مـرام البلوشـي: الدراما الخليجية تشهد تراجعاً بسبب ضعف النصوص
- بعد الوعكة الصحية التي تعرّضت لها، كيف أصبحت الآن؟
الحمد لله عدت إلى حياتي الطبيعية بعد أن أُصبت بجلطة في القلب. طبعاً ليس مطلوباً مني أن أبذل مجهوداً كبيراً، بل ممارسة رياضة خفيفة كي تنشط عضلة القلب.
- ما الأسباب التي أدّت الى إصابتكِ بجلطة في القلب وأنت لا تزالين صغيرة في السنّ، هل كنت غاضبة من شيء ما؟
لا أعرف الأسباب، لكن أعتقد أن الإرهاق الذي بذلته خلال تصوير مسلسل "دفعة القاهرة"، وغيابي عن بيتي وأولادي لثلاثة أشهر متتالية، دمّراني نفسياً.
- بعد إصابتك بالجلطة، كيف تمكّنت من استئناف التصوير؟
كان لا بد أن أعود لاستكمال تصوير المسلسل، لأنني ملتزمة بعقد، وإلا حدث "خراب بيوت"... الحمد لله عدت اليوم إلى طبيعتي، وقدّمت عروضاً مسرحية في عيدَي الفطر والأضحى.
- مسلسل "دفعة القاهرة" شكّل مفاجأة في رمضان الماضي، إذ إنه خرق الساحة الفنية في مصر وكان متابَعاً جداً، لماذا برأيك؟
لا شك في أن اسم المسلسل شدّ انتباه المشاهدين في مصر، وعندما سألت أصدقائي المصريين لماذا تابعتم "دُفعة القاهرة" على قناة "أم بي سي"، أجابوا بأن الحشرية دفعتهم لمشاهدته، وبعد عرض عدد من الحلقات أعجبهم مضمون العمل وجذبهم لمتابعته.
- هل شعرت أنك قدّمت جديداً من خلال هذا المسلسل؟
بالتأكيد، والجديد في دوري أن شخصية "لطيفة" ما عادت موجودة في هذا الزمن لدرجة أن صديقاتي في الكويت تضايقن من أدائي وقلن لي "أنت بلا إحساس"، وعندما لمست تناقض الناس حول الشخصية شعرت بالنجاح.
- جمع المسلسل ممثلين من أكثر من دولة خليجية، كيف وجدت النتيجة؟
نحن في دول الخليج نعتبر أنفسنا أهل منطقة واحدة، ونجاح العمل أسعدنا جميعاً. ودوري في هذا المسلسل أعتبره خطوة الى الأمام في مسيرتي الفنية.
- هل استطعت متابعة أي مسلسل درامي أثناء انشغالك في التصوير؟
رغم انهماكي بالتصوير، شاهدت بعض الحلقات من مسلسلات: "قابيل"، "ولد الغلابة" و"البرنسيسة بيسة".
- يُحكى أن الدراما الخليجية لم تعد كما كانت من قبل، هل تؤيدين هذا الرأي؟
هذا صحيح. للأسف، الدراما الخليجية ضعُفت نوعاً ما بسبب افتقارنا الى النصوص الجديدة. وفي الخليج، لدينا مشكلة أن الناس يرغبون بمتابعة مسلسلات تنقل صورة الواقع كما هو، وينفرون من الأعمال الخيالية النابعة من أفكار المؤلف، إنما في العُرف الفني، الدراما لا تنقل الواقع دائماً.
- فلنعد قليلاً الى الوراء، هل كنت تتوقعين أن يُحدث مسلسل "غرابيب سود" كل هذه الضجة الإعلامية، وكيف تم ترشيحك للمشاركة في العمل؟
هذا المسلسل حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً في الوطن العربي إذ إنه ناقش قضية مهمة جداً، وهي التطرف والإرهاب وتنظيم "داعش". أما بالنسبة الى التحضيرات فقد تم ترشيحي واختياري لهذا الدور من جانب شركة "صبّاح بيكتشر" والكاتبة لين فارس، وأحمد الله أن جاءتني فرصة كهذه لكي أعمل في مسلسل عربي مشترك يحمل رسالة مهمة، فطوال مشواري الفني وعمره 21 عاماً وأنا أعمل في مجال التمثيل، لكن الفرصة التي جاءتني ثمينة بحيث اجتمعت مع نجوم عرب من مختلف الدول العربية، وأبدعنا في التمثيل. أما في خصوص من قال إن المسلسل تعرض في فترة ما للضغوط، فأؤكد أن هذا الكلام كذب وافتراء، لأننا صوّرنا عشرين حلقة من المسلسل ولم يُحذف أي مشهد منه.
- هل تلقّيت تهديدات بعد عرض المسلسل؟
بعد عرض المسلسل، وصلتني تهديدات من خلال هاتفي الخليوي، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنني مؤمنة برسالتي وقضيتي، وهناك فنانون رُشّحوا قبلي لهذا الدور لكنهم خافوا واعتذروا.
- هل يمكن أن نراك بطلة في أعمال عربية مشتركة؟
أتمنى ذلك، وإذا عُرض عليّ دور البطولة فلن أتردّد في قبوله.
