منة فضالي: رفضت أن أكون زوجة ثانية
نجحت النجمة الشابة منة فضالي أخيراً في أداء شخصية "كاملة"، التي جسّدتها ضمن أحداث مسلسل "قيد عائلي"، فتوحّدت مع الشخصية لدرجة جعلتها تتأثر بتفاصيلها، وفي حديث خاص مع "لها"، تكشف منة عن تفاصيل هذا الدور، وأسباب شعورها بالحزن والإحباط خلال الفترة الماضية، وفيلمها الجديد "ماكو" مع النجم التركي مراد يلدريم، كما توضح سبب رغبتها في الزواج والإنجاب وتكوين عائلة صغيرة، كما تبوح بالكثير من أسرارها الخاصة.
- نجحتِ في أداء دور "كاملة" في مسلسل "قيد عائلي"، فكيف كانت البداية مع هذا العمل؟
في البداية حدّثني المُنتج ريمون مقار عن شخصية "كاملة" في المسلسل، وأن كل الأدوار الموجودة فيه مساحتها صغيرة، وطلب منّي أن أقرأ الدور أولاً ثم نتحدث... وبعد قراءتي للدور شعرت أن الجمهور سيكرهني بسببه، وأوضحت له هذا الأمر، لكنه أقنعني بوجهة نظره هو والمخرج تامر حمزة، فقبلت بتقديم الدور، خصوصاً بعدما رأيت أن شخصية "كاملة" مُختلفة، وستفجّر طاقات تمثيلية كامنة في داخلي، وهو ما حدث فعلاً، وأؤكد أن الدور قريب مني.
- هذه الشخصية امتلأت بالمشاعر الصعبة والمواقف القاسية، كيف استطعت التعامل مع الدور؟
هذا الدور أثّر فيّ كثيراً، وبذلت في تقديمه مجهوداً كبيراً، ذلك أن معظم مشاهدي في المسلسل كانت حزينة وفيها الكثير من البكاء والدموع، لذا حرصت من البداية على تقديم شخصية "كاملة" بصدقية تامّة، فظهرتُ في المسلسل بدون ماكياج، والتزمت بتفاصيل الشخصية لكي تبدو الصورة حقيقية وتُقنع المشاهد، لكن "كاملة" ليست مجرد امرأة متزوجة ولها أبناء وتعيش حياة تقليدية، أو زوجة تهمل مظهرها أو منزلها أو أبناءها، بل كانت تهتم بنفسها وبأناقتها، لئلا تترك مُبرراً أو سبباً مُقنعاً لخيانة زوجها لها، ولذلك كان وقع خيانة زوجها لها قاسياً عليها.
- يرى البعض أن العمل تضمّن رسالة أراد القيّمون عليه إيصالها من خلال شخصية "كاملة"، فهل هذا صحيح؟
بالفعل تضمن المسلسل أكثر من رسالة، فـ "كاملة" كانت امرأة تحترم زوجها، وعرضت عليه مراراً أن تسافر معه الى الخارج، بسبب عدم قدرتها على تحمّل المسؤوليات أو مواجهة الظروف بمفردها، لكنه كان يرفض دائماً... وأرى أن الضغوط التي ترزح تحتها المرأة بسبب تحمّل المسؤولية بمفردها، من أهم المشكلات في مجتمعاتنا العربية. كما كشف المسلسل عن أمر آخر في غاية الأهمية، وهو "زواج المصلحة"، فزوج "كاملة" قصّر في حقها وتزوج بامرأة أخرى من أجل الحصول على المال، وفي النهاية ضيّع كل شيء... والأسوأ من ذلك هو رد فعل "كاملة" وتصرفها المشين بخيانتها هي أيضاً لزوجها، فأي سيدة تتعرض لمثل ظروفها لا يمكن أن تقع في الخطيئة، إنما يجب أن تطلب الطلاق، حتى تجعله يندم على فعلته.
- هل هذه القصة واقعية أم صادفتك بالفعل؟
صادفت الكثير من قصص وحكايات زواج "البيزنس" أو المصلحة، وأعرف عدداً من أصدقائي ممن وافقوا على أي زيجة بغرض المصلحة وجمع المال، وكنت أتعجّب لسلوكهم هذا، وأنا شخصياً تعرّضت لمثل هذا الموقف، فقد تقدّم أحد الأشخاص للزواج بي وكنت لا أزال حينها في سنّ صغيرة، وكان يعيش في سويسرا، فقدّم لي الكثير من عروض الإغراء ليقنعني بالزواج منه، لكنني رفضت بشدّة، وبنيتُ مستقبلي بنفسي خطوة خطوة، وبدون استعجال، فما يأتي بسرعة يذهب أيضاً بسرعة، لذا يجب على كل من يُقدم على خطوة الزواج أن يتأكد من شريك حياته، حتى لا يقع الانفصال سريعاً.
