تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

بيونسيه... على المسرح لا أعرف معنى الخوف!

تتحدث النجمة بيونسيه، ابنة الأربعة والعشرين ربيعاً، عن ألبومها الجديد المزدوج الطموح «أنا... ساشا فيرس»«I Am... Sasha Fierce»، فضلاً عن شخصيتها على المسرح، وجولتها المقبلة حول العالم، ومشاريعها في عالم الأفلام والأزياء....
ما تتطرّق الى سرّ نجاح علاقتها مع المغني جاي زي، والسبب وراء دعمها للرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما، وكيف تمضي وقت فراغها، وأي اسم مستعار تستخدم لكي تحجز في الفنادق الفخمة في جميع أنحاء العالم. ولكن، إياك أن تناديها بالنجمة الأولى Diva !

لقد أطلقتِ اسم ساشا على شخصيتك على المسرح لفترة طويلة. ولكن لماذا تجعلين منها شخصاً حقيقياً الآن؟ هل أنها قد أصبحت أقوى أو أكثر هيمنة على مرّ السنين؟
-أعتقد أن شخصية ساشا فيرس أصبحت أكثر هيمنة. كما تعلمون فأنا لا أذكر هذا الموضوع للمرة الأولى. الناس على علم بذلك، وطوال سنوات كان المعجبون بي يحملون علامات ولافطات تحمل اسم ساشا. ولأنني أتمتع بجانبين في شخصيتي مثل جميع الناس، فكّرت في نفسي: «من الرائع أن أتمكّن من تمييز الفرق في ألبومي الجديد». لأنني كنت أتصارع مع ذاتي وهذا ما أفعله دائماً. فأنا أحب أن أؤدي الأغاني العاطفية الجميلة وأن أظهر مدى تأثري، وأن أغني عن الحب والعاطفة وحتى عن الألم وأوجاع القلب. أنا حساسة جداً، كما أنني سريعة التأثر وأميل الى الانطواء أكثر بكثير مما يتوقع الناس.
ولكن عندما أكون على المسرح، أصبح واثقة جداً من نفسي، فلا أخاف أي شيء، بل أنني لا أعرف معنى الخوف. فإذا بي أتمتع بهذه القوة التي لا ترافقني خارج خشبة المسرح. لقد سجّلت ما يقارب 70 أغنية، ورحت أتساءل: «كيف سأختصر كل هذه الأغاني في ألبوم واحد؟» وكان هذا مستحيلاً. لأن بعض الأغاني بدا مناسبة لشخصيتي على خشبة المسرح، والبعض الآخر كان حميماً للغاية. فقلت في نفسي: «هذه فرصة رائعة لكي أقدّم نفسي الى الناس، وأقدّم لهم شخصيتي الحقيقية».
وأعتقد أن الناس سوف يفاجئهم أنني أحبّ الغيتار الصوتي، حتى أن بعض الجمل وبعض الأصوات في موسيقى الألبوم غريبة وجديدة. هذه فرصتي لكي أقدّم لهم شخصيتي وشخصية ساشا فيرس، لذلك عمدت الى تقسيم الألبوم إلى اثنين. فكان هذا الألبوم عبارة عن أسطوانتين، كل أسطوانة على حدة تبدو متماسكة كما لو أنها ألبوم واحد قائم بحد ذاته. إذا كنتَ في مزاج لسماع موسيقى تحثك على التفكير أو تجعلك تشعر بالهدوء، يمكنك الاستماع الى أغنية «I Am»، أما إذا كنت ترغب في الرقص والمرح، فتستمع الى أغنية مثل «Crazy in Love» في الألبوم الثاني الذي يعكس شخصية ساشا فيرس الحيوية والواثقة من نفسها الى أقصى الحدود».

أي بدلاً من تسمية الأسطوانتين «جدية» و«مرحة»، اخترت «بيونسيه» و«ساشا»؟
-بالتأكيد. أعتقد أن هذه طريقة مناسبة لوصف الأمور. (تضحك).

لكن لماذا أضفتِ عائلة «فيرس» الى الاسم؟ هل لكي تجعلي من ساشا شخصاً حقيقياً؟
-أعتقد ذلك. أعتقد أن الوقت كان قد حان ليكون لساشا عائلة. وكلمة «فيرس» في اللغة الانكليزية هي صفة نستعملها لنصف شيئاً ساخناً وحاراً، وأن تختار اسم عائلتها «فيرس» فهذا تصريح خطير وكبير جداً. (تضحك).

ما السبب في كونك طموحة الى هذا الحد هذه المرة؟ هل لأن ألبومك الأخير قد وُصف بالخالي من المشاعر والعواطف أو حتى بأنه نفّذ على عجلة؟ ما أعنيه هو أنكِ فعلاً بذلت جهداً كبيراً في هذا الألبوم، أليس كذلك؟
-أجل. 

