الدكتورة الروائية بسمة عدنان السيوفي: تطوير الاستثمار بالتدريب في ضوء معايير التميز المؤسسي
- "لها" تبارك توقيع رواية "لَمَمْ" وكتاب "يوميات مع حموات" بالأمس حين كان الفرح يتراقص من عينيك د.بسمة وأنت توقّعين كتابيك لمن حضروا حفل التوقيع، وجدتِ أن الإصدارين يتحركان ضمن واقع يومي معيش، ما الذي ترمين إليه؟
الكتابة ما هي إلا عصارة الحياة، تعكس تجاربنا، والمواقف التي مررنا بها، تعبّر عن صوت الكثير ممّن حولنا. ما بين النقد والراوية حديث طويل، لأن الرواية من أصعب أساليب الكتابة، ولم أجرؤ على القفز إلى حضنها منذ بدايتي، فتدرّجت في الكتابة بعد مشوار طويل من الدراسة والعمل إلى أن نضجتْ أدواتي الكتابية.
- هل التعامل مع أمّ الزوج له خصوصية معيّنة حتى لجأتِ الى أسلوب الأدب الساخر في كتاب "يوميات مع حموات"؟
العلاقة بين الكنّة والحماة علاقة حساسة جداً، ومعاملة أمّ الزوج من الأساسيات التي تجعل الحياة تمرّ بسلاسة وتفضي الى الرضا أو العكس تماماً، إذ واجهتُ شخصياً بعض الصعوبات لحداثة سنّي عند الزواج مع حماة كانت متفهّمة كوني قليلة الخبرة، ومن وحي مواقف كثيرة رفعتُ الصوت عالياً في مجتمع ذكوري، كنت أطوّع القلم لأسطّر ما يصلني أحياناً، وأحياناً أخرى كنت أتردّد نظراً لوجودي في مجتمع تسوده السلطة الذكورية، وفي عالمنا العربي ككل، وخوفاً من إسقاطٍ مشوّه على ما يحصل مع المرأة السعودية، يجدر بي أن أكون مرآة عاكسةً لما يحدث في مجتمعي، كون الأدب الساخر أسلوباً يليق للتعبير عن فكرة هذه العلاقة التي تقفز دوماً على صفيحٍ ساخن.
- ما الهدف من كتابة الأدب الساخر، وما الذي تطمحين إليه؟
تحقيق الفائدة المرجوّة، باستيعابٍ أجمل، وبرحابة صدر أوسع. وكلّي طموح بأن يتحوّل هذا الكتاب قريباً إلى مسلسل تلفزيوني مع تطور السينما والإنتاج، وفتْح أبواب المشاركة بدخول المرأة السعودية عالم التمثيل، مما يتيح لها التعبير بصدقية عالية عن واقع المجتمع السعودي.
- اللّمم في اللغة العربية هي صغائر الذنوب، لماذا اخترت هذا الاسم لروايتك الجديدة؟
يأتيني إلهام العنوان قبل أن تأتيني ملامح المضمون، ورواية "لَمم" رحلة التوبة من الخجل، تستند أغلب وقائعها إلى تجارب حقيقية حصلتْ مع مجموعة من الصديقات الجميلات خلال السفر إلى مدينة مراكش في المغرب، لقيامنا برحلات سنوية متكررة للاستفادة والتجديد، وللخروج من نمطية الحياة السنوية. وكنتُ أتندّر وأمزح مع صديقاتي بأن هناك رواية تدور في أفلاك أحلامي لأسطّرها، و"كل واحدة منكن ستحمل اسماً ما في الرواية"، وانتهت بعد مخاضٍ استمر لأربع سنوات متتالية مع نهاية حصولي على الدكتوراه.
