تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

شربل روحانا

سكن الوتر وعزف موسيقى تتحدى بأنغامها عقم الحاضر. بعيداً عن ترهات الإنتاج الفني السائد، يدعو المستمع في ألبومه السابع «شغل بيت» إلى رحلة شرقية الخطى في «مساكب الأرض مشبعة بالماء والهواء والشمس وتبرعم عناقيد من الزهر والثمر»، رحلة تثلج القلب حنيناً إلى رائحة الصعتر المنثور في رحاب الروابي أو إلى تقفي أثر قِصْلة عبرت الصحراء أو تحسّس حرارة اللقاءات الإنسانية. هو شربل روحانا مؤلف منهج جديد للعزف على آلة العود من ثمانية أجزاء والحائز الجائزة الأولى في التأليف ضمن مسابقة هيراياما-اليابان عن «نشيد السلام». وقد عاد أخيراً من البحرين مكرّماً وحاملاً قلقاً جديداً باح به لـ«لها».


- «شغل بيت» هو عنوان العمل الجديد، لماذا إنتقيت هذا العنوان؟
شغل البيت هو عادة عمل «مثالي» ومتقن صُنع بتأنٍ وصبر ومحبة كما الأم تعدّ الطعام لعائلتها. كذلك أسلوب عملي الذي يمرّ بمراحل عديدة وهو نتاج تراكمات وليس فكرة وليدة اللحظة، فثمة مقطوعات تسبق ولادتها سنوات من التحضير قبل أن تصبح جاهزة وواضحة المعالم. لذلك فكل المقطوعات في الألبوم الجديد أخذت وقتها الكافي في التحضير والكتابة والتأليف، كما أن من نفّذها وعزفها هم موسيقيون «ولاد بيت» وفنانون حقيقيون كلّ على آلته. فتلاقت الموسيقى بإنسجام واستطعنا أن نسجّل العمل خلال أربعة أيام. وأتمنى أن تظهر في المقطوعات الحياة والروح اللتان سادتا عند إنجاز العمل. ولا أقصد من التسمية أن عملي مثالي وأنه لو مرّ الزمن لن ألغي أو أزيد نوتة عليه، فأنا أؤمن بمقولة «إن أجمل الأفكار هي التي لم تكتب بعد»، لكن أشعر بأنني منحت الألبوم مقداراً كافياً من العناية والصدق.

- أعدت عزف مقطوعات «ذهبية» طالما رددها عشاق الفلكلور والفن الجميل ك«البنت الشلبية» و«يا أسمر». هل تشعر بمسؤولية أكبر تجاه المقطوعة التي تعيد توزيعها؟ وما الفرق بينها وبين تلك التي تؤلفها؟
لإعادة توزيع مقطوعة معينة لا بد أن تعني لي الكثير إلى درجة التماهي. أغنيتا «البنت الشلبية» و«عالروزانا» لكثرة ما سمعتهما في الصغر شعرت بتفاصيلهما وإمكان الدخول إليهما بكل إحترام عبر البحث عن الجماليات الكامنة فيهما. العيون تتفتح كذلك الآذان إذا كان اللحن معروفاً وشائعاً لأن المقارنة ستحضر بالتأكيد، وأجد أنه على المستمع الفصل بين الأصل والتجديد، فالأول محفوظ في المكتبات والذاكرة ويحق للموسيقي إعادة صياغة الأشياء بطريقة خاصة إذا كان مشبعاً بالمقطوعة ومُلمّاً بما يفعل ولديه قدرة عل الخروج من المكان الثابت للأغنية في وجدان المستمع نحو الإختلاف بعيداً عن معيار الأفضل والأسوأ بل إضافة لمسة ونسمة جديدة لافتة. هذا بالنسبة الى المقطوعة المعاد توزيعها. وأجد من الضروري أن تنسحب هذه اللمسة إلى الموسيقى الجديدة وأي عمل أكان شعراً أو نثراً أو حواراً لترك بصمة تكون دلالة على صاحبها، أي أن يمتلك الفنان أدواته ويدخل أعماق نتاجه.