- حدّثينا عن مسلسل "ذكريات لا تموت"؟
هذا العمل كان نصه مكتوباً بحِرفية شديدة، وكل شخصية فيه مرسومة بدقّة، وكل واحد من أبطاله، سواء بثينة الرئيس وأمل العوضي وفاطمة الصفي ويعقوب عبدالله أبدع في تجسيد الشخصية الموكلة إليه، وسرّ النجاح غير المتوقع يكمن في البطولة الجماعية، أما كاتبة العمل الكويتية أنفال الدويسان فهي فعلاً موهوبة، والمخرج منير الزعبي كان في الماضي مخرج منوعات، وله رؤية ثاقبة، وقد استطاع أن يُخرج من الفنان الذي يعمل تحت إدارته طاقات كامنة، ويكتشف في داخله زوايا إنسانية خفية.
- لماذا أنتِ بعيدة نوعاً ما عن مواقع التواصل الاجتماعي؟
لا أحبّ التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، فأنا ممثلة ولست مروِّجة لمنتَج معين أو مندوبة إعلانات حتى أحرص على الظهور بشكل دائم. وبصراحة، لا أهتم لزيادة عدد متابعيّ على السوشيال ميديا، إلا إذا كانت هذه الزيادة تخدمني كفنانة.
- هل خفّضتِ فعلاً أجرك؟
نعم، فقد خفّضت أجري بسبب الأزمة الإنتاجية التي تشهدها الكويت، والكثير من الفنانين فعلوا مثلي حتى وإن أنكروا ذلك، أما أنا ففعلت ذلك عن قناعة تامة حتى أتمكن من الاستمرار في مزاولة المهنة التي أحبّ إذ عندما احترفت التمثيل لم يكن هدفي كسب المال فقط أو الظهور في أي عمل.
- وهل من أسباب أخرى أدت الى تراجع الدراما الخليجية؟
لا أعرف، ربما الظروف الاقتصادية والسياسية أثّرت سلباً في كل مجالات الحياة.
- يبدو أنك نسيت الغناء، ألم تعودي ترغبين بتقديم الأغاني وأنت بدأت حياتك في الفن كمطربة؟
بالفعل، بدأت حياتي الفنية مطربة وواجهت مشاكل مع الشركة المنتجة التي تعاملت معها، لذلك ابتعدت عن الغناء ودخلت عالم التمثيل وانشغلت بهذا العالم، ولا يمكنني أن أجمع بين الغناء والتمثيل.
- لكن في الماضي كان النجوم يجمعون بين الغناء والتمثيل!
إذا تحدّثنا عن مصر، كان هناك إنتاج كبير للأفلام الغنائية التي ساعدت المطربين في التمثيل، أما في الخليج فلا وجود لهذا الأمر إذ ليس لدينا صناعة سينمائية.
- إذاً أنتِ محظوظة فقط في غناء شارات المسلسلات.
هذا صحيح، فغناء شارات المسلسلات هو متنفّسي الوحيد في الغناء، لكن إذا عُرض عليّ تقديم دور مطربة في أحد المسلسلات فلن أتوانى عن تقديمه.
- هل ما زلت تغنّين بين أهلك وأصحابك؟
لا، نسيت الغناء كلياً، فأنا أعتبر نفسي ممثلة في الوقت الحاضر.
- المسرح في الكويت لا يزال محافظاً على جماهيريته، ماذا تخبرينا عن تجربتك في هذا المجال؟
لي تجربة جيدة مع المسرح، وإذا ضاع منّا المسرح في الكويت فتحلّ الكارثة.
- لماذا يحيون المسرح في الكويت؟
لأن المسرح في تطور دائم، والمهرجانات المسرحية بازدياد، وبالتالي تكبر المنافسة وتحتدم، والشباب بات متحمّساً للعمل على خشبة المسرح.
- هل تدعم الدولة الكويتية المسرح؟
أبداً، فالدولة تدعم المهرجانات فقط، أما المسرح فيقوم على جهود فردية لعدد من المنتجين، وهذا التقصير لا أعرف له سبباً، خاصة أن العروض الخارجية التي تُقدّم في الكويت على أهم المسارح تلقى دعماً من الدولة.
- ما هو آخر أعمالك المسرحية؟
آخر مسرحية شاركت فيها كانت بعنوان "خطوات الشيطان"، وهي فكاهية من إنتاج "مسرح السلام"، وقد عرضناها في أغلب دول الخليج العربي.
- سبق أن خضتِ تجربة تقديم البرامج، هل يمكن أن تكرّري هذه التجربة؟
سعُدت بتجربة التقديم والمواضيع التي ناقشتها مع المشاهدين، كما كانت لي تجربة في تلفزيون أبو ظبي بعنوان "غنّي"، وصوّر البرنامج في لبنان، وقد أحببت كثيراً هذه التجربة، وإذا عُرضت عليّ مجدداً فلن أمانع في تقديمها.
- هل يملك أولادك مواهب فنية؟
لن أسمح لهم أبداً بدخول هذا المجال، لأنه متعب جداً.
- لكن ما من مجال عمل خالٍ من التعب والإرهاق؟
العمل متعب في كل المهن، لكن ليس الى الحد الذي نراه في الفن.
- هل يمكن أن تعتزلي الفن؟
فكرة الاعتزال تراودني دائماً، لكنني لا أستطيع الابتعاد عن أمر أحبه.
- ما هو جديدك لرمضان 2020؟
لي مسلسل بعيد عن شهر رمضان وبعد ذلك أناقش الأعمال التي سأقدمها في رمضان 2020.
- ما هي الأعمال الغنائية التي لفتتك أخيراً؟
أحببت أغنية "يا بتفكر يا بتحس" لشيرين عبدالوهاب، وجذبتني أغنية آدم النابلسي "هو الحب"، لكنني أهوى الاستماع الى كل الأغاني العربية.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024