تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

نادين نجيم: بخطى ثابتة انتقلت من التقديم إلى التمثيل

بينما يتهافت منتجو البرامج والمسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية على اختيار ملكات الجمال والحسناوات لبطولة أعمالهم. من النادر جداً أن يتوّج النجاح مشروع صاحبات هذا اللقب، فالشكل الجميل قد يكون مفتاحاً لأبواب عدّة لكنه سيف ذو حدّين قد يعرّض عرش صاحبته للسقوط.
نادين نجيم ملكة جمال لبنان السابقة اختارها الكاتب شكري أنيس فاخوري لتلعب دور فتاة معقّدة في «خطوة حب» فثبّتت قدميها في ساحة تعجّ بالجميلات وأثبتت للمشاهد أن الموهبة مفتاح النجاح.

- مبروك عملك التمثيلي الأوّل. كيف خطوت نحو هذا المجال الجديد؟
كنت على معرفة مسبقة بالأستاذ شكري أنيس فاخوري وقد وعدني بالمشاركة في عمل درامي، لكن الأوضاع الأمنية والسياسية في لبنان حالت دون ذلك. منذ فترة اتصل بي وقال لي: «لديّ دور يناسبك». وبعدما قرأت أولى حلقات «خطوة حب» وافقت على الفور خصوصاً عندما علمت بأني سألعب دور فتاة معقّدة.

- إنها تجربتك الأولى، ما أهم الصعاب التي واجهتك؟
قبل مباشرة التصوير خضعت لاختبار الكاميرا وأعطاني فاخوري المشهد الأصعب فنلت إعجابه، وقال لي إني مع بعض التمارين والقراءات المكثّفة سوف أنجح.
طبعاً لم يكن لديّ فكرة عن التمثيل وكان ذلك تحدياً كبيراً لي، إذ ألعب دور بطولة في أول عملي لي. أصعب ما واجهته كان الخجل الذي كان يمنعني من إخراج كل ما لديّ من طاقة وموهبة.

- هل هذا الخجل سببه وقوفك أمام نجوم كبار لهم تاريخ عريق في التمثيل؟
طبعاً هذا سبب أساسي، فالوقوف أمام نجاح فاخوري وكمال الحلو وعمّار شلق لم يكن سهلاً. لكنهم شجّعوني كثيراً وكانوا يلفتون نظري إلى الأخطاء ويطلبون مني الإعادة. وبعد فترة تخطّيت خجلي بفضل كل فريق العمل وخصوصاً المخرج الشاب فيليب أسمر، وهو من أبناء جيلي.

- مشاركة عمّار شلق دور البطولة هل أعطتك دفعاً أم أخافتك؟
عندما اتفقت مع الكاتب فاخوري على المشاركة في المسلسل سألته من سيشاركني دور البطولة، وعندما علمت صرخت متعجّبة. خفت كثيراً وشعرت بالمسؤولية. لكن عندما بدأنا قراءة السيناريو معاً واكتشفت إلى أي مدى عمّار شلق ساعدني ووقف بجانبي وشجّعني بدأت أشعر بالإرتياح والثقة، وقد شبّهني عمّار بالإسفنجة وذلك لأنه يعتبر أنني أمتصّ الإرشادات بسرعة لافتة.

- إلى أي مدى ساعدك لقبك الجمالي في دخول عالم التمثيل والقيام بدور بطولة؟
القصة كانت في حاجة إلى فتاة جميلة تتعرّض لحدث وتصبح معقّدة. وطبعاً لقبي الجمالي أتاح لي الفرصة لأؤدّي هذا الدور، لكني لم أتّكل عليه بل على العكس حاولت قدر المستطاع أن أبدو على طبيعتي من حيث الماكياج واختيار الملابس البسيطة لكي يركّز المشاهد على أدائي ولا أبهره بمظهري الخارجي. والحمد لله لاحظ الناس ذلك، وهذا أمر أسعدني كثيراً، ولو لفتهم شكلي فقط لكنت فشلت.