 - لم أصدرت الألبوم الجديد مشحوناً بالشجن؟ حتى أغنية الفرح «زفاف» وضعت الزفة فيها في منتصف المقطوعة كما أن حوار الكمان والعود فاض حزناً ؟
الألبوم مرآة للحياة كثيرة الإمتزاج، كذلك المشاعر الإنسانية. لا أحب الأعراس الصاخبة شخصياً وأعي تماماً أن الزفاف لا يحمل فقط الفرح والأهازيج بل يتخلّله حزن الفراق. قد تخدع البسمات والتهاني- الواجهة- لكني دخلت في عمق الحياة وحقيقتها. الزفاف لا يوازي الفرح. الصورة التي يعكسها المشهد البعيد غير دقيقة لأن لدى الإقتراب سيكتشف المرء ألبوماً من الصور المتلاحقة والمتناقضة. النضج الفني وجّهني إلى لبّ الحياة، كما أن الآلات لعبت دورها في إرساء إنطباع المقطوعة.

- يتضمن الألبوم 12 مقطوعة موسيقية وإحداها حملت عنوان «أم المرادم»، هل هي الجزيرة الكويتية؟
نعم، وهي جزيرة صغيرة تعيش فيها الطيور بكثرة وقد زرتها عام 2006 عندما أحييت حفلتين في الكويت عاد ريعهما الى مساعدة النازحين عقب العدوان الإسرائيلي على لبنان. وعلى هامش النشاط الموسيقي الإنساني تعرّفت إلى تلك الجزيرة التي لم أتأثر بطبيعتها بقدر ما أسرني اللقاء الإنساني والجلسة التي تركت إنطباعاً طوّرته وفاء لهذا المكان الذي شهد ولادة النوتات الأولى التي أكملتها الذكريات الجميلة. لم أفكر في الشمس والبحر والجزيرة، فأنا لا أؤلف موسيقى تصويرية بل حرّرت إنطباعات شخصية.

- ماذا عن مقطوعتي «اللقاء الأول» و«اللقاء الثاني»، لاحظنا إختلافاً في الإيقاع، فالأول هادئاً وساكناً بينما الثاني حركته الموسيقية متلاحقة ومتصاعدة؟
مقطوعتا «اللقاء الأول» و«اللقاء الثاني» ولدتا في اليونان حيث إلتقيت عازفي العود في مدينة تسالونيكي. فقد إجتمعت ب12 عازفاً للعود يمثلون مدارس موسيقية عدة في تركيا وفلسطين وسورية والعراق واليونان وأرمينيا وكانت النتيجة مزيجاً موسيقياً ساحراً. كان لدي شوق للتعرف عن كثب على عزف العود التركي، فالموسيقى التركية مختلفة حتى عند إستخدام الآلة نفسها، فيها مقامات الرست والبياتي وغيرها، والإيقاعات لديها نكهة خاصة. «اللقاء الأول» هو عبارة عن مقدمة دون إيقاع مختلفة المزاج عن «اللقاء الثاني» المتسارع الإيقاع.

- «شم النسيم» المقطوعة الأطول في الألبوم، هل هي تحاكي عيد الربيع المصري؟
نعم، صادف هذا العيد خلال وجودي في مصر. لأول مرة عام 2003 تعرفت عن قرب على الإحتفالية المصرية بقدوم فصل الربيع. كنت أعطي دروساً موسيقية على آلة العود في دار الأوبرا في القاهرة وذلك في منتصف شهر نيسان/أبريل موعد بداية الربيع في مصر الذي يسمونه «شم النسيم»، وكانت المقطوعة.

 

- مقطوعة «ديارنا» خفقت بالنمط السريع...
لم أكتب هذه المقطوعة للبنان بل للوطن الكبير مقاماً وإيقاعاً ومزاجاً، وقد وضعت في منتصفها موسيقى أغنية «يا من يحنّ إليك فؤادي» للسيدة فيروز، وقد تعمدت المجاورة بين القديم والجديد لأنني أشعر جراء ذلك بالبركة كمن يزور قريته بعد زمن ويعود إلى جذوره ليستعيد طاقته قبل العودة إلى حياة المدينة.

