إليان: لن أتخلّى عن قيمي لأحقق النجومية
أسدل الستار على برنامج The Manager لتصبح نجمته إليان واحدة من فنانات شركة روتانا وتشقّ طريقها في عالم الفن والغناء. صحيح أن البرنامج كان مخصصاً لإطلاق مواهب في مجال إدارة أعمال الفنانين في تجربة أولى من نوعها، لكن في الوقت ذاته استفادت روتانا من البرنامج لتطلق موهبة جديدة في الغناء. إنها إليان، الصبية اللبنانية التي استطاعت أن تتأقلم مع أربع رؤى فنية مختلفة لمدراء أعمالها الأربعة خلال شهر ونصف الشهر، ماذا تقول اليوم عن أبرز مشاريعها وطموحاتها؟
- ارتحتِ من تعب برنامج The manager؟
أشتاقُ لهذا التعب..
- ما الذي اشتقتِ إليه أكثر؟
اشتقتُ إلى الضجة والسرعة والمشتركين. بعد انتهاء The Manager، شعرتُ بالفراغ والوحدة، لذا تجدينني ألهي نفسي دائماً بنشاطات، قد لا تكون مفيدة، لكنها تسلِّيني.. اعتدتُ على الزحمة والناس ومسرح الـ Forum De Beyrouth، وكان من الصعب عليَّ أن أعود لممارسة حياةٍ عادية.
- راضية عن النتيجة النهائية؟
طبعاً. أنتِ تدركين جيداً أني كنتُ أحب إبراهيم وطارق بالدرجة نفسها، وفرحتُ كثيراً عندما فاز الاثنان.
- علمتُ أن الاثنين سيتسلمان إدارة أعمالكِ؟
سمعتُ هذا الخبر، وما زلتُ غير متأكدة، لكن لو كان ذلك صحيحاً، فهذا خبرٌ رائع.
- انتهى البرنامج، وصار بإمكانكِ أن تقولي رأيكِ. لمن كنتِ منحازة؟
بين إبراهيم وطارق، لم أكن منحازة لأن رؤية كل واحد بينهما تختلف عن رؤية الآخر. وهذا ما أحبه لأني سأستفيد من اختلافهما، خصوصاً أن الناس أحبَّتني في الرؤيتين.
- لا أقصد بـِمنحازة، أن تحبِّي أحداً. لكن من الطبيعي أن ترتاحي لرؤية دون أخرى، وهذا ليس خطأ!
لا شك أن طارق هو أكثر من عرف كيف يصيب لوني الغنائي. وهذا لا يعني أني أحبه أكثر من الآخرين، لكن اللون الغنائي الذي اختاره لي كان قريباً جداً من إحساسي.
- تميلين إلى اللون الغنائي الكلاسيكي؟
أرتاح في أداء اللون الكلاسيكي، لكني أحب التنويع. لذا كان من الضروري أن يتسلّم طارق وإبراهيم إدارة أعمالي كي لا يتمّ تصنيفي في خانةٍ واحدة، خصوصاً أني أحببتُ أيضاً الرؤية التي اختارها إبراهيم لي لأنها أظهرت جانباً جديداً ومختلفاً من شخصيتي.
- من هو الفنان الذي استطاع دمج اللونين: الكلاسيكي والعصري، وتحبينه؟
ليس عندي مثال أعلى.
- لا أقصد مثالاً أعلى، بل فنان أو فنانة تحبين أن تصلي لما وصل أو وصلت إليه؟
لا أحب أن أصل إلى ما وصل إليه أحد. ربما أطمح إلى الوصول إلى ما لم يستطع أحد الوصول إليه.
- وما هو؟
لا أحب أن أعدِّد أحلامي، لكن أعدكِ أن أقولها كلما حققتُ حلماً صغيراً. الحلم الأول الذي حققته هو دخولي المجال الغنائي من خلال برنامج حقَّق لي نتائج جيدة جداً.
- حقّق لكِ نتائج جيدة، صحيح. لكنكِ انتُقدتِ كثيراً؟
هذا طبيعي، لا يمكنني أن أرضي كل الناس.
- لِمَ لم يحبَّكِ البعض؟
ربما لأنهم لم يعرفوني جيداً. كتبوا أني مغرورة، ولو كانوا يعرفونني جيداً، لما كتبوا ذلك لأني بعيدة كل البعد عن الغرور.
- لكنكِ واثقة من نفسكِ!
تخيَّلي ألا أكون! هناك فرق شاسع بين الغرور والثقة بالنفس، ولو لم أكن واثقة من نفسي لما كنتُ استطعتُ أن أتأقلم مع أربع رؤى فنية مختلفة. كنتُ أتمنى لو لم يحكموا عليَّ من النظرة الأولى، لم يقابلني أحد ويحكم عليَّ بعدها. الكلّ تهيأ له أني مغرورة وأني مزدوجة الشخصية و.. و..