 هل ألبومك هذا هو ردّ على النقد السلبي الذي لحق بألبومك السابق «B-Day»؟
-لا. فأنا أعمل بجهد كبير وأظهر حماسة كبيرة لعملي. حتى لو أنني فعلت شيئاً خلال شهر أو سنة، أضع كل قلبي وروحي فيه. في الواقع، الآن بعدما أمضيت كل هذا الوقت على إعداد هذا الألبوم، لن أعيد الكرّة. (تضحك). أردت أن أتحدى نفسي وآخذ فترة من الراحة، ولكنني عجزت، لا أعرف لماذا، ربما لأنني أحب العمل الذي أقوم به. لذا خلال السنة التي كان من المفترض بي الاستراحة فيها، انتهى بي الأمر بأن سجّلت جميع هذه الأغاني. ولم أقل لنفسي: «حسناً، سوف أمضي عاماً كاملاً في إعداد ألبوم». بل إن الأمور حصلت بهذه الطريقة، ربما لأنني قلت إنني لن أصدر ألبوماً جديداً حتى العام المقبل، وإذا بي أسجّل جميع هذه الأغاني. هذا الألبوم رائع، ولكن كلما كان لدي المزيد من الوقت، سجّلت المزيد من الأغاني. (تضحك). كما أنني أنوي البقاء في عالم الموسيقى لفترة طويلة، لذا كل ما يشكّل مصدر وحي بالنسبة إلي سوف أسجّله، وعندما أشعر بأنه أصبح لدي ألبوم جاهز، سوف أطلقه.

هل شخصيتك المدمنة على العمل هي التي تتكلّم الآن؟
-أجل، هذه شخصيتي المدمنة على العمل، بالتأكيد. (تضحك).

ولكنك تنتقلين الى مستوى أعلى من خلال هذا الألبوم، لأن هذه الأغاني لا تنتمي الى أي خانة محدّدة.
-لقد تعمّدت فعل هذا بكامل وعيي وإرادتي. أردت التأكد من أنني أنجزت عملاً مختلفاً. وأتذكر أنني كنت أقود السيارة وأستمع الى أريثا فرانكلين تقول: «يمكن المغنية البارعة أن تغنّي أي نوع من الموسيقى، وتجعل من أي نوع من الموسيقى نوعها الخاص». لقد علقت هذه الكلمات في رأسي. أحب أغنية «If I Were a Boy» «لو كنت صبياً» ، فهي لا تبدو أغنية آر أن بي نموذجية، ولكنني لست مغنية آر أن بي نموذجية. أشعر بأنني صاحبة صوت يخوّلني أن أغني كل ما أريد، ولدي القدرة العاطفية على أن أغني كل ما أريد، لذلك أردت إظهار ذلك.

 ماذا عن أغنية «That's Why You're Beautiful»  «لذا أنتِ جميلة»؟ هذه أول محاولة لكِ في موسيقى الروك، أليس كذلك؟ ولقد أبليت بلاء حسناً.
-شكراً. تذكّرني أغنية«That's Why You're Beautiful»  «لذا أنتِ جميلة» ببعض أغاني المغني برينس Prince أو بعض موسيقى الروك أن رول Rock'n'Roll. أحبّ هذه الأغنية. في الواقع، إن المهندس الذي كان في الأستوديو هو الذي عزف على الغيتار وابتكر الأغنية. فهي واحدة من الأغاني المفضّلة لدي، لأنها تذكّر بالمجهود الإضافي في العلاقة الذي لا يبذله جميع الناس في العالم، هذه المحاولة وهذا المجهود في العلاقة. ولكن أصبح من الصعب فعل ذلك لا سيما في أيامنا هذه وخاصة مع المشاهير. أقول في الأغنية: «على أحدهم أن يبقى في حالة حب، ويمكن أن نكون نحن، ولهذا السبب نحن جميلون». إنها أغنية شخصية جداً، أعشقها.

 هل أنتِ مثال يُحتذى عندما يتعلق الأمر بالعلاقات؟
-أجل،أشعر بأنني مثال، ولم أختر أن أكون مثالاً يحتذى، ولكنني أصبحت واحداً، لأنني مشهورة وأنا على علم بذلك. أقول دائماً إنني آمل أن ألهم الشباب والفتيات والكبار والنساء والرجال والناس الذين في علاقات. آمل أن هذا الألبوم سوف يلهم جميع المعجبين بي ويتوجّه إليهم.

 تحدثتُ إليك والى زوجك كل على حدة على مرّ السنين.
-(تضحك).

