تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

سيرين عبد النور: 'من اليوم وصاعداً المسّ بكرامتي ممنوع'

تبدو اليوم أكثر من أي يوم مضى، شديدة الثقة بالنفس. كيف لا وهي تدخل السينما المصرية من أبوابها العريضة، ان من خلال فيلم مع النجم العالمي نور الشريف تنتجه وزارة الثقافة، أو آخر كوميدي مع محمد هنيدي؟ وأيضاً فيلم لبناني من إنتاج يوسف شاهين، وألبوم هو الثالث في مسيرتها كمطربة، تعتبره نقلة نوعية في مسيرتها بعد تمارين على الغناء مستمرة من 3 سنوات.
تقول إنها لن تسمح لأحد بعد اليوم بالمسّ بكرامتها. كما أنها لن تتعامل بطيبة كما السابق، ولن  تثق عشوائياً بكل الناس. فازت بالدعوى التي أقامتها على الموزع جان ماري رياشي، ولا تمانع تجديد التعاون بينهما. أما عن هادي شرارة، فتقول إنها لن ترد على تصريحاته احتراماً منها لسيرة آل شرارة وللصداقة التي كانت تجمع بينهما.
بعد غياب طويل عن وسائل الاعلام، فتحت سيرين عبد النور قلبها وقالت الكثير لمجلة «لها». فماذا في التفاصيل؟

من الواضح أن بداية عام 2009 تحمل مفاجآت ومحطات مهمة في مسيرة سيرين عبد النور. 3 أفلام سينمائية وألبوم جديد. كيف تلخصّين نهاية 2008 وبداية 2009؟
أعتقد أن عامي 2007 و2008، كانا فترة الزرع بالنسبة إليّ، واليوم حان وقت القطاف مع 2009. أواخر 2007 بدأنا بتصوير فيلم «المسافر» مع النجم العالمي عمر الشريف، ثم نفذنا الفيلم اللبناني «دخان بلا نار» للمخرج سمير حبشي (كتابة وإخراجاً). وأخيراً صورت «رمضان مبروك» مع النجم محمد هنيدي (كتابة يوسف معاطي، إخراج وائل إحسان). طوال كل هذه المدة، كنت أحضّر في الوقت ذاته لألبومي الذي صدر من أيام قليلة وهو الثالث مع «روتانا» وعنوانه «ليالي الحب». كانت بالفعل فترة صعبة لناحية الضغط الذي مارسته على نفسي لمتابعة وتنفيذ كل هذه المشاريع في وقت واحد، وكأني أتحدى ذاتي.

كان لا بدّ أن أطوّر نفسي من خلال السينما وأيضاً من خلال الألبوم الذي كان ضرورياً أن أثبت نفسي كمغنية بواسطته مع كل المنافسة الموجودة. لهذا باشرت من 3 سنوات التمرّن على أصول الغناء مع السيدة ليسلي عقل. وقد بدأت فعلاً بلمس ثمار تعبي، ان من خلال النجاح الكبير لحفلي الأخير مع وائل كفوري في الكويت، أو من خلال النجاح الذي يلاقيه فيلما «دخان بلا نار» و«رمضان مبروك». والجميل ان النجم محمد هنيدي يتصل بي مرارا ليقول: «أنا فرحان أوي، الفيلم مكسّر الدنيا». وهذا ما يشكل سعادة بالغة لي. كما أني أعتزّ كثيراً بفيلم «دخان بلا نار» اللبناني الذي نفّذ بموازنة انتاجية ضخمة (مع شركة الراحل يوسف شاهين). ومن هنا أعتبر أن نجاح هذا الفيلم تحية لروح يوسف شاهين الذي آمن بالفيلم وبنجاحه وتولّى عبر شركته مسألة إنتاجه، وطبعاً تابع من بعده السيد غابي خوري وهو ابن شقيقته.

