وسام حنا: سيأتي يوم يقتنع فيه المنتجون بأهلية الممثل اللبناني لأدوار البطولة
- لماذا أنت متحمس للثورة الحاصلة في لبنان إذ نراك في كل الساحات التي يتجّمع فيها مئات آلاف المواطنين للمطالبة بحقوقهم؟
لستُ بعيداً عن هموم الناس، فأنا أعمل منذ فترة مع جمعية "رسالة حياة"، وفي السنوات الثلاث الأخيرة زادت نسبة الفقراء في المجتمع اللبناني، ولمست وجعهم وألمهم، وقد تفجّر كل ذلك في الثورة، إذ لحظة اندلاع شرارتها وجدت أنني معنيّ بما يحصل بل في قلب الحدث.
- لماذا هذه الثورة بالذات، خصوصاً أن عدداً من أفراد المجتمع المدني نظّموا قبل سنوات تظاهرات لكنها ما لبثت أن انطفأت بعد أيام؟
عملنا على تفادي الأخطاء التي حصلت في الحراك المدني السابق، فكانت أولاً وقبل كل شيء ثورةً بلا قيادة محدّدة، لأن القادة يرتشون من خلالها بالمناصب والمال، مما يؤدي الى وأدها، وهذا سبب استمرار الثورة الى اليوم، وهي لن تهدأ قبل تحقيق المطالب.
- اتُّهمت بأنك مدفوع من جهة سياسية معينة لتأجيج حماسة المتظاهرين في الشارع؟
الاتهامات تطاولني كل يوم، والجميع يعرف أنني قريب من مدرسة الشهيد الراحل الرئيس رفيق الحريري، لكن مع اندلاع الثورة نزلت إلى الشارع وطالبت بإسقاط الحكومة التي يرأسها الرئيس سعد الحريري، وقد ساءت علاقتي مع هذه العائلة بسبب مواقفي، فرغم الصداقات التي تجمعني مع كل السياسيين في لبنان، أقف الى جانب الشعب اللبناني في أثناء مطالبته بحقوقه المهدورة.
- وهل ستحقق الثورة تطلعات الشعب اللبناني؟
هذه الثورة حققت الكثير، لكن لا يمكن تغيير نظام سيئ أو محاربة الفساد بين ليلة وضحاها، فذلك يحتاج إلى وقت طويل، ونحن لهم في المرصاد، كما أن نبض الناس في الشارع يؤكد أنهم ماضون في المطالبة بحقوقهم ولن يتراجعوا عنها أبداً.
- كيف تستطيع أن توفّق بين عملك كممثل ومؤازرة الثوّار في الساحات؟
في أثناء تصويري لمسلسل "سر"، أبدى المخرج انزعاجه لأنني تأخرت في تصوير مشاهدي بسبب مشاركتي الثوّار في الساحات المطلبية، لكن التناقض لم يتعدّ هذا الموقف لأنه ليس من الصعب التوفيق بين متطلبات العمل والثورة.
- تصوّر مسلسل "سر" إلى جانب الفنان القدير بسام كوسا، حدّثنا عن تفاصيل دورك في هذا العمل؟
مسلسل "سر" مؤلف من 60 حلقة، وهو من إنتاج الشركة المصرية "ميديا هوس برودكشن"، وإخراج مروان بركات.
- حين وقّعت على عقد هذا المسلسل، قلت إن تعاونك مع بسام كوسا في عمل فنّي حلم وتحقق...
هذا الكلام صحيح، وأقدّم في هذا العمل شخصية مركبة لرجل يحب تملّك كل شيء من حوله، بدءاً من عائلته وانتهاءً بالموظفين في شركته، وهذا يعود الى التربية التي تلقّاها على يد عمّه، الذي يؤدي دوره بسام كوسا.
- بما أن عمّك في المسلسل سوري الجنسية، فبأي لهجة تتحدث: اللبنانية أم السورية؟
لا فرق كبيراً بين اللهجتين، خصوصاً أن الوالد في المسلسل سوري والوالدة لبنانية.
- من هم أبطال هذا المسلسل؟
إلى جانب بسام كوسا، يشارك في بطولة هذا المسلسل الذي يُصوَّر في لبنان كلٌ من فادي إبراهيم، باسم مغنية، داليدا خليل وغيرهم، وإن شاء الله سيُعرض مطلع العام المقبل.
- قبل اندلاع الثورة، بدأ عرض مسلسل "بردانة أنا" على شاشة MTV والذي تلعب بطولته مع كارين رزق الله، هل زعلت لأنه توقف بسبب الأحداث الأخيرة؟
لا، هذا ليس مهمّاً، كذلك كان مقرراً أن يُعرض مسلسل "الغربة" على شاشة "أل بي سي آي"، وتوقف أيضاً، و"كله فدى الثورة"...
- تعرّض مسلسل "بردانة أنا" لانتقادات عدة، هل أنت راضٍ عنه؟
هذا المسلسل كان بمثابة نقلة نوعية في مسيرتي الفنية، لأنني قدّمت فيه دوراً جديداً، والناس أحبّوه.
- تعرّض المسلسل للنقد بسبب قصّة الحب بين عنصر الأمن واللصة، وهذا مغاير للواقع الذي نعيشه...
لا أرى مشكلة في أن يقع عنصر أمن في حبّ امرأة لصّة، كانت مسجونة، فهذه تبدو قصة حب مستحيلة، لكنها ليست من نسج الخيال ويمكن أن نصادفها في الواقع.