 أقول لكِ ولجاي زي بكل صراحة: أن تحافظا على علاقتكما معاً منذ ست سنوات وأن تبقياها بعيدة عن الأضواء كما تفعلان، هذا يعدّ انجازاً كبيراً، أليس كذلك؟
-إنه لإنجاز ضخم. لا يزال الناس يعتقدون، لا سيما الآن بعد أن تزوّجنا، أنني سوف أتحدث عن علاقتنا علناً. ولكن هذا غير مبرّر وغير منطقي، نظراً الى أنني لم أتحدّث عن الأمر من قبل. نحن من الفنانين القلائل الذين تمتعوا بعلاقة ناجحة لفترة طويلة ونأمل أن تستمر كذلك. إذا أبقينا علاقتنا حميمة وبعيدة عن الأضواء ولم نكشف عن كل شاردة وواردة فيها، وحافظنا على صدقنا ونقاوة قلبينا، سوف تستمر علاقتنا على هذا المنوال. (تضحك).

 الى أي حد يمكننا القول إن الأسطوانة الأولى متأثرة بدورك في فيلمك المقبل «Cadillac Records»؟
-جزء كبير من هذا الألبوم مستوحى من شخصية إيتا جايمس. الموسيقى ونبرة صوتي، رغم أنني لم أغيّرها كثيراً. ولكن المخاطرة التي اتخذتها بأن أغيّر أسلوبي تغييراً تاماً كانت مستوحاة من شخصية إيتا جايمس. لأنها كانت ملكة موسيقى روك أن رول وآر أن بي في الوقت نفسه، فهي لم تحصر نفسها في خانة واحدة. ولم تهتم لما يتوقعه الناس أو ما يقوله النقاد، ولم تكن تكترث لمَن كان موجوداً معها في الغرفة، لم تأبه لكل هذه الأمور بل أنها كانت إيتا جايمس بكل بساطة. أحب وأحترم هذا كثيراً. لذا كنت أعود الى الأستوديو والى الأغاني التي كنت أحبها، حتى لو أنها لم تبدو منطقية أو أنها لم تكن تشبه ألبوماً لبيونسيه، رغم ذلك حاولت وأحببت ما فعلته وأضفت هذه الأغاني الى ألبومي، بغض النظر عما إذا كنت أعتقد أن الناس سوف يفهمون ذلك أو يتوقعونه. في الواقع، لو كان عملاً يتوقعه الناس، لما رغبت في القيام به.

 لكنني بالتأكيد كنت أكثر شجاعة لكي أقدم على مخاطرة فنية وأتحدى كلماتي، وحتى بعض مشاهد التمثيل في الفيلم، يمكنك ملاحظة ذلك في الفيديو أو حتى في طريقتي في الغناء، في نبرة صوتي. بعض الأغاني لا يرافقها سوى الغيتار الصوتي، فشعرت كما لو أنني أقف هناك مكشوفة، لا شيء يخفي أي شيء، ويمكنك سماع كل همسة والشعور بالحياة تنبض في الكلمات. وينبع كل هذا من التمثيل وربط العواطف بالكلمات. لقد تعلّمت كل هذه الأمور عبر المشاركة في الأفلام، وأعتقد أنني سوف أستمر في النمو. وكلما شاركت في فيلم، يكون هذا مصدر وحي للموسيقى التي أقدمها.

 هل استحوذت عليك إيتا؟ أم تملّكتك؟ أم أصبحت هاجسك؟
-لقد تملّكتني بعض الشيء. كما أنني تمكّنت من العمل معها، أو بعبارات أخرى تمكّنت من لقائها والغناء لها. كانت تجلس بين الجمهور وأديت أمامها أغنية «At Last»، وأعلم أنها امرأة قاسية، ولمجرد أنني نجمة غنائية، فهي لم تأبه للأمر ولم تتأثر. لذا عندما اعتليت خشبة المسرح، تمكّنت من رؤيتها ورؤية لغة جسدها، كما لو أنها تقول: «حسناً، ما الذي سوف تقدمه هذه الفتاة؟». وعندما رحت أغني، رأيتها تغيّر حركة جسمها وتلكم ابنها وتسأله: «هل سمعت هذا؟». وهكذا بدأت تتحمّس، وفي النهاية كانت قد تحمّست كثيراً وشعرتُ بفخر كبير. قالت لي: «أنتِ فتاة سيئة». وكان هذا أفضل مديح تقوله لي، لأنها لا تكذب أبداً. (تضحك).         

 أغنية «لو كنتُ صبياً»«If I were a Boy»  تتكلّم على تغلغلك الى نفسية الرجل لبعض الوقت
-نعم.