- تلك الرحلات، بماذا تعود على المرأة عموماً؟
تعزّز تلك الرحلات نضج المرأة وتقديرها لمشوار حياتها أينما حلّت وحيثما رحلتْ مع الحفاظ على هويّتها وكينونتها، والسفر مع صحبةٍ آمنة يعزز التواصل الإنساني بين الشعوب والمجتمعات. أما المنحى الروائي فحتَّم عليّ دمج الخيال مع الواقع لإنتاج نصٍّ أدبي لا يملّ منه القارئ، ويُخرجه إلى عوالم أخرى متنوعة، ليجد في شخصيات رواية "لَمَم" المرأة القوية والصلبة والمنطلقة والمتحفّظة والقلقة.
- ستواجه "لمم" انتقاداً لاذعاً لرحلة ثماني نساء سعوديات سافَرن بلا محرم، لا سيما أنك سمّيتها "رحلة التوبة من الخجل"، ألم تخشَي من هجوم مجتمعي في مكانٍ ما؟
هذا ما رميت إليه، كسر القوالب الجامدة ومحو ذلك التنميط بأن من تسافر بمفردها هي مشروع فساد متحرّك، وكل ما أردتُه هو اكتشاف القارئ لمغزى الرواية، حيث بدأتُ مشروع كتابة الرواية قبل صدور القرارات الحكيمة المسانِدة للمرأة السعودية، فَلِمَ الخوف ولِمَ القلق ما دامت القيادة تعي أهمية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية والمجتمعية، وجاءت القرارات الداعمَ الأكبر لكل امرأة سعودية، كانت تعاني من "كرت" يلوّح في وجهها، وهي مواطن مكافئ للرجل في الحقوق والواجبات وليست مواطناً من الدرجة الثانية.
- آخر قرار كان إسقاط الولاية عن المرأة... كيف قرأتِ الخبر؟
جاء قراراً صائباً من القيادة الحكيمة سمح للمرأة بالسفر من دون موافقة ولي الأمر، وأنصف القرارُ الكثير من النساء السعوديات اللواتي عانين الأمرّين من عضل الأب أو الزوج، ومن كان يضيّق على ابنته الطبيبة أو المهندسة في استكمال الدراسة أو استخراج الوثائق الرسمية، تلك رؤية 2030، عزّزت كينونة المرأة السعودية، لأنها نصف المجتمع إن لم تكن كلَّه، هي مَن يلد نصف المجتمع ويربّي النصف الآخر.
- في رواية "لَمم" (ص25) "صاروخ أرض جوّ" حيث تتّشح حروفك المفردات الحربية، إلى هذا الحد متأثرة بشاشات التلفزة؟
لديّ اهتمام كبير بالشأن السياسي وما يحصل في عالمنا العربي من أحداثٍ مؤلمة تؤثّر فينا وحروبٍ كبيرة تجعل النساء والأطفال الضحايا الأكبر. وبالتالي تتساقط وتتراكم على جسد ذاكرتي مفرداتٌ لا أنكرها، لتقرع الرواية أجراساً على مسامع القرّاء بمختلف جنسيّاتهم وأعراقهم. وما الكاتب إلاّ مرآة ذكيّة تعكس للعالَم جزءاً من واقع الحياة.
- قليلٌ مَن يكتب الرواية الأدبية بتلك اللغة التصويرية الجميلة، من أنّى لك هذا؟
النص الأدبي ما هو إلا تراكمات كثيرة لعينٍ تراقب وتترقّب، تجعلني ألاحظ بدقة، وأخزّن بصمت لأدوّن على ورقي الأبيض بعيداً من المواجهة، ليس خوفاً من التعبير عن الرأي، بمقدار ما هو توغلٌ عبر الملامح لما حصل أمامي أو قيل لي. محاولة التعبير بصدق عمّا سمعتُه من خلال جلساتٍ تدور فيها أحاديث متنوّعة، واستقراء ما دار خلف الملامح، لأطرق على الأوتار العاطفية والإنسانية والمشاعر التي تلفتُني. لألتقط بحسّي أدقّ التفاصيل، وأعمل على تطوير أدواتي، حين أتصيّد الأفكار كالفراشات وأخبّئها في وعاء زجاجيٍّ شفّاف، وعندما تكثر، تهمس لي لتخبرني كيف تطير وأين تطير، لأطلقها بحريّة من دون خذلان.