ومتى سيعرض فيلم «المسافر»؟
خلال شهر حزيران/يونيو ان شاءالله، وهو حالياً في مرحلة المونتاج والتيليسين. وقد سعدت باتصال من مخرج الفيلم وكاتبه الدكتور أحمد ماهر الذي أخبرني أن الفريق الإيطالي الذي يقوم حالياً بالتيليسين والمؤثّرات الخاصة في روما، أعجب كثيراً بأدائي وتعابير وجهي مع أنهم لا يفهمون ما أقول. وهنا أحب أن أتوجّه بالشكر الكبير إلى وزارة الثقافة المصرية التي تتولى إنتاج الفيلم، بعد فترة توقف عن الانتاج استمرّت 40 سنة، وهي بالمناسبة تخصّص مجهوداً ضخماً لإنجاح العمل ولم تبخل بشيء يساهم في إخراج الفيلم بصورة لائقة وراقية.

تعاملت أكثر من مرة مع المخرج سمير حبشي في الدراما التلفزيونية. كيف تقوّمين تجربته اليوم كمخرج سينمائي؟
بصراحة سمير حبشي كان بالفعل يحاول نقل السينما الى التلفزيون، اذ كان يعمل بطريقة تصوير سينمائية، وأيضاً كان من أوائل من قصّروا الجمل عكس ما كنا ننفّذه سابقاً في التلفزيون. لهذا أستطيع القول إنه حاول نقل السينما الى التلفزيون من خلال الوسائل القليلة المتاحة. هو مخرج محترف فعلاً وأنا كلبنانية فخورة به.

ماذا عن تجربتك في السينما بعد الدراما التلفزيونية؟
السينما عالم مختلف كلياً. إذ نتمرن كثيراً قبل التصوير كي نتجنب الخطأ والإعادة، لأن هذا مكلف جداً في السينما وليس مثل التلفزيون. الضغط يكون أكبر ويجب أن يكون الأداء صحيحاً من المرة الأولى، أو الثانية في أبعد تقدير. وطبعاً حلم أي ممثل أن يصل إلى السينما، لأن فيها رقياً وبريستيجاً، علماً أن الجمهور هو الذي يقصد السينما ليشاهد الفنان الذي يحبه، عكس التلفزيون الموجود مجاناً في كل بيت. لهذا يشعر الفنان بقيمة أكبر للفن الذي يقدمه في السينما.

كان يفترض ان تقومي ببطولة مسلسل «خطوة حب» للكاتب شكري أنيس فاخوري. هل صحيح أن خلافاً وقع بينكما بعد رفضك التعامل مع مخرج المسلسل الذي اعتربته مبتدئاً، وقد رفض فاخوري تغيير المخرج نزولاً عند رغبتك، فتمّ استبدالك بملكة جمال لبنان نادين نجيم؟
كلا لم يحصل خلاف مع شكري أنيس فاخوري، فهو بمثابة أب بالنسبة إليّ، ولا يمكن أن أنسى أن انطلاقتي كممثلة كانت معه وهو من أوائل الذين آمنوا بموهبتي كممثلة. وبالفعل، كان يفترض أن أصوّر مع فاخوري مسلسل «خطوة حب»، لكن وقتي كان ضيّقاً بسبب ارتباطي بعقود أبرمتها قبل أن يحدثني فاخوري عن هذا المسلسل. ورغم ذلك كنت مستعدة لالغاء عدد من الارتباطات كي اتمكن من المشاركة. لكني بصراحة خفت من الدور، فهو صعب جداً يفترض أن أجسّد فيه شخصية فتاة كسيحة. واعتبرت أنه لا بدّ من وجود مخرج محترف يدير فريق العمل.

 

وبالفعل حصلت مناقشات مع فاخوري حول هذا الموضوع، وهذا لا يعني أني أقلّل من قيمة المخرج فيليب أسمر. على العكس هو صديق احترمه وأحبه وقد عملنا معا في «شهرزاد» عندما كان مساعد مخرج. لكن اعتراضي لم يكن على شخصه، نبع من حرصي على العمل مع مخرج مخضرم يتمكن من إدارتي كممثلة في هذا الدور بالذات الذي هو دور فتاة مقعدة. حتى أني خفت من الدور وترددت في الموافقة حتى قبل أن أعرف من هو المخرج. وقد تفهم شكري أنيس فاخوري وجهة نظري، لكنه كان مؤمناً بالمخرج الذي أتمنى له من كل قلبي النجاح، كما لكل فريق عمل المسلسل. وهذا بالفعل ما حصل، دون خلاف مع أحد.

