مصمّمة الأزياء وسيدة الأعمال مها الشامي: من الهواية إلى الاحتراف ففي عالم تصميم الأزياء
"لها" التقت مصمّمة الأزياء مها الشامي في الــ"بوتيك" الذي أسّسته بجهدٍ متواصل وصبرٍ لا ينفد لتنقل بعدستها بعض الأعمال التي تحمل بصماتها وتتميز بالحس المرهف والذوق الرفيع.
- كيف وصلت الهاوية مها إلى مصاف الاحتراف؟
حلمي الذي راودني منذ طفولتي دفعني إلى الاحتراف، وكل من سار على الدرب وصل، ويعود الفضل بعد ربّي الى والدتي رحمها الله، التي كانت تخيط الملابس بيدها، فكانت قدوتي ومعلّمتي ومشجّعتي في السير على درب الاحتراف، إلى أن حققت جزءاً مما كنت أصبو إليه بالوصول إلى المركز الرابع عالمياً والثالث سعودياً، والسير على السجادة الحمراء مع فتيات العرض.
- ما سر السير على السجادة الحمراء هذا؟
السير على السجادة الحمراء له وهج جميل وألَق مميز، سرتُ مرتديةً قفطاناً أحمر خصّصتُه لتلك المناسبة، ووضعت بصمة مميزة كالنجمة تسطع في سماء الفن والجمال.
- هذا الحلم الجميل، كم استنفد من الجهد ليصبح حقيقة؟
ما يقارب العشرين عاماً من العمل المتواصل والصبر الجميل. بدأت طفولتي بتصميم ملابس العرائس وخياطتها، فشجّعتني والدتي لأستمر بتلك الهواية، وأنمّي موهبتي، وحين كبرتُ دخلت المعهد المهني للخياطة والتصميم، وعملت بعقلية والدتي رحمها الله، لشغفي بفنها وخياطتها الجميلة، فحصلتُ على الدبلوم بدرجة الامتياز، وتابعت خطواتي بالعمل الجاد.
- هل تدرّبت على أيدي مصمّمات الأزياء؟
لم تدرّبني أي مصمّمة أزياء، بل عملتُ كثيراً معهن، وكنت أصمّم لهنّ ما يرغبن فيه، وأخيراً فتحتُ "البوتيك" الخاص بمصمّمة الأزياء "مها الشامي" رغبةً بالاستقلالية في العمل.
- حقّقت إنجازات كبيرة، وحصدت المركز الرابع عالمياً عام 2017 في القاهرة بفندق "فيرمونت هليوبوليس"، كيف تصفين شعورك كسيدة سعودية تحقق هذا النجاح خارج وطنها؟
كنت مرشّحة للفوز بالمركز الأول، لكن لجنة التحكيم كانت تضم مصمّمة مصرية خبْرتُها تماثل خبرتي، اعترضتْ على ترشيحي للمسابقة أمام المصمّمات الأخريات! وأظن أن الاعتراض كان في جانب منه شخصياً، ومع ذلك كان شعوري بالفخر لا يوصف كسيدة سعودية حققت الفوز خارج الوطن.
- من كان وراء تلك المشاركة في المسابقة؟
مصمّمة الأزياء السيدة أميمة عزوز رئيس لجنة تصميم الأزياء بالغرفة التجارية والصناعية في جدّة، أعلنت عن مسابقة لمصمّمات الأزياء السعوديات على "غروب الواتساب"، فتقدّمت للمشاركة وحقّقت أمنيتي التي كنت أحلم بها منذ أمد بعيد، فالشكر واجب لهذه السيدة الكريمة مشجعة الفن والإبداع في وطنها.
- لمن تهدين هذا النجاح؟
لوطني الغالي المملكة العربية السعودية، في اليوم الوطني السعودي 89، ولأمّي رحمها الله، التي علّمتني وشجّعتني لأعمل وأستمر في هذا المجال، ولأبنائي وأحفادي ليظل هذا النجاح علامة فارقة في حياتهم.
- شاركت في 2017 مع صالون فيروزي في معرض "أعراسنا"، ماذا حققت من تلك المشاركة؟
شاركتُ مع المصمّم ورجل الأعمال محمد الهواري، أستاذي الكبير الذي علّمني أصول التجارة وكيفية البيع والشراء بأسلوب مميز، والتمييز بين الفستان التجاري وذاك المصمَّم خصيصاً لعروض الأزياء، فأخذتُ كل ما يفيد عملي ويحقق نجاحي، كل الشكر له من منبر "لها".
