تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

تقلا شمعـون: "ليلى الضاهر" تشبهني بالمحافظة على التقاليد

ليلى الضاهر

ليلى الضاهر

لعبت الممثلة القديرة تقلا شمعون عشرات الأدوار في الدراما التلفزيونية التي علقت في اذهان الجمهور العربي ومنها في مسلسل "روبي". لكن مشاركتها في الوقت الراهن في مسلسل "عروس بيروت" اعطتها دفعاً كبيراً لتدخل قلوب المشاهدين في كل انحاء الوطن العربي. كما نالت تقلا اكثر من جائزة عن فيلم "مورين" الذي يعرض في صالة السينما منذ سنة تقريباً. ماذا قالت لـ "لها" "ليلى الضاهر" عن دورها في "عروس بيروت" وما هي تطلعاتها للمستقبل الدرامي في لبنان؟


- كيف تم ترشيحك للمشاركة في مسلسل "عروس بيروت" وهل كنت تعلمين انه نسخة من العمل التركي "عروس اسطنبول"؟

لست من متابعي المسلسلات التركية المدبلجة كما انني لا اشاهد التلفزيون بإستمرار بحكم ارتباطاتي بعملي.

- من اتصل بك ورشحك للعمل في "عروس بيروت"؟

اتصلت بي سيدة من الذين يعملون في فريق عمل المسلسل واستفسرت عن التزاماتي وطلبت مني ان اجتمع مع ادارة ام بي سي والقيّمين على العمل في احد فنادق بيروت، وهناك التقيت بالمخرج التركي وفريقه فتفاجأت وشعرت انه أحبني وسألني اسئلة كثيرة ثم غادرت وبعد فترة وجيزة تلقيت اتصالاً منهم للإجتماع معهم مرة ثانية ورغم انشغالي هذا اليوم بسرقة حقيبة يدي إلا أنهم اخبروني عن طبيعة العمل المرشحة له وهو دور الأم اللئيمة في مسلسل "عروس اسطنبول" المنوي تنفيذه بنسخة لبنانية وهكذا علمت انني سألعب شخصية "اسماء" التي سميت "ليلى الضاهر" في "عروس بيروت". ورغم اني وجدت "اسماء" كبيرة جداً بالسن وهناك فرق بيننا لكن طلبت من فريق عمل المسلسل ارسال ملخص لي عن شخصية الأم فوجدتها محورية فأحببتها ولم احضر العمل التركي اطلاقاً إلا كذا مشهد من الحلقة الاولى كي لا اتأثر بالاداء والتقليد لانه يعتبر ضرراً كبيراً للممثل بشكل عام. انما بعدما انتهينا من تصوير الجزء الأول من "عروس بيروت" شاهدت بعض الحلقات فوجدت ان الكاراكتير الذي قدمته مختلف عن اداء البطلة التركية "اسماء". وانا اعتبر ان الممثل يجب ان يشارك في ابداع الشخصية التي يؤديها.

- عندما علمت ان التصوير سيستغرق 9 اشهر في اسطنبول هل ترددت بقبول المشروع؟

في البداية اخذت وقتي في التفكير للقبول بالسفر لمدة 9 أشهر بعيداً عن زوجي وبلدي وكان امراً صعباً خاصة ان هذه المدة منعتني ايضاً من المشاركة في اي عمل رمضاني لعام 2019.

- كيف حسمت امرك وقررت السفر الى تركيا؟

سأتكلم بكل وضوح من الصعب في سني الحالي ان أجد دوراً رئيسياً او دور بطولة ومحوري لأن الابطال في الاعمال اللبنانية والعربية المشتركة يكون ممثليها في سن الشباب سواء الرجل او المرأة. اما باقي الادوار فلا تكون مؤثرة كثيراً في الاحداث وهذا الامر بصراحة يزعجني. لذلك وجدت في دور "ليلى" شخصية محورية من احداث "عروس بيروت" فقبلت المشاركة وسافرت الى تركيا ومكثت 9 أشهر. وكان زوجي يسافر لعندي وانا بدوري كنت اخذ يومين اجازة واعود لبيروت والحمد لله اعتبر ان خياري كان موفقاً للغاية وقريباً نسافر الى اسطنبول لتقديم جزء ثان من "عروس بيروت".