- «زنود الست» عنوان غريب لمقطوعة موسيقية، هل ألّفتها في شهر رمضان؟
«زنود الست» حلو لذيذ وسبب التسمية مجسّد في الموسيقى. تقول أغنية فيروز «الأسامي كلام.. شو خص الكلام.. عينينا هني أسمينا». ما الفرق إذا كان إسمها «زنود الست» أو «عيش السرايا»، شعرت بأن المقطوعة حلوة تماماً كقطعة الحلو.

- هل تشعر ببعض الأنانية الموسيقية جراء عملك مع «فرقة بيروت للموسيقى الشرقية»؟
من المعترف به أن هناك ما يسمى أنانية إيجابية تعبّر عن الأنا الفنية لكن يجب ألاّ تتعدى حدوداً معينة، فالعمل يحب أن يكون متكاملاً. لا أنزع إلى إظهار أو سيادة عزف العود على حساب الفكرة بل أصبو في تأليفي الموسيقي إلى إنجاز عمل جماعي. لا يمكن كوني المؤلف أن أطلي المقطوعة بوتر العود، لكنني في الوقت نفسه لا أبخل على فكرتي دون إبداء أنانية مفرطة تتحول إلى السلبية بل أحرص على إرساء حوار موسيقي راقي مرِن ورنان.

- من هم أعضاء «فرقة بيروت للموسيقى الشرقية»؟
أنطوان خليفة عازف الكمان ومتخصص في الموسيقى الغربية والعربية وعازف في الأوركسترا السمفونية اللبنانية. نتعاون منذ التسعينات، عزفه مميّز ويدهشني بالإضافات دوماً. عبود السعدي عازف الباص تجمعني به علاقة موسيقية وإنسانية متينة. علي الخطيب عازف الرّق المتميّز جداً والإستثنائي على آلته. وإيلي خوري تلميذي على آلة العود الذي عاد ودرس آلة البزق وحده، وقد فاجأني بذلك. عمر تعاوني مع الفرقة ثلاث سنوات ولا أدري ما سيحمله المستقبل المفتوح على كل الإحتمالات وإذا كنا سنعيد الكرّة في ألبوم آخر.

- زرت البحرين أخيراً. هل كنت في جولة موسيقية وماذا عن الحفلات التي أحييتها داخل لبنان وخارجه؟
زرت مدينة مونتريال الكندية للمشاركة في مهرجان العالم العربي السنوي Festival du Monde Arabe حيث عزفت مع موسيقيين كنديين في قاعةPlace des Arts، وكانت حفلة ناجحة ومميزة لأننا دمجنا موسيقى من ثقافات وخلفيات عدة رغم أنها تطلبت إعادة صياغة لتوضيح الأفكار من الألف إلى الياء بعد أن تكوني قد عزفت المقطوعة ألف مرّة. ثم إنتقلت إلى مصر للإشراف على أعمال موسيقية من كل الدول العربية من تنظيم مؤسسة «المورد الثقافي» وبالتعاون مع أساتذة موسيقى كاللبناني توفيق فروخ والمصري فتحي سلامة. وقسمنا العازفين إلى فرق وبعد عمل متواصل على مدى عشرة أيام قدّمنا حفلة ضمن مهرجان الجاز الذي أقيم لأول مرة في مصر تحت عنوان «مصنع الجاز». كما زرت البحرين أخيراً على هامش معرض المجوهرات العربية هناك حيث كرّمتني الهيئة المشرفة، وقد سئلت عن شعوري عن نيل كل جائزة فأجبت أنه إستراحة محارب للذهاب إلى منطقة أبعد دون التفكير بعدد الألبومات التي سأبيعها. أما حفلتا شهر أيار/مايو الماضي اللتان قدمتهما على خشبة مسرح بابل في بيروت، فبالإمكان الحصول عليهما على DVD ينقل الأجواء الحيّة لألبوم «شغل بيت».

