ماذا لو كانت الهرمونات سبب مشكلاتك الصحية؟
عندما يحصل خلل في الهرمونات، قد يضطرب الجسم كله ويعاني من مشكلات صحية عديدة، مثل الأرق والقلق، وتناذر ما قبل الطمث، والإحساس بالتعب والتشاؤم. لذا، يجدر بالمرأة التأكد من توازن هرموناتها في حال المعاناة من اضطرابات صحية.
الهرمونات هي ناقلات كيميائية طبيعية تتولى إيصال المعلومات إلى الأعضاء والسماح لها بالعمل. تقوم الغدد الصماء بإفراز الهرمونات، لينقلها الدم إلى الأعضاء حيث تنظم عملها أو تحفزه أو تلطفه. لذا، تكون الهرمونات مسؤولة عن تنشيط الهضم، وضبط النوم، وتحفيز الإباضة، وإيقاظ الانعكاسات اللإرادية.
إلا أن إفراز الهرمونات يتأثر كثيراً بأسلوب عيشنا وعمرنا وعواطفنا. وقد يحدث خلل في ذلك الإفراز مما يفضي إلى مشكلات صحية مزعجة.
اضطراب في النوم
إذا كان السيروتونين هرمون النهار والمزاج الجيد، فإن الميلاتونين هو هرمون الليل والنوم المرمم. يرتبط السيروتونين والميلاتونين عن كثب، لأن الأول ممهد لإفراز الثاني.
عند حصول نقص في الميلاتونين، نعاني من الأرق واضطرابات النوم. يمكن تحفيز إنتاج الميلاتونين عبر استهلاك الجوز والكرز والبندق. وعند حلول المساء، يوصى بخفض الكثافة الضوئية، والحدّ من استعمال الشاشات (لأن ضوءها يقمع إنتاج الميلاتونين)، والنوم في غرفة معتمة تماماً.
هبوط المعنويات
يتيح هرمون السيروتونين، الذي تفرزه الغدة النخامية، انتقال الدفق العصبي بشكل صحيح من خلية عصبية إلى أخرى. ويسهم في تنظيم السلوك الغذائي والجنسي، ودورة النوم والاستيقاظ، والمزاج والقلق. يملك بعض الأشخاص احتياطاً عالياً من السيروتونين، مما يسمح لهم بتجاوز الأحداث الأليمة أو المزعجة بسهولة أكبر من غيرهم.
يمكن تحفيز إنتاج السيروتونين من خلال تناول الأسماك، واللحوم، والبيض، والأجبان، والموز، واللوز، والبندق الغنية كلها بالحمض الأميني التريبتوفان، الممهد للسيروتونين.
كما يوصى بالتعرض لضوء النهار، حتى خلال الشتاء، وممارسة الرياضة بانتظام (في الهواء الطلق إذا أمكن للجمع بين فوائد التمارين الرياضية والضوء الطبيعي).
تناذر ما قبل الطمث
تعاني بعض النساء من تعب، وعصبية، وأوجاع رأس، وآلام، واحتباس ماء، وتوق كبير إلى الطعام قبل حلول موعد الطمث كل شهر. إنها أعراض تناذر ما قبل الطمث، الناجم عن خلل في مستويات الأستروجين (المرتفعة جداً) والبروجسترون.
وتزداد وخامة هذا التناذر بفعل التوتر، وأسلوب العيش الكثير الجلوس، وقلة النوم، وسوء التغذية... لا بد إذاً من ممارسة التمارين الرياضية، والاسترخاء وتناول الطعام المغذي والصحي. كما يمكن تناول مكملات الكلسيوم والمغنزيوم لمواجهة تقلبات المزاج وتشنج العضلات.
القلق
يستطيع الدماغ إفراز مورفينه الخاص، المضاد الطبيعي للألم والمنشط الطبيعي. إنه الأندورفين الذي يتم إفرازه بشكل جيد حين يكون الجسم في حالة استرخاء وسعادة.
لزيادة إنتاج الأندورفين، يوصى بممارسة التمارين الرياضية الخفيفة إلى المتوسطة، لمدة 30 إلى 45 دقيقة كل مرة، مثل السباحة، والركوب على الدراجة الهوائية، والمشي والأيروبيك.
التعب المفاجئ
قد نشعر بالتعب المفاجئ بسبب نقص الأنسولين في جسمنا. فمهمة الأنسولين الأساسية هي إدخال السكر إلى الخلايا لمنحها الطاقة. إلا أن أخطاء غذائية متكررة يمكن أن تعرقل العملية وتسبب ارتفاعاً مفاجئاً لمستويات الأنسولين، يليه هبوط مفاجئ. في مثل هذه الحالات، نشعر بالتعب، والجوع، وأوجاع الرأس، والتعرق، والرجفة.
لمعالجة هذه المشكلة، يوصى بتناول الأطعمة في أوقات منتظمة، والتركيز على الفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة، والبقول. لا بد أيضاً من تفادي الأطعمة المكررة والسكريات، وتناول الوجبات الخفيفة (مثل الموز واللوز) بين الوجبات الرئيسية.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024