تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

حياة الفهد: بدأت مشواري الفني في إذاعة الكويت

حياة الفهد: بدأت مشواري الفني في إذاعة الكويت

تم تكريم الفنانة القديرة  حياة الفهد ومنحها جائزة الدولة التقديرية كأفضل ممثلة  لعام 2008 على هامش مهرجان القرين 15 الثقافي. وبالمناسبة تحدثت عن تاريخها الفني الطويل الذي بدأ منذ العام 1963، فقالت: بدأت طفلة صغيرة في الإذاعة التي شجعت خطواتي  ومن ثم انتقلت إلى مسرح الخليج كعضوة في البداية، وشيئاً فشيئاً تتلمذت على يد المسرحي  المخرج صقر رشود الذي أعتبره معلمي الأول إلى أن أصبحت المشرفة الفنية للفرقة، كما قدمت أعمالي المسرحية معهم. ثم اتجهت بعد ذلك إلى التلفزيون ممثلة وكاتبة  ومنتجة.
وتحدثت الفهد عن ابتعادها عن المسرح فقالت: «للأسف المسرح الآن أصبح متعباً للغاية، وباتت تكاليفه كثيرة، بالإضافة إلى أن الجمهور منصرف عنه طوال الأسبوع ولا يحضر الا أيام الإجازات، إضافة الى استغلال صالات العروض لصالح المسارح التجارية وأبرزها مسرحيات الأطفال، لذلك لم يعد المسرح ذا منهج وحضور وقيمة. وللأسف ان هذا التراجع  لأبي الفنون ليس في الكويت فحسب إنما في أغلب الدول العربية الأخرى، لأن الجانب التجاري طغى على القيمة والمادة على الرسالة الفنية، كما بات يغلب عليه الهرج والمرج، لذلك ابتعدت عنه  الا أنني أغالب الشوق إليه وأحن  كثيراً الى أجمل أيامي الجميلة فوق خشبته، وأشتاق كثيراً الى زمانه الذهبي يوم كانت له سطوة ويلعب دور المرشد والموجه الاجتماعي وليس كحاله اليوم مهملاً لا يقدم ولا يؤخر».وعن الدراما قالت: «الدراما التلفزيونية باتت أكثر فعالية وأسرع شهرة  وأسهل طريق من المسرح للوصول الى عقول وقلوب الناس نظراً لكثرة الفضائيات وانتشارها، والحمد لله انني على الفور أتلمس ردود فعل الجمهور عن أعمالي خصوصاً الاجتماعية مثل «الخراز» لقربها من معاناة الناس في كل مكان. أما  تعاوني مع فضائيات خليجية، فذلك لاننا واحد، وخليجنا واحد ونكمل بعضنا البعض حتى ولو اختلفت اللهجة قليلاً في العمل الواحد، الا انني لا أجد ضيراً وبأساً في ذلك واعتقد أن هذا الشيء يثري العمل أكثر».
وعن كثرة الدخلاء على الفن قالت الفهد: «للأسف لا استطيع وحدي منع الدخلاء على الفن من ممثلين ومنتجين وكتاب سيناريو ومحاربتهم لأن هناك غيري من يفتح لهم الباب ويرحب بهم ويتعاون معهم  للأسف، وقد لاحظت أن هناك كماً كبيراً من الأعمال التي قدمت في السنوات الأخيرة على الفضائيات تسيء للكويت ومجتمعها، لكن كيف نحارب هؤلاء المرتزقة والقنوات تفتح لهم الأبواب؟ ومن وجهة نظري يجب أن نشدد على عقوبتهم ومحاربتهم وتجاهلهم. وقد طالبنا طويلاً ومنذ زمن  بنقابة خاصة بالفنانين التي كثيراً ما أكدت على حتمية وجودها لتفرز الصالح من الطالح وتساعدنا في ابراز وجه الفن الكويتى المشرق».
وبررت اختفاء السهرات الدرامية القصيرة: للأسف لا أعرف السبب لكن أعتقدأن المحطات الفضائية لها يد في ذلك، والمسألة عرض وطلب ونظراً لأنها تطلب أن يكون العمل  الدرامي من 30 حلقة ليغطي ساعات بث برامجية طويلة. وفي الوقت نفسه يرحب المنتجون بذلك لأنهم يرونه أكثر فائدة وربحاً من الناحية المادية، وعن نفسي أتمنى عودة هذه الأعمال، وليس لديّ مانع من المشاركة فيها.وأبدت الفهد أسفها من ندرة تقديمها لأعمال خاصة بالطفل قائلة: «أخاف على الأطفال مما يشاهدون اذ يملكون رغبة مخيفة لتقليد ما يشاهدون ويقلّدون الأبطال الذين  يظهرون في العمل وقد يعود ذلك بالضرر عليهم، لكنني أتمنى أن اقدم عملاً مدروساً بشكل جيد يفيدهم ويثقفهم وينمي مداركهم، لأن أغلب ما يقدم لا يصبّ في مصلحة الطفل».
وبنبرة حزن لم  تخف الفهد بأنها رغم هذا المشوار الطويل في عالم الفن والشهروة والنجومية الا «أنني دائماً محاربة وأعاني كثيراً من نكران الجميل حتى من أقرب الناس إلي، لكنني لا أوجه اللوم الى أحد بعينه لأنني والحمدلله لدي قدرة كبيرة على النسيان والتسامح والتصالح مع النفس، وأكتفي بالابتعاد عن هؤلاء الأشخاص».

الكويت-«لها»

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077