Dans Les Champs de CHANEL في حقول الزهر الخاصّة بدار شانيل في الجنوب الفرنسي
الرحلة الى غراس، تشبه حلماً وردياً غنيّاً بالروائح الطيّبة. إنه موسم قطاف الياسمين في بلدة غراس في الجنوب الفرنسي، والذي يمتدّ من آب/ اغسطس وحتى تشرين الثاني/ نوفمبر. تسابق الشمس الصباحية الى رحلة استثنائية في الحقول الشاسعة لدار شانيل CHANEL الفرنسية الراقية، والتي تحرص على الإشراف على زراعتها بالياسمين والزنبق والورد الجوري والسوسن وإبرة الراعي، وقطاف محصولها يدوياً، ومعالجتها بأسلوب حرفيّ يحفظ رائحتها وعبقها طويلاً. من هنا كان التميّز الذي تحمله عطور الدار. والواقع انه في العام 1987، قررت دار شانيل أن تشارك عائلة مول حقولها لتؤمّن المحصول اللازم ذات الجودة العالية لعطورها الإستثنائية، وتحافظ على مستقبل هذه الحرفية التقليدية في صناعة العطور من دون اللجوء الى المواد الصناعية. فصناعة العطور الفاخرة تشبه الخياطة الراقية، وهي تقوم على المحافظة على الحرفية العالية والخبرة الطويلة والمهارة المتوارثة من جيل الى جيل. وكان لا بُدّ من الحفاظ على هذا الإرث الغالي من خلال شراكة تحمي المزارعين ومحصولهم. هنا حقول على مدّ العين مزروعة زنبقاً أبيض. تنحني النساء فوق النبتة برفق. تمدّ الواحدة منهنّ يدها لتقطف الأزهار زهرة زهرة وتضعها في سلّة من القشّ مغطاة بالقماش بغية حماية المحصول من أشعّة الشمس. ويشرح صاحب الحقول الفرنسي جوزيف مول الطريقة الصحيحة لقطاف زهرة الزنبق مع الحفاظ على النبتة، ويقول: «يجب أن تُمسك النبتة من الوسط، وتُقطف الزهرة المتفتّحة عبر سحبها الى الأسفل برفق، من دون أن نكسر النبتة أو نؤذيها، خصوصاً ان نبتة الزنبق دقيقة جداً». وتشرف عائلة مول بالشراكة مع دار شانيل، على1،5 هكتار من الأراضي المخصّصة لزراعة الزنبق الأبيض ذات الجودة العالية. ويقدّر محصول هذه الهكتارات بأكثر من 250 ألف زهرة سنوياً. جوزيف مول هو اليوم الحارس الأمين لهذه الصناعة الحرفية الراقية. بعد القطاف، تتم زنة المحصول من الأزهار قبل أن ينقل فوراً الى المصانع التي بنتها دار شانيل عند حدود الحقول، كي لا تفقد الأزهار من عبقها خلال عملية النقل. هناك يتمّ استخلاص عبقها على الفور ويحفظ في قوارير حتى تصنيعه. ويقول المشرفون على هذه العملية انه يمكن استخلاص كيلوغرام واحد من خلاصة الزنبق العطرية من طنّ واحد من الأزهار».
عن العطر
يتحدّث العطّار أوليفيه بولج عن عطر Gabrielle CHANEL الجديد والمبني على الزنبق، فيقول: «إن كلّ عطور شانيل تحمل شيئاً من شخصية الآنسة شانيل الثورية والفريدة. وقد قمت في هذا العطر بابتكار شيء مختلف كلاسيكي فاخر يعتمد على مزيج من مسك الروم والياسمين والأيلنغ وزهر البرتقال... كل ما يتعلق بهذا العطر مستوحى من الآنسة غابرييل شانيل مؤسسة الدار والمعروفة باسم كوكو شانيل. كانت غابرييل امرأة قوية ومتحررة ومستقلة. وقد استطاعت التغلّب على كل ما واجهته من صعاب لتصبح واحدة من أعظم مصمّمات الأزياء الملهمات في العالم. وهذا العطر يحتفي بأنوثتها وشخصيتها الجريئة كما يعكس طبعها المتمرد وروحها المُحبّة».
ويضيف بولج: «نحرص في دار شانيل على استخدام الطرق التقليدية في صناعة كلّ عطورنا من «شانيل رقم 5» وصولاً الى عطر «غابرييل شانيل»، حفاظاً على نوعيتها الفاخرة وعبقها المميّز».
ورث بولج مهنته هذه عن والده العطّار الشهير لدى دار شانيل جاك بولج، ويقول: إن توارث المهنة لا يكفي كي نسجّل نجاحات فيها. على المرء ان يكون عاشقاً أبدياً لها، ومجدّداً ومبتكراً ومحافظاً على الإرث الحرفي والخبرة الطويلة المتناقلة. شخصياً، عشقت الموسيقى، لكنني وجدت شغفي الأبدي في مهنة صناعة العطور».
ويضيف بولج: «في شانيل، نصنّع عطوراً طبيعية ونختار المواد الأفخر ونستخدم الطرق الحرفية التقليدية في صناعتها، وهذا سرّ نجاح عطور شانيل عالمياً».
في كانون الثاني/ ديسمبر، يعمل المزارعون في حقول شانيل على نزع بصيلات الزنبق من الأرض وحفظها في مكان جافّ، منعاً لتلفها خلال موسم الشتاء، قبل أن يزرعوها من جديد في الحقول في نيسان/ ابريل، ليبدأ موسم جديد لحكاية عطرية متجدّدة.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024