- في صفحة (22) من كتاب "يوميات مع حموات" مقالب وصراعات، استوقفتْني عبارة وجدتُها جميلةً ولاذعة "ويتبعثر خجلي بين القبائل"؟
لا أنكر أن الخلفية الأسرية ووجودية القبيلة وأثر العائلة فواعل مهمة جداً، وعندما يتبعثر الشيء لا يمكن المطالبة بدمه ولا الثأر من الجاني، وبالتالي فهو أمل مفقود لا يُرجى منه، عبّرت عنها في يوم "الشوفة" للعروس. وما هي إلا بروتوكولات ماقبل الزواج تحمل عاداتٍ وتقاليدَ متنوّعة، وفكراً قديماً، هناك من يتفحص العروس كأنها لعبة "باربي"، حيث تكون "الشوفة"بوجود أم الزوج "الحاكمة بأمر الله في ذلك اليوم"، مع العلم أن يوم "الشوفة" يُظهر نتاج التربية، وتعكس ذلك طريقةُ جلسة العروس ولباسها وضيافتها.
- أنت أمّ لأربعة شبان، هل مارست تلك الطقوس؟
تركتُ لأبنائي حرية الاختيار سواء من خلال لقائهم بزوجاتهم عبر مراحل الدراسة أو العمل، أحسنت تربيتَهم وتوجيههم لاعتبار الزوجة شريكاً لا تابعاً، صاحبةَ قرار في الحياة الزوجية وليست سلعة جُلِبَت للمتعة. والحرص على كوني قدوة ونموذجاً يُحتذى.
- من خلال حضورك للمؤتمرات حاولتِ تغيير الصورة النمطية عن المرأة السعودية إلى الأحسن؟ كيف فعلتِ هذا؟في عام 2006 صدر لي ديوان شعر باللغة الإنكليزية تحت عنوان "25 Secret Poems" وسافرتُ ضمن وفد رسمي الى الولايات المتحدة الأميركية لزيارة العديد من الولايات والجهات الحكومية الرسمية في قطاع التعليم، كان بحوزتي أكثر من ستين نسخة وزّعتها أينما حللتُ، وقد تلمّست علامات الاستغراب والإعجاب مرسومةً على الوجوه، نظراً لكتابة المرأة السعودية قصائد باللغة الإنكليزية، ومع النقاش والحوار وجدتُ ترحيباً وألقاً يعزّز مكانة المرأة ويغيّر الصورة النمطية عنها، في تلك الفترة!
- ماذا تحمل تلك القصائد السريّة؟
القصائد تعجُّ بالكثير من المشاعر الصادقة والكثير من الحنين والحب والشوق، وملامسة لواقع الحياة، برؤية حسّاسة، وملامسة لهموم المرأة السعودية، وآلام المرأة وآمالها.
- شاركتِ في تأسيس إدارة التدريب والابتعاث في وزارة التربية والتعليم، والإشراف على قسم معاهد ومراكز التدريب في جدّة، ماذا تحقق من خلال التدريب؟
التدريب في المملكة ما زال متعثراً بين جهتين حكوميتين تتولّيان الإشراف عليه وتقييم أدائه، هما وزارة التعليم، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وقد طرقتْ "لها" على وتر الهمّ الكبير الذي أحمله ـ تجويد وتحسين وضع التدريب في بلادي ـ وما زلت أعمل كمستشارة في هذا القطاع، وأقدّم خبراتي كمدربة لتعزيز الهدف برفع مستوى جودة أداء التدريب بما يُطلَق عليه في عالم الإدارة بـ ـ التميّز ـ بعدما أصبحت أغلب القطاعات والجهات تسعى لتحقيقه في أداء العمل، لأنه يسعى لقياس ما بعد الأداء وما بعد النتائج سواء لعمليات إدارية أو الموارد البشرية، وفي علم الإدارة نعرف أن ما لا يمكن قياسه، لا يمكن تطويره.