 ولكنك لم تعكسي صورة إيجابية عن الرجل على الإطلاق.
-(تضحك) حسناً، لا يتعلق الأمر بجنس الذكور وإنما بالفرق بين الرجال والصبيان. ولذا أقول في الأغنية: «أنتَ مجرد صبي، لديكَ الكثير لتتعلّمه». وفي الأغنية، أتحدث عن جميع تلك الأمور التي يفعلها الصبيان في العلاقات: عندما لا يستمعون الى الفتاة، ولا يقدّرونها، ويعتبرون وجودها الى جانبهم أمراً مسلّماً به. الأمر بسيط كما لو أن الفتاة تتصل بشريكها، وإذا به يتجاهل الاتصال ويقول في نفسه: «سوف أتعامل معها في وقت لاحق». وأعود وأقول في الأغنية: «يعود الصبي الى المنزل في ساعة متأخرة جداً من الليل، لأنه يعلم أن شريكته ستكون في انتظاره هناك، ولا داعي للقلق عليها، فهي ستكون وفية له، ولكن هو يحق له أن يفعل ما يشاء». إنها تلك الأشياء التي تكون في بعض الأحيان أشد ألماً من الخيانة، تلك الأمور الدقيقة. يتمحور موضوع شريط الفيديو على هذه الفكرة.

 فإذا بي ألعب في الفيديو دور امرأة قوية تقيم علاقة غير مناسبة مع شريكها في العمل، وتفعل كل تلك الأمور الاستغلالية، وفي نهاية المطاف عندما يروح الجميع يقولون في أنفسهم: «يا لها من صديقة رهيبة»، عندها يدركون أن هذه كانت حياة الرجل طوال الوقت. أردت من جميع الرجال مشاهدة هذا الفيديو بأعين مفتوحة. وشعرت بأنه لو كان رجلاً في الفيديو طوال الوقت لما وصلت إليهم الرسالة، ربما لبرّروا في أذهانهم لماذا يفعل كل تلك الأمور. ولكن إذا رأوا امرأة تفعل ذلك، عندها يمكنهم رؤية الأمور على حقيقتها. يشبه الفيديو رواية «يوم الجمعة الفظيع» «Freaky Friday» من خلال الأدوار المعكوسة. وإذا بي أخدع جميع الشبان من خلال هذا الفيديو، فيقولون لي: «لقد خدعتنا، وتوصلنا الى كره الفتاة التي تخون شريكها في الفيديو». ومن ثم يدركون أن هذه الفتاة ترمز إليهم في نهاية الأمر. (تضحك). أعتقد أن الفيديو قد أوصل رسالته. 

 إذاً لو كنتِ رجلاً، ماذا كنتِ لتفعلي؟ 
 -أعتقد أنني سأكون رجلاً وليس مجرد صبي. لما كنتُ فعلت تلك الأمور، لكنتُ تفهمّت الفتاة واستمعت إليها، مجرد عمل بسيط بقدر الاستماع. ولكن الناس يسألونني: «ماذا كنتِ لتفعلي لو كنتِ رجلاً؟» وأجيب أنني كنت لأفعل أموراً بسيطة. يثير اهتمامي فعلاً أن أعرف ماهية شعور الرجل عندما ترفضه امرأة ما. لا شك في أن هذا الشعور قاس فعلاً (تضحك). ولكنني لا أشعر بالأسى، هذا أصعب الأمور. (تضحك). ربما يجدر بي الذهاب الى محل حلاقة للرجال وأستمع الى الأحاديث الفعلية التي يتبادلها الرجال. 

إذاً، أنتِ تعرفين في نهاية الأمر مدى صعوبة أن يكون المرء رجلاً؟
-أجل، أعرف ذلك تماماً. ولكن الأمر أسهل بعض الشيء بالنسبة إليكم مما هو بالنسبة الى السيدات!

ومن ثم هناك أغنية «السيدات العازبات» «Single Ladies»، وهي أغنية أخرى تهاجمين فيها الرجال.
-أجل، إنها أغنية أخرى أسدّد فيها ضربة للرجال. (تضحك).

 وتقول كلمات الأغنية: «لو أعجبتكَ الفتاة، لكان حري بك أن تضع خاتماً في إصبعها، أي أن تتزوّجها».
-نعم. في الأساس تتوجّه هذه الأغنية الى جميع السيدات والنساء اللواتي كن في علاقة وعلى استعداد للالتزام والزواج، في حين أن الرجل لم يكن مستعداً لذلك، وإذا بهنّ الآن قد تابعن حياتهن. وهذا نوع من الثأر بالنسبة إليهنّ. فإذا بالفتاة الآن تبدو جميلة ويحاول رجال آخرون التقرّب منها، في حين أن الرجل يجلس وحيداً ويعاني. (تضحك). عادة أرغب في الانتقام لجميع النساء.