- سبق أن إجتمعت موسيقاك مع صوتك وصوت عبير نعمة ونادر خوري في ألبوم «خطيرة» في أغاني «أنت الوتر» و«القهوة» و«بحبك» و«سلامي معك». هل تفكر في إعادة الكرّة وهل يمكن أن يظهر إسمك إلى جانب نجم كبير على الساحة الفنية؟
عمل «خطيرة» بكامله أغانٍ مواضيعها إجتماعية وعاطفية وسياسية طريفة وساخرة، وقد نال صدى إيجابياً، هو العمل الغنائي الأول. من جهة أخرى، أظن أن ما أقوم به يخالف السائد الذي لا أتقنه، فأنا مؤمن بالحلقات المغلقة حيث تختلف الأوساط كالألوان شديدة التباين. وكل وسط مقتنع بموسيقاه وكلامه وتوزيعه ويحظى بدعم مع إختلاف النسب التي ترجح كفة ميزان «الفن السائد». ولا أجد من ناحية أخرى مانعاً في تلاقٍ ما مع فن لا يقع في فخ الإبتذال.

 

- في رصيدك سبعة ألبومات، أي منهما هو الأحب إلى قلبك؟
الألبوم السادس «خطيرة» الذي طرح عام 2006، أستمع إليه بحثاً للراحة، كذلك «سلامات» الذي كان بمثابة بطاقة هوية قدّمتني إلى المستمع العربي ولا زلت أطالب بعزف مقطوعاته في كل حفلة أحييها، فالجديد لا يتقبله الجمهور بسهولة ويحتاج إلى الوقت لكي تألفه الأذن. وحتى المطرب السوري صباح فخري لا يزال يطالب بأداء أغنية «قدّك الميّاس» ويطربون لها كأنه يغنيها للمرة الأولى. الفنان له أفكاره وطباعه وطموحاته وأحلامه وعطاءاته والجمهور قد لا يتفهم هذه النقطة أحياناً.

 

- بمن تأثرت في البدايات ومن يجذبك بعزفه للعود أو لأي آلة شرقية أوغربية؟
تأثرت بإبن خالتي مرسيل خليفة وبأغنيات «أمي» و«ريتا» و«جواز السفر» ككل الأجيال التي إنجذبت إلى فنّه، تعامله مع العود مميز ووتر عوده راقٍ. كما أنني أثريت ثقافتي الموسيقية بروائع الإنتاج الكلاسيكي العالمي كموزار وبتهوفن. وهناك لائحة طويلة من العازفين كعازف الغيتار البريطاني جون مكلكلن وعازف الكونترباص الفرنسي كزافييه فون، كذلك الموسيقي الهندي زكير حسين.

- جمهور مرسيل خليفة إنتظره بعد تحرير الجنوب عام 2000 والعدوان الإسرائيلي في تموز/يوليو 2006 كذلك في الأزمة اللبنانية منذ إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري...
مرسيل دائم الترحال، قد يكون تدافع المواقف السياسية حال دون تقديمه الجديد. شخصياً وكموسيقي، أشعر بأنني قد أخدم بلدي وشعبي إذا اتقنت عملي بعيداً عن الشعار الفضفاض والرنان.

- سبق أن شعرنا بالوطن في ألبومك ما قبل الأخير «خطيرة»، ما هو عنوان أو موضوع الألبوم الضمني الأخير؟
ناقوس الخطر المحدق بآلاتنا والمقامات التي تخطو نحو الإنقراض. شعرت والفرقة بأننا في حاجة الى العودة إلى الجذور والعمل بطريقة بسيطة على إيقاعاتنا الشرقية. هناك خوف فني حقيقي كما أن عملي مع الفرقة ولّد علاقة أثّرت في وجهة العمل.