صدر فيلمك مع محمد هنيدي بشكل مفاجئ ولم تتحدّثي عنه مطلقاً في الصحافة. لماذا؟
بالفعل تقصدت التكتّم حوله كي أفاجئ الناس لا أكثر ولا أقل. والحمدلله هو يحقق صدىً رائعاً عند الجمهور.

تخوضين مع محمد هنيدي أول دور كوميدي لك. كيف حصل الاتصال بك ومن رشّحك لهذا الدور؟
كما تعلمين منتج الفيلم هو الإعلامي الكبير عماد الدين أديب عبر «شركة غود نيوز فور مي». وكان يشاهد بالصدفة إعادة لمسلسل «السجينة». فأعجب بأدائي، وطلب من فريق العمل الاتصال بي للقيام بدور «نجلا» في فيلم هنيدي. وهذا ما حصل. اتصلوا بي، وكنت حينها في مصر. اجتمعنا مع المخرج وائل إحسان واتفقنا.

تحمّست للفكرة خصوصاً أن الدور كوميدي أقوم به للمرة الأولى. وكل من يعرفني على صعيد شخصي، يعرف أني فتاة مرحة أحب المزاح والضحك... أعجبني السيناريو كثيراً، ووجدت فيه فرصة ذهبية لتثبيت اسمي في مصر حيث لا يعرفون  كثيراً إسم سيرين عبد النور إلا بشكل ضئيل. في الفيلم أقوم بدور مطربة لبنانية اسمها نجلاء وجدي، روحها مرحة، بسيطة وتلقائية وشكلها جميل، فشعرت بأنها تشبهني كثيراً.

عندما اقترح عماد الدين أديب اسمك، هل سجّل أحد الممثلين تحفظاً معيناً؟
كلا أبداً. وبعد اجتماعي الأول مع المخرج وائل احسان، اجتمعت مع محمد هنيدي الذي قال لاحقاً إنه من اللحظة الأولى شعر بوجود كيمياء بيننا، واننا نكمل بعضنا البعض لدرجة أنه يشعر بأننا قد ننجح معاً حتى على المسرح. وفي «المايكينغ اوف» الخاص بالفيلم، تلاحظين سريعاً كم مرة نوقف التصوير بسبب الضحك. وفي إحدى المرات، يفترض أني أعرّف عنه فأقول «أستاذ رمضان مفروك أبو مدري شو حمّودة» وهي عبارة ليست مذكورة في السيناريو، بل صدرت مني بشكل عفوي لأني لم أحفظ الإسم. فضحك هنيدي كثيراً وقال «مش معقول البنت دي، حتجننّي». أحببت كثيراً العمل معاً وأتمنى أن أعيد التجربة مع هنيدي لأنه فنان رائع.

تجسّدين في الفيلم دور مطربة لبنانية. وللأسف هناك نظرة معينة سائدة عن بعض الفنانات اللبنانيات بأنهن مبتذلات. هل من رسالة معينة توجّهينها من خلال هذا الفيلم لتغيير هذه النظرة؟
القصة ببساطة تحكي عن مطربة لبنانية تسافر الى مصر هرباً من مشاكلها، ولا تستطيع العودة لأن اسمها مدرج في المطار وسوف تعتقل بمجرد وصولها. وبعد أن تعمل في مصر، تحقق شهرة واسعة وتصبح محبوبة الجماهير. لكن بعد فترة، تبلّغها السلطات بضرورة الخروج من مصر لأن مدة إقامتها انتهت، وإن أرادت البقاء، يمكن ان تتزوج من رجل مصري وتحصل على الجنسية، وبهذا تحل المشكلة. فيقوم هنيدي بمساعدتها، لكنه لا يمكن أن يتزوجها بداية لأنه محافظ كثيراً ويتحدر من الصعيد وينظر إليها طبعاً على أنها منحرفة...

