الثورة... والبطن الملآن
«صباح يوم، استفقت من النوم، ووجدت وطني محتلاً... وداعاً أيّتها الجميلة!»، هذا مطلع الأغنية الإيطالية الثورية الشهيرة التي اعتمدتها المقاومة التي تشكّلت ضد النازية والفاشية. يودّع المقاوم حبيبته ويرحل الى الموت، ويوصيها بأن تدفنه، إن مات، فوق أعلى قمّة في ظلّ وردة جميلة، فيراها المارّة ويذكرون انها وردة المقاوم الذي استشهد حرّاً. مشهديّة رومانسية بلحن إيقاعيّ ثوري. سيل جارف من المشاعر والحماسة والغضب والحزن، مزيج من التجارب الشخصيّة والجماعية الفاشلة والقاهرة، والحنين الى الحلم الأوّل، تتشكّل كلّها مثل حالة شعبيّة جامحة يغيب فيها العقل، ويضمحلّ دوره. لا عقل في الثورة التي تنطلق «كجُلمودِ صخرٍ حطّه السيلُ من علِ»، لتجرف معها كلّ شيء... وما لم يدركه كثيرون من القيّمين على شؤون الناس في بلادنا العربيّة، ان السلام بمفهومه الجديد ليس اتفاقيات ولا معاهدات ولا تحالفات. إنه ببساطة البطن الملآن، بمعنى آخر الاقتصاد المزدهر الذي ينعكس على الأفراد والعائلات شعوراً بالأمان وتسليماً لمستقبل لا يعتريه خوف...
نسائم
حيث يكونُ الحبّ
وتعانق الشمس الحنين،
حيث تعشّشُ ذكريات الطفولة
وتفوح رائحةُ الخبز الشهيّ
من ثوب جدّتي
... هناك موطني.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024