- لماذا هذا التعثر في قطاع التدريب؟
حين ركّزتُ على دراسة واقع التدريب في الميدان وكيفية تطويره، خرجت بفكرة "تصنيف المعاهد وفق نظام الخمسة نجوم" بمساعدة فريق عمل، وقدّمنا البحث إلى معالي محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني إبان عملي كمستشار للجنة، لكن للأسف لم يُعمل به. طوّرتُ الفكرة بعدها في رسالة الدكتوراه وبلورتُ من خلالها معايير مقنّنة لتطوير الاستثمار في قطاع التدريب في المملكة العربية السعودية في ضوء معايير للتميّز المؤسسي.
- ماذا حصل بعد ذلك؟
عدتُ مرة ثانية إلى أحضان وزارة التعليم بعد الإعارة كمستشارة في المؤسسة العامة للتدريب التقني، وأشرفت في إدارة التعليم الأهلي والأجنبي على مراكز التدريب الأهلية في محافظة جدّة للعشر سنوات الأخيرة قبل تقاعدي المبكّر من العمل، وكانت إدارة معاهد ومراكز التدريب الأهلية تعنى بالإشراف على منشآت التدريب في القطاع الخاص وترخّص لها وتراقب سَير العمل بها. وقد حرصتُ على إفادة هذا القطاع وتنظيمه وتطويره ما استطعت، فأنا أؤمن بأن التدريب هو جسرٌ يربط بين التعليم وسوق العمل، وتذكرةٌ رابحة للشباب إن أحسن استغلالها والاستفادة منها، وإلا سيكون حجر عثرة، وهدراً عظيماً للجهد والوقت.
- مع ذلك ما زال التعليم في المملكة يعتمد على التلقين رغم كل الجهود المبذولة لتغيير المنظومة التعليمية من التلقين إلى التفكير؟
كنت من ضمن القياديات اللواتي ترشّحن لحضور برنامج تدريبي لتأهيل القياديات ضمن "مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم" في جامعة أكسفورد ببريطانيا لمدة شهر. مع ثقتي بالوزارة التي لا توفّر جهداً لتمكين من يثبت جدارته للمشاركة في تطوير المنظومة التعليمية، وكفاءة العاملين فيها على المستويات العليا، ومحاولاتهم الجادة لتحسين الأداء والانتقال بالتعليم الى المختلف والمتميز، رغم كل هذا، ما زال الواقع يقول إن وزارة التعليم مترهّلة، كونها العجوز المخضرمة، والصبيّة المشاكسة. أرى أن إصلاح المنظومة بأكملها لا يكمن في تغيير المسؤولين، بمقدار ما يتمثل في تغيير جذري في كل القطاعات، ولا بد من تجديد اللوائح والأنظمة بما يتماشى مع التغييرات المتسارعة، وأتمتة الإجراءات وحوكمتها لتقليص البيروقراطية والبطء في صنع القرار، إلى جانب تطوير أداء الكوادر التعليمية والإدارية على نحوٍ مكثف وإلزامي بإصدار اللائحة التعليمية الجديدة من مجلس الوزراء.