- خلال قيامك بالدور، هل لاحقك هاجس المحافظة على لقب ملكة جمال لبنان وعلى صورتها؟
ما إن عرض عليّ المسلسل حتى شعرت بالخوف والمجازفة وهاجس ألاّ يتقبّلني الناس كممثلة، ولكن عندما بدأت العمل الجدّي فصلت تماماً بين التمثيل واللقب الذي أحمله وقلت في نفسي أن عليّ الإتكال على موهبتي، وطلبت من الجميع أن يعاملوني كممثلة مبتدئة وليس كملكة جمال لبنان.

- كممثلة مبتدئة، ما هي المقوّمات الأساسية لنجاح الممثل؟ وهل الموهبة أهم من التخصّص في هذا المجال؟
الموهبة مهمّة جداً لذلك نرى أن هناك الكثير ممن تابعوا دراسات عليا في التمثيل لم يربحوا حب المشاهد لأنهم لم يكونوا على طبيعتهم، ومنهم من اتّكلوا على موهبتهم وإحساسهم وحلّقوا في سماء هوليوود والنجومية. بعد أن وصلتني الأصداء الإيجابية وانهالت عليّ التهاني فور عرض المسلسل، بدأت أفكّر جدياً في التخصّص كي أصقل موهبتي بتعلّم التقنيات التمثيلية.

- اتقانك دور فتاة معقّدة لفت نظر المشاهد العادي وأصحاب الاختصاص؟
الحمد لله وصلت هذه الأصداء إلى المخرج السوري الكبير نجدت أنزور الذي اختارني لأداء دور مهم جداً في مسلسل رمضاني سنباشر تصويره قريباً، وسألعب فيه دور فتاة إسرائيلية في قصة حول حرب الـ 67 بمشاركة ممثلين كبار. دوري ليس أساسياً لكنه قويّ وصعب. وقد اختارني نجدت أنزور بعد أن سمع رأي عمّار شلق بأدائي وكان يبحث عن فتاة جميلة تتّكل على جمالها لتحقيق غايتها، فوجد أن هذا الدور يناسبني.

- إلى أي مدى مواصفات «نزار» (عمّار شلق) قريبة من مواصفات فتى أحلامك؟ وهل تعيش نادين قصة حب حقيقية اليوم رغم انشغالاتها؟
أعجبت كثيراً بشخصية نزار، فالشهامة والوسامة والثقافة والجرأة والكرم مواصفات أساسية في الرجل لأن من يتمتع بذلك يتفهّم المرأة ويعرف كيف يستوعبها ويتحاور معها. أما بالنسبة إلى حياتي العاطفية فأنا على علاقة بشاب اليوم لكن لا أعلن عنها لأنني لم أكتشفه بعد، فعلاقتنا مازالت في بدايتها وعادة هذه المرحلة تكون الأجمل لكن يلزمنا الوقت لاكتشاف الآخر. ولأنني لا أحب إضاعة الوقت أبحث عن علاقة جدية، فتكوين عائلة هو هدفي الأساسي.

- هل شخصية «داليا» تشبه شخصية نادين الحقيقية؟
تشبهني بقوة شخصيتها، بإصرارها وطموحها وصراحتها وبقدرتها على قهر الصعاب.

- تأدية دور فتاة معقّدة في أول عمل تمثيلي ليس بالأمر السهل. ما أبرز صعوبة واجهتها خلال «خطوة حب»؟
شعرت بالتعب النفسي لأني عشت الدور بشكل عميق وواكبت معاناة أشخاص مقعدين وعشت معهم تفاصيل حياتهم اليومية وتعلّمت منهم كيف يتصرّفون وكيف يتدبّرون أمورهم.
ومن خلال هذه التجربة اكتشفت أهمية ما وهبني إياه الله سبحانه وتعالى، فإلى جانب نعمة الجمال وهبني نعمة الصحة والجسم السليم.

- إلى أي مدى ساعدتك تجربتك في تلفزيون الواقع في الوقوف أمام الكاميرا؟
في تلفزيون الواقع الذي اعتمدته «إل.بي.سي» و«Imagic» لانتخاب ملكة جمال لبنان تناسيت وجود الكاميرات وكانت أمي تنبّهني دائماً إلى وجودها وتقول لي يبدو أنك لا تهتمّين بأن كل ما تقولينه وتتصرّفين به ينقل إلى المشاهدين. وفعلاً لم أكترث لها وبقيت على طبيعتي، وأعتقد أن ذلك قرّبني أكثر من الناس. وعندما أقوم بأي دور أنتقل إلى عالم آخر وقد يكون هذا السبب الأساسي الذي ساعدني في تثبيت شخصيتي في مجال التمثيل الذي فضّلته على التقديم.

- زميلتك في مشوار الجمال لاميتا فرنجية أصبحت زميلة لك أيضاً في مشوار التمثيل، إذ تشارك حالياً في مسلسل «عصر الحريم» الذي يعرض أيضاً على شاشة «إل.بي.سي». هل تتابعين المسلسل؟ ما رأيك فيه وفي أداء لاميتا تحديداً؟
المسلسل رائع، قصصه متداخلة وهو مختلف تماماً عن «خطوة حب». وبصراحة لاميتا لا تلعب دور بطولة في هذا المسلسل، وكما هو مكتوب في المقدمة لها «إطلالة خاصة» لذلك لا يمكننا أن نحكم على أدائها لأنها لا تشارك من خلال مشاهد قويّة بل من خلال مشاهد هادئة، وأترك الأمر للمشاهد ولأهل الإختصاص، فأنا مازلت ممثلة مبتدئة ولا يحقّ لي التعليق. ولكني أحب أن أنوّه بأن نادين الراسي رائعة في أدائها وأعتقد أن نجاحها أساسه العفوية، وقد أذهلت الناس بقدرتها التمثيلية وبجمالها الخارق.

- مَنْ من ممثلات هوليوود أو الممثلات العربيات تلفتك؟ ومن هي مثالك الأعلى في التمثيل؟
أنا شديدة الإعجاب بكايت وينسلت وأنجيلينا جولي وخصوصاً في أفلام التشويق الـ Action، أما كارمن لبّس فهي مثالي الأعلى، تسحرني بجمالها الفريد وبأدائها الرائع وشخصيتها المميّزة. وقد أذهلني حضورها في فيلمها الأخير «Whatever Lola Wants». وعندما أقوم بأي مشهد تمثيلي لا تغيب صورتها عن بالي. أتمنى أن أحقّق جزءاً مما حقّقته كارمن لبّس وأن أصل يوماً ما إلى السينما.

- في كل خطوة قمت بها استطعت إثبات وجودك كعارضة، كملكة جمال، كمذيعة، واليوم كممثلة. بمَ تعدين الناس وماذا تقولين لهم؟
الحمد لله تعبت، صبرت ونلت. وبعد أربع سنين من العمل والجهد بدأت أحصد النجاح. من السهل جداً أن نحتلّ المرتبة الأولى لكن من الصعب جداً أن نحافظ على هذه المرتبة.
وأحب أن أوجّه كلمة عبر «لها» إلى جميع الذين قالوا إن الألقاب تصنع الناس وبأن لا قيمة للملكات من دون التاج. إلى هؤلاء أقول: الألقاب لم تصنعنا، نحن كالمغناطيس نجذبها نحونا ولدينا كل المواصفات والمؤهلات للنجاح. نحن صنعنا اللقب بجهدنا وحافظنا عليه، وأعتقد أن ما قاله عني هؤلاء كان دافعاً قويّاً لي لإثبات نفسي ولإبراز كل طاقاتي.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078