مذيعة فضائية دبي دينا آل شرف
دينا آل شرف إعلامية إماراتية ارتبط اسمها طوال الأعوام الماضية ببرامج «ابنة الخليج» و«صحتها» و«جمالها». ونجحت على مدار دورات تلفزيونية عديدة في أن تجذب إلى برامجها - وأحدثها «المرأة الخليجية» - جمهوراً كبيراً من النساء حول العالم العربي... ومن هنا كانت بداية الحوار.
- معظم برامجك مرتبطة بالمرأة، هل أنت حريصة على ذلك؟
بالطبع، وهناك نوع من التعمد في اختياري لهذه البرامج ،لإحساسي بأني أملك ما يمكن أن أعطيه للمرأة، ولشعوري أيضاً بأني أنفرد بهذا الخط الإعلامي وبهذا المشوار منذ بدايتي مع التلفزيون. ويمكنني أن أقول إني أصبحت مرتبطة ببرامج المرأة وبشؤونها النفسية وأزيائها وعلاقاتها بأبنائها، وصار عندي هذا الارتباط والثقة المتبادلة بيني وبين المشاهدات، بل أفراد الأسرة جميعهم ممن يتابعون هذه البرامج، والمواضيع التي أقدمها أحرص فيها على أن تلبي حاجات المرأة الخليجية سواء من خلال رؤيتنا أو بناءً على لقاءاتي مع أمهات وطالبات ونساء عاديات يطالبن بمناقشة موضوع معين.
- تلك الثقة هل حققت طموحاتك الإعلامية؟
بدأت عملي الإعلامي عام ٢٠٠٢، وبعد ٧ سنوات لا أعتقد أن ذلك يمثل كل ما أطمح إليه، لكني أعتبرها خطوة أولى تتمثّل في قبول الجمهور لي، وتلك الثقة من جانبهم بأن المعلومات التي أتناولها في البرنامج هي معلومات صحيحة هي أول خطوة، ولا أعتقد أني حقّقت غيرها.
- ما أبرز برامجك التي صنعت معرفة الجمهور وثقته بما تقدمينه؟
برنامج «إليك» هو أول برنامج قدّمت نفسي فيه لجمهور الشاشة الصغيرة، وأعتبره البداية الحقيقية لي لأنه صنع نوعاً من التعارف والمحبة مع المشاهدين. وانتقلت بعدها بشكل جديد وبشخصية أكثر نضجاً وخبرة لتقديم «المرأة الخليجية»، وبينهما كان برنامج «نظرة صحية» وهو عبارة عن معلومات صحية للجمهور بشكل سريع ولكنها مفيدة للغاية، وردود الفعل عليه كانت متميزة.
- لماذا المرأة الخليجية تحديداً وليست المرأة العربية، خاصة أن شاشة دبي لكل العرب؟
برنامجنا يحمل اسم «المرأة الخليجية» لكنه موجه إلى كل امرأة عربية في الإمارات التي يعيش على أرضها أكثر من ٢٢٠ جنسية. وفي الإمارات تجد المرأة تحمل صفاتنا وطباعنا، ولهذا أصبح جمهور البرنامج من كل بلد عربي لا نساء الخليج فحسب، وإنما أيضاً من العربيات المقيمات في دول الخليج ، لأنهن مع السنوات أصبحن أجزاءً منا، يطهون من مطبخنا، ويرتدين الزي الخليجي، ويستخدمن مفرداتنا، وحتى أسلوب الحياة أصبح واحداً.
- هل المشاهدة العربية غير المقيمة في الخليج يمكنها أن تستفيد من هذا البرنامج وتتابعه؟
أكيد ، ونحن على ثقة من ذلك من خلال ما يصل إلينا من رسائل ومتابعات، ولأن المشكلات التي تواجهها المرأة الخليجية هي نفسها التي تواجهها المرأة العربية بشكل عام، علماً أن هذه المشكلات تمثل الفقرة الرئيسية من البرنامج. كما أن هناك رغبة من النساء العربيات في معرفة الكثير عن المرأة الخليجية، ومن هنا أصبحن من المتابعات للبرنامج.
- برامج المرأة تعد من سمات كل فضائية عربية، فكيف تحققون الاختلاف والتميز؟
قدمنا حتى الآن ما يزيد عن 90 حلقة من البرنامج ، ونسبة المشاهدة والقبول وردود الفعل حول الفقرات تؤكد هذا الامتياز مقارنة ببرامج المرأة على الشاشات الأخرى. وقد تحقق ذلك بمصداقية ما نقدمه للمشاهد، فنحن دائماً حريصون على ألا نقدم أشياء غير واقعية. حتى بعض المشكلات التي يراها البعض مكرّرة على الشاشات يكون حرصنا على أن نقدمها بشكل مختلف وأسلوب واقعي في العرض وتقديم الحلول الواقعية أيضاً، مثل مشكلة المراهقة أو الاقتصاد في المياه والكهرباء وغيرها، أشياء تصادفها المرأة وتتعامل معها يومياً.
- من أين تستمدون أفكار الحلقات؟ وهل تشاركين في إعدادها؟
نقدم كل ما يمكن أن تصادفه المرأة الخليجية والعربية في حياتها اليومية، وهي تلك التي تمرّ عليها. وأنا كامرأة وفي الوقت نفسه زوجة وربة منزل مثلي مثل أي امرأة، وأنا حالياً أدرس إلى جانب عملي التلفزيوني، وبمعنى آخر حالي مثل حال الكثيرات، ومن هنا لديّ تساؤلات ومسائل أطرحها لأني أشارك في الإعداد أيضاً.
