'الفيسبوك' و'اليوتيوب' هل يسحبان البساط من الفضائيات الغنائية؟
لم يعد انتشار الفيديو كليب ونجاحه مقصوراً على الفضائيات، فاليوتيوب والفيسبوك دخلا المنافسة بشكل شرس، وانفردا بالعرض الأول لأعمال نجوم الغناء، وحققا لتلك الأعمال نسب مشاهدة خيالية... تؤكد ذلك تجارب عمرو دياب وتامر حسني وحماقي وغيرهم.
فهل سيسحب الفيسبوك واليوتيوب البساط من تحت أقدام الفضائيات الغنائية؟
حقق كليب «سي السيد» لتامر حسني وسنوب دوغ نسب مشاهدة عالية وتخطى الثلاثة ملايين مشاهدة في أقل من أسبوعين على قناته الخاصة على اليوتيوب، بعدما عرض تامر الكليب على صفحته الخاصة على الفيسبوك وقناته على اليوتيوب قبل أن يعرضه على الفضائيات. ويذكر أن جمهور تامر على قناته الخاصة على اليوتيوب تخطى مئة مليون مشاهد.
وكذلك طرح عمرو دياب كليب «الليلة» على صفحته الخاصة على اليوتيوب منذ أقل من شهر، وتخطت نسب المشاهدة الخمسة ملايين. وبعدها طرح الكليب على اليوتيوب، وأخيراً على الفضائيات.
ورغم إعجاب جمهور عمرو بفكرة الكليب، شن البعض هجوماً شديداً عليه بسبب ظهوره فيه وهو ينتعل «الشبشب».
وحصد كليب «أعمل عاقلة» لنانسي عجرم الذي أصدرته قبل أقل من أربعة أشهر، أكثر من ثلاثة ملايين مشاهدة على اليوتيوب، بينما حصد الكليب الذي غنته في برنامج «آراب أيدول» حوالي مليون مشاهدة أيضاً.
ومن المعروف أن نانسي طرحت الكليب على الفيسبوك وبعدها على اليوتيوب ثم الفضائيات.
وأيضاً عرض النجم صابر الرباعي كليبه الأخير «كش ملك» على الفيسبوك واليوتيوب، قبل نحو شهر تقريباً، وحقق نسب مشاهدة عالية، خصوصاً أنه عرض كواليس وصوراً من الكليب بشكل حصري لجمهوره على الفيسبوك، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في الترويج للكليب ونجاحه.
أيضاً طرحت سيرين عبدالنور منذ فترة كليبها الأخير «حبايبي»، على اليوتيوب وحقق نجاحاً كبيراً ولاقى نسب مشاهدة مرتفعة.
الفنانة التونسية لطيفة أيضاً أعلنت لجمهورها، عبر صفحتها على الفيسبوك، أنها ستطرح بعد أيام قليلة كليب «أحلى حاجة فيا» الذي صوّرته في لبنان، على اليوتيوب والفيسبوك، تمهيداً لطرح ألبومها الذي يحمل الاسم نفسه.
أيضاً طرحت الأردنية ديانا كرازون كليبي «أنا أحلى» و«شهرين» من خلال صفحتها على الفيسبوك، وحققا نسب مشاهدة عالية في وقت قياسي.
وأعجب الجمهور باللوك الذي ظهرت به ديانا. وكذلك لاقت أصداء قوية على تجربة غنائها باللهجة المغربية في أغنية «أنا أحلى».
حماقي أيضاً طرح قبل فترة آخر كليباته الغنائية بعنوان «من قلبي بغني»، من ألبومه الأخير الذي يحمل الاسم ذاته، على صفحته في الفيسبوك وقناته الخاصة على اليوتيوب، وحقق الكليب نحو مليونين ونصف مليون مشاهدة على اليوتيوب، وبعدها طرح الكليب على الفضائيات بشكل طبيعي.
لكن ماذا يقول المنتجون عن منافسة الفيسبوك واليوتيوب للفضائيات الغنائية، وإلى أي مدى يمكنهما سحب البساط منها؟
دعاية
يؤكد المنتج محسن جابر، صاحب شركة عالم الفن للإنتاج والتوزيع الغنائي وصاحب قنوات مزيكا الفضائية، أن طرح المطربين لكليباتهم على الفيسبوك واليوتيوب ليس أكثر من مجرد حيلة للحصول على نسب مشاهدة عالية، وجذب عدد كبير من المشاهدين، في محاولة منهم للقيام بدعاية إعلامية جديدة ومختلفة، ومن خلالها يحصلون على نسب مشاهدة كبيرة ويتم تداولها عبر وسائل الإعلام لجذب أكبر عدد من المشاهدين.