- كيف تنظر الدكتورة بسمة إلى التعليم في المدارس الأجنبية؟
هناك 8 مناهج تعليمية أجنبية معتمدة لدى وزارة التعليم تدرّس في المدارس الخاصة بالجاليات أو المدارس الأجنبية. لكن شيئاً فشيئاً، ما كان موضة التعليم الأجنبي أصبح مسعى ومطلب أغلب الأسر السعودية ـ وهو ما يَدق ناقوس الخطر الوزارة تسمح وترخّص وتراقب وتضبط لتطبيق مناهج الهوية والاجتماعيات والدين واللغة العربية، إلا أن هذه الموادّ لا تزال أقل حظاً في الرعاية والتطبيق مقارنةً بِمواد اللغات الأجنبية، فإذا لم تعدّل المدارس الأجنبية مسارها ستنتج لنا تغريباً وتقزيماً مستنكراً لواقعنا العربي، ولهويتنا العربية الإسلامية.
وما على أولياء الأمور إلا تكثيف تعلّم اللغة العربية والدين والهوية والاجتماعيات وتعزيزها، حتى لا نخرّج أجيالاً من الطلاب والطالبات بشخصية مهزوزة ممسوخة، أجيالاً تقرأ وتفكر وتحلم بلغة مختلفة عن لغة آبائنا، بل وأجيالاً تستنكر الحديث باللغة العربية لاعتبارها اللغة الثانية الأقل مستوىً، وليست اللغة الأم. وكل ما أدعو إليه عبر منبر "لها" هو المزيد من الاهتمام بمستقبل أطفالنا ووطننا.
- تملكين كاريزما مميزة في استقطاب الجمهور، وتعملين على رفع مستوى التواصل الإنساني، ما هي السلبيات التي تواجهك في المجتمع؟
ما زال هناك من يصنّف الناس من النظرة الأولى، وما زال لدينا من يفكر بطريقة سطحية. والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف ننقل الناس من السطحية والغوغائية إلى العمق؟ وما رميت إليه هو تحفيز السؤال ولفت النظر نحو ضرورة التفكير، حتى مع الصغار بسؤال بسيط: ما الذي تريد فعله عندما تكبر؟ ولماذا؟ ويبدأ الحوار لمساعد الأجيال الجديدة على وضع هدف والعمل من أجله، لتسهيل حياتهم. ومن نِعَم الحياة عليّ، القدرة على تغيير مجرى حياة شخص بجلسة حوار واحدة مدتها عشر دقائق، والنجاح في ترك انطباع جيد منذ اللقاء الأول من خلال لغة الجسد، وجودة الحوار وحسن الاستماع.
- أعتقد أن التطور المجتمعي بات يسير بخُطى مدروسة ومتوازنة؟
ـ خبرتُ هذا التطوّر عبر موسم جدّة، من خلال حضوري وتعاملي مع بعض المنظِّمين والقائمين على سير الفعاليات. وجدتُ أداء مبهراً لشباب الوطن ينمّ عن حسن تدريب وقدرات وكفاءات في صناعة الفعاليات وخدمتها، لمست هذا خلال حضوري "مسرحية بيت الدهاليزي" في منطقة البلد في جدة، ورأيت القدرة على التصرّف بحكمة وابتسامة ذكية في الأزمات لمعالجة المشكلة.
- شاركت أخيراً في معرض الكتاب في القاهرة، كروائية سعودية كيف قرأت هذا الحدث من زاوية شخصية؟
الحرص على المشاركة سنوياً في معرض الكتاب الدولي داخل الجناح السعودي في مصر، أو غيرها، لتعزيز تواجد المرأة السعودية في المحافل الثقافية خارج الوطن، وألقى الترحيب والتقدير من سفارة المملكة العربية السعودية ومن الملحقية الثقافية. وعلى مدار الأربع سنوات الماضية شاركتُ في تنظيم فعاليات الصالون الثقافي بجناح المملكة في القاهرة وفي إدارة ندواته، ممّا سمح لي بالمساهمة عبر فريق عمل كبير ومتميز، لتقديم صورة مشرّفة عن المملكة العربية السعودية.
