عاصي الحلاني: "ليلة بيروت" كانت رائعة ولا أعرف لماذا تم التركيز على السلبيات
- كيف تتفاعل مع الأحداث الحاصلة في لبنان وأغنيتك "بيكفي إنك لبناني" ترافق كل المتظاهرين في الساحات؟
"بيكفي إنك لبناني" التي كتبها نزار فرنسيس ولحّنتها بنفسي ووزّعها موسيقياً طوني سابا هي أغنية كل مواطن لبناني، وقد أنجزتها في العام 2007 عندما كان البلد يعاني شغوراً رئاسياً، والشعب اللبناني يائساً من الأوضاع، مما شجعني على أن أتصل بالشاعر نزار فرنسيس وأطلب منه أغنية تعطي الأمل للبنانيين، وحين طُرِحت الأغنية في الأسواق لاقت رواجاً وأصبحت تُغنّى في كل المناسبات الوطنية، لأن كلماتها واقعية وصادقة، وباتت اليوم على كل شفة ولسان يردّدها المتظاهرون في كل الساحات في لبنان وفي بلاد الاغتراب.
- ترداد هذه الأغنية في التظاهرات، هل هو أمر إيجابي أم سلبي؟
كما ذكرت، هذه الأغنية لكل مواطن لبناني، وهي دعوة عامة للتفاؤل.
- أولادك شاركوا في التظاهرات ودبكوا على أنغام الأغنية، لماذا لم نرَك في الساحات كما عدد من زملائك الفنانين؟
ما زلت أعاني من الحادث الأليم الذي تعرّضت له قبل أسابيع عندما وقع الحصان عليّ في بلدتي البقاعية "الحلّانية"، واضطرني أن أضع "طوقاً" حول رقبتي ولا أنزعه إلا حين الصعود إلى خشبة المسرح ثم أعاود ارتداءه بمجرد انتهائي من تقديم أي حفل غنائي.
- هل أنت من شجّع أولادك على النزول إلى الشارع؟
لا لم أشجع أحداً منهم، لكن "ماريتا" و"الوليد" استأذنا مني بإلحاح للنزول إلى الشارع والالتحاق بالتظاهرات ولم أعارض رغبتهما لأن وجع الناس هو وجعنا جميعاً، وكلنا يعاني الفساد ونهب الأموال ومشاكل النفايات والكهرباء والماء... فيما الحلول التي يلجأ إليها السياسيون في لبنان كلها مؤقتة ولا طائل من ورائها، ولذلك أنا أضم صوتي الى كل الأصوات الصارخة في الشارع، وفي الوقت نفسه أؤيد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون الذي أعطى اللبنانيين حق التظاهر للمطالبة بحقوقهم. لذا أتمنى على الموجودين في الساحات أن يمهلوا الحكومة الجديدة بعد تشكيلها مدة 6 أشهر لتحقيق مطالبنا، وإذا أخفقت نعود الى التظاهر، خاصة أننا نعيش في منطقة ملتهبة، ويجب أن نحكّم عقولنا، وأنا لست متشائماً رغم كل ما يحصل.
- ماذا تقول عن الفنانين الذين يعقدون صداقات مع أهل السياسة، ثم ينتقدونهم على مواقع التواصل الاجتماعي، كيف ترى هذه الازدواجية لديهم؟
لا أظن أن كل السياسيين في لبنان فاسدون، ولا مانع في أن تكون هناك صداقات بين الفنان والسياسي والإعلامي الخ...
- هل تجرؤ على انتقاد السياسيين علناً على الفساد؟
تجمعني علاقات مع بعض السياسيين، إنما لا نلتقي يومياً، لكن عندما أجد أي خطأ، لا أتوانى عن التعليق عليه في مواقع التواصل الاجتماعي.
- شاركت مع عدد من الفنانين في إحياء حفلات في السعودية ومصر ودبي وغيرها من الدول، وقد وُجّهتْ إليكم انتقادات لقدرتكم على الغناء وبلدكم يعيش أزمة كبيرة، فما هو ردّك؟
لا أرى مشكلة في ذلك، لأن كل التظاهرات تخللتها حلقات رقص وغناء ودبكة، ونحن لا نعيش أجواء حرب، علماً أن الفنان يقوم بعمله مثله مثل أي فرد في المجتمع، والغناء مهنتنا، وهنا أسأل المنتقدين: هل أهمل المغتربون اللبنانيون أشغالهم وسط الأزمة الراهنة؟ بالتأكيد لا، فالحياة مستمرة لا محالة.
- كيف تم اختيارك أنت ونجوى كرم وديانا حداد وملحم زين لإحياء "ليلة بيروت" ضمن فعاليات موسم الرياض؟
أشكر هيئة الترفيه في السعودية التي شاءت أن تقيم "ليلة بيروت" من الرياض، وأعتبرها رسالة حب من أربعة مطربين لبنانيين، خصوصاً أن التفاعل كان ممتازاً مع الناس.
- رغم كل الإيجابيات في الحفلة، لم يركز الناس إلا على الأغنية التي جمعتكم أنتم الاربعة على خشبة المسرح ولم تكن موفّقة، كيف تنظر الى هذه السلبية؟
قبل إحياء حفلة "ليلة بيروت" بيوم واحد، اقترحت علينا إدارة المهرجان تقديم أغنية تجمعنا نحن الأربعة على المسرح، لكننا لم نحدّدها، لذلك لم نجرِ "بروفا" على أغنية "تعلى وتتعمّر يا دار"، لأنه تقرر غناؤها قبل ساعات من بدء الحفلة، عندما اقترح علينا الفنان ملحم زين أن نؤديها بطلب من الإدارة، علماً أنني كنت أحبّذ غناء "راجع يتعمّر لبنان"، إنما تمّ الاتفاق على "تعلى وتتعمّر يا دار" وقدّمناها بدون تدريبات، وكانت هناك اختلافات في طبقات الأصوات على الهواء مباشرةً، وأستغرب لحال البعض الذي ركّز على دقيقتين لم نوفق فيهما، وتغاضى عن الأجواء الجميلة التي ميّزت الحفلة، ونحن سعداء بالنجاح الذي حصدته هذه الحفلة.