- لكنك في الواقع تزوجت وانفصلت عن زوجك وأنتِ في سنّ صغيرة...
هذا صحيح، فقد تزوّجت حين كان عمري 21 عاماً، وأرى أنه عُمر صغير للزواج، ولم يكن لديَّ الخبرة الكافية لتحمّل المسؤولية، فدبّت بيننا المشاكل التي أدّت الى الطلاق، وانفصلنا بهدوء واحترام، ولم أتطرّق الى هذا الأمر منذ سنوات طويلة.
- ما أكثر المشاهد صعوبةً في العمل؟
هناك مشهد أثّر فيّ كثيراً، وهو مشهد بكائي مع محمد نجاتي، بعد الخطيئة التي وقعت فيها، وكانت بعض الكلمات بيننا تلقائية وتخرج من القلب ولم تُكتب في سيناريو العمل، ومن شدّة تأثري بعد انتهاء التصوير، بكى بعض الموجودين في موقع التصوير، وأعتقد أنني لا يمكن أن أنسى هذا المشهد أبداً.
- حققت نجاحاً باهراً في أدائك لهذا الدور، فمن هنّأك عليه؟
هنّأني على هذا النجاح كل زملائي في العمل، ولعل أبرزهم إيهاب فهمي ومحمد نجاتي، كما أشاد الممثل والمُنتج محمد محمود عبدالعزيز بالتطور الذي حققته في هذا العمل، وسعدتُ بكلماته، كما هنّأني عدد كبير من أصدقائي من خارج الوسط الفني، وأشكرهم جميعاً على تشجيعهم لي.
- تعودين الى السينما بفيلم "ماكو"، حدثينا عن هذه التجربة الجديدة؟
"ماكو" هو عمل سينمائي جديد من كل النواحي، ومختلف في طريقة تصويره وفكرته، فمعظم أحداثه سيتم تصويرها تحت المياه، وسأرتدي في كل مشاهدي قناعاً، وهذا سيشكل ضغطاً كبيراً عليّ، وسأعاني إرهاقاً شديداً، لكنني أحب خوض مثل هذه التحديات.
- خضعتِ لتمارين رياضية شاقة، فهل هي من متطلبات الدور؟
أجسد في العمل شخصية فتاة حادّة الطباع مثل الرجال، لا ترتدي ملابس أنثوية وتظهر طوال الوقت بالبنطال والملابس الرياضية، وبالتالي تمارس رياضة معينة، ولذلك اضطررت للخضوع لتدريبات قبل التصوير، لأتمكن من تقديم هذه الشخصية بصدقية.
- وماذا عن مشاركة النجم التركي مراد يلدريم في هذا العمل؟
مراد من أهم النجوم في تركيا، وهو سيشارك فعلاً بالعمل، وستكون مشاهدنا بالإنكليزية، كما علمت أن والدته سورية الأصل، وهو لذلك يجيد التحدّث ببعض الكلمات العربية، وبالتالي فلن نجد صعوبة في التعامل معه.
- هل تشعرين بأنك تتعرضين للظلم وعدم الحصول على فرص كبيرة في التمثيل؟
بالتأكيد أشعر بذلك، فكثيراً ما أجد أن هناك من يأخذ فرصاً أكبر من حجمه أو موهبته، وفي المقابل أحزن كثيراً حين أرى فنانة زميلة تملك موهبة كبيرة، وتضطر للتنازل والعمل مع من هم دونها موهبةً ويتصدّرون الأعمال، لمجرد العمل وعدم الجلوس في المنزل، وأنا شخصياً، لا مشكلة لديَّ في العمل مع نجمات موهوبات مثل منى زكي ومنة شلبي وغيرهما، لكن لا يمكن أن أتنازل وأشارك في عمل بطلته أو بطله دون المستوى.
- لكن ألم تشعري بأنك قصّرتِ تجاه نفسك وموهبتك؟
بالطبع قصّرت في حق نفسي، وضيّعت سنوات من عمري على أمور كنت أظنّها تستحق التضحية، كالحب والزواج، فخاب ظنّي، لكنني إنسانة متصالحة مع نفسها، وتعرف مكمن الخطأ وتتداركه، ولذلك لم أيأس أبداً، بل عدت للتركيز في عملي، لكن يبدو أن هناك عدم اهتمام أو تقدير لما أقوم به.