وهو بالمناسبة مدرّس، كل تلاميذه يضعون صور المطربة نجلاء في دفاترهم وكتبهم وكل ذلك ضمن إطار كوميدي. حتى أنه في أحد المشاهد يذهب ليخطب إحدى الفتيات، وعندما يجد أنها تضع صورة عمرو دياب على الحائط يتركها على اعتبار أن هذا عيب. وفي النهاية يقرر ان يتزوج نجلاء كي ينقذها من الضياع ويهديها... لكنه يغرم بها لاحقاً. أما فكرة الرسالة، فهي موجودة معي ليس فقط في الفيلم، بل في كل ما أقوم به، لأن هذه مسؤوليتي كامرأة لبنانية قبل أن أكون فنانة. لا علاقة لي بما يفعله غيري، ولست مخوّلة الحكم على أحد. لكن ما يعنيني هو تصرّفاتي والفن الذي أقدمه. وأنا دائماً أسأل لماذا توضع المرأة فقط في خانة الإثارة والإبتذال؟ أليس لديها فكر وعقل ورأي؟ وهذا بالمناسبة ما يحكي عنه فيلم «دخان بلا نار» ودوري فيه يحكي عن هذا الموضوع تحديداً. من واجبي الحافظ على مبادئي وصورة المرأة في بلدي، وأيضاً من منطلق الحفاظ على صورة جنسي كامرأة، من خلال إيصال رسالة معيّنة أو صورة معيّنة عنها للعالم كله، بمعنى أن المرأة ان كانت جميلة يمكنها أيضاً أن تكون مفكّرة.

تقولين إن دورك في الفيلم مع هنيدي يحكي عن مطربة لبنانية تسافر الى مصر هرباً من مشاكلها، وبمجرّد عودتها يفترض أن تعتلقها السلطات لأن اسمها مدرج في مطار بيروت. اليست هذه قصة الراحلة سوزان تميم؟
أبداً... القصة لا علاقة لها بحكاية سوزان تميم رحمها الله. لأن ما حصل معها لم يكن أبداً كوميدياً بل هو المأساة بعينها، مع إمكان الربط من حيث عدم قدرتها على العودة الى لبنان. لكن سوزان رحمها الله لم تكن الوحيدة التي تعرضت لمشاكل مماثلة، فهناك مثلا الدكتورة هالة سرحان التي لا تستطيع العودة الى مصر وغيرها كثيرات... وأي شخص قد يتعرض لمشكلة لا يستطيع على أثرها العودة الى بلاده. هذا التوارد مجرد صدفة بحتة، ولو اقتبسنا من حياة سوزان تميم لكان الفيلم درامياً وليس كوميدياً.

أنت مثّلت مع محمد هنيدي، وقبلك كان هناك تجربة كوميدية أيضاً جمعت نيكول سابا بعادل إمام. أين يكمن التشابه بين التجربتين؟
الاختلاف واضح ولا شبه بين التجربتين. فعادل إمام يختلف عن محمدي هنيدي، كذلك تختلف نيكول سابا عن سيرين عبد النور. سواء لناحية الأداء أو الشكل. وأعتقد أن نيكول أكثر جرأة مني بكثير. (وتضيف مازحة) ربما غداً عندما تتزوج لا تعود جريئة.

(فسألتها مازحة أيضاً) هل هي ستتزوج قريباً حسب علمك؟
(تضحك) كلا لا أقصد هذا بل أتحدث بشكل عام. كل امرأة تكون جريئة قبل الزواج أو الارتباط بعلاقة حبّ جديّة، ثم تصبح متحفظة أو حريصة أكثر.

تقصدين أنه لو عرض عليك مثلاً دور نيكول قبل زواجك لكنت وافقت عليه؟
كلا لأني بالأساس لا أملك هذه الجرأة. في فيلم «دخان بلا نار»، كان يفترض أن أقوم بالدور الذي تقوم به حالياً الممثلة ديامان. لكني رفضت الدور بسبب وجود قبلة خصوصاً أني متزوجة. إذ قلت للمخرج لا أجرؤ صراحة، (ثم تضحك وتقول) كما أنه يمكن لزوجي أن يقتلني هو وأبناء قريته.

