المغنيّة دوا ليبا: أغنياتي عن حياتي الشخصية وهي علاج نفسي لي!
- أيّ من الصفات التي تتمتّعين بها وتُشعرك بأكبر قدر من الحريّة؟
شغفي بالموسيقى يجعلني أشعر بأنّي لا أُقهَر! عندما أكون على المسرح، يتسنّى لي التعبير عن نفسي وإبراز إبداعي.
شغفي هو ما يتيح لي دائمًا أن أكون في أصدق حالاتي.
- ماذا تعني عبارة Tout Terriblement بالنسبة إليك؟
عبارة "Tout terriblement"، أقلّه كما أفهمها، تعني أن يسمح المرء لنفسه بأن يكون مبدعًا، ويكون على طبيعته من دون أية قيود، وأن يعبّر عن نفسه بكلّ تلقائية وعفويّة. وأنا أشعر بأنّ هذا ما ينبغي أن نعيشه في كلّ يوم من أيام حياتنا.
- ما الذي يُحفّزك في الأشخاص الذين تحبّينهم؟
التعاطف. الطيبة. الحفاظ على رباطة الجأش، والتحلّي بالصبر، وإظهار الحب حتّى عندما لا تجري الأمور كما هو مخطّط لها. من دون هذه الصفات، لا أمل لنا كمجتمع أو كثقافة. من الجميل دائمًا أن نرى الناس يُعاملون الآخرين بمساواة وحبّ. أحظى بجرعة من الإلهام والحماس عندما أسافر وأستمع الى قصص الأشخاص الذين ألتقي بهم. لكلّ شخص مسيرته الخاصة في الحياة، وعلينا دائمًا أن نخصّص وقتًا للتعرّف إلى الأشخاص من حولنا. إنّه لأمرٌ رائع.
- برأيك، هل النساء أكثر حرّية، أم أقلّ حريّة في يومنا هذا؟
تعرّضت النساء فترة طويلة جدًا للقمع من قبل وسائل الإعلام. وما يحدث حاليًا يكاد يكون ثوريًا – فنحن ندافع فقط عمّا نؤمن به، وما نرتاح للقيام به، وما نعتبره صائبًا، وما يجعلنا نفخر من خلاله بأنفسنا. نحن لا نسمح لأحد بأن يحبطنا.
عن عطر X من YSL
- ماذا عن عطر X الذي تمثلينه؟ هل تتعطرين به؟
شخصيًا، عندما أختار عطرًا, يصبح عطري الذي أستخدمه كلّ يوم، أقصد بذلك أنّني لا أستخدم بالضرورة عطرَين مختلفين واحد للنهار وآخر لليل، وهو ما يقوم به بعض الأشخاص، بل إنّي أختار عطرًا أشعر بأنّه يعبّر عنّي على أفضل نحو. عطرٌ عندما يستنشقه أصدقائي يدركون على الفور "آه إنها دوا". وأنا أشعر بأنّ عطر X يُناسبني تمامًا، وبشكل طبيعي للغاية وأنا أتعطر به الآن. أحبّه كثيراً ورائحته جميلة جدًا. تختلف روائح العطور بحسب الأشخاص الذين يتطيّبون بها، بعضها يكون مناسبًا لشخصياتهم، وبعضها الآخر لا. إلّا أنّ هذا العطر زهريّ مع بعض النفحات القوية، لذا فهو مناسب لأي وقت من النهار والليل، وهو ملائم تمامًا لمعظم النساء.
- ما الذي يُعجبك في أسلوب X في كسر القواعد؟
2. على قارورة X، نرى شعار "كاساندر" الشهير، كما أنّ العطر نفسه يقوم على زهرة كلاسيكية (زهرة البرتقال) استخدمت مع نفحة اللافندر الذكوريّة.
عن الحملة الإعلانية
- لقد اختارتك YSL لتكوني سيّدة "X" المتجسّدة في عطرها. لماذا برأيك وقع الاختيار عليك؟
بداية، أودّ أن أشكركم على اختياري، إنّه لشرف كبير بالنسبة إليّ. أنا أشعر بارتباط كبير بهذه العلامة نظرًا لما تجسّده من شجاعة. أنا أؤمن بأهمية التمتّع بالثقة والإقدام والقوة قبل كلّ شيء؛ وعدم تهاون المرء في الأمور التي تتعلّق بجوهره، وما يقوم به وما يؤمن به؛ والافتخار دائمًا بالأشياء التي يقدّمها. وبرأيي فإنّ هذه الأمور تتوافق مع الفلسفة التي تقوم عليها علامة Yves Saint Laurent.