- كيف تنظر إلى الإنتاج الموسيقي اليوم في ظل نسخ النغمات وتشابهها؟
هناك دائماً موسيقى جميلة لكن المشكلة الأساسية هي تشابه معظم الإنتاج، وقد تطرّقت إلى هذا الموضوع في أغنية «لشو التغيير» التي أديتها بصوتي وسلطت الضوء على إنعدام الخصوصية وموت الإبتكار الفني، فهناك قاعدة للمقدمات الموسيقية والمقامات للأسف. مقام «الكُرْد» جميل لكن كل الملحنين باتوا يستخدمونه، لم يعد هناك هوية فنية فريدة. ثمة حكمة لطالما سمعتها منذ الصغر تقول إنه إذا ما وضعنا عينين ساحرتين على أنف مثالي وشفتين مكتنزتين لن تكون النتيجة إمرأة حسناء، فالجمال ليس تجميعاً أو تركيباً ولا تحكمه قواعد وقوالب محددة. من الصعب الإفلات من التأثر بالجو العام لكن يجب معرفة إمكانية «الغربلة»، فالتاريخ حركة تأثير وتأثر.

- ألم تفكر في تصوير إحدى مقطوعاتك على طريقة الفيديو كليب؟
سبق أن قمت وبشكل عرضي بتصوير أغنية «الحمدالله» في الألبوم ما قبل الأخير الذي جسّد صورة اللبناني ومعاناته في الحصول على الفيزا والصعوبات التي يواجهها في المطارات والهجرة بشكل عام.

- هذه المواضيع لا تلقى رواجاً في لبنان كأغنية نجوى كرم عن الهجرة «وبتسألني ليش مغرّب»، فقد منع عرضها.
أغنية «الحمدالله» نالت قبول الأمن العام اللبناني وعلى العكس فقد فرحوا بها كثيراً لأنه في نهاية المطاف يعود المواطن إلى البلد بعد فشله في الفوز بالفيزا. بالنسبة الى الألبوم الجديد لا أدري، فالعمل يتطلّب إنتاجاً ضخماً وشخصياً.

- ما هو القادم؟ هل يمكن أن تدخل آلة جديدة إلى موسيقاك أو صوت جديد لأننا لم نملك ثقافة موسيقية ناضجة بعد تبتاع أو تنصت إلى ألبوم غابت عنه الكلمات؟
لقد نكأت الجرح  بهذا السؤال. ما يجري هو أنني عندما أحيي حفلة أطالب بالغناء رغم أن البعض لم يرقه صوتي وأدائي ولذلك كتبت داخل غلاف ألبوم «خطيرة»: «إرضاء الناس مُحال فاتجهت إلى نفسي علّني أرضيها». حالياً هناك إزدحام في الأفكار وهناك وجع حقيقي، فالنجاح ورطة والفشل يحسم الأمور ويجنّب الفنان الخطوة التالية، الأصعب. أفكر دائماً هل الأمثل أن يغادر الإنسان بعد إتمام مشروعه أم أن يتنحى وهو لا يزال يحمل أفكاراً غير منجزة؟ وأجد أن أفضل أعمالي لم يبصر النور بعد وهذا ما يدفعني قدماً لمزيد من العطاء المتباين عن الذي سلفه. في كتاب العود قلت إن رحلة هذه الآلة دائمة وأبدية لم تبدأ مع شخص وانتهت بآخر، فالفن مراحل وإضافات وتراكمات وتقنيات.

- نصيحة تقدّمها لطلابك..
التروي وتعبئة المساحات الداخلية أثناء العزف ومزيد من الصبر عند دراسة المقطوعة، فالدروس الموسيقية «تكسّر» الرأس وما من مهرب إلاّ بتنفيذ المقطوعة كما يجب وبأسلوب جميل. في نهاية المطاف، يحب إتقان تحريك اليدين يميناً وشمالاً ولا يجب أن تقابل كل نوتة في الشمال ريشة (لسان الفكرة)، فالأفكار الواضحة سخيفة، «القطبة» الخفية والتعبير غير الجلي يضفيان جمالاً على العزف. يجب إعطاء الأشياء بعداً آخر.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079