ميونيخ: مدينة الأحلام الألمانية
ميونيخ... تلك المدينة الجميلة والراقية والمزدهرة باتت الأولى سياحياً في ألمانيا إذ يصل عدد زوارها إلى ثلاثة ملايين سائح سنوياً. إنها العاصمة الخفية لألمانيا وأرض الثقافة والتاريخ البافاري ذي الخصوصية الكبيرة. فهي من مراكز الإصلاح الديني التاريخية حيث قامت المدينة كلها لمناصرة مارتن لوثر صاحب الثورة الدينية. كما أرادها هتلر قبل الحقبة النازية أن تصبح عاصمة البلاد لتنطلق منها الثورة الشعبية على الدولة. تتسم الأماكن السياحية في ميونخ بالكثير من التميز والفرادة، ولذلك هيا بنا نتعرف على أهم نقاط الجذب السياحية في مدينة الأحلام الألمانية.
ميونيخ عاصمة ولاية بافاريا وثالث أكبر مدينة في ألمانيا بعد برلين وهامبورغ. تقدّر مساحتها بـ310 كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها قرابة المليون ونصف المليون. تقع ميونيخ على نهر إيزار على هامش جبال الألب البافارية. تأسست عام 1158 على يد ويلف هنري الملقب بالأسد، وباتت اليوم قلب أوروبا الذي ينبض بالمتاحف والقلاع والمباني الأثرية والحدائق الغنّاءة والمعارض. كثيرون يتمنون زيارة ميونخ والعيش فيها. كيف لا وهي الأرض التي تتحقق فيها أحلام الجميع، حيث أن عددًا من الأماكن السياحية في ميونخ يحكي قصصًا لأحلام رائعة تحققت على أرض الواقع. فعلى سبيل المثال، عند زيارة متحف بي أم دبليو ستعرفون كيف كانت أحلام هذه المدينة من سيارة الديكسي وصولًا إلى ما نحن عليه الآن من التطور. كما تعتبر ميونخ عاصمة للتراث الثقافي الألماني، وأرضًا خصبة للتسوق والأنشطة التجارية، فضلاً عن احتوائها على بعض أجمل الأماكن الترفيهية في العالم.
المتحف الألماني
هو من أكبر المتاحف الصناعية في العالم ومن أجمل الأماكن السياحية في ميونخ. متحف متخصص في العلوم والتقنيات يقع في قلب المدينة وتعرض فيه نماذج بحجمها الطبيعي تروي تاريخ التكنولوجيا الألمانية إلى حد بعيد، مثل السيارة الأولى والطائرة الأولى والدينامو الكهربائي البدائي. وقد أطلق عليه اسم المتحف الألماني للارتباط بين ألمانيا والصناعة، فهو المتحف الذي يرسم خطة أكثر من قرنيين تاريخيين من التطور الصناعي.
يعرض المتحف حوالي 17000 قطعة تقنية حديثة وأثرية قديمة، وقد جرى توسيعه باستمرار عن طريق إضافة أحدث التطورات التقنية.
عند زيارة هذا المتحف، لا بدّ أولاً من زيارة قاعة الاجتماعات الرئيسية التي تستضيف منتدى التقنيات ويتم عرض أحدث الأجهزة التقنية المحطة التالية تكون في الأقسام المتنوعة التي تم تنظيمها بشكل ممتاز مع شروحات موضحة تسمح للزوار بالتعرف أكثر على المجالات العلمية والتكنولوجية.
ولا تنسي زيارة مكتبة المتحف التي تعتبر مرجعاً في العلوم والتكنولوجيا حيث تحتوي على 750000 الف مجلد تقريباً و4000 مطبوعة ومجموعات من الجرائد الالكترونية والخرائط وبراءات الاختراعات والكثير من الأدلة العلمية الثابتة.
الحديقة الانجليزية
ليست الحديقة الإنجليزية في ميونيخ أكبر حديقة في ألمانيا وحسب، وإنما هي واحدة من أجمل الحدائق على الإطلاق ومن مفاخر السياحة في ميونخ. مجموعاتها الطبيعية مرتبة من الأشجار والنباتات تقدم آفاقًا متغيرة باستمرار، في حين أن تياراتها المتعرجة والبحيرة الاصطناعية تتجمع لتوليد انطباع رائع تبعًا للمناظر الطبيعية الناضجة.
صممت الحديقة الإنجليزية عام 1785 كإحدى الحدائق العسكرية، ولا تزال تجذب السكان المحليين والزوار على حد سواء على مدار العام، لاسيما وأنها مكان لطيف لحمام الشمس والنزهة. إنها مفتوحة دائماً أمام العموم وليس لديها مواعيد عمل محددة، فضلاً عن أنها مجانية وتحتوي على معالم مهمة مثل المعبد اليوناني والمعبد الصيني.
