تصحيح لـ 4 مفاهيم خاطئة في السرطان
حتى أيامنا هذه، ورغم التطور الطبي البارز في وسائل تشخيص السرطان والوقاية منه ومعالجته، لا تزال الأفكار الخاطئة التقليدية منتشرة في مجتمعاتنا مما يثير الكثير من التساؤلات بين الناس.
وهنا تبرز أهمية نشر الوعي حول المرض لأن لهذه الافكار أثراً سلبياً واضحاً في مختلف جوانب المرض. كل منا يسمع في محيطه من يربط بين الإصابة بالسرطان وفكرة الموت، فيعتبر المريض وكأن لا أمل له في العيش رغم التطور الطبي المهم الذي تحقق في السنوات الأخيرة وسمح بزيادة نسبة الشفاء من المرض بشكل ملحوظ.
البروفسور اللبناني الاختصاصي في أمراض الدم والأورام جورج شاهين تناول المفاهيم الأربعة الخاطئة التي وضعها الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان تحت عنوان «السرطان...ماذا تعرف عنه؟» الذي تم اعتماده للعام 2013 في هذا المجال بهدف تصويب الأفكار والمعلومات الخاطئة الشائعة حول السرطان.
المفهوم الخاطئ الأول: السرطان مسألة مرتبطة بالصحة فقط
الواقع: لا يعتبر السرطان من المسائل التي يمكن حصرها بالشأن الصحي لما له من تشعبات ونتائج إجتماعية وإقتصادية. كما يشكل السرطان تحدياً فعلياً في مجال التنمية لما له من أثر في التقدم الإجتماعي والإقتصادي في العالم.
علماً ان نسبة 47 في المئة من حالات السرطان ونسبة 55 في المئة من الوفيات الناتجة عنه، تسجّل في المناطق الأقل تقدماً.
المفهوم الخاطئ الثاني: السرطان مرض الدول الغنية والمتقدمة والمتقدمين في السن
الواقع: ليس صحيحاً أن السرطان هو مرض الدول الغنية والمتقدمة والمتقدمين بالسن فحسب، بل هو آفة عالمية تطول كل الفئات العمرية من مختلف الطبقات الإجتماعية ومختلف المجموعات الاقتصادية. صحيح ان الدول المتقدمة تتحمل بشكل أفضل كلفة العلاج، إلا أن المرض يشكل عبئاً ثقيلاً على البلدان النامية.
فالسرطان مشكلة عالمية ويشكل أزمة صحية خطيرة في الدول الفقيرة، مما يتطلب إعارته اهتماماً جدياً. مع الإشارة إلى أن السرطان بلغ في انتشاره ولجهة الوفيات الناتجة عنه، مستويات خطيرة تثير القلق لكونه تخطى الإيدز والسل والملاريا معاً من حيث عدد الوفيات.
من جهة أخرى، يعتبر سرطان عنق الرحم من الأمثلة التي يمكن الإشارة إليها لجهة العبء الذي تتحمله البلدان النامية، كون نسبة تفوق 85 في المئة من اللواتي يفارقن الحياة على أثر الإصابة به هن من الدول النامية.
من هنا أهمية نشر الوعي حول المرض في مختلف الدول والحرص على تأمين العلاج بشكل متكافئ في مختلف الدول على حد سواء.
المفهوم الخاطئ الثالث: السرطان حكم بالموت
الواقع: مما لا شك فيه ان الطب تطور إلى حد كبير ووصل إلى مراحل متقدمة في العلاجات الخاصة بالسرطان. لذلك، باتت الحالات التي كانت تعتبر مستعصية في الماضي قابلة للشفاء في هذه الايام.
وفي الوقت نفسه، تطورت تقنيات الكشف والتشخيص في أنواع عدة من السرطان كسرطان الثدي وعنق الرحم، مما يسمح بالتشخيص المبكر للمرض وأحدث ثورة في التعامل مع السرطان.
فمع تطور وسائل التشخيص المبكر، أصبحت العلاجات أكثر فاعلية وتبدو النتائج مضمونة أكثر في مكافحة المرض. وبالتالي باتت نسبة كبرى من الحالات قابلة للمعالجة ولا يمكن اعتبار السرطان بمثابة حكم بالموت.
لذلك ليس مسموحاً اليوم ربط الإصابة بالسرطان بفكرة الموت.