- كيف تصفين كواليس تصوير "عروس بيروت" في تركيا؟

في الاجمال الفنان من وجهة نظري ليس له جنسية ولون وهوية بل هو شخص كوني لم أشعر ببعد بيني وبين زملائي العرب في المسلسل. اما فريق العمل التركي فكان الاحتراف سيد الموقف وعشنا جميعاً اجواء عائلية بحكم تواجدنا جميعاً بعيدين عن اهلنا وبلادنا وهذا الامر ساهم بتقاربنا اكثر اذ كنا نخرج معاً في ايام الاستراحة ونسهر ونسبح وهذا الانسجام ظهر على الشاشة.

- أنت ممثلة محترفة ألم تعترضي على مشاهد قدمت في "عروس بيروت" لا تشبه مجتمعاتنا العربية ومنها دخول الكنة إلى الحمام لتساعد حماتها في الاستحمام؟

اعترضنا على هذا المشهد بالتحديد وحصل جدال حوله لكن وجهة نظر القائمين على المسلسل اعتبروا ان الدراما ليست نقلاً للواقع كما هو بل تسمح لمخيلة الكاتب ان يضيف الى هذا الواقع لذلك وافقنا على تصويره واقتنعنا ان عادات هذه العائلة هكذا ووجدنا انه ليس من الضرورة ان ننقل الاجواء اللبنانية بل سمحنا للخيال ان يجذب المشاهدين. وبالنهاية لا يوجد عمل فني متكامل والحمد لله النجاح حليف "عروس بيروت" رغم ان تعليقات الناس في بداية عرض المسلسل شملت مقارنة بين "عروس اسطنبول" والنسخة اللبنانية. لكن كل شيء جديد يلاقي انتقادات انما لديّ مناعة ضد اي انتقاد وصدقاً عندما عرض مسلسل "روبي" منذ سنوات عدة لاقى نقداً لاذعاً وبعد ذلك أحبه الناس وحقق نجاحاً كبيراً. ولا شك في أن اجواء الحب والصدق التي رافقت تصوير "عروس بيروت" ظهرت على الشاشة وهذا سبب نجاحه.

- ما ردك على الانتقادات التي طالت ظافر العابدين وعدم اتقانه اللهجة اللبنانية جيداً؟

شهد إتقان ظافر العابدين اللهجة اللبنانية آراء متضاربة فهناك من أثنى على اجادته اللهجة وآخرين اعترضوا على لفظه. لكن بالنسبة الي ان احترافية ظافر العابدين وبحثه عن المصداقية من ادائه جعله يتمرن كثيراً على اللهجة وكان المطلوب منه اثناء التمثيل ان يركز على دوره لذلك علينا ايفاءه حقه بالتحدث باللهجة اللبنانية وهذه نقطة تحسب له.

- هل شعرت أن جماهيريتك ازدادت في العالم العربي بعد عرض "عروس بيروت"؟

قرأت تعليقات عديدة قارنت بين دوري في مسلسل "روبي" و"عروس بيروت" والحمد لله أن رد الفعل ايجابي جداً سواء من مصر وسوريا والمغرب العربي والجميع يقول إن ادائي عالمي وانا اشكرهم من قلبي.

- هل تشبهك شخصية "ليلى" القوية؟

شخصية ليلى فيها شيء مني لناحية المحافظة على العادات والتقاليد التي تربينا عليها اذ يجب علينا المحافظة عليها وان لا نستخف بها فانا اغار على هويتي اللبنانية والعربية والمشرقية. وانا سعيدة بأننا سنصور جزءاً ثانياً مطلع 2020 من "عروس بيروت" لانني لم أشبع بعد من شخصية "ليلى الضاهر".

- يبدو أنك ستغيبين عن أعمال رمضان 2020؟

حتى الآن لم يحدثني أحد عن أي عمل لرمضان 2020 انما لو عرض عليّ مسلسل اعتقد بإمكاني التنسيق بين "عروس بيروت" وعمل آخر.

