ظافر العابدين: لم أشاهد "عروس إسطنبول" كي لا أتأثر بأداء الممثل التركي
أصبح ظافر العابدين معشوق الفتيات والنساء في العالم العربي إذ رأين فيه نجماً وسيماً وأنيقاً يمثل فارس الأحلام من خلال الأدوار التي يقدّمها. وفيما يتابعه الجمهور من خلال دور "فارس" في مسلسل "عروس بيروت"، ينشغل ظافر حاليّاً في تصوير فيلم سينمائي يتكتّم عن تفاصيله، فضلاً عن تحضيره لتصوير مسلسل أميركي، هو المعروف بمشاركته في أعمال عالمية.
ظافر متزوج وله ابنة تعيش مع والدتها في لندن. في حديثه مع "لها" يكشف ظافر العابدين مشاريعه المستقبلية والحالية.
- بداية هل شاركت في الانتخابات التي أجريت اخيراً في بلدك الأم تونس؟
لم أستطع السفر لأنني كنت مشغولاً بتصوير فيلمي الجديد في رومانيا.
- حدّثنا إذاّ عن تفاصيل الفيلم الذي تصوّره في رومانيا، وأعمالك الحالية والتي ستبصر النور قريباً
الفيلم يجمعني مع النجمة نيللي كريم، وهو فيلم عربي لكنّه مختلف، ولا أستطيع أن أتحدث عنه في الوقت الراهن بانتظار ان تعلن عنه شركة الإنتاج. وكما تعلمين، بدأت أيضاً بتصوير فيلم "العنكبوت" مع النجم أحمد السقا ومنى زكي، وهو من إخراج أحمد نادر جلال وإنتاج وليد صبري. كما أتحضر لتصوير مسلسل أميركي لا أستطيع الدخول في كواليسه حاليّاً.
- هل كنت تتوقّع النجاح الذي يحققه مسلسل "عروس بيروت"؟
عندما قرأت سيناريو "عروس بيروت" شعرتُ بأني أمام عمل مختلف، عمل فيه كل عناصر النجاح، لذلك لم أفاجأ بنجاح العمل إنما سرّني رد فعل الجمهور، حيث لاقى المسلسل إقبالاً كبيراً في مختلف الدول العربية، وهذا ما يظهر جلياً على مواقع التواصل الاجتماعي، وأنا أحمد الله على هذا النجاح الذي جاء نتيجة مجهود كبير بذله جميع القائمين على العمل. لعلّك تعلمين أن أهم ما يصبو إليه الفنان هو الإقبال الجماهيري الذي تلاقيه أعماله، وهذا ما نحصده في "عروس بيروت".
- ما الذي جذبك للمشروع في البداية، علماً أنه مأخوذ من المسلسل التركي "عروس إسطنبول"؟
قبل أن أجيب عن السؤال، لا بدّ من الإيضاح أن شركة O3 التي تملك حقوق مسلسل "عروس إسطنبول" هي التي قررت إنتاجه بالنسخة العربية، وهذا من حقها. أما شخصياً، فأول ما جذبني إلى هذا العمل هو السيناريو، فما إن قرأته حتى أحسستُ بأنني أمام عمل مختلف بما يحمل من أجواء عائلية وعلاقات اجتماعية تتمثل في علاقة الأشقاء فيما بينهم من جهة وبأمهم من جهة أخرى، وكذلك علاقتهم بالمجتمع المحيط بهم. كذلك لفتني الخط التصاعدي بالعمل وكثرة الأحداث واختلافها بالنسبة إلى كل عنصر من عناصر العائلة، وشدّني أيضاً دور "فارس" الذي يتميّز بعمق شخصيّته وعلاقاته بأشقائه وأمّه وزوجته، وكذلك علاقاته المهنية.