- ما الرسالة التي ترغبين في إيصالها من خلال هذه الحملة؟
رسالتي، بشكل أساسي، هي أنّه إذا كان بإمكاني القيام بذلك، فباستطاعتك ذلك أنت أيضًا. كما أنّي أسعى لأن أُبيّن للشابّات، وللشباب بصورة عامة، حول العالم بأنّ ما يُصمّمون عليه، يمكن تحقيقه، مهما كان هدفهم. فقط يتعيّ ن عليهم التركيز على الأمور الأهمّ بالنسبة إليهم. احرصوا على العمل بجدّ في المجالات التي أنتم شغوفون بها. واحرصوا على أن تفتخروا بالأمور التي تقومون بها، بحيث تبذلون كامل طاقتكم في الفنّ الذي تبدعونه. وهذا بالمناسبة لا يقتصر على مجال الموسيقى أو الأزياء أو الصناعات الإبداعية، بل ينطبق على أيّ مجال تعملون فيه. ومع أنّي أعلم بأنّه يتعيّن على النساء في قطاعات كثيرة أن يعملن بجهد أكبر بكثير من الرجال لبلوغ ما يرغبن في تحقيقه، لكنّي أقول لهنّ ألّا يسمحن لذلك بإحباطهنّ. فالمسار الذي يتعيّن علينا اجتيازه للوصول هو ما يطبع هويّتنا ويجعلنا أقوى بكثير. كما أنّه لأمرٌ رائع يملؤك بكمّ كبير من الامتنان ويدفعك إلى حيث ترغبين في أن تكوني.
- ما كانت صِلَتُك بهذه القصة؟
أنا معجبة بشدة بهذه العلامة الكلاسيكية الشهيرة، والتي هي في الوقت عينه رائدة وعالمية. أشعر بارتياح كبير عند ارتدائي تصاميم تحمل توقيع ايف سان لوران Yves Saint Laurent فهي تجعلني أشعر بقوة كبيرة.
عن إيف سان لوران المصمّم
- ما رأيك بإيف سان لوران المصمّم، على مستوى الإبداع؟
بفضل إبداعه، سمح إيف سان لوران للنساء بأن يكنّ على طبيعتهنّ، وبرأيي فإنّ ذلك كان أمرًا مهمًا للغاية في مجال الأزياء لأنّ المجتمع أملى على النساء طوال سنوات أسلوب لباسهنّ، وما يتعيّن عليهنّ ارتداؤه، وكيف ينبغي أن يكون مظهرهنّ. وعبر السماح لهنّ بأن يفخرن بأجسادهنّ وأنوثتهنّ، وإبراز قوّتهنّ وقدرتهنّ في الوقت عينه، أعتقد بأنّ إيف سان لوران أحدث تغييرًا جذريًا في هذا المجال. أنا من المعجبات بذلك حتمًا، لذا فإنّه لشرف كبير بالنسبة إليّ أن أقوم بهذا العمل.
- لو كان السيّد سان لوران على قيد الحياة اليوم، ماذا كنتِ لتقولي له؟
كُنتُ لأبدأ بشكره على تمكيننا من أن نتصرّف وفقًا لقناعاتنا، ومنحنا فرصة التنويع في الألوان، واختيار الحزم والأناقة والجرأة عنواناً لأناقتنا، وهو أمرٌ لا نجده دائمًا لدى الكثير من علامات الأزياء الكلاسيكية. وثانيًا، أرغب في أن أقول له بأنّه خلّف إرثًا مذهلًا للغاية، وروح مغامرة استثنائية فسار الكثير من المصمّمين على خطاه. التساؤلات والانتقادات لا تكفّ، بطبيعة الحال: هل هذا فعلًا ما أرساه إيف سان لوران؟ لكن عندما يكون ما تقوم به أو تفكّر فيه في تناقض دائم مع ما يقوم به الآخرون أو يفكّرون فيه، فإنّك تكون في الموقع الصحيح.