صدر لك فيلمان في وقت واحد. ألم تخشي أن يؤثّر أحدهما في نجاح الآخر؟
كلا، لأن كل واحد منهما مختلف تماماً عن الآخر، سواء لناحية الدور أو القصة، كما أن أحدهما لبناني والآخر مصري.

ما هي حقيقة الأقاويل التي نسمعها هنا وهناك عن انزعاج من الممثلات المصريات، تجاه موجة دخول اللبنانيات الى السينما المصرية، وهن كثيرات: نيكول سابا، رولا سعد، هيفاء وهبي، مادلين مطر، مايا نصري، سيرين، رزان والخ...
لا أعتقد أن هذه الشائعات صحيحة، على الأقل في ما يخصّ تجربتي الشخصية. بل على العكس، لم أسمع سوى الثناء صراحة. فسمعت مثلا من أحد العاملين معنا في الفيلم أن منّة شلبي تحبني ومعجبة بي، فلانة اتصلت وتسلم عليك... هند صبري مثلا زارتنا خلال تصوير «المسافر» وتمنت لنا التوفيق وغيرها أيضاً. منى زكي صرّحت في أحد البرامج أنها تتوقّع لي النجاح الكبير في السينما المصرية. لا أعتقد أني أشكّل خطراً على أحد كما أني لم أدخل السينما المصرية لأنافس أحداً أو آخذ مكانه. في مصر عشرات الأفلام التي تصوّر سنوياً، لهذا لا أعتقد أن الممثلات المصريات لديهن هذه العقدة.

بالعودة الى ألبومك الغنائي «ليالي الحب»، تصدرينه بعد غياب 3 سنوات. لماذا كل هذا التأخير؟
هناك الكثير من الظروف التي حصلت، منها حرب تموز/يوليو 2006، حرب نهر البارد وغيرها من الأحداث الأمنية والسياسية... وكنت قد جهزت الأغنيات، لكني لم أباشر التسجيل إلا بعد أن حصل الاتفاق السياسي في الدوحة بين الزعماء اللبنانين. فشعرت بالأمل وسجلت أغنياتي بنفسية مرتاحة. وطوال الفترة الماضية، تفرّغت للتمثيل، وكان من الصعب أن نغني الفرح بينما نعيش الحزن. وأيضاً ركزت على تمرين صوتي الذي كان ضرورياً لي.

لماذا لم تبادري الى التدرّب على أصول الغناء قبل أن تحترفي الغناء وتصدري أول ألبوم؟
لأن أحداً لم ينصحني بذلك. أنا لم أتخرّج من برنامج للهواة فيه أشخاص محترفون ينصحون المغني بما يجب فعله أو كيف يجب أن يغني أو ما هو اللون الغنائي المناسب له أو الطبقة التي يجب أن يغني عليها...

(أقاطعها) أيعقل أن أحداً من الملحنين الذين تعاونت معهم، لم ينصحك بأي من هذه الأمور؟
بصراحة كلا. فهم ليسوا من تبنى صوتي أو موهبتي.

ولكنك تغنين ألحانهم أي هناك مسؤولية عليهم! هل تعاملوا معك وكأنهم تجار؟
طبعاً هم تجار. وربما أن هناك تقنيات تصحيح الصوت في الاستوديو لا أحد يسأل أو يهتمّ. وكثر توقعوا مني أن أغني «بلاي باك» في الحفلات، حتى أنهم كانوا يطلبون مني ذلك، دون أن أذكر الأسماء. وهذا ما لا أريده، وخاطرت في أول إطلالة لي أمام الجمهور (مهرجان الزوق في لبنان) وغنيت مباشرة وليس «بلاي باك»، رغم علمي بأن هناك من سينتقدني. ثم أدركت أهمية التمرين لأغني بشكل صحيح. واليوم، تغيّرت فعلاً طريقة غنائي وصارت أفضل بكثير من السابق، سواء في الحفلات أو في الاستوديو. وبصراحة زال الخوف الذي كان يتملّكني سابقاً عندما كنت أسأل نفسي هل فعلاً أنا أصلح للغناء! ثقتي بنفسي ازدادت كثيراً بفضل التمرين، والتحسّن بدأت ألمسه من ردّة فعل الناس في الحفلات الأخيرة التي احييتها. كان يجب ان اجتهد واطوّر نفسي.