- هل قلقت من التحدي الذي خضتَه لكونك ممثلاً تونسياً يمثّل باللهجة اللبنانية؟
هذه ليست المرة الأولى التي أشارك فيها بأعمال لبنانية، فقد شاركتُ في أكثر من عمل لبنانيّ، منها مثلاً "كاراميل" مع الفنانة ماغي بو غصن، لكنّني كنت أؤدي شخصيةً مصرية، فيما هذه هي المرة الأولى التي اؤدي فيها دور شخصية لبنانية، فكنت أول ممثل عربي يؤدي دوراً لبنانياً صرفاً، وقد حمّسني بل أسعدني هذا التحدي إذ كان من الأسهل لي أن أقوم ببطولة أحد المسلسلات الرمضانية مثلاً، وأن أختار الجانب الآمن وأظل في منطقتي الخاصة بي، لكنّني فضّلت أن أخوض التجربة وأتحدّى قدراتي وأطوّر نفسي.
- كيف كانت التدريبات، وكم استغرقتْ، وهل استعنت بأهل الاختصاص؟
لكي أتقن اللجهة اللبنانية تطلّب الأمر مني الإقامة في لبنان لوقت طويل قبل بداية التصوير، عملتُ أوّلاً مع المدربة تانيا غرة، ثمّ استمر التدريب والتأهيل أيضاً أثناء التصوير مع المدربة ريهاف عون، وأثمرت الجهود نجاحاً مدوّياً في دور "فارس الضاهر".
- بالإضافة الى اللهجة، ما الصعوبات التي واجهتك في المسلسل؟
بالإضافة إلى تحدّي اللهجة، تطلّب مني هذا الدور التركيز العالي في كل مشهد خصوصاً أنه مسلسل طويل استغرق تصويره 9 أشهر، كما أن الدور بطبيعته، متشعّب بعلاقاته المتعددة مع الأشخاص المحيطين بالشخصية من أم وزوجة أشقاء وزملاء العمل.
- ما رأيك بتعريب الأعمال الأجنبية، وهل هو دليل فقرٍ في الإبداع؟
قبل الحديث عن تعريب الأعمال الأجنبية وتعريبها، لا بدّ من الإشارة ثانيةً إلى أنّ النسخة الأصلية من مسلسل "عروس بيروت" هي ملك لشركة MBC وO3 بالأساس وقد تمّ تنفيذها في تركيا ولاقت نجاحاً كبيراً، والآن يجري تقديمها في العالم العربي باللهجة اللبنانية وبممثلين عرب، وهذا الأمر لا يخصّني ولا أسأل عنه. أما بالنسبة لمقولة أن تعريب عمل أجنبي هو دليل على فقر في الإبداع، فهي مقولة خاطئة لأن العالم العربي ثري بالأعمال الابداعية الجيدة وبالمؤلّفين الخلّاقين. من ناحية ثانية، ألفت نظرك إلى أن هناك اتّجاها فنّياً عالمياً حديثاً يغزو عالم الإنتاج يعرّف بـ"الأقلمة" أو الـ Adaptation أي إعادة تقديم العمل بشكل يناسب تماماً البيئة الجديدة التي يُعرض فيها سواء من حيث اللغة أو العادات والتقاليد أو الأجواء الاجتماعية عموماً، فلمَ لا يحدث هذا أيضاً في الوطن العربي طالما أن القصة تلائمه؟ وعلى سبيل المثال، أذكر الفيلم الأميركي Open Your Eyes الذي طُبّقت عليه "الأقلمة" في إسبانيا وتحوّل إلى فيلم إسباني بعنوانVanilla Sky ولاقى هو الآخر نجاحاً كبيراً.
-هل شاهدتَ النسخة التركية من المسلسل؟
لا، لم أشاهد النسخة التركية فأنا أحبّذ العمل على أي مشروع من خلال السيناريو المعروض عليّ لا من خلال أي نسخ أخرى منه، كما أعمل من خلال وجهة نظر المخرج ووجهة نظري الشخصية وخيالي وتصوّراتي الخاصة، حتى أكون بعيداً عن تأثير أي عمل آخر، فلكلّ عمل مميزاته ولكل ممثل ترجمته للعمل الذي يشارك فيه وللشخصية التي يؤدّيها، لذا أحب أن تكون لي ترجمتي الشخصية لأي دور أقوم به، وأفضّل أن أبقى بعيداً عن تأثير أي نسخة أخرى من العمل الذي أقوم به، وهذا ما طبّقتُه على "عروس بيروت" فلم أشاهد نسخته التركية "عروس إسطنبول".