 يصدر هذا الكلام عن امرأة لم تحصل على خاتم زواج لفترة ست سنوات؟
-لا، لا علاقة لي بالأمر. فأنا سعيدة جداً. (تضحك).

حدثت جلبة كبيرة على شبكة الإنترنت عن مشاركة تمبيلاند وجوستين تيمبرليك وكانيي ويست وفرقة ذا نبتونز في ألبومك. تصوّري دهشتي عندما اكتشفت أن أحداً منهم لم يشارك في ألبومك. هل لأن موضة مشاركة المغنين في ألبومات مغنين آخرين رائجة في هذه الأيام؟
-أجل، هناك الكثير من المغنين الذين يشاركون في ألبومات غيرهم. لقد عملت مع الكثير من المنتجين الكبار، وحرصت على ألا يشاركني الكثير من المغنين في ألبومي. في الواقع، لم يشاركني أي مغن. والأغاني التي اشتمل عليها ألبومي لم تكن فعلاً في حاجة إليهم. ما أعنيه هو أن الكثير من الأغاني في الألبوم كانت قوية، فإذا لم تأت المشاركة في الغناء كتعاون طبيعي، لا أريد أن أفرضها بالقوة. أعتقد أن الناس كانوا يفترضون مَن سيكون المنتجون المهمون الذين سيعملون على ألبومي. لذا عمدوا الى اختلاق هذه الأمور وربطوا اسمي بأي مغن مشهور افترضوا أنه سيشاركني الغناء في الألبوم. 

 كان هناك لائحة كاملة بأغاني ألبومك على موقع «ويكيبيديا». هل رأيتِ ذلك؟
-كلا، لم أفعل.

 هذا أمر غريب.
-أجل، هذا غريب. فالناس يضيّعون الكثير من وقتهم. (تضحك).

خاصة أن اللائحة كان تحتوي على أغان تحمل عناوين لا معنى لها؟ 
-أجل. هذا أمر غريب. لا أزال أشعر بالدهشة عندما أتصفح شبكة الإنترنت وأرى أشياء معينة، مثلاً عندما يطلق الناس بعض المواقع الإلكترونية ويدّعون أنهم أجروا أبحاثهم الخاصة.

 على ما يبدو أن شبكة الإنترنت هي المكان المثالي للقيل والقال. 
-هي كذلك فعلاً، لدرجة أن الأمر أصبح مخيفاً. لقد قرأتُ الكثير من الأمور عني في صحف مرموقة، ورحت أتساءل بيني وبين نفسي: «من أين يستقون كل هذه المعلومات؟» يمكن لأي شخص أن يكتب هذه المقالات ويطلق شائعات. لذا أعتبر الأمر مخيباً لآمالي في بعض الأحيان، لأنني سمعت بعض الشائعات عن ألبومي، كأن يقتبسوني أقول مثلاً إنني تسرعت في إطلاق هذا الألبوم وأن القيّمين في شركة الإنتاج قد شعروا بالخوف إزاء ذلك، وكل هذه الأفكار الجنونية. هذا أبعد شيء عن الحقيقة، لا أعتقد أنني كنت صبورة في حياتي الى هذا الحد. (تضحك). وإذا بهذه الأخبار ينتهي بها الأمر في الصحف والمجلات. ولكن هذا جزء من كوني نجمة مشهورة، يجب أن أكون قاسية ويكون لدي مناعة على هذه الأمور.

 ما دامت هذه الأمور تضحكك.
-ما دامت هذه الأمور تضحكني. ولكن في بعض الأحيان من الصعب عليّ تقبلها.

 لكن، لا شك أنك تنتظرين بفارغ الصبر أن تقومي بجولة لغناء هذا الألبوم.
-أنا قلقة جداً حيال الأمر، وأنتظر ذلك بفارغ الصبر. أولاً لأنني أعلم أن الجميع سوف يفاجأون كثيراً. كما أنني أنتظر بفارغ الصبر أن أسمع ردود فعل الجميع، لأنني كنت أعمل على هذه الجولة، والإنتاج والأزياء. ولقد بدأتُ العمل في وقت مبكر حتى أستطيع فعلاً إيلاء أهمية لجميع التفاصيل، ومنذ نحو ستة أشهر عقدت أول اجتماع لي. وقد أصبح الأمر صعباً بالنسبة إلي الآن، لأنني أحاول دائماً الاستماع الى ما يريد المعجبون سماعه، فأنا لا أستطيع غناء جميع الأغاني في الألبوم، نظراً الى أن الألبوم يحتوي على 17 أغنية ومن ثم هناك نحو 40 أغنية سابقة، لذا يكون الأمر صعباً دائماً. أنا مهتمة جداً للاستماع إلى ردود الفعل، حتى أتمكّن من تحضير قائمة الأغاني التي سوف أؤديها في الجولة.