- متى سنشهد صالوناً ثقافياً في السعودية؟
سؤال ذو شجون... من منبر "لها" أتمنى على وزارة الإعلام أن تؤسّس لصالونات ثقافية في مناطق المملكة العربية السعودية تحت مظلّتها، ويُدعى إليه المساهمون في مجال الأدب والفنون والثقافة من السعوديين والمشاركين في صناعة الإعلام بمختلف الجنسيات والأطياف، ويتشكل منه "ملتقى الإعلام" لصناعة الفكر وتغيير الصورة النمطية عن المملكة في العالم كله، وأن تخرج من عباءتها القديمة، وتمارس دور الراعي والمكتشف للمثقف والأديب والروائي والقاص والشاعر، وتترجم مبادرات وتغير ممارسات ليصبح لدينا "ملتقى إعلامي" سنويّ كبير يُعنى بالأدب السعودي والمثقّف السعودي، المشهور والمغمور، المخضرم والمبتدئ، وتنشأ جائزة معتبرة على مستوى الدولة لكل أنواع الأدب السعودي الذي يثري المحتوى. والجميل في هذا المجال والمشرّف في الآن ذاته، أن أدباءنا وكتّابنا يرشَّحون لجوائز عربية خارج الوطن، سواء على مستوى الخليج أو على مستوى المغرب العربي، لكن أوَليس الأولى أن نحتفي بهؤلاء داخل الوطن؟ زامر الحي لا بد أن من يُطرب.
كذلك أتمنى على وزارة الإعلام تأسيس مرصد إلكتروني على موقع الوزارة لرصد أخبار الكتّاب والمثقفين وتسويق الأعمال الأدبية، ويصار من خلاله إلى الإعلان عن ولادة رواية جديدة أو إصدارها، مع ورش عمل لتطوير النتاج الأدبي، وشحذ المهارات لدى الكتّاب والمؤلّفين، وتأسيس هيئة أو لجنة وطنية على مستوى رفيع للنقد وتقييم العمل. وقد آن الأوان لنقلة نوعية في وزارة الإعلام مع تسنّم معالي الوزير تركي الشبانة لمنصبه، وليس عليه بِعَصِيٍّ أو بعيد.
- مَن وراء هذا النجاح العظيم، وماذا بعد؟
وراءه شخصية عنيدة حوّلت الأحلام إلى رحلة إصرار وإنجاز، لزرع بصمة إيجابية في كل مكان، كان هاجسي منذ طفولتي، أن أترك بسمة وأُسْعِد مَن حولي قدر المستطاع.
ربّاني أب عظيم، وأمّ ذكراها عطرة في كل مكان، أفخر بأنني امتداد للسيدة التربوية عائشة المصري، طيَّب الله ثراهم أجمعين، فأنا وإخوتي نتاج غرسهما، وسخّر الله لي الزوج الداعم والمساند في مسيرتي وحياتي، كما حباني المولى أولاداً أزهو بهم وأفتخر، أرجو أن يكونوا خلفاً مباركاً وخيراً نيّراً.
- ماذا تقولين للمرأة؟
التغيير الحقيقي في وضع المرأة يجب أن يبدأ في عقول الرجال ومن العائلة وداخل البيت، الأم هي التي تربّي، لذا اصنعي رجالاً يحترمون المرأة ويقدّرونها ويحافظون عليها.
الأسرة أوّلاً، والأولاد نتاج الغرس، وامتداد لنجاحنا في الحياة، بل وإنجازنا، هم من يدورون في فلكنا ولسنا نحن من ندور في أفلاكهم. واكتشفي بواطن قوّتك لتشاركي بجدارة في تنمية الوطن، ودعي الخوف جانباً.
ولكل النساء السعوديات أقول هنيئاً لنا قيادة داعمة والمزيد من التمكين والوعي بمتطلبات المرحلة المقبلة في بلادنا، لأننا تحت المجهر... ومحطّ أنظار الكثير من نساء العالم فلننهض ولنكن أهلاً لذلك... كل عام والوطن بخير.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024