المفهوم الخاطئ الرابع: السرطان قدر لا مفر منه
الواقع: مع تطور الاستراتيجات الفاعلة يمكن تفادي ثلث حالات السرطان الأكثر انتشاراً، إذ أن الطرق الفضلى للحد من أعباء السرطان هي في الوقاية التي تعتبر في الوقت نفسه الأقل كلفة والأكثر استمراراً.
تتوافر حالياً الكثير من الاستراتيجيات المناسبة لتفادي ثلث حالات السرطان، خصوصاً مع اكتشاف العديد من العوامل المسببة.
فعلى سبيل المثال يسبب التدخين نسبة 71 في المئة من الوفيات الناتجة عن الإصابة بسرطان الرئة ونسبة 22 في المئة من مجمل الوفيات الناتجة عن السرطان عامةً.
ومن المتوقع أن يحصد التدخين حياة أكثر من مليار شخص في القرن الحادي والعشرين. من جهة اخرى، بات معروفاً أنه يمكن تفادي نسبة 27 في المئة إلى 38 في المئة من أنواع السرطان الرئيسية عبر اعتماد نظام غذائي صحي والتركيز على النشاط الجسدي وخفض مستوى الكتلة الدهنية في الجسم.
حقائق في السرطان
1 ثمة عوامل عدة تزيد احتمالات الإصابة بالسرطان كالتدخين والمواد الملوثة وبعض انواع الالتهابات والسمنة والتعرض للأشعة وقلة الحركة.
2 نسبة 5 إلى 10 في المئة من السرطانات هي وراثية، إلا أن معظم أنواع السرطان تنتج عن اجتماع العامل الوراثي مع العوامل المسببة في المحيط.
3 يسبب التدخين نسبة 90 في المئة من حالات سرطان الرئة. وقد تسبب التدخين بوفاة 50 مليون شخص في العقد الماضي، وفي حال استمرار الوضع على ما هو عليه، سيصل عدد الوفيات إلى مليار شخص في القرن الحالي بسبب التدخين والتعرض له، أي ما يوازي وفاة شخص كل 6 ثوان.
4 يعتبر الاشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات ليلاً أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون مقارنةً بغيرهم من الأشخاص الذين ينامون أكثر.
5 للسرطان صفتان رئيسيتان هما التكاثر غير الطبيعي للخلايا والقدرة على الانتشار في مواضع مختلفة في الجسم.
6 تنتج حالة وفاة من 8 في العالم عن السرطان، فهو يسبب حالات وفاة أكثر من السل والإيدز والملاريا مجتمعة.
7 يعتبر السرطان المسبب الرئيسي للوفيات في البلدان المتقدمة ويحتل المرتبة الثانية بين مسببات الوفيات في البلدان التي في طور النمو، بعد أمراض القلب.
8 في العام 2030، من المتوقع أن يصل عدد حالات الإصابة بالسرطان إلى 21،4 مليون في مقابل 13،2 مليون حالة وفاة جراء الإصابة به.
9 ثمة مواد كيميائية مضافة إلى معظم أطباق اللحوم الجاهزة بما فيها النقانق والهوت دوغ، تتفاعل في الجسم عند تناولها فتتحول إلى مواد مسرطنة.
10 يعتبر سرطان الثدي الأكثر شيوعاً بين النساء. كما يعتبر المسبب الاول للوفيات بين النساء في العالم بمعدل 458,400 حالة وفاة في السنة.
11 تنتج نسبة حوالي 15 في المئة من إصابات السرطان عن الالتهابات. وترتفع نسبة الإصابات بالسرطان في البلدان الأٌقل نمواً إلى 26 في المئة مقارنةً بالبلدان المتطورة حيث تصل النسبة إلى 8 في المئة. أما الجراثيم الأبرز بين تلك المسببة للسرطان فهي الHelicobacter Pylori المسببة لسرطان المعدة وجرثومة الHPV المسببة لسرطان عنق الرحم وفيروسي الكباد ب وC المسببة لسرطان الكبد.
12 يؤكد الباحثون ان أكثر من نصف حالات السرطان والوفيات الناتجة عنها قابلة للوقاية.
13 تعتبر سرطانات الرئة والبروستات والمعدة الأكثر شيوعاً بين الرجال، فيما تعتبر سرطانات الثدي وعنق الرحم والقولون والمريء الأكثر شيوعاً بين النساء.