ما هو الجديد الذي تقدمينه في هذا الألبوم؟
هو ألبوم منوع يضمّ أغنيات مصرية ولبنانية. أما الجديد فيه، فهو التعاون المميز للمرة الأولى مع الفنان مروان خوري، في أغنية «بعيونو العسلية» (كلمات والحان مروان). أنا أفتخر بهذا التعاون، إذ قدّم لي مروان أغنية تليق بي وتشبهه هو في الوقت ذاته. ونحن صديقان صراحة وأشعر بأن أحدنا يشبه الآخر من الداخل وفي طريقة التفكير، بالرومانسية والإحساس وغيرهما من التفاصيل الفنية والإنسانية. أيضاً أعتزّ بالتعاون مع الفنان زياد برجي الذي قدّم لي أغنية رائعة باللغتين العربية والفرنسية، وهي قريبة من الراي وأردت تقديمها للمغرب العربي، تونس، الجزائر والمغرب. كما أتعاون مع هشام بولس، جان صليبا، رواد رعد، جان ماري رياشي، هادي شرارة، أحمد ماضي، ناصر الأسعد، مارك عبد النور، منير بو عساف، كلود شلهوب، طوني أسمر، هيثم شعبان، روجيه ابي عقل. وجميعهم أعتزّ بهم وبما قدّموه لي.

أغلب الأسماء هي لبنانية (باستثناء هيثم شعبان). لماذا لم يحصل تعاون مع ملحنين مصريين خصوصاً وأنك مكثت مدة طويلة في مصر خلال تصوير الأفلام؟
الوقت لم يكن متوافراً. لكن في الألبوم المقبل، سيكون هناك تعاون مع العديد من الأسماء المصرية وعلى رأسهم أمير محروس، محمد يحي، محمد عبد المنعم وملاك عادل. وقد تعرفت اليهم من خلال الفيلم لأنهم ألّفوا الأغنيات التي أغنّيها في فيلمي مع محمد هنيدي.

لماذا لم يضم الألبوم أغنية «ساكتالك» التي سبّبت الخلاف الشهير بينك وبين هادي شرارة وجان ماري رياشي، مع أنك كسبت الدعوى بخصوصها؟
الوقت لم يسمح بتسجيلها، لكنها ستصدر في البومي المقبل بالتأكيد. كما أن الخلاف لم يعد قائماً بمجرد أن فزت بالدعوى وحصلت على التنازلات الكاملة للأغنية. معروف أني مسالمة في حياتي ولا أحب المشاكل. يمكن القول أن ما حصل هو سوء تفاهم بيني وبين جان ماري رياشي، وعندما عجزت عن حل سوء الفهم هذا، لجأت الى القضاء لتحصيل حقوقي لا أكثر ولا أقل. والحمدلله القضاء أنصفني.

هل يمكن أن تتعاوني مجدداً مع جان ماري رياشي؟
من ناحيتي أنا لا أمانع طبعاً ولا أنسى أن بداياتي الغنائية كانت مع جان ماري رياشي الذي تعاونت معه في أكثر من أغنية رائعة. لكني تعلمت عدم التعامل بكل هذه الطيبة مع الناس وكأنهم أخوة لي. كما تعلمت أنه عليّ العمل حسب مصلحتي تماماً كما يفعل سواي، كي لا أكون لقمة سائغة وتهدر حقوقي.

