه، لأن الشهرة تهدّد حياة الأطفال، كما أفضّل أن يعيشا بعيداً من أجواء الضغط والتوتر التي تفرضها علينا طبيعة عملنا.
- نادراً ما تنشرين صوراً تجمعك بزوجك شريف سلامة، فما السبب؟
أنشر صورنا الملتقطة في مناسبة، مثل عيد ميلاد زوجي أو نجاح أحد أعماله الفنية، أو خلال قضائنا إجازة خارج مصر، لكنني لا أحبّذ فكرة أن ننشر صورنا بشكل يومي، فلا بد من الحفاظ على خصوصية حياتنا الزوجية، كما أن المبالغة في نشر الصور لا تفيد الفنان ولا حتى جمهوره في شيء.
- لكنك قلّما تتحدثين عنه، فهل هذا خوف من الحسد؟
لا أنكر أنني أخاف الحسد، فأتّحدث عن زوجي عند اللزوم، كأن أردّ على أي سؤال يخصّنا، فأنا أرفض التحدّث عن حياتي العائلية طوال الوقت حفاظاً على خصوصيتها.
- وما سر نجاح علاقتكما؟
أعتقد أن السرّ الوحيد لنجاح علاقتنا الزوجية يكمن في التفاهم، فلا بد للعلاقة بين أي زوجين من أن تقوم على التفاهم حتى يستمر الزواج وتنعم العائلة بالاستقرار.
- لماذا لم نرَكما في عمل فني واحد؟
أتمنى العمل مع زوجي، لكننا في انتظار السيناريو المناسب الذي يضيف الى رصيد كل منا، ويدفعه خطوة الى الأمام، فإذا وجدنا نصاً جيداً فلن نتردّد في الموافقة عليه. وبعيداً من كونه زوجي، يعجبني أسلوب شريف سلامة في التمثيل، فهو مخلص لعمله ويمثّل بتلقائية.
- البعض يرى أنك مظلومة فنياً، فما رأيك؟
لا أتفق مع هذه الآراء، لأنني لا أشعر بالظلم، وراضية عما حققته حتى الآن في مسيرتي الفنية. وقد ابتعدت لسنوات عدة عن التمثيل بملء إرادتي، لرغبتي في التفرّغ لتربية ابنيَّ، وعندما قررت العودة كان لي ما أردت، وخلال السنوات الأخيرة وُفّقت في اختياراتي الفنية، وتمكنت من تحقيق عدد من الإنجازات.
- هل ترفضين تقديم أدوار الإغراء؟
لا أرفضها، ومن الممكن أن أؤدي دوراً تتخلله مشاهد إغراء، فكبار النجمات قدّمن هذه النوعية من الأدوار، لكنني أرفض الابتذال، أو تصوير مشهد يخدش حياء المشاهدين، أو يجعلني أشعر بالخجل من نفسي.
- هل تميلين الى نوعية محددة من الأدوار؟
بصراحة، أنا لا أميل إلى الأدوار الرومانسية، وأفضل دائماً تقديم الشخصيات المؤثرة والقوية، لأنها تجذبني وتستفزني في الوقت نفسه.
- ما سبب ابتعادك عن السينما؟
لأنني وللأسف لا أتلقى عروضاً جيدة، وما يُعرض عليَّ دون المستوى، فأنا لا يمكنني الموافقة على بطولة عمل فني لمجرد إثبات وجودي في السينما.
- هل لك صداقات داخل الوسط الفني؟
ليس لديَّ أصدقاء مقرّبون، لكن علاقتي بزملائي الفنانين جيدة، ومبنية على الود والاحترام.
- ولمَ هذا الانكفاء؟
كل ما في الأمر أنني شخصية "بيتوتية"، أحب الجلوس في المنزل، وأفضّل البقاء مع طفليّ وزوجي كلما حصلت على إجازة طويلة.
- متى لا تغفرين؟
عندما أعرف أن شخصاً مقرّباً مني تحدث عنّي بالسوء، فلا يمكنني أن أسامحه، وأقطع علاقتي به فوراً.
- كيف تحافظين على رشاقتك؟
بصراحة، بعد مشاركتي في فيلم "شورت وفانلة وكاب"، الذي تعاونت من خلاله مع أحمد السقا وشريف منير، أُصبت بحالة من عدم الرضا على شكل جسمي بسبب وزني الزائد، ومنذ ذلك الحين قررت ألاّ أكتسب أي وزن زائد، وصرت أقيس وزني صباح كل يوم، وإذا لاحظت أي زيادة في الوزن، أمتنع عن تناول الطعام، وتحديداً الحلويات والنشويات.
- ما أفضل حدث بالنسبة إليك في عام 2019؟
عام 2019 هو عام الإنجازات الفنية بالنسبة إليّ، ففيه شاركت في بطولة مسلسلين، هما "قمر هادي" و"حواديت الشانزليزيه"، واللذان حققت من خلالهما نجاحاً كبيراً، وتعاونت مع نجوم كبار سعدت بالعمل معهم.
- وأسوأ حدث؟
توفيت والدتي في عام 2019، ففقدت أعز إنسانة على قلبي، وصدمني رحيلها.
- ما هي مساوئ الفن اليوم؟
اعتماده هذه الفترة بشكل أكبر على العلاقات والشللية، وعدم الالتفات الى موهبة الفنان ومدى ملاءمته للدور الذي يقدّمه.
- هل صحيح أنك تفكرين في تقديم عمل فني عن الفنانة الراحلة هند رستم؟
هذا الكلام لا أساس له من الصحة، ولم يُعرض عليَّ أي عمل عن الراحلة هند رستم، لكن لا أنكر أنني متحمسة للقيام بهذه الخطوة في حال وجدت السيناريو المناسب.
- هل يلعب جمال الفنانة دوراً في نجاحها واستمرارها في مجال الفن؟
نعم، فجمال الفنانة وحرصها على الظهور بإطلالات أنيقة ومميزة يوسّعان قاعدتها الجماهيرية، لكن الموهبة تبقى الأساس للاستمرار في مجال الفن.
- أعلنت عن تضامنك مع شيرين عبدالوهاب في أزمتها الناتجة من تصريحاتها الأخيرة عن "العوانس"، فما سبب موقفك؟
تضامنت مع شيرين عبدالوهاب لأنني وجدتها عفوية في تصريحاتها الأخيرة، وأنا أوافقها الرأي وأؤيد كلامها حول ضرورة أن تتعامل المرأة مع الرجل بدلع وحنان وحب، لأنه ينتظر منها ذلك، لكنها أخطأت في استخدام كلمة "عوانس". في النهاية، شيرين إنسانة عفوية، تتحدث وتتصرف بتلقائية، وهي في كل مرة لا تتوقع أن تثير تصريحاتها جدلاً واسعاً بين الناس وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024