- لم يتوقف الأمر عند شخصيتكِ، حكموا على صوتكِ أيضاً، وكتبوا أنكِ تنشزين كثيراً!
يمكنهم ألا يحبوا صوتي، لكن لا يمكنهم أن يقولوا إني أنشز. المرة الوحيدة التي نشزتُ فيها كانت في العرض الأول المباشر من برنامج The Manager، لأن الـ Ear Piece كُسرتْ في أذني عدا عن أني كنتُ أؤدي حركات راقصة على الأرض وفي الهواء. لكن في الأغنيات الباقية لم أنشز أبداً لأن أساتذتي في الموسيقى والموزع هادي شرارة لا يوافقون أن يكون اسمهم موقَّعاً على أغنية فيها نشاز.
- بعد مرحلة The Manager.. تعرفين ماذا ينتظركِ؟
شركة روتانا.
- هل ستهتم روتانا بكِ، في حين أنه يُحكى أنها تهمل كبار الفنانين؟
إن لم أكن جديرة بالاهتمام سيتمّ وضعي على الرف. لكني على يقين أن من يعطي روتانا، فهي تعطيه لذا سأعمل كثيراً على أن أقدِّم أفضل ما عندي كي أكون نجمة بين نجوم روتانا.
- ما هي أكثر مرحلة، في حياتكِ، تزعجكِ؟
(تفكر قليلاً) كل مرحلة كان لها نكهة خاصة علَّمتني كثيراً.
- أعرف أن هناك مرحلة تركت فيكِ أثراً كبيراً، ولا تحبين أن تتذكريها!
صحيح، ولن تسأليني عنها.
- ألا يمكنني أن أسألكِ عن والدكِ؟
(تأخذ نفساً عميقاً) والدي توفي وأنا في الخامسة من عمري، ويزعجني تذكر هذه المرحلة.
- كيف توفي؟
في حادث سير. وكان يُفترض أن أكون معه، لكن والدتي أخذتني من بين يديه في اللحظة الأخيرة. فركب السيارة وحده وحصل ما حصل.
- ما هو أكثر شيء تتذكرينه عن والدكِ؟
أنا نسخة عن والدي. ماما تؤكد أني أشبهه بشخصيتي وشكلي وتصرفاتي، وتقول لي دائماً: «أنتِ نعمة الثانية».
- ما الذي تتذكرينه عن والدكِ؟
ما الذي أذكره؟ كنتُ في الخامسة ولا أذكر الكثير، لكن هناك لقطات لا أنساها. أتذكر كثيراً هذا المشهد: كان يضع قضيب فضَّة في رجله، ومرة كنتُ أجلس في حضنه عندما انقطع التيار الكهربائي. فأشعل الـ Luxe لأن وقتها لم تكن هناك مولّدات كهربائية. لكن أكثر مشهد أكرهه عندما كنتً إلى جانبه في المستشفى بابا دخل في غيبوبة بعد الحادث..
وعندما مات، لم يخبروني لأني كنتُ صغيرة. لا أنسى كيف كان ممدداً على سريره في المستشفى وكيف كنتُ أصرخ له: «بابا أنا جيت، يلا قوم»! (تدمع عيناها) أعرف أنه يراقبني من فوق ويصلي لي، لذا أنا محروسة.
- عندما يموت أحد الوالدين، يتعلق الولد كثيراً بالطرف الآخر.كم تعني لكِ والدتكِ؟
هي كلّ شيء بالنسبة إلي. ضحت بحياتها كي تربِّينا أخوتي وأنا. لم تتزوج مرة أخرى رغم أنها كانت لا تزال صغيرة، بقيت في منزلها محترمة تعتني بأسرتها رغم حزنها على فقدان نصفها الآخر ورغم أنها كانت حاملاً. وأعرف أني مهما فعلت لا يمكن أن أعوِّض لها عمَّا قدّمته لنا.
- تعتقدين أنها فخورة بكِ؟
أعتقد ذلك، لأنها كانت فرحة بما قدَّمتُه فيThe Manager أكثر مني. وهذا ما كان يعطيني دفعاً قوياً، لأن همِّي في الحياة هو أن أرضيها.
- لاحقاً، هل سيبقى همّكِ إرضاؤها؟
«أنا بنت عيلة» وتربَّيتُ على مبادئ وقيم لن أتخلى عنها أو اخرقها مهما حصل.
- هل هذا صعب في الوسط الفني؟!
أعرف أني سأتعذب ولن أصل بسهولة، لكني لن أتنازل عن مبادئي كي أصل إلى ما أريده. أفضِّل أن أصعد سلّم النجومية درجة درجة وضميري مرتاح، على أن أقفز إلى القمة متنازلة عن أصلي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024