- لماذا؟
لا أعلم، لكن ربما يعود السبب الى أنني لا أملك علاقات قوية في الوسط الفني، تخوّلني التحدّث مع أي شخص عن رغبتي في العمل، فأنا أنتمي الى المدرسة القديمة، أي إذا كان هناك دور جيد يناسبي، يتحدث معي المخرج ويقنعني بتقديمه، وهو ما كان يحدث قديماً مع المخرجين: أحمد صقر، وإنعام محمد علي، ومجدي أبو عميرة، وإسماعيل عبدالحافظ، وغيرهم من كبار المخرجين، لكن حالياً تغلب الشللية على بعض الأعمال، وأنا بعيدة كل البعد عن الشللية والمحسوبيات، ولذلك لا يمكنني لوم أو معاتبة أي شخص، فهذه هي مشكلتي، لكنني سأعطي نفسي الفرصة ثم أنسحب.
- وهل تفكرين في الاعتزال إذا استمر الأمر على هذا النحو؟
إذا لم أجد التقدير المناسب فسأبتعد وأترك العمل لأهل الاختصاص، فما يحزنني هو عشقي لمهنة التمثيل التي أعمل فيها منذ سنوات طويلة، فأنا لا أمارس عملاً آخر ولا أملك مشروعاً يدر عليّ المال، وكما قلت سأعطي نفسي الفرصة، وعلى ضوئها أقرر ما يجب عليَّ فعله.
- هل أنت نادمة؟
لا، لأن الندم لن يفيدني في شيء، ولن يعيد إليّ ما خسرته، لكنني في الوقت نفسه أتعلّم من أخطائي وأحرص على عدم الوقوع فيها ثانيةً.
- بعد تجارب زواجك الفاشلة، ألم تشعري بالندم؟
كانت اختياراتي خاطئة، وكنت أثق كثيراً بالرجل الذي أحبه، أما اليوم فقد نضجتُ ولم أعد أثق بأي شخص بسهولة، فمن أثق فيهم هم والدتي، وكلابي الأربعة، إذ ألمس منها الوفاء أكثر من أي شخص آخر.
- مرّت سنوات طويلة على زيجاتك وما زلت تحرصين على عدم الكشف عنها، فما السبب؟
زواجي الأول اعترضتْ عليه والدتي بقوة، وكانت لنا أسبابنا وظروفنا الخاصة لعدم الإعلان عنه، لكن عموماً أخرج من أي علاقة حب أو زواج بشكل محترم، فلا أُخطئ في حق أي رجل كان في يوم من الأيام زوجي.
- لكن السوشيال ميديا تفضح الخلافات بين الأزواج وتتناولها بأدق تفاصيلها، فما رأيك في ذلك؟
لا أحترم أي شخص يتحدّث بالسوء عن شريك حياته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً بعد الانفصال، فيجب احترام "العِشرة" بينهما، وعدم الكشف عن تفاصيل حياتهما الخاصة.
- هل تعيشين حالياً قصة حب؟
ارتبطت أخيراً بأحد الأشخاص، لكن لم يتم الزواج بسبب ظروف خاصة به، فهو رجل متزوج وله أبناء، ولن أبني سعادتي على تعاسة أسرة بكاملها، فأنا أقبل الزواج برجل مطلَّق، لكن أرفض أن أكون زوجة ثانية.
- هل تتفقين مع بعض الآراء التي تنفي أهمية الرجل؟
لا، فمن تقول إن لا أهمية لوجود الرجل في حياتها هي مخطئة بكل تأكيد، فالمرأة تحتاج الى رجل تستند إليه، ويهتم بها، ويشاركها في تحمّل المسؤولية، فالزوج هو الأمان للمرأة.
- هل أنتِ صريحة أم جريئة؟
لا أعرف، لكن كثيراً ما تعرّضني صراحتي الزائدة للمشاكل، لكن الله يعلم ما في القلوب، وأنا لا أظلم أحداً، والظالم سيلقى عقابه مهما طال الزمن.
- ما هي طموحاتك المستقبلية؟
أطمح للزواج والإنجاب، وتكوين أسرة صغيرة مؤلّفة من صبي وبنت، فأنا أفتقد كثيراً للأجواء العائلية، بسبب انفصال والديّ عن بعضهما بعضاً، كما أنني لا أعرف شيئاً عن أعمامي وأخوالي، وعلاقتي بهم ليست قوية، ولذلك أشعر أنني أتقدّم بالعمر، وإذا لم أتزوج وأُنجب خلال السنوات القليلة المُقبلة، فسأعيش طوال عمري وحيدة مع والدتي، لذلك أتمنى تحقيق هذا الحلم.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024