وهناك أكثر من مطرب يقول عن نفسه إن مشاهديه تخطوا الثلاثة ملايين، وهناك من يقول إن مشاهديه تخطوا العشرة ملايين، وهكذا.
ويضيف: «أرى أن نسبة المشاهدة، سواء على الفيسبوك أو على اليوتيوب، لن تسحب البساط من القنوات الفضائية الغنائية، ولن تؤثر على الفضائيات بأي شكل، لأن اليوتيوب والفيسبوك غير مرتبطين بزمن معين لعرض الفيديو كليب، لكن القنوات الفضائية الغنائية مرتبطة بعنصر الوقت في عرض الكليبات الغنائية، فالقناة هي من تحدد مواعيد عرض الكليبات وليس المطرب، كما أن عنصر الوقت يلعب دوراً كبيراً لصالح الفضائيات الغنائية، لأن الجمهور يمكنه مشاهدة كل الكليبات الغنائية حين تُعرض في أماكن مختلفة، سواء كان موجوداً في منزله أو في عمله أو في المقاهي، لكن اليوتيوب يحتاج إلى عناء الجلوس على كمبيوتر أو موبايل لمشاهدة الكليبات».
وبسؤاله عن قراراته للحد من هذه الظاهرة، خاصة للمطربين الموجودين معه في الشركة، يقول: «لم أضع أي شروط للحد من هذه الظاهرة، لأنها بالنسبة إلي غير مهمة ولا أفكر فيها، لأن كل الكليبات التي تُعرض على قنوات مزيكا تحقق نسب مشاهدة عالية للغاية، وبالتالي فلا قلق على الفضائيات الغنائية في مواجهة الفيسبوك واليوتيوب».
الحصري أولاً
أما أسامة رشدي، المدير التنفيذي لشركة أرابيكا ميوزيك، فيؤكد أن كل الكليبات الجديدة للمطربين والمطربات الموجودين في الشركة، سواء وائل جسار أو نانسي عجرم أو رضا، تكون حصرية للقناة أولاً وبعدها يتم التصرف فيها بناءً على رغباتهم بعرضها على صفحاتهم على الفيسبوك أو على قنواتهم على اليوتيوب.
وأضاف: «الساحة الغنائية دائماً ما تواجه حروباً شرسة كثيرة، وخاصة من القرصنة الإلكترونية التي كانت سبباً كبيراً لانهيار مبيعات الألبومات. لكن لا أعتقد أن الفيسبوك أو اليوتيوب سيؤثران يوماً ما على مستقبل القنوات الفضائية الغنائية، لأن تلك القنوات تمتلك مميزات كثيرة، وجمهور الفضائيات يفوق جمهور الإنترنت بكثير.
كما أن هناك سهولة في تلقي المواد المعروضة على التلفزيون ولا تكلف الجمهور أكثر من ضغطة زر، ولذلك نجد أن المعلنين يتجهون إلى الإعلان على القنوات الفضائية أكثر من الإنترنت بكثير، لتأكدهم من أن الفضائيات هي الوسيلة الأكثر انتشاراً في العالم».
تنافس محسوم
ويؤكد كريم رشيد، صاحب شركة كيوب للإنتاج الغنائي، أنه لا مجال للمنافسة بين الفضائيات الغنائية والفيسبوك واليوتيوب، لأن كل منتج ينتج كليبات غنائية من أجل عرضها على الفضائيات الغنائية، لا من أجل الفيسبوك واليوتيوب، لأن الجميع يعلمون أن نسب مشاهدة الفضائيات تفوق مشاهدة الإنترنت بالكثير.
وأضاف أنه يحرص دائماً على أن تكون الكليبات التي ينتجها لمطربي شركته، سواء مي كساب أو راندة حافظ أو محمد خيري، من أجل الفضائيات، مع أنه لا مانع لديه من طرح هذه الكليبات على صفحات المطربين على الفيسبوك أو على قنواتهم على اليوتيوب، مؤكداً أن ما يهمه في النهاية أن تحصل تلك الكليبات على نسب مشاهدة عالية وتحظى بالنجاح والوصول إلى الجماهير.
ورفض الرأي القائل إن الفيسبوك واليوتيوب بدآ سحب البساط من تحت أقدام الفضائيات، مؤكداً أن التنافس محسوم لمصلحة الفضائيات.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024