- إذا كان موضوع الحلقة مرتبطاً بالموضة أو التجميل مثلاً هل تطبقين ذلك على نفسك؟
برنامجنا يهم جميع النساء، لكننا نبتعد عن عمليات التجميل وغيرها. وبالنسبة إليّ أنا من المتابعات للموضة وأطرح هذا الجانب في البرنامج، وفي الوقت نفسه لدينا تقنين للأشياء التي نقدمها، والأفضل أن أقدم فنانة تشكيلية ولوحة من لوحاتها التي يمكن أن تجمّل المرأة بها بيتها على أن أتحدّث عن الماكياج.
- لكن الماكياج جزء مهم في حياة المرأة والمذيعة بشكل عام، فماذا يمثل بالنسبة إليك؟
بشكل عام لا أحب الماكياج رغم أهميته. وحق المرأة التي تشاهد برنامجنا في معرفة أصول الماكياج وأحدث خطوطه محفوظ لها، ولكن هناك برامج خاصة بذلك. أنا أفضّل أن أظهر على الشاشة دون ماكياج ، والدليل أن كل من يشاهدني على الطبيعة يؤكد أن الكاميرا تظلمني بسبب الماكياج الذي نضطرّ له بسبب احتياجات الإضاءة وغيرها.
- متى تتخطّين مرحلة البرامج النسائية إلي برامج اجتماعية منوعة أو سياسية أو غيرها؟
أعتبر منذ البداية أن ما أقدمه يمثل خطاً وقالباً أتفوّق وأتميّز فيهما. فكرت أكثر من مرة في التنويع ودخول مركز الأخبار، لكن تراجعت لإحساسي بأنها مرحلة لم يحن وقتها بعد، وقد تكون خطوة مستقبلية عندما اشبع من برامج المرأة التي أراها مجالاً متطوّراً وليس ثابتاً، بل هناك جديد وتطوير كل فترة بما يناسب حاجات النساء الخليجيات.
- مذيعات خليجيات كثيرات تخلين عن الشيلة والعباءة على الشاشة، فماذا عن دينا آل شرف؟
أعتبر الشيلة والعباءة جزءاً من شخصيتي لم ولن أفرط به، وقد وجدت الاحترام والتقدير والقبول بهذا الشكل الذي يمثل بالنسبة إليّ نقطة التحدي في أن أظهر بشكل لائق على قناة دبي مثلي مثل أي امرأة إماراتية وخليجية عاملة.
- تردّد أن الشيلة والعباءة غير مطلوبتين على شاشة دبي؟
من قال ذلك؟ الحقيقة التي يعرفها الجميع أن هناك تنافساً على الظهور بالشيلة والعباءة. وهناك بعض القنوات العربية غير الخليجية تقدم مذيعاتها البرامج بهذا الزيّ الخليجي.
- وكيف ترين واقع المرأة الخليجية في عالم الإعلام؟
أعتبر أن هناك تقصيراً ولكن من جانب المرأة الخليجية نفسها، وليس من جانب المجتمع، لأننا لم نرَ خليجية واحدة حققت التميز والتنوع. والخليجية في الإعلام حريصة كما يقولون على السير «بجانب الحيطة»! مجتمعاتنا تحتاج إلى الكثير من الإعلاميات، والوقوف بجانبهن بدلاً من الضغط عليهن، خاصة في الإعلام المرئي.
- هل تغيّرت مواصفات مذيعة اليوم عن الأمس؟
المذيعة في بدايات التلفزيونات العربية كانت أكثر جدية، وكانت تدخل تحت الكاميرا بابتسامة مرسومة. ورغم أنها اليوم طبيعية أكثر، فإن مذيعات الأمس كنّ أكثر ثقافة، بعدما أصبح الجمال يمثل أول بنود الطلب عليها.
- من أين تستمدّين ثقافتك؟
من الفترة التي عملت فيها في الإعلام، فقد أصبح لديً تنوع وخبرة، ويكفي هذا التنوع في الثقافات الموجودة عندنا والموجودة من حولنا. ففي تلفزيون دبي تجد الجزائرية واللبنانية والسورية والأجنبيات، وهو واقع الحال في كل مكان في الإمارات، ومعه أصبح هناك دمج وقاعدة من الثقافات المتعدّدة. وأعتبر ذلك ثقافة بلا حدود. ثم قراءتي المتعدّدة، رغم اعترافي بأن لديّ نوعاً من التقصير في القراءة في مجال السياسة لأنها ليست مجالي.
- هل غيرت الأمومة حياتك؟
بالتأكيد لأني قبلها كنت منطلقة، لكن الآن تغير الوضع تماماً ، فقد كنت أوزع وقتي بين عملي في التلفزيون والإذاعة والدراسة في الإعلام وأيضاً طب الأسنان الذي أنهيت أكثر من ثلاث سنوات فيه، ولدي أيضاً عملي الخاص. ولكن بعد الإنجاب تقلّص جزء كبير من هذه الأنشطة، وحالياً يقتصر عملي على التلفزيون وأوقفت دراستي لأن لديً مشاريع كثيرة في الإعلام.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024