- هل الممثلة في العالم العربي تظلم بعد بلوغها سن الاربعين ويتم حصرها بأدوار معينة على عكس الرجل؟

اذا تحدثنا بالمنطق فالرجل لا يكبر بسرعة مثل المرأة اذ ان الرجل في الاربعين من عمره يستطيع ان يحب امرأة في الثلاثين وهذه تركيبتنا في العالم العربي. لكن الظلم يقع على المرأة بعد بلوغها الاربعين وما فوق فما الذي يمنعها في هذا السن ان تحب وتغرم وتتزوج؟ انما في الاعمال العربية لا نرى هذه المشاهد وحتماً هذا المفهوم الخاطئ وهذا العُرف العام يجب ان يتغير لأنه يظلم بشدة. والرهان على البطل والبطلة الوسيمين واناقتهما شيء غلط ويجب تقديم قصص تتناول حياة رجل وامرأة في منتصف العمر ويكونان هما محور الحكاية.

- انت حققت شهرة في سن كبيرة ألم تتمني تحقيق هذا النجاح وانت في عز شبابك اذ دائماً تقدمين شخصية الأم منذ سنوات عديدة؟

لا اعرف ربما لأن معظم الممثلات لا يحببن تقديم دور الأم. بصراحة لم أحصر نفسي بهذا الدور انما للأسف اعود واكرر ان المؤلفين لا يكتبون ادوراً بطولية لنساء في منتصف العمر. لكن في بداياتي لعبت دور العاشقة وإنما الشهرة حصلت عليها في سن كبيرة وهذا نصيبي وقدري.

- ماذا تخبرينا عن الجوائز التي حصلت عليها في مهرجان الاسكندرية السينمائي الاخير؟

شاركت في هذا المهرجان من خلال فيلم "مورين" وحصلت على جائزتين وسعدت جداً بهذا التكريم وشعرت بسعادة ان الناس تعرفني من شخصية "ليلى" في "عروس بيروت".

- فيلم "مورين" من انتاجك وزوجك الخاص هل حصّلتم أموالكما من العروض؟

كلا، للأسف لم نحصّل اموالنا لكن هذا الفيلم تجربة خاصة رغم انه لم يحظ بدعم الدولة اللبنانية او حتى الرعاة التجاريين لكنني سعيدة بكل الجوائز التي نالها من الدول العربية والغربية.

- في ظل مشاغلك المختلفة بين المسرح والتلفزيون والسينما والتعليم ودورات التدريب هل تجدين وقتاً لنفسك؟

لا بد أن أجد وقتاً لنفسي وعادة أمضيه في الطبيعة. كما احب الهايكينغ لكن لا يوجد لدي وقت امضيه في المقاهي، بل انا اوزعه بين بيتي ومكتبي ومركز التدريب واشغالي المختلفة.

- هل ارهاق العمل يؤثر في ابداعك كممثلة؟

عندما ارتبط بعمل انسحب من كل التزاماتي واذا لم تكن لدي التزامات لا يمكنني ان ابقى بلا عمل. لا شك في انني استريح قليلاً لكنني لا املك رفاهية امتلاك الوقت الذي اخصصه لنفسي.

- هل تركزين في العمل نتيجة شغفك بالمادة؟

لا شك ان الفن هو مورد رزقي ولكن ليس الى حد التنازل عن شروط معينة رسمتها لنفسي ولا يمكن ان اقبل بأي عمل يعرض عليّ. فتنازلاتي ليست كبيرة ولا تتعارض مع شغفي ولأن الفن مصدر رزقي اجد نفسي احياناً انني بحاجة إلى العمل.

- بات الشكل امراً اساسياً في التمثيل كيف تعلقين على هذه الظاهرة؟

لطالما كان الشكل اساساً لكنه برز اليوم اكثر ومعظم المنتجين والمخرجين لا يميزون بين الجمال الطبيعي والجمال المصطنع الذي هو نتيجة عمليات التجميل التي حولت الممثلات إلى نسخ متشابهة. لم يعد هناك وعي للجمال الطبيعي الذي خلق الله عليه الانسان واعتقد ان الناس يشتاقون اليه.