 ما عدد الأزياء التي سوف تبدّلينها؟ هل سوف تبدّلين الملابس التي ترتدينها؟
-نعم، بالتأكيد. ولكنني لا أعتقد أن عدد الأزياء سيكون بقدر المرة السابقة، لأنني في المرة السابقة بدّلت 20 بذلة، كان ذلك سخيفاً فعلاً. ولكنني أحببته في الوقت نفسه. سوف نرى، عندما أبدأ ربما سوف أضيف عشرة أزياء إضافية. (تضحك).

 هل لا تزال والدتك تصمّم لك أزياءك؟
-تصمّم لي والدتي أزيائي دائماً، ولكن في آخر جولة لي صمّم لي العديد من المصمّمين المفضلين لدي مثل ايلي صعب وأرماني وفيرساتشي، كما أن والدتي صمّمت البعض منها أيضاً. ولكن في جولتي التالية سوف أعمل مع مصمّم واحد، لقد عقدت بعض الاجتماعات معه، وهو يتمتع بموهبة خارقة. إنه فنان فعلي. ولكن لا يمكنني الكشف عن اسمه بعد الى أن نقترب أكثر من الوقت المخصّص للجولة.

 ما الذي دفعك الى تشكيل فرقة Saga Mama  كفرقة موسيقية داعمة لك، وهل لا تزال تعمل معك؟
-أجل، إنهن بارعات. لطالما أحببت جسمي الممتلئ وأحب النساء اللواتي يبدون كنساء حقيقيات. وأشعر بأننا جميعاً مختلفات لسبب، ومن الجميل أن يكون لدينا هذه الأوزان والأشكال والأحجام المختلفة.  فأنا أقدّم كل امرأة منهنّ على المسرح، جميعهن ينتمين الى أعراق مختلفة وأشكال فريدة من نوعها. كما أن فرقة Saga Mamas هي عبارة عن مجموعة من النساء يتمتعن بثقة كبيرة بالنفس. إذا سنحت لي الفرصة لكي أمضي الوقت مع أي شخص في الفرقة، أود فقط الاستماع إلى حديث Saga Mamas طوال النهار. فهنّ أشبه بالممثلات الكوميديات، ينبضن بالحياة ولكل منهن طبعها الخاص وروحها المرحة. لذا أردت أن أظهر هذه الصفات لديهن، فألبستهن الملابس المثيرة وجعلتهن يشاركن بالرقص، لأنهن يتمتعن بصفات الراقصات. وهن موهوبات جداً، ولذلك سوف يرافقنني في الجولة التالية أيضاً.

إذاً، هل يوجد انسجام مختلف ضمن الفرقة المؤلفة فقط من النساء؟
-طبعاً. ثمة صلة عميقة تجمع بين جميع النساء على خشبة المسرح. في السابق، كان يشاركني الغناء موسيقيون وفرق موسيقية رائعة، ولكن لا مجال حتى للمقارنة. لا يمكنني مقارنة التواصل بيني وبين فرقة الإناث والفِرق التي تعاملت معها في السابق، فقط لأنني معجبة بهن كثيراً. معظم الفتيات اللواتي في هذه السن يفكّرن في أمور أخرى، لكن هؤلاء الفتيات جميعهن مغرمات بآلاتهن الموسيقية، وكنّ مركّزات وقويات ويمكنهن عزف الموسيقى بشكل ممتاز كما الرجال إن لم يكن حتى أفضل منهم. وأحترم ذلك كثيراً. وأفكر في جميع الفتيات الشابات الموجودات بين الجمهور اللواتي يرين ذلك ويقلن في أنفسهنّ: «حسناً، أنا أريد أن أتعلّم العزف على آلة الساكسفون» - «أريد أن أكون عازفة على الطبل».  وربما يمنحهن ذلك المزيد من التركيز.

لأن الموسيقى بالنسبة إلي هي كل شيء، عندما كنت مراهقة، كنت أتجنّب المخدرات والتورّط في علاقات سيئة، لأنه لم يكن لدي الوقت لذلك. إذا كان شخص ما يسيء إلي أو يخدعني أو لم يكن يتصرّف معي كما أريد، كنت مشغولة جداً على أي حال، لذا كنت أقول له: «ابتعد عن طريقي. سوف أنتقل الى شخص آخر». منحتني الموسيقى الكثير من الثقة بنفسي. وأشعر بأنها تستطيع أن تبعث الأمل في الكثير من الفتيات الشابات وتمنحهن الثقة وتعلّمهنّ احترام الذات. الموسيقى ضرورية جداً. كما وأنني سعيدة جداً لأن فكرتي في ابتكار فرقة موسيقية نسائية قد أبصرت النور. بدت هذه الفكرة رائعة، ولكنني كنت أتساءل في نفسي وأقول: «كيف سأفعل ذلك؟» إلا أن الأمر كان أسهل مما تخيلته تماماً، هناك الكثير من النساء الموهوبات.