- هل أنت ممتنّ للدراما اللبنانية البحتة؟
نحتاج الى بعض الوقت لكي نحقق مراتب متقدمة في الدراما اللبنانية البحتة، ويجب ألّا ننظر فقط الى السلبيات بل إلى الإنجازات التي حققناها، صحيح أننا نفتقر إلى صناعة الدراما وكذلك لا دعم عمليّاً للنقابات الفنية في لبنان، كما أن بعض المنتجين اللبنانيين يستعينون بالممثل العربي على حساب الممثل اللبناني، لكننا مستمرون بالإرادة الصلبة والعمل الدائم ضمن الإمكانات المتوافرة... وقد قدّمت أعمالاً لبنانية أهم من الأعمال العربية المشتركة التي شاركت فيها، ومنها: "سمرا" و"جذور" و"يا ريت"، وأرى أن مسلسل "ثورة الفلاحين" اللبناني البحت أهم عمل لبناني، كذلك مسلسل "عشق النساء" فهو عمل محلي ونجح بامتياز، ليس بسبب مشاركة الممثل السوري باسل خياط فيه، بل بسبب قصّته الرائعة وإخراجه، فثنائيتي مع نادين نسيب نجيم حظيت بإعجاب المشاهدين في كل أنحاء الوطن العربي.
- حين قدّموا مسلسل "عروس بيروت"، اختاروا الممثل التونسي ظافر العابدين ليلعب دور البطل اللبناني في العمل، وهذا يدل على أن المنتجين الكبار لا يؤمنون بنجومية الممثل اللبناني، فما رأيك؟
أرى أن السوق عرض وطلب، ربما عُرض هذا الدور على بعض الممثلين اللبنانيين، ولم يتم الاتفاق لأسباب عدة، وأعتقد أن نقطة الضعف في مسلسل "عروس بيروت" هو عدم إتقان ظافر العابدين للهجة اللبنانية، كما أن هذا العمل لم يضف الى رصيده الفني، خاصة أن ظافر نجم كبير في العالم العربي، وكان عليه أن يدرس هذه الخطوة بتأنٍ، مثلاً حين سافر باسل الخياط إلى مصر وتحدّث عن الأعمال التي شارك فيها باللهجة المصرية، الجميع صفّقوا له.
- أخالفك الرأي، لاسيما أن المنتجين اللبنانيين الكبار يستعينون بالنجوم السوريين في أعمالهم العربية المشتركة، لأن الممثل اللبناني "لا يبيع" في الخارج؟
لا ضير في ذلك، سيأتي اليوم الذي ستُباع فيه الأعمال على أسمائنا، وعندما نصبح جاهزين ستتغير الأحوال.
- ما الذي ينقص الممثل اللبناني كي يصبح نجماً في كل الوطن العربي؟
لا شك في أن النقص موجود، والعلّة تكمن في عدم الإيمان بقدرات الممثل اللبناني، لأن أغلب المنتجين لا يثقون فيه ويخافون من التعاون معه في البطولات.
- هل تحضّر لأعمال جديدة في المستقبل القريب؟
لا، عندما أنتهي من تصوير مسلسل "سر" سأتفرغ للثورة، وبعدها سأهتم بالأعمال الدرامية.
- ألا ترغب في الزواج والإنجاب؟
الزواج قسمة ونصيب، وأنا حالياً مشغول بتربية ابن أختي "شربل"، وإذا قُدِّر لي الزواج فسأتزوج، فأنا مؤمن بالقضاء والقَدَر.
- لماذا هاجمك جان قسيس نقيب الممثلين في لبنان؟
أنا لا أنتمي إلى نقابة الممثلين، وقد انسحبت منها لأنها في رأيي ليست مجدية، وقد قلت لجان قسيس، إنني لا أهتم بالدعايات الفارغة ولا تعنيني وفيما أنا أعيش مع الناس ومع وجع الناس، أراكم تعيشون على كوكبٍ آخر.
- هل أنت مكتفٍ بما حققته حتى اليوم؟
لا، لست مكتفياً، لكنني سعيد بالأعمال التي شاركت فيها.
- هل ستعود إلى تقديم البرامج التلفزيونية بعد نجاحك في برنامج "حسابك عنا" لمواسم عدة؟
أردت أن أبتعد عن تقديم البرامج إذ لا ينبغي أن أظهر عبر الشاشة بشكل مستمر، وحالياً أنا متفرغ للتمثيل.
- هل تتبع استراتيجية معينة في التمثيل؟
أعتمد اليوم استراتيجية جديدة في التمثيل، وهي المشاركة في عمل واحد، بحيث لم أعد أقبل المشاركة في أكثر من مسلسل في وقت واحد، فهذا يرهقني نفسياً وجسدياً.
- كيف تصف علاقتك بالمرأة؟
أعاني مشكلة في علاقتي مع المرأة بسبب الغيرة، مع أنني لست ممن يقفزون من علاقة الى أخرى، فأنا أحترم الشريك كما أحترم نفسي، وكما أن لي شقيقة أرغب في أن يحترمها الآخرون، أحترم بدوري بنات الناس، لكن في الفترة الأخيرة عانيت من الغيرة.
- هل تسبب لك وسامتك المشاكل؟
لكل شيء سلبياته وإيجابياته.
- هل ترى نفسك رجلاً شرقياً متزمّتاً؟
بل أنا رجل شرقي حر يحافظ على المبادئ والأصول.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024