عن شغفها بالفن
- من أين ينبع شغفك بالموسيقى؟
أنّا أغنّي منذ النعومة. لقد كان والدي موسيقيًا، وكان للموسيقى حضور دائم في منزلنا. كان والداي يحبّان الاستماع كثيرًا إلى موسيقى الروك البريطانية، أمّا أنا فكنت أحبّ موسيقى البوب. عندما كنت في الحادية عشرة من عمري، انتقلت إلى كوسوفو، وكان الجميع هناك يستمعون إلى موسيقى الهيب هوب، فتعلّمت أن أُحبّ جميع الأنواع الموسيقية، وأن أستمتع بأصوات مختلفة. وقد أرست تنشئتي الموسيقية أسس أسلوبي في تقديم موسيقاي حاليًا، والتي هي عبارة عن مزيج من أنواع مختلفة، من دون أي حدود. صحيح أنّي مغنية بوب، لكنّي لا أرغب في أن يحدّني ذلك ضمن إطار معيّن. أنا أسعى إلى التنوّع، وأرغب في أن تكون موسيقاي في تطوّر مستمرّ.
- ما الدعم الذي قدّمته لك عائلتك في مسعاك إلى تحقيق حلمك؟
كان والدَاي شديدا التشجيع، ولطالما كانا وراء اندفاعنا باتجاه الفنون. وقد رغبت في الالتحاق بمدرسة المسرح، فعمِلا جاهدين للسماح لي بالذهاب إليها أيام السبت ومنحي كلّ تلك الفرص.
عن مسيرتها المهنيّة
- من هم الفنّانون الّذين يُلهمونك؟
لطالما استمدّيت الإلهام من الفنّانات القويّات كَبينك ونيللي فورتادو وأليشيا كيز. أحبّ ما يُمثّلنه من قوّة، ومدى صراحتهنّ وما يؤمنّ به. أحبّ أيضاً محافظتهنّ على أصالتهنّ والتزامهنّ بمبادئهنّ. وهذا ما أطمح إليه في مسيرتي المهنيّة. إنّ وجود قدوات مثلهنّ في عالم الموسيقى لطالما كان أمرًا في غاية الأهمية.
- ما هو الشعور الذي ينتابك في اللحظات التي تسبق اعتلائك المسرح؟
إنّه لشعور غريب للغاية ويصعب شرحه! مزيج من الأدرينالين والحماسة والتوتّر والخوف. الأمر أشبه بالمرة الأولى التي تُغرم فيها بشخص ما، وتفرح كثيرًا بذلك. لا تعلم ما الذي سيحدث، وتعلّق آمالًا كثيرة على الموضوع، لكنّك لا تعرف ما إذا كان عليك أن تقوم بالخطوة الأولى. هذا الجانب المجهول يحفّزني كثيرًا. هذا ما أشعر به قبل اعتلاء خشبة المسرح. أمّا عندما أكون على المسرح، فأشعر بأنّي لا أقهر. ولا شيء في العالم يهمّني باستثناء هذا الإنفعال الجميل، هذا الشعور الجارف، والإمعان في سرد القصّة والتواصل مع جمهوري. هذا أهمّ شيء، وهذا ما أجدني شغوفة به إلى هذا الحدّ. أنا أحبّ الذهاب إلى الاستديو وكتابة الأغاني، لكن بعدما اختبرت الجولات الغنائية والتواصل المباشر مع الجمهور، بتّ أؤلّف أغانيّ وأنا أفكّر بنتيجتها في العروض الحية.
- ما الذي تشعرين به عند مغادرتك المسرح؟
مجموعة من المشاعر المتنوّعة: شعور بالإنجاز، ومع ذلك فإنّ مستوى الأدرينالين يبقى مرتفعًا لبعض الوقت بعد ذلك. لديّ فرقة موسيقية رائعة للغاية ومجموعة من الفتيات اللواتي يرافقنني على المسرح، ومن الجميل أن نتشارك تلك التجربة معًا لبعض الوقت، إلى أن تهدأ الأمور ويعود كلّ شيء إلى طبيعته، ثمّ نعيد الكرة في اليوم التالي.
- أيّ أوقات في حياتك تُلهمك للقيام بعمل إبداعي؟
أُحبّ أن أكتب عمّا أعرفه. وعلاقاتي الشخصية هي دومًا أسهل موضوع يمكنني الكتابة عنه، إلّا إذا كنت أمرّ في صعوبات معيّنة، ففي تلك الحالة قد تصعب الكتابة عنها، وخاصّة عندما أكون لا أزال في خضمّ العلاقة. لكنّ الأمر محفّز وصادق في الوقت عينه، وهو أفضل شكل من أشكال العلاج النفسي والأقلّ كلفة.
- هل تعتبرين نفسك فنّانة أو موسيقية؟
أنا أجمع بين الإثنين بدرجة معيّنة. أنا فنّانة لأنّي أعمل على وضع أفكاري على الورق لمشاركتها مع الناس. وبما أنّ تأليف الموسيقى شغفي، فأنا موسيقية أيضًا!
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024