 هل لا تزالين تشعرين بالتوتر على خشبة المسرح؟
-طبعاً. ولكن، كما تعلم، هذا جزء من حياتي وجزء من التحوّل إلى شخصيتي الثانية. كلّما أشعر بالخوف، أطلب من شخصيتي الثانية تولي زمام الأمور، وهذا ما يحصل.

 كنتُ أعتقد أنكِ تكونين مرتاحة على خشبة المسرح بعد كل هذه السنوات؟
-لا، أبداً، أبداً. وأحد الأسباب التي تدفعني الى أن أحب صناعة الموسيقى الى هذا الحد هو أنني لا أعرف أبداً ما قد يحصل. يمكن أن تصدر أغنية رائعة ولا تحظى بإعجاب الجمهور، ويمكن أن تصدر أغنية رهيبة ويعشقها الناس. وبالتالي، لا يمكنك توقع شيء ولا يمكنك الشعور بالاسترخاء والراحة أبداً، لأنه ما إن تعتقد أنك بارع ولا تقهر، يحدث شيء ويعود بك إلى أرض الواقع.

  الى أي حدّ تأخذين التمثيل على محمل الجد؟ لديك فيلمان  مقبلان، واحد تحدثنا عنه، والثاني يحمل عنوان «مهووس» «Obsessed».
-في الواقع، أنا جدية جداً حيال التمثيل. في سبيل مشاركتي في هذا الفيلم، اكتسبت 15 باونداً، وحاولت القيام بتحوّل جسدي وعاطفي. لا تمنح صناعة السينما الكثير من الفرص للمغنيين والمغنيات للمشاركة في أفلام، إذ إن هوليوود لا تسمح بدخول أي كان. لذا لا أعتبر الأمر مسلّماً به وأعمل بجهد كبير مع مدرّبي على التمثيل، وآخذ التمثيل على محمل كبير جداً من الجد.

كان هناك حديث عن انضمامك الى فريق نجمات المسلسل التلفزيوني  «ربات بيوت يائسات»  «Desperate Housewives» . ما حقيقة هذا الخبر أم أنه مجرد قصة أخرى مؤلفة؟
-لا، قرأت هذا الخبر على شبكة الانترنت وفوجئت به.

 وما القصة وراء فيلم «مهووس»   «Obsessed»؟
- فيلم «مهووس» «Obsessed» هو عبارة عن سيناريو رائع. فيلم نفسي مثير، ألعب فيه دور زوجة تناضل من أجل عائلتها، لأن شريك زوجها في العمل، الذي يؤدي دوره الممثل إدريس إلبا، يصبح مهووساً به. القصة مثيرة ودرامية فعلاً. في البداية كنتُ أقول لنفسي: «لقد انتهيت للتو من تمثيل فيلم «Cadillac Records»، حيث لعبتُ هذه الشخصية الحيوية والدرامية، والآن ألعب دور زوجة». ولكن عندما بدأت أدخل الى روح الفيلم، وشاركت في الشجارات والمناقشات جميعها، رحت أقول: «يا إلهي، هذا الفيلم أكثر إثارة حتى.» لذلك أشارك في الكثير من الأعمال الدرامية، وأشعر بأنني أبلي بلاء حسناً. ولم أكن أعرف ذلك من قبل، لأنني مثلت أفلاماً كوميدية فقط في السابق، لذا أنا متحمّسة جداً الآن.

 إذاً هل سوف تشاركين في المزيد من الأفلام في المستقبل؟
-طبعاً، سوف أشارك في المزيد من الأفلام في المستقبل.

أنتِ امرأة مشغولة جداً يا بيونسيه نولز.
- أجل.

غداً صباحاً سوف ألتقي فرقة Holland/Holland الأسطورية لكتابة الأغاني التابعة لسجلات Motown.
- هذا رائع!

لأنهم سوف يحتفلون بالذكرى السنوية الخمسين لتأسيس الفرقة في كانون الثاني/يناير المقبل.
- أجل.