- هل تعرف أنّ لقبك أصبح "جنتلمان الشاشة"، وهل أنت سعيدٌ به؟
نعم، وهذا شيء يشرفني. أي رجل مثلي يسعده أن يقدّره الناس ويروا فيه صفات "الجنتلمان". لكنّ ما يسعدني أكثر هو أن تنال أعمالي إعجابهم وتقديرهم، ويهمّني أيضاً أن يستمتعوا بأدائي في أدواري المختلفة. أحاول أن أصب تركيزي على العمل وعلى بذل المجهود الأكبر لإتقانه، بدلاً من التغنّي بالألقاب والأسماء، فهذه للجمهور الذي بيده أن يختار منها ما يشاء.
- أين تعيش زوجتك وابنتك؟
زوجتي وابنتي تقيمان في لندن، وانا أذهب إليهما في إجازاتي.
- هل يزعجك بُعدك عن عائلتك؟
هذه هي ضريبة العمل. نعم عملي يسرقني من عائلتي، لكنني أحاول أن أبقى مع زوجتي وابنتي ما أستطيع. يكفي أنني لم أكن مع والدي حين توفّاه الله.
- هل علاقة الصداقة بين الفنانين تؤثر إيجاباً في العمل الفني؟
الصداقة تضفي هالةً من التفاهم بين أبطال العمل الواحد وهذا يسهّل العمل ويحسّنه. لكن ليس شرطاً أن أجتمع في كل عمل فني مع فنانين تربطني بهم علاقة صداقة على المستوى الشخصي، بل احياناً يكون العمل هو السبب في نشؤ الصداقات، وهناك كثر من الفنانين والفنانات الذين نشأت بيني وبينهم صداقات وطيدة بعدما تعاونّا معاً ولم أكن أعرفهم قبل ذلك.
- هل هناك معايير معيّنة تختار أعمالك على اساسها؟
القصة من أهم المعايير التي تحدد اختياراتي الفني، تأتي بعدها بقية العناصر المعروفة وهي المخرج وفريق العمل من الممثلين وغير ذلك من العناصر المهمة جداً للوصول الى النجاح، وإذا توافرت تلك المكونات الفنية يكون الاختيار سهلاً بالنسبة إلي.
- ما العمل الذي تتمنى تقديمه؟
أمنياتي كثيرة وطموحاتي في مجال التمثيل عديدة، أتمنى تحقيقها مع مرور الوقت، ومنها على سبيل المثال، أن أقدّم عملاً تاريخياً متكاملاً من النواحي الفنية كافة المؤهلة لتقديمه بالشكل المطلوب، وفي السنوات الأخيرة شحّت الأعمال التاريخية بشكل ملحوظ لأسباب عديدة، أهمها غياب التمويل الكافي لتلبية متطلّبات هذه الأعمال.
- هل ترى أن وسامتك كانت أحد أسباب نجاحك؟
الشكل وحده لا يصنع فنّاناً والممثل كما غيره من الموهوبين، يجب أن يطوّر نفسه دائماً، كما أن كل دور يتطلب شكلاً معيّناً كي يحقق المصداقية للمشاهد، لذلك أغيّر في مظهري مع كل عمل فني جديد بما يتناسب مع الشخصية التي أجسّدها. أمّا بالنسبة الى الوسامة فلا أعتمد عليها لانني لو ركزت على ذلك أحصر نفسي في نوعيّة أدوار معينة، ومن الأفضل تهيئة الشكل بحسب الأدوار، واستغلاله لمصلحة العمل الفني .
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024