14 في عام 2006 كان سرطان عنق الرحم الأكثر شيوعاً من بين الحالات التي تم تشخيصها بين النساء. وتصل نسبة الحالات التي تم تشخيصها في البلدان المتقدمة إلى 85 في المئة.
15 ظهر الوصف الأول للسرطان في العام 1600 قبل الميلاد، في وصف ما يشبه سرطان الثدي.
16 نسبة 77 في المئة تقريباً من الحالات التي يتم تشخيصها سنوياً هي لأشخاص في سن 55 سنة او أكثر.
17 اظهرت معظم الدراسات أن زيادة الوزن تؤثر سلباً على فرص العيش للنساء المصابات بسرطان الثدي اللواتي هن في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث. وتعتبر النساء اللواتي هن في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث ويمارسن الرياضة أقل عرضة للوفاة جراء الإصابة بسرطان الثدي.
18 فيما تراجعت نسب الإصابة ببعض أنواع السرطان كسرطان عنق الرحم والقولون والمعدة والرئة، ارتفعت نسب انتشار انواع أخرى كسرطان الجلد والكبد والبنكرياس والغدة والكليتين ...
19 يعتبر الأفريقيون الأميركيون أكثر عرضة للوفاة جراء الإصابة بالسرطان مقارنةً بالأعراق الأخرى.
20 هناك 28 مليون حالة عيش وتخطٍ للمرض في العالم.
21 لا يعتبر السرطان مرضاً واحداً بل هو مجموعة من الحالات المرضية، خصوصاً أن عوامل عدة تسبب كلاً من أنواعه.
22 يعتبر الالتهاب الناتج عن فيروس HPV المنتقل جنسياً الأكثر شيوعاً وهو المسبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم. علماً أن نسبة كبيرة من النساء اللواتي يحملن الفيروس لا يصبن بسرطان عنق الرحم.
23 تعتبر النساء اللواتي لم ينجبن واللواتي أنجبن بعد سن الثلاثين أكثر عرضة بقليل للإصابة بسرطان الثدي مقارنةً بالنساء اللواتي أنجبن في سن مبكرة. كما أن الرضاعة قد تخفف خطر الإصابة بسرطان الثدي إلى حد ما.
24 قد تسبب قلة العناية بصحة الأسنان التهاباً في اللثة. علماً أن التهاب اللثة،عندما يصل إلى مستويات متقدمة، قد يؤدي في المدى البعيد إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان.
25 ظهرت في العام 2008 أكثر من 175،300 حالة جديدة من السرطان لدى الأطفال حتى سن 14 سنة. كما قدر عدد الوفيات بين الأطفال جراء الإصابة بالسرطان في العام نفسه ب96،400 حالة وفاة.
26 صحيح أن سرطان الأطفال يشكل نسبة تقل عن 1 في المئة من مجمل حالات السرطان التي يتم تشخيصها، لكن في الوقت نفسه هو المسبب الثاني للوفيات بين الأطفال بعد الحوادث.
27 يؤكد الباحثون أن كارثة تشيرنوبيل النووية تسببت بالعدد الأكبر من حالات السرطان في التاريخ الناتجة عن حادثة واحدة.
28 تبين أن فحص الحزازة لم يوضع في الأسواق إلا بعد عقد من إثبات قدرته على الوقاية من سرطان عنق الرحم.
29 لا يزال يشكل سرطان الثدي موضوعاً شائكاً في بلدان كثيرة في الشرق الأوسط. وتفضل نسبة كبرى من النساء عدم الخضوع للفحص اللازم للثدي حتى لا يخضعن للفحص على يد الطبيب.
30 خلال 13 ساعة ونصف الساعة، تمكن الأطباء من استئصال ورم خبيث في دماغ فتاة في سن 12 سنة من أنفها.
31 يبدو الرجال الذين لم يتزوجوا أبداً اكثر عرضة بنسبة 35 في المئة للوفاة جراء الإصابة بالسرطان مقارنةً بالرجال المتزوجين. كذلك بالنسبة الى النساء المتزوجات اللواتي تزيد فرص العيش لديهن، لكن بنسبة أقل من الرجال.
32 يواجه مرضى السرطان خطر الانتحار بشكل مضاعف مقارنةً ببقية الناس. كما يعتبر الرجال أكثر قابلية للانتحار بعد تشخيص المرض لديهم.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024