- ماذا منحتْك تلك المشاركة على أرض الوطن؟
حقّقت لي أهدافاً معنوية رائعة ومميزة، وفتحت لي أبواب التواصل الاجتماعي، ومنحتني شعوراً متفرداً بحضوري المميز وكينونتي المعطاءة، ووضعتْني أمام مفترق لا بد عنده من الاستمرار في طريق الإبداع.
- ما الهدف الذي تسعين إليه في مجال تصميم الأزياء والحِرف اليدوية التي شاهدتْها "لها" في الــ"بوتيك"؟
إسماع صوت المرأة السعودية للعالم، وتوصيل رسالة بأنّ النساء السعوديات لسنَ فقط لتربية الأطفال وطهي الطعام، بل هنّ مشارِكات فاعلات في التنمية الوطنية، يمتلكن الأيادي الحِرفية، والأنامل الرشيقة التي تصنع الجمال بكل أشكاله، ويقدّمن العلم بكل مجالاته، فهن صانعات الأجيال للمستقبل الواعد.
- هل لديك طالبات؟
أدرّب بعض الفتيات على تصميم الأزياء وكيفية التعامل مع العميلات، وكيف يتفنّن بتقديم العرض لهن، كما وأقدّم خدمات تطوعية لبعض الجمعيات الخيرية لتدريب الفتيات على فن التصميم لتخريج فتيات، وإعدادهنّ لخدمة مجتمعهنّ ووطنهنّ.
- ما الغاية من زيارة الجمعيات الخيرية وذوات الاحتياجات الخاصة؟
لدعم فتيات الجمعيات وتأهيلهنّ لسوق العمل، وتقديم كل ما يلزم لذوات الاحتياجات الخاصة لدمجهنّ بالمجتمع، والتعرف إليهن عن قرب لأستطيع القيام ببرامج تفيد جميع تلك الفئات، سواء المصابات بمتلازمة "داون" أو بالصمم وغير ذلك الكثير.
- فن الأزياء في السعودية أحدَث ثورة في عالم الموضة، ما سرّ إقبال السيدات السعوديات على هذا المجال؟
المرأة السعودية تواكب كل صيحات الموضة، وذوّاقة في اختيار تصاميمها، وتُجيد انتقاء ملابسها وما يناسبها من ألوان، وتسعى دائماً للتميز في كل شيء، لذا كان مجال تصميم الأزياء هدفها الذي سعتْ إليه بقوة وحقّقت فيه نجاحات كبيرة على الصعيدين المحلي والدولي، وقدّمت لبنات وطنها أجمل التصاميم بأسلوب عصري ومميّز، حيث مزجت الأصالة بالمعاصرة فأنتجت مجتمعاً سعودياً ذا قالَب حضاريّ.
- كيف تحقّق كل هذا؟
بفضل الله ثم القيادة الحكيمة التي أضاءت لنا الطريق برؤية 2030 ومهّدتْ أمامنا السبل لنحقق أحلامنا كنساء سعوديات نعمل بصدقية عالية لنثبت للعالم كفاءتنا بجودة عالية، مع الإرادة والإصرار على النجاح لتحقيق الحلم الذي نريده.
- ما هي محطّتك التالية بعد الــ"بوتيك"؟
قدمتُ عرض أزياءٍ للأطفال، وشهدتْ الساحة الثقافية في جدّة تلك الفعالية الجميلة، التي رسمت الفرحة على وجوههم لأنها جديدة على المجتمع السعودي ولم يقدمها أحد قبلي. وحالياً أعكف على تدريب الطفلة مودة عبدالكريم السلمي، ابنة العشر سنوات، على تصميم الأزياء. احتضنتُها وقدّمت لها النّصح والإرشاد حين رأيت في عينيها الدافع للتعلّم ودخول هذا المجال.
- وهل تستوعب سوق العمل تلك الطاقات والكفاءات السعودية في مجال تصميم الأزياء؟
السوق السعودية كبيرة وقادرة على استيعاب الطاقات البشرية المبدعة من الحِرفيات إلى المصمّمات، لأن أغلب النساء السعوديات اليوم أصبحن يعتمدن على أنفسهن، وبعضهن يُعِلْن أسرهن مثل المطلّقات والأرامل، ويحقّقن مبيعات عالية بوجود وسائل التواصل الاجتماعي. ولهذا، من مشاريعي القريبة إقامة دورة تدريبية في التصميم للمطلّقات والأرامل في لفتة عرفان لهن، ورسالة تنطق بلسانهنّ فحواها أنّ "الاعتماد على النفس مهم جداً في العصر الحاضر، ومن سار على الدرب وصل". وها أنا المرأة المطلّقة، اعتمدتُ على نفسي وحققتُ نجاحات كبيرة بإرادتي وعزيمتي.