 

للتذكير، نشير الى أن أسباب الخلاف تعود الى عام تقريباً، بعد أن دفعت 1500 دولار لجان ماري رياشي كرعبون عن أغنية مصرية (من تأليف تامر علي وجان ماري يمتلك التنازل الخاص بها)، ورفضت روتانا اخذ التنازل من جان ماري لأنه ليس مؤلف الأغنية، ثم فوجئت بأن المطربة كارول صقر سجلتها بصوتها، فأقمت الدعوى لتحصيل حقوقك. لكن، طالما أنك لم تسجليها لتصدر في ألبومك، لماذا لم تتنازلي عنها من أجل كارول التي كنت تقولين أنها وزوجها هادي من أصدقائك المقرّبين؟

بصراحة لن أعلّق، لأني لست بوارد الرد على التصريحات العشوائية التي أطلقها بحقي هادي شرارة. وبالفعل هادي ذكر في أكثر من حوار متلفز أنه كان يجب أن أتنازل عن الأغنية خصوصاً أن كارول سجلتها بصوتها، لكنه قال ذلك بطريقة معيبة. وبسبب احترامي الكبير لآل شرارة لن أردّ. وكل ما أستطيع قوله أن الحق عاد الى أصحابه، والتنازل الكامل موجود معي، دون أن أنفي عبقرية هادي شرارة الموسيقية. وأساساً لست بوارد تقويمه، لكني متأكدة أنه قادر على تنفيذ أغنية أجمل بكثير من «ساكتالك».

كثر لاموكِ وقالوا إن الحياة لن تتوقف عند أغنية، ولا لزوم لكل هذه المشاكل؟

هذا صحيح، كل يوم هناك أغنية جميلة وأخرى أجمل. لكني لم أقم يوماً بالتجريح في أي تصريح حول هذه الأغنية عندما كان الصحافيون يتصلون بي للسؤال. وكل ما كنت أقوله إن الأغنية من حقي، وأن لا ذنب لكارول صقر في الموضوع وهي ضحية مثلي في هذه المسألة، لأنها لم تكن تعلم أن الأغنية لي. لكن حتى عندما علم هادي بأن الأغنية لي وبأني دفعت مبلغاً كرعبون، تصرف وكأن شيئاً لم يكن. كما انه كان يعلم أن ألبومي تأخر أيضاً بسبب هذه الأغنية التي توقفت بسبب التنازل بين جان ماري و«روتانا». فكانت أسئلة كثيرة تدور في رأسي، وحتى اليوم ليس هناك من أجوبة واضحة.

هل الدعوى مقامة على هادي شرارة أيضاً أم فقط على جان ماري رياشي؟

كلا، قانونا لا علاقة لهادي شرارة بالموضوع. الدعوى كانت مرفوعة على جان ماري رياشي الذي دفعت له رعبوناً، وأعطاني «سي دي» للأغنية كي اتمرن عليها واحفظها، كما أنه وزع الأغنية أساساً على طبقة صوتي، وما كان ينقص سوى التسجيل، فأفاجأ لاحقاً بأنه باع الأغنية لمطربة أخرى. صدقيني لو أنه اتصل بي وأخبرني أنه يريد تجيير الأغنية لفنان آخر، لربما كنت وافقت دون مشاكل. لكنه باعها دون علمي، وعلمت بالصدفة ان كارول صقر سجلتها، فأقمت الدعوى لأني أرفض ان يعاملني أحد وكأني غير موجودة او لا كرامة لي وكأني «برغشة». المسألة مسألة مبدأ، ولا تتعلق بأغنية. وليضع اي شخص نفسه في هذا الموقف، انا متأكدة انه لكان تصرف كما فعلت أنا. لا أقبل أن يمسّ أحد كرامتي، لأني لست نكرة بل شخص له وجوه وكيانه. وعلى الكل ان يعمل حساباً لكرامتي ولوجودي ولكياني، وبعد اليوم، لن أسمح لأحد أن يؤذيني.

كيف تفسّرين موقف «روتانا» التي رفضت أن تأخذ التنازل من جان ماري عندما أردتِ تسجيل الأغنية، على اعتبار أنها تفضّل أخذ التنازل مباشرة من تامر صاحب الأغنية (بناءً على سياسة الشركة كما قال لك سالم الهندي)، بينما وافقت على ذلك عندما سجلتها كارول؟
هذا ما لم أفهمه حتى اليوم ولم ألقَ جواباً عليه لأني لم أسأل بالأساس. فمعلوم أن كارول أيضاً ضمن شركة «روتانا»، ولا أريد افتعال مشاكل كما فعل هادي الذي هدد «روتانا» بفسخ العقد إذا سمع الأغنية مسجّلة بصوتي.