- هل مبادرتك لإقامة دورات تدريبية في التمثيل خدمة للفن؟

التعليم ليس مصدر عيش كبير بل أمارسه بسببه حبي للمهنة. ولنقل المعلومات والمعرفة والعلم والوعي عند الممثل وتنبيههم إلى عدم الاستهانة بفكرة كونهم ممثلين ولفت نظرهم إلى الا يتجرأوا على تقديم شخصية اذا كانوا لا يعرفون بناءها التمثيل كالهندسة واذا لم نعرف كيف نبني الاسس السليمة الخاصة بشكل شخصية فإنها تهدّ.

- هل شاهدت الأعمال التي عرضت في شهر رمضان الماضي؟

في رمضان 2019 كنت خارج لبنان ومنهمكة بتصوير "عروس بيروت" لكني شاهدت بعض الحلقات من اعمال عدة وبات واضحاً ان لبنان كان رائداً بأعماله.

- ما هو رأيك بنادين نجيم وسيرين عبد النور وماغي بو غصن اللواتي عملت معهن؟

كلهن مميزات ولكل واحدة بصمتها وجماهيريتها.

- ما الذي جذبك الى عالم التمثيل؟

الصدفة. كنت ادرس الاعلام وشاركت في عمل مسرحي على صعيد الهواة وأبدعت على خشبة المسرح. ربما جذبني حب تقمص الشخصيات الاخرى أو حب التخفي خلف اقنعة وادوار لا استطيع تأديتها في حياتي العادية كوني بنت كاهن ويجب ان اكون مثالاً ولا اخطئ في البيئة التي اتواجد فيها.

- هل وصلت إلى مرحلة اصبحت فيها انتقائية في ادوراك؟

بالتأكيد وصلت الى مرحلة تتيح لي أن أكون انتقائية اكثر من قبل.

- ما هو أبرز ما تعلمته من الفنان الكبير دريد لحام عندما عملت معه؟

في البداية تعلمت الاخلاقية العالية التي يتمتع بها في الكواليس فهو شخص يحترم الآخر كثيراً كائناً ممن كان سواء كان ممثلاً معه في المشهد او كاان تقنياً وعاملاً في مجال الانتاج تعلمت منه انه يأتي الى الاستديو متمكناً جداً من النص الذي بين يديه.

- هل هناك عنوان للمرحلة المقبلة؟

أطلب من الله ان تبقى عندي هذه المناعة والا انزلق نحو الاشياء المبتذلة وأن أعرف كيف اختار هذه المسيرة وأكللها بتجارب حقيقية مضيئة رغم أنها ليست بطولة مطلقة. وأشعر ان ما انجزته لغاية الان هو شيء حلو جداً. طموحي بالتأكيد ان اقوم بأعمال اكون فيها المحور والاساس لكنها إن حدثت او لم تحدث لا تشكل لي ابداً اي قلق طالما ان في اعمالي شيئاً جديداً.

- زوجك طوني فرج الله مخرج وممثل، هل تنصحين ان يكون الزوجان في خانة عمل واحدة؟

اكيد وانا اعتبر هذا الزواج يضيف للممثل لأن التمثيل مهنة لا يمكن لاي كان ان يفهمها إلا الشخص الذي يعمل فيها إذ يحتاج الى احد بجانبه ليستمع إليه.

- ما هي ابرز العقبات التي تواجه الدراما اللبنانية؟

العقبات الاساسية في الوقت الراهن تختلف عن السابق، مثلاً كانت العقبات ان الفنيين الحقيقيين بقوا في المسرح وطلقوا التلفزيون ولم ينقلوا تجاربهم ودراستهم ومعرفتهم العميقة في صناعة الدراما الى التلفزيون فبقي التلفزيون تجارياً ويعتمد على التسلية وكانت هناك استعانة باشخاص غير اكفاء.

- هل يمكننا القول ان الدراما اليوم اصبحت اقرب الى الواقع؟

نعم اصبحت الدراما اللبنانية والعربية المشتركة تشبهنا اكثر، وبات فيها عاملين جديين في مجال التقنيات والاخراج.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079