تقع الحديقة الانجليزية على مساحة تقدر بـ 3.7 كم وتعتبر المتنفس الرئيسي لسكان المدينة حيث يأتون إليها تاركين أعباء العمل ومشاقه لينعموا بالراحة والاستجمام وممارسة هواياتهم والاستمتاع بالمساحات الخضراء تحت أشعة الشمس الدافئة وممارسة رياضة المشي أو الركض وحتى ركوب الدراجات. كما توفر هذه الحديقة جداول مائية للسباحة والتزلج على الأمواج.
قصر نيمفنبورغ
كان نيمفنبورغ، وهو قصر كبير من طراز الباروك بألوان بيضاء ورمادية مع زخرفة صفراء وأسطح مبلطة حمراء، المقر الصيفي لحكام أسرة فيتلزباخ في القرن السابع عشر، وقد تأسّس عام 1675. يمتدّ هذا القصر الفسيح على أكثر من 600 متر، ويحيط به من كل جانب قناة نيمفنبورغ التي تنقسم عند مرورها حول المباني الرئيسية قبل لمّ شملها مرة أخرى في حوض سباحة مزين بالنافورة أمام الواجهة الرئيسية.
يتكون القصر من عدة طوابق مزينة وواسعة وعدة أكشاك ملكية صغيرة وحديقة كبيرة. لكن لا بد من التوجه أولاً إلى الجناح المركزي، وهو قصر على شكل مكعب على غرار فيلا إيطالية أنجزت عام 1674. وهو موطن لقاعة ستونرنر سال المزخرفة بسخاء من ثلاثة طوابق وعدد من الغرف الخاصة مع المفروشات الجميلة والأعمال الفنية. وتجدر الإشارة إلى أن القصر بالكامل يعدّ من مباهج السياحة في ميونخ.
أما حديقة نيمفنبورغ بارك الرائعة التي تعود إلى القرن السابع عشر فتستحق أيضاً الزيارة. وتشمل معالم هذه الحديقة المسورة العديد من المزهريات والتماثيل الرخامية للآلهة اليونانية، وبعض النوافير الاصطناعية وجداول الماء، وعدداً من البيوت الدفيئة القديمة، بما في ذلك بالم هاوس- موطن أول نظام تدفئة بالماء الساخن في ألمانيا. المتاهة مع هيكنثيتر (مسرح الإحاطة) هي سمة أخرى رائعة من حديقة لا ينبغي تفويتها.
لا بدّ أيضاً من زيارة المتحف الذي يقع في الطابق الأخير للقصر، حيث كانت تتم صناعة البورسلين والأطباق الخاصة بالطعام الملكي والتي لا يسمح باستخدامها خارج القصر. يشتمل المتحف أيضاً على العديد من القطع الأثرية القديمة والنادرة.
ميدان ماريا
مارين بلاتز ميونخ أو ميدان ماريا هو ساحة ميونخ المركزية. منذ تأسيس المدينة وحتى العام 1807، كان المكان حيويًا على الدوام حيث تقام الأسواق والبطولات والمباريات في العصور الوسطى. بالإضافة إلى قاعة المدينة الجديدة الضخمة (نيويس راثاوس)، يضمّ الميدان أيضاً قاعة المدينة القديمة المهيبة (ألتس راثاوس) مع البرج الذي أعيد بناؤه. ومن المعالم البارزة الأخرى عمود العذراء (مارينسول) الذي شيّد عام 1638، ونافورة الأسماك (فيشبرونن)، وهي إضافة جديدة تضم شخصيات برونزية تم إنقاذها من نافورة تعود إلى القرن التاسع عشر.
لا شك في أن مارين بلاتز ميونخ هو من أجمل الأماكن السياحية في ميونخ ووجهة التسوق الشعبية في المدينة، إذ يضم الميدان عدداً من المتاجر والمحلات والمطاعم المتميزة. ولطالما جرى التركيز على الحياة الاحتفالية في العاصمة البافارية. لذا، يكون الميدان دائماً مزدحماً بالسياح، فضلاً عن كونه مكاناً عظيماً للترفيه المجاني. وتبلغ الاحتفالات ذروتها خلال كرنفال فاششينغ في المدينة عندما يرقص نارين ليندورم (التنين) على الساحة، بينما تقام في فترة نهاية العام أسواق احتفالية ضخمة تزخر بالكثير من الحشود.
حديقة الحيوانات هيلابرون
تعتبر حديقة حيوان ميونخ هيلابرون (تيربارك هيلابرون) من أكثر مناطق الجذب شعبية في بافاريا عامة، ومن أجمل الأماكن السياحية في ميونخ خاصة.
تأسست هذه الحديقة عام 1911 لتكون أول حديقة من نوعها حيث توفر بيئة جغرافية تحاكي الموطن الحقيقي للحيوانات التي بداخلها. واليوم، تضم الحديقة أكثر من 19،000 حيوان من 757 نوعاً في حاويات مفتوحة تهدف إلى محاكاة ظروف البرية، مع الحيوانات التي عادة ما تتقاسم الموائل مع بعضها البعض كلما أمكن ذلك.