- امرأة مطلّقة وحققتِ هذا النجاح، ماذا تقولين لتلك الفئة من النساء؟
انطلِقن في الحياة بقوة، كما انطلقتُ وأبدعتُ وحقّقت حلمي الجميل، ودعن الخوف جانباً في ظل القيادة الحكيمة التي فتحتْ أمامكنّ كل مجالات العمل، وهيّأت لكنَّ فرصة بل فرَصاً لتُثبتن من خلالها وجودكن.
- هل الزواج عموماً يقيّد المرأة، أم أن الرجل السعودي يضع عليها القيود؟
ليس كل الرجال نسخة واحدة، فهناك من يقف مع زوجته ليدفعها الى النجاح، وهناك من "يخنقها" ليحدّ من نجاحها، وربما لا يريد خروجها الى الحياة بكل مفاصلها، والاحتكاك مع العالم الخارجي لقناعته بالخوف عليها. أما الزواج فليس قيداً حين يكون مبنياً على التوافق العلمي والفكري والاجتماعي.
- هل العالم الخارجي مصدر خوفٍ للمرأة العاملة؟
حين لا تمتلك المرأة شخصية قوية، ولا تدرك مداخل الحياة ومعارجها، وينعدم لديها الحس الفكري والأنثوي، تضيع في مجاهل العالم الخارجي ويُخشى عليها منه.
- أنت مدرّبة معتمدة في مجال التصميم، هل تؤسّسين لدار أزياء لتعليم التصميم؟
منذ عشر سنين تقدّمت بطلب لتأسيس دار لتعليم التصميم، لكن الجهة المختصّة حينها رفضت الطلب. لم تكن الأمور سهلة كما هي اليوم، ونأمل أن يتحقق ذلك في المستقبل القريب.
- كيف تختارين المادة الخام، وأي الأسواق تعتمدين عليها لإنجاز تصاميمك؟
من القليل نفعل الكثير، أحاول أن أجمع بين الفخامة والجمال والذوق الرفيع، وأعتمد على السوق السعودية لشراء كل مستلزماتي لأنها تفيض بكل ما هو جميل من الأقمشة إلى الأكسسوارات والقطع الماسية الجميلة، علماً أن تصاميمي للأفراح والسهرات، وفي المواسم هي جلاليب وعباءات.
- يتداخل الشيفون مع الدانتيل، وأحياناً يدخل الساتان كما نرى، هل هو ذوقك، أم تتدخل الزبونة في اختيار الأقمشة؟
دائماً ألجأ الى المزج بين تلك الخامات لقناعتي بجمالها، لأنها تمنح القطعة فناً وذوقاً جميلاً وألَقاً، وأنزل عند رغبة العميلة بذوقي الخاص لمقدرتي على إقناعها حين أغوص في لجّة الأقمشة وأدرس تداخلها مع بعضها البعض.
- ما هو لونك المفضّل؟
الأسود لاعتباره ملك الألوان، يعطي للجسم جماله ورَونقه.
- إذا احتجت لمساعدة ما، فهل تطلبينها من الصديقات؟
بعد إنهاء التصميم والخياطة، آخذ المشورة من صديقاتي المقرّبات، وأتقبّل النقد إلى حد ما إذا كان موضوعياً، وإذا دخل من باب الاستشارة وظل في ثناياها، لأنّ برج العذراء لا يحب النقد كثيراً. وبناتي هنّ جزء من حياتي فأستشيرهنّ في بعض الأحيان.
- ما هو حلمك؟
سؤال جميل من "لها"... الوصول إلى العالمية.
- ماذا تقولين للمرأة السعودية؟
"صنعة في اليد أمانٌ من الفقر"، اعتمدي على نفسك وكوني قوية، ولا تتركي لليأس مكاناً في حياتك، ولا تنتظري المساعدة من أحد، وبابي مفتوح لكل سيدة تحب أن تتعلم وتُقدم على الحياة.
شاركالأكثر قراءة
إطلالات النجوم
فُتحة فستان ليلى علوي تثير الجدل... والفساتين...
إطلالات النجوم
مَن الأجمل في معرض "مصمّم الأحلام" من Dior:...
أخبار النجوم
يسرا توضح حقيقة خلافاتها مع حسين فهمي
أكسسوارات
تألّقي بحقيبة الملكة رانيا من Chloé... هذا سعرها
إطلالات النجوم
الـ"أوف شولدر" يغلب على فساتين نجمات الـ"غولدن...
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024