هل هم يفضلون كارول عليك مثلاً؟
لا أعتقد أن «روتانا» تميز بين فنانيها، لكني لا أدري ما هي الصيغة التي تمّ التوصل إليها كي تتمكّن كارول من تسجيل الأغنية.

قيل إن أحد المسؤولين في «روتانا»، اتصل بجان ماري رياشي وقال له إن صوتك لا يصلح للأغنية، وأنهم يريدونها لإليسا؟
كائناً من كان هذا الشخص الذي اتصل بجان ماري، لا أعتقد أنه يفهم أكثر منه بالصوت والغناء والموسيقى. ولا أعتقد أن جان ماري كان ليوافق على إعطائي الأغنية لو لم يكن مقتنعاً بأني قادرة على غنائها. مما لا شك فيه ان صوت كارول صوت قادر ومميز، لكن هذا لا يعني أن صوتي سيئ. أما عن موضوع الفنانة إليسا فلا أعتقد أنه صحيح، لأنهم غالباً ما يدرجون اسمها في مواضيع لا علاقة بها، فقط لأحداث هالة للموضوع. ومعروف أصلاً أن هناك خلافاً منذ أربع سنوات بين إليسا وجان ماري رياشي ولا يمكن أن يتعاونا. سمعت هذا الموضوع لكن لا أعتقد أنه صحيح.

ربما فعلوا ذلك في «روتانا» لإقامة صلح بين إليسا وجان ماري؟
ربما، لا أعرف. في هذا الوسط لا أحد يستغرب شيئاً. ولا يمكن للشخص أن يدرك من يحبه حقيقة ويدعمه ومن يحاربه. لهذا على المرء أن يقوم بواجباته ويتّكل على الله وحده.

لم تبرمي حتى الآن عقداً مع «روتانا» لإدارة الأعمال. لماذا؟
أنا بطبعي لست متسرعة بل أدرس الأمور، وأراقب الأخطاء التي قد تحصل، أو طريقة التعامل مع باقي الفنانين ومن ثم أقرّر.

لكن قسم إدارة الأعمال أنشئ في «روتانا» منذ أكثر من عام، مما يعني أنه ربما لديك شروط معينة، أو أنك لست راضية عما يحصل حسبما تسمعين من الفنانين؟
(تضحك) «عم بسمع هيك وهيك». أي هناك أناس راضون وغيرهم لا. لكن الأهم بالنسبة إليّ حالياً هو صدى ألبومي، إذ لا يمكن أن يطلبنا الجمهور في الحفلات متى قدمنا أعمالاً غير ناجحة. وبعد ذلك لكل حادث حديث.

بقي أن نسالك أخيراً عن الكليب الذي صوّرته في أول تجربة لك مع رندى العلم؟
لا أستطيع أن أصف سعادتي بهذا التعاون مع رندى، لأني فعلاً شعرت بأنها أكثر مخرجة يمكن أن تفهمني وتستوعب ما أريد، ربما لأنها ممثلة بالأساس. في أول لقاء جمع بيننا، طلبت منها أن يكون هناك في الكليب قصة معينة. والفعل، أمثّل في الكليب دور فتاة تعمل في مطعم وتتولى إيصال الطلبات الى المنازل. وخلال إيصال أحد الطلبات، تتعرّف الى شخص وتغرم به وتتزوج منه لاحقاً. وفي الوقت ذاته يقوم جاره بمغازلتها، حيث يطلب الطعام من المطعم فقط ليراها. وفي الكليب مواقف طريفة ضمن قالب كوميدي، وأيضاً فيه الكثير من الرومانسية. الفكرة فعلاً رائعة برعت رندى خلالها في الجمع ما بين الرومانسية والكوميديا، وقد سعدت كثيراً بالتعاون معها.  -

 

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079