وأبرز في ما حديقة الحيوانات هذه بيت الفيل أو إليفانت هاوس، و5 آلاف متر مربع مخصصة لأنشطة الطيران الحر، والبولاريوم، ومنازل القردة. كما تحتوي على العديد من ممرات المشاة الحيوية، والملاعب، ونقاط النزهة
تقسم الحديقة جغرافيًا إلى أجزاء عدة حسب نوع الحيوان وبيئته. يمكن الشروع في زيارة منطقة الزرافات وكهف الوطاويط وبيت السلحفاة والعديد من الحيوانات البرية كالدببة والأسود والأحصنة والجمال.
بعد ذلك، يمكن الانتقال إلى القسم الشمالي الشرقي حيث منطقة الفيلة والقردة والعديد من الأنواع النادرة للحيوانات كالشامبانزي. أما القسم الأكثر إثارة فهو منطقة الأدغال التي جرى تصميمها لتشبه الموطن الأصلي للعديد من الحيوانات.
ولا ننسى طبعاً القفص المشيد في وسط الحديقة والمخصص للطيور، حيث توجد أنواع جميلة ونادرة منها مثل النسر والببغاء والكثير من الطيور الملونة.
وقد تم حديثاً بناء سينما خاصة في الحديقة تتيح مشاهدة الأفلام الوثائقية عن حياة الحيوانات البرية والبحرية والطيور.
الحديقة الأولمبية
كانت أوليمبيك بارك مكاناً رئيسياً لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1972، وأصبحت أحد أجمل أماكن السياحة في ميونخ حيث تغطي مساحة 2.7 مليون متر مربع تقريباً في أوبيرويزنفيلد، وهي ساحة تدريب سابقة للجيش البافاري الملكي. تتميز الحديقة بهندستها المعمارية ويأتي إليها ملايين الأشخاص لممارسة الرياضة أو الاسترخاء والاستجمام، أو حضور المناسبات الرياضية المختلفة.
باتت الحديقة الآن مركزاً ترفيهياً كبيراً يستضيف العديد من الحفلات والمناسبات الكبرى، بما في ذلك مهرجان تولوود، الذي يعقد مرتين في السنة (في الصيف والشتاء)، ويستقطب أكثر من مليون ونصف المليون زائر. وقد تم إدخال الكثير من الأنشطة الأسرية الممتعة على مر السنين، بما في ذلك تسلق سقف الملعب، وجولات خلف الكواليس تعرض الهندسة المعمارية والتصميم الرائع للمرفق.
ولا ننسى طبعاً البرج الأولمبي البالغ ارتفاعه 290 متراً وتم بناؤه عام 1968 وأعيدت تسميته تكريما للألعاب الأوليمبية.
ميونيخ ريزيدنز
على مدى قرون عدة، كان مبنى ميونيخ ريزيدنز مقرًا للدوقات والحكام وملوك بافاريا، وهو بلا شك أحد أروع القصور في أوروبا. يقع مجمع ريزيدنز الشاسع حول سبع محاكم كبيرة، ويتألف من ثلاثة أقسام رئيسية هي: قسم كونيغسباو الذي تقف على حافة ماكس – جوزيف – بلاتس؛ وقسم ألت ريزيدنز الذي يواجه ريزيدنزستراس؛ وقاعة فيستسالباو (قاعة للولائم) تطل على هوفغارتن.
كان أنتيكاريوم القسم الأول من هذا المجمع الضخم وقد بني عام 1579 وبات الآن جزءاً من متحف ريزيدنز الممتاز. بعد ذلك، تم استكمال ألت ريزيدنز، وهي تحفة من عصر النهضة وشهادة على القوة المتزايدة في مملكة بافاريا.
اليوم، يعتبر ميونخ ريزيدنز من أروع الأماكن السياحية في ميونخ وهو موطن لعدد من المعالم الأثرية والمتاحف، بما في ذلك متحف ريزيدنز، والخزانة، وكنيسة المحكمة لجميع القديسين (أليرهيليغن-هوفكيرش)، ومسرح كوفيليس.
التسوق في ميونيخ
تتألق مدينة ميونيخ في كل ميادين التراث القديم والحديث، وهي من دون شك الأروع في مجال التسوق. كيف لا وهي أرض الانطلاق والحياة والحيوية، ولذلك تجذب هواة التسوق من جميع أنحاء العالم.
وتعتبر أماكن التسوق في ميونخ الأكثر جذبًا للسياح، لأنها توافق جميع الأذواق، وترضي جميع الأعمار من كل دول العالم. كما أنها واحدة من أرخص المدن العالمية من حيث الأسعار لما تتمتع به من إعفاء ضريبي للجميع.
معلومات مهمة عن ميونيخ
الموقع الجغرافي:
عاصمة ولاية بفاريا على نهر إيزار على هامش جبال الألب البافارية
العملة: يورو
المناخ: معتدل صيفاً وبارد شتاء
فارق التوقيت بين ميونيخ والإمارات: 3 ساعات
لقبها: العاصمة الخفية لألمانيا بسبب أهميتها الاستراتيجية
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024