- كيف كانت الأصداء بعد انتهاء الحفلة؟
ردود الفعل حول الحفلة كانت إيجابية جداً في الرياض، والإعلام السعودي والعربي تحدّث عنها بفخر ومحبة.
- لماذا يرافقك ابنك "الوليد" في كل الحفلات؟
"الوليد" شاركني في حفلة "موسم الرياض" بناءً على طلب السيد زياد حمزة، وأيضاً في حفلة أحييتها في دبي، لأن الدروس في الجامعات معلّقة في الوقت الراهن بسبب التظاهرات التي تعمّ مختلف المناطق اللبنانية.
- لماذا تدعم الوليد ولا ترافقك ابنتك "ماريتا" في حفلاتك؟
ابنتاي "ماريتا" و"دانا" تتابعان دراستهما في باريس، وزوجتي "كوليت" موجودة معهما.
- أين أصبح ألبومك؟
الألبوم جاهز، وكنت أنوي طرحه آخر هذا العام، لكن الأحداث التي تشهدها البلاد أخّرت صدوره، لذلك قررت أن أضيف إليه أغنيتين جديدتين، وعندما تهدأ الأوضاع نباشر إصداره.
- من هم الشعراء والملحنون الذي تتعاون معهم في ألبومك المقبل؟
هناك العديد من الأسماء، منهم نزار فرنسيس، عبير أبو اسماعيل، علي حسون، زياد يوسف وغيرهم، والألبوم يتضمن عشر أغنيات متنوعة بين اللبناني والخليجي والعراقي والمصري. وبالطبع هناك ألحان من توقيعي أنا.
- هل ما زلت تؤمن بإصدار ألبوم كامل في عصر التكنولوجيا الحديثة؟
لا شك في أن التركيز اليوم على الأغنية المنفردة وليس على الألبوم الكامل، لأن الأغنية "السينغل" تأخذ حقها من الانتشار أكثر، لكنني وقّعت عقداً مع شركة "روتانا" يتضمن 3 ألبومات، صدر الأول وبقي اثنان، علماً أن الألبوم يعكس "برستيج" الفنان.
- تابعناك في الرياض مع عدد من زملائك الفنانين في حفل Joy Awards، الذي كُرم فيه عدد من الفنانين العالميين والخليجيين والمصريين، لماذا لم يكرَّم أي نجم لبناني في المناسبة؟
هذا السؤال لا يوجه لي فقد دعيت مع زملائي راغب علامة، وليد توفيق، ديانا حداد، نوال الزغبي لحضور الحفل ولبينا الدعوة بكل رحابة صدر، وفي كل انحاء العالم نجد نجوماً يكرّمون وآخرين يحضرون كضيوف. وفي ختام Joy Awards اعتذر القيّمون على الحفل عن عدم تكريم جميع الحاضرين آملين تكريم كل من يستحق في مناسبةٍ ما.
- هذا لا يحصل في لبنان في الموركس دور أو بياف حيث لا يحضر إلا المكرّمون، لماذا؟
لم يكن عندي تفاصيل عن التكريم في موسم الرياض، ولبّيت الدعوة من دون أي أبعاد، وكان الحدث جميلاً.
- ما رأيك بالانفتاح الحاصل في المملكة العربية السعودية وهل كنت تتخيل يوماً أن يحصل هذا الأمر هناك؟
لم يكن يخطر هذا في بال أحد، أن يطرأ هذا التطور في المملكة، لكنه شيء جميل ومفرح بما يحمل من نموّ وازدهار.
- كلنا بانتظار كلمة مطمئنة عن صحتك بعد حادث الحصان. ماذا تقول؟
في البداية تعثّرَ الفرس فزلّ ووقعتُ أنا على الأرض، وبلحظة حطّ بثقله عليّ وداسني مما أفقدني الوعي ليومين، لكني حالياً أحسن رغم بعض الأوجاع التي أعالجها بالمسكّنات. واشكر الله خصوصاً أن الحادث كان كبيراً بل خطراً إن لم يكن مميتاً.
- لماذا حاولتم في البداية إخفاء حجم الإصابة؟
لم نرد أن نشغل بال الناس فقررنا أن نصرح بما حدث عندما أتعافى، لكن عندما زارني جمال فياض في منزلي بسبب غيابي عن جنازة المخرج الراحل سيمون أسمر التقطَ لي جمال صورة بيّنت حجم إصابتي، مما اضطرني إلى الإعلان عن طبيعة الحادث ونوعية إصابتي.
- أحييتَ حفلين في مصر، الأول في دار الأوبرا في القاهرة والثاني في دار الأوبرا بالإسكندرية، ماذا عنهما؟
الحمد لله كان الحفل في دار الأوبرا في القاهرة رائعاً Sold Out وكان تفاعل الناس ممتازاً. وكذلك كان حفلي الثاني في دار الأوبرا في الإسكندرية على مسرح السيد درويش ناجحاً أكثر ممّا تصوّرت وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024