ما هي الذكرى الأولى لتعرّفك إلى موسيقاهم؟ أعني هذه الموسيقى العظيمة النابعة من ديترويت في الستينات والسبعينات.
- لن يكون هناك أبداً موسيقى مثل الموسيقى التي كانت تقدّمها شركة الأسطوانات Motown. كانت هذه لحظات تاريخية، لقد نشأت وأنا أستمع الى موسيقاهم. حتى أنني خضعت للتدريب على الموسيقى على يد شركة Motown. كان والدي يقرأ جميع كتبهم ويعرض لنا جميع أشرطة الفيديو الخاصة بهم. كان هذا أكثر من مجرد موسيقى، بل أسلوب حياة وحتى تاريخ. كانوا عبارة عن جماعة من الشابات والشباب الموهوبين والمفعمين بالمشاعر، فاستولوا على العالم وعبروا القارات. كانوا يرمزون الى البريق والأزياء المثيرة والعواطف، كان يرمزون الى كل شيء. طريقتهم في التسجيل وطريقتهم في تقديم الأغاني كانت ساحرة. كان كتّاب الأغاني يقدّمون الأغاني ولا يحصلون على المال إلا إذا صدرت الأغاني في الألبوم. كل شيء يتعلّق بهم مدهش فعلاً. لا مثيل لهم، إنهم فريدون من نوعهم، وهذا أمر خاص جداً.

لا يزال لدينا بعض الأسئلة القصيرة وننتهي
-حسناً.

 أفضل اسم استعملته لتسجيل الدخول إلى فندق؟
- (تضحك) بريجيت باردو.

 هل فعلتِ هذا؟
- أجل.

 لنقل إنك أخذتِ عطلة يوم السبت، ماذا تفعلين خلالها؟
-لا شيء! ما أرغب في فعله هو ألا أفعل شيئاً. ربما أن أستيقظ في الصباح، وأتناول بعض الفطائر والبيض مع الجبن والذرة المطحونة. ومن ثم أجلس على الأريكة تحت غطاء وأشاهد برنامج الرسوم المتحركة «Family Guy»، وبرنامج الواقع «Project Runway» حول مصمّمي الأزياء. وألا أضطر للتفكير في أي شيء، بل أن أكتفي بمشاهدة برامج خفيفة على التلفزيون.

 لو كان لديك سؤال تطرحينه على شخص ما، مَن سيكون هذا الشخص وما سيكون السؤال؟
-الآن؟ أول شخص خطر على بالي هو الرئيس المنتخب أوباما والسؤال هو: في أي لحظة شعر بأنه يستطيع أن يكون رئيساً؟ في أي لحظة شعر بأن هذا الحلم قد يتحوّل فعلاً الى حقيقة واقعية؟ إذ بالنسبة إلي، لن أحاول حتى أبداً. ليس لدي أدنى فكرة. متى شعر وقال في نفسه: « سوف أفعل هذا». انه رجل مميز جداً، وشخصية مهمة ورائعة. أريد فقط أن أسأله: «كيف شعرت بأنك قادر فعلاً على تحقيق هذا الهدف؟» وها هو يعمل على تجسيد هذا الواقع. الأمر مذهل بالنسبة إلي.

 هل هذا يعني أنكِ كنتِ تدعمين أوباما في الانتخابات الرئاسية؟
- بالتأكيد.

ما الذي يجعله الرجل المناسب للمنصب؟
-هو ذكي جداً ويهتم، وهو الشخص الذي يمكنه أن يوحّدنا جميعاً. أشعر بأن جيلنا مختلف، ومثال على ذلك ابن أخي الذي احتفل بعيد ميلاده وحضر أصدقاؤه من الآسيويين والبيض والسود واللاتينيين. لا نفكّر في العرق بالطريقة التي كانت الأجيال السابقة تفكر فيه. لقد حان الوقت لأن يصبح ذلك أكثر من حقيقة. لا يركّز الناس كثيراً على العرق الذي تنتمي إليه، أنتَ إنسان وهذا الأهم. وأشعر بأن أوباما يستطيع أن يطبّق هذا المفهوم.

 آخر سؤال أطرحه عليكِ يتعلّق بالعيد: ما هي أفضل أو أسوأ هدية تلقيتها في العيد؟
-أفضل هدية تلقيتها في العيد كانت آلة كاراووكى من والدي ووالدتي. ثمة أغنية في ألبومي اسمها «راديو» «Radio» تتحدث عن هذه الهدية. تبدو كما لو أنها أغنية مرحة ولكنها في الحقيقة عن جهاز الراديو الذي قدّمه لي والدي ووالدتي. كنت أقفل على نفسي في الغرفة طوال النهار والليل وأغني في جهاز الراديو هذا وأنسّق وأكتب الأغاني. هكذا انطلقت موهبتي في كتابة الأغاني